استمارة البحث

القسم 2: بناء صداقة مع وسائل الإعلام

  • ما هي الصداقة مع وسائل الإعلام؟
  • ما الذي يجعل الصحف تبيع؟
  • لماذا علينا بناء الصداقة مع وسائل الإعلام؟
  • كيف نبني الصداقة مع وسائل الإعلام؟

ما هي الصداقة مع وسائل الإعلام؟

كم مرّةً سمعنا القول المأثور: "القلم أقوى من السيف"؟ صحيحٌ أنّ هذه العبارة، بصيغتها الحالية، قد جاءت على لسان إدوارد بولوير- ليتون E. Bulwer-Lytton في العام 1839، غير أنّها ما زالت صحيحة في القرن الحادي والعشرين: فالإعلاميون في الصحف ومحطّات التلفزيون والراديو والمحررون والناشرون وأصحاب المحطّات، يتمتّعون بقدر هائل من السلطة وفي الولايات المتحدة وبلدان العالم وفي مجتمعنا المحلّي. مؤخّراً، انضمّ إليهم أصحاب المدوّنات الالكترونية (البلوغرز)، ومدراء المواقع الإلكترونية وغيرهم ممّن أتقنوا قدرات الإنترنت على نشر المعلومات – أو تشويهها – إلى عددٍ  من الناس حول العالم يفوق ما تصوّره بولوير- ليتون.

في الواقع، هؤلاء هم الأشخاص الذين كشفوا فضيحة وُوْترغيت وأرغموا رئيس الولايات المتّحدة الأميركية ريتشارد نيكسون على الاستقالة، وهم الذين يرسلون صوراً عن حرب العراق وأفغانستان حول العالم، وهم القادرون على توليد الدعم أو المعارضة للحملات السياسية بمجرّد نقل تصريحات المرشّحين. من الواضح إذاً أنّ بناء الصداقة مع الإعلاميين هي فكرةٌ جيّدة. وحتّى لو بدت هذه الفكرة مرعبة، ولكن، يجب ألا ننسى أنّ ما يظهر على أنّه نظامٌ مُرهِب وجبار يتألّف على الصعيد المحلّي من أشخاصٍ شبيهين بنا يعيشون ويعملون في مجتمعنا المحلّي. وهم مثلنا مهتمّون بالتوصّل إلى مجتمع محلّي صحّي.

ثمّة أمورٌ عدّة ينبغي أن نعرفها أو أن تعرفها مجموعتنا من أجل بناء صداقةٍ مع وسائل الإعلام.

ما الذي نحتاج إليه لبناء علاقةٍ مع وسائل الإعلام؟

قبل أن نتمكّن من "العمل مع وسائل الإعلام"، ينبغي أن نفهمها، وأن نلفت انتباهها، وأن نكسب ثقتها. في الواقع، يوجد نوعان من العلاقات التي ينبغي أن نبنيها مع وسائل الإعلام: العلاقات الفردية مع الإعلاميين، والعلاقات العامة مع المؤسّسات الإعلامية – الصحف، ومحطّات التلفزيون والراديو (بما في ذلك قنوات محطات الكابل المحلّية)، والمجلات، والمجلات الالكترونية (المنشورات الالكترونية).

وكما هي الحال بالنسبة إلى جوانب كثيرة في الحياة، يتّخذ بناء العلاقة الجيّدة مع وسائل الإعلام طابعاً شخصياً في الأساس. فـ"وسائل الإعلام" تتألّف من أشخاصٍ – كالصحافيين، وكتّاب الافتتاحيات، والمحرّرين، وأصحاب المدوّنات الالكترونية، والمصوّرين، والمنتجين – يستجيبون الأمور نفسها التي نستجيب لها. فهم ينجذبون نحو الأشخاص المهتمّين بهم وبأسرهم والذين يشاركونهم همومهم وشغفهم، والذين يحبّونهم لأنفسهم، وليس لما يمكنهم تقديمه.

والإعلاميون يدركون السلطة التي يمتلكونها، ويفهمون أنّ الكثير من الأشخاص يرغبون في إنشاء علاقاتٍ معهم للحصول على جزءٍ من هذه السلطة. نتيجةً لذلك، غالباً ما يتوخّون الحذر – احتراماً لأخلاقيات المهنة ولأنّهم لا يريدون أن يتمّ استغلالهم -  في مسألة التقرّب من الأشخاص الذين يلتقون بهم في عملهم.

وينبغي مقاربة العلاقات كلّ واحدة على حدة. فبعض الإعلاميين قد يشاركوننا الكثير من الأمور وقد يسهل علينا بناء الصداقة معهم. ولكن، يوجد أيضاً أشخاصٌ آخرون لن يكونوا أبداً أكثر من أشخاص نشاركهم علاقةً مهنية فعّالة... وهذا يكفي.

من بعض النواحي، قد يكون من الأفضل ألا نبني صداقات مقرّبة مع ممثّلي وسائل الإعلام. فقد يُتَّهَمون بالتحيّز لوجهة نظرنا بسبب علاقتنا الشخصية، كما أنّ هذه العلاقة قد تتأثّر بما نقوم به نحن ولا نخبرهم به، وبما يقومون به هم ولا يبلغوننا عنه. المثالي إذاً هو بناء علاقة عمل جيّدة: فهم سيردّون على مكالماتنا الهاتفية وسيُدخِلون منظورنا في مواد إعلامية تتناول مسألتنا، أمّا نحن فننبّههم لدى صدور مواد إعلامية هامة، أو لدى وجود أمرٍ نعتقد أنّه ينبغي الإبلاغ عنه. فهذا النوع من العلاقات غير معقّد ويعود بالمنافع على الجهتَين معاً.

إلى ذلك، تتطوّر العلاقات مع مرور الوقت، وليس بلمح البصر. ولا يتطلب الأمر أن نصبح أصدقاء مقرّبين من الإعلاميين حتى نطوّر علاقات عمل جيّدة ونلفت انتباههم إلينا وإلى مسائلنا. في الواقع، علينا أن نظهر أنّنا أهلٌ للثقة نظراً لمعرفتنا ما نتكلّم عنه، ولتمثيل الأوضاع والوقائع بدقّة ونزاهة، ولدعم ما نقوله، ولإبلاغ الوسط الإعلامي  بالمعلومات التي قد يجدونها مثيرة للاهتمام -  من دون توريط أنفسنا أو منظّمتنا.

 لماذا ينبغي بناء الصداقة مع وسائل الإعلام؟

قد يكون بناء الصداقة مع وسائل الإعلام مفيداً لمجموعتنا، وذلك لأسباب عدّة. على سبيل المثال:

  • وسائل الإعلام يمكنها أن تزيد من وعي الجمهور  وجود مجموعتنا وعملها
  • وسائل الإعلام يمكنها أن تساعد على تجنيد أعضاء لمجموعتنا
  • وسائل الإعلام يمكنها أن تُعلِم المجتمع المحلّي بما نقوم به الآن وبما قمنا به سابقاً
  • وسائل الإعلام يمكنها أن تزيد الوعي العام بشأن مسائل متنوّعة
  • وسائل الإعلام يمكنها أن تصوّر مجموعتنا والمسائل التي نؤيّدها بطريقة إيجابية أمام الجمهور، أو على العكس، فقد تصوّر خصومنا بطريقة سلبية.

كيف نبني الصداقة مع وسائل الإعلام؟

إجراء اتّصال شخصي:

 الخطوة الأولى تتمثّل في إجراء اتّصال شخصي مع كلّ مؤسّسة إعلامية ننوي استخدامها. ويُفترَض بهذه المهمّة أن تقع على عاتق منسّقنا الإعلامي، أي الشخص المسؤول أو المجموعة المسؤولة عن التعامل مع الإعلام في منظّمتنا. والطريقة المثالية تكمن في التعارف أو الإحالة إلى شخصٍ محدّد عن طريق أحد الأصدقاء أو المعارف المشتركين. إذا لم يكن ذلك ممكناً، نستطيع أن نبدأ من خلال الاستفسار (بالإسم) عن صحافي يكتب أو يعدّ برامج عن مسائل متعلّقة بعملنا.

من المهمّ أن يكون لدينا إسمٌ. فإذا سألنا عن "الصحافي البيئي" أو "المختصّ بالشؤون التربوية"، فسيعرف الصحافي فوراً أمرَين عنّا:

  1. أنّنا "غرباء"، أي أنّنا نتّصل من دون أيّ رابط به أو بالمؤسّسة الإعلامية، آملين أن نحصل على شيءٍ من خلاله.
  2. أنّنا لم نقم بإجراء أيّ بحث لنعرف مَن هو الصحافي البيئي أو المختصّ بالشؤون التربوية، كأنّنا نرسل رسالةً رسمية من دون التحقّق من تهجئة الكلمات أو من دون الحصول على العنوان الصحيح للشخص الذي نرسل إليه الرسالة.

نتيجةً لذلك، يقلّ كثيراً استعداد الصحافي للدخول في أيّ نوع من العلاقات معنا، أو للتعاطي معنا بجدّية. ويمكننا الحصول على الاسم الذي نريده من خلال الانتباه إلى توقيع الصحافيين الذين يكتبون المقالات المرتبطة باهتماماتنا، أو من خلال البحث (ربّما نستطيع إيجاده على الموقع الالكتروني الخاص بالمؤسّسة الإعلامية)، أو من خلال سؤال الأشخاص الذين نعرفهم والذين يمكن أن تكون لديهم هذه المعلومة.

(ليست هذه النصائح مجرّد أفكار منطقية – فهي صادرة عن صحافي بارز غالباً ما يتلقّى مكالمات من غرباء، وقد وجد أنّ معظمهم لا يستحقّون الوقت الذي يستهلكونه.)

وليس بالضرورة أن نتّصل بصحافي. فقد يكون الذي نتصل به محرّراً، أو منتجاً، أو مخرجاً، أو حتّى باحثاً أو موظّفاً إدارياً يعمل في المؤسّسة الإعلامية. فقد يتمكّن هذا الشخص ربّما من تعريفنا إلى الأشخاص المحدّدين الذين نرغب في العمل معهم.

بناء الثقة:

 ينبغي أن يقتنع ممثّلو وسائل الإعلام بأنّ ما نقوله لهم صحيحٌ، أو أنّه يمثّل الحقيقة، على الأقلّ بقدر ما نعرفها. فهم لا يستطيعون المخاطرة بسمعتهم بسبب مواد إعلامية غير دقيقة، أو وقائع لم يتمّ التحقّق منها بعناية. في المقابل، علينا أن نكون متأكّدين من أنّ ما نقوله لهم سيُفسَّر بشكل صحيح ومن أنّ كلامنا سيُنقَل بدقّة وفي الإطار المناسب. من جهتنا، ثمّة بعض المبادئ التوجيهية الأساسية لبناء هذا النوع من الثقة، وهي التالية (من القسم 1 من هذا الفصل، العمل مع وسائل الإعلام):

  • ينبغي أن نكون موجودين عندما نُطلَب: علينا أن نجيب عندما يتّصل معارفنا من الوسط الإعلامي. وإذا تعذّرت علينا الإجابة فوراً فعلينا أن نعاود الاتّصال بهم في أقرب وقت ممكن.
  • ينبغي أن نكون منفتحين: علينا أن نكون منفتحين وكرماء مع المعلومات قدر المستطاع، من دون أن نضع أنفسنا أو منظّمتنا في مأزق.
  • ينبغي أن نكون جديرين بالثقة: علينا دائماً قول الحقيقة لوسائل الإعلام. وإذا لم نكن قادرين على قول الحقيقة – إذا كانت ستسبّب مشكلة خطيرة، أو إذا كان التوقيت غير مناسب – فعلينا عندئذ بكلّ بساطة أن نمتنع عن التعليق، ولكن علينا ألا نكذب. إذا كذبنا نورّط أنفسنا ربّما بنوعَين من الصعوبات: أوّلاً، ستظهر الحقيقة في نهاية المطاف وسنكون في موقفٍ أصعب بكثير ممّا لو كنّا صادقين منذ البداية، وثانياً، سنكون قد أسأنا إلى علاقتنا مع معارفنا في الوسط الإعلامي الذين سيشعرون أنّه لا يمكنهم الثقة بنا من الآن فصاعداً... وسيكونون على حقّ.

إنّ الامتناع عن التعليق هو طريقة لطالما استُخدِمت لتجنّب الكذب على وسائل الإعلام. فالأفضل هو أن نتحلّى بالتهذيب، وأن نلمّح إلى أنّنا سنتكلّم عن الموضوع عندما نستطيع ذلك. ("أنا آسف، ولكنّني لا أستطيع التعليق على هذا الأمر الآن.")

  • ينبغي أن نكون دقيقين: علينا التأكّد من امتلاكنا الوقائع قبل الإدلاء بالتصريح. وإذا لم تكن لدينا إجابة عن سؤالٍ ما علينا أن نَعِد بالحصول عليها ثمّ بإعادتها إلى الصحافي – وأن نفعل ذلك. وإذا ذكرنا أرقاماً إحصائية فعلينا أن نتأكّد من أنّها صادرة عن مصدر موثوق ومؤكّد. إذا كانت معلوماتنا دقيقة دائماً فستقصدنا وسائل الإعلام باعتبارنا مصدراً للمعلومات عن مسألتنا. ولن يكون علينا الاتّصال بهم - بل إنّهم هم الذين سيتّصلون بنا. وإذا اقترفنا خطأً ما علينا تصحيحه بأسرع وقت ممكن. فإذا لم نفعل ذلك ستستغلّ وسائل الإعلام أو خصومنا (إذا كان لدينا أيّ خصوم) أو الإثنان معاً، هذا الخطأ ويضعوننا في موقف صعب.

من ناحية أخرى، هنا مثال على متى يكون بناء الصداقة مع وسائل الإعلام مفيداً:

 قام أحد المنادين المعروفين بالإدلاء ببيانٍ يتناول المسائل الاقتصادية لصحيفة كبرى. وبعد مدّة قصيرة تلقّى اتّصالاً من صحافي في الصحيفة كان قد تعرّف إليه في الجامعة فأبلغه أنّ الوقائع التي يستند إليها البيان خاطئة. تحقّق واكتشف أنّ الصحافي كان على حقّ، الأمر الذي أحرجه. وبفضل الاتّصال تمكّن من تصحيح البيان قبل إصداره. فلو لم يتدخّل صديقه في المجال الإعلامي لكان وقع في الخطأ حتّى أنّه كان ليظهر وكأنّه يكذب لغاية سياسية.

  • ينبغي إبلاغ وسائل الإعلام بالمواد الإعلامية المتعلّقة بمسألتنا والتي قد يهتمّون بها: وقد تشمل موادّ إعلامية عن الشأن الإنساني، أو مِنَحاً أو أموالاً مُقدَّمة إلى منظّمتنا، أو معلوماتٍ عن المسألة بحدّ ذاتها (مبادرة وطنية مرتبطة بها أو إحصائيات جديدة صادرة بشأنها، مثلاً)، أو مناسبات محلّية أو وطنية (معرض مفتوح أو حفل موسيقي لجمع التبرّعات، أو يوم وطني مخصّص للمسألة.)

إعطاء وسائل الإعلام ما تحتاج إليه:

 يُعَدّ بناء العلاقات الجيّدة مع الأشخاص الجدد أمراً أساسياً بالنسبة إلى حملة المناداة – أو المناصرة -الإعلامية الناجحة. فإذا عرف الصحافيون والمحرّرون أنّنا نشكّل مصدراً جيّداً وموثوقاً من المعلومات (أي أنّنا أشخاص يسهّلون عليهم أعمالهم) فستتحسّن حظوظنا في اكتساب تغطيةٍ مناسبةٍ لصالحنا. في ما يلي بعض النصائح التي تساعدنا لكي نصبح مصدراً موثوقاً:

  • الاطّلاع:

علينا أن نقرأ الصحف، وأن نشاهد الأخبار على التلفزيون، وأن نستمع إلى الإذاعات. ينبغي أن نعرف آخر المستجدّات الحالية التي تؤثّر على منظّمتنا. وينبغي أن نتأكّد من أنّ مصادرنا موثوقة، كما أنّه علينا الحصول على أكبر قدر ممكن من الوقائع والأرقام. وإذا طُرِح علينا سؤال من وسائل الإعلام لم نستطع الإجابة عنه فعلينا أن نقترح إيجاد الإجابة... وأن نجدها. يجب ألا نبالغ أو "نؤلّف" – لكي نشكّل مصدراً موثوقاً، علينا أن نتحلّى بالدقّة طوال الوقت.

إذا كنّا نتكهّن فعلينا أن نقول ذلك، ولكن يجب أن ننتبه – فالأشخاص لا يسمعون دائماً الملاحظات التي نضيفها إلى ما نقوله. فالامتناع عن قول أيّ شيء أفضل من رؤية تكهّناتنا المبهمة مذكورةً في الصحيفة وكأنّها حقائق ثمّ التعرّض لهجوم من الأشخاص الأكثر اطّلاعاً.

  • الاستفادة قدر الإمكان من معلوماتنا:

ينبغي أن نستخدم المعلومات التي جمعناها حول وسائل الإعلام المحلّية لتفصيل موادنا الإعلامية بحسب أسلوب كلّ مؤسّسة إعلامية واحتياجاتها.

  • جمع الملفّات الصحافية:

يحتوي الملفّ الصحافي على معلومات خلفية عن منظّمتنا وإنجازاتها ومشاريعها الحالية. يمكن إرسال هذه المعلومات بسرعة لمجاراة سرعة التغطية الإعلامية التي نشهدها حالياً.

  • إرسال رُزَم المعلومات إلى وسائل الإعلام المحلّية:

عندما تكون لدينا مقالة نريد تغطيتها، نرسل الملفّات الصحافية إلى الصحافيين المحلّيين. وعلينا أن نحرص على ذكر مراجع جميع الوقائع التي ندرجها في مثل هذه الرُزَم.

  • المتابعة من خلال مكالمة هاتفية:

بعد إرسال الملفّات الصحافية نتّصل بالإعلاميين الذين اخترناهم للتركيز على أهمية مادتنا الإعلامية، كأن نسلّط الضوء مثلاً على عدد الأشخاص المتأثّرين بهذه المسألة، أو من خلال تصوير التبعات المستقبلية الناجمة عن الوضع. لمزيدٍ من المعلومات عن مواضيع الأخبار انظروا عدّة العمل: الفصل 34، القسم 3: ابتكار مواد إعلامية تطلبها وسائل الإعلام. وعلينا أن نقترح الإجابة عن أيّ أسئلة قد تبرز.

فهم مَن نعمل معه:

من المهمّ أن نفكّر في المؤسّسات الإعلامية التي نريد الاتّصال بها، ومتى ينبغي الاتّصال بها، وما يستطيع كلّ طرف تقديمه للطرف الآخر. علينا إذاً أن نعرف ما الذي تقوم به كلّ مؤسّسة ومَن هو جمهورها المُستهدَف.

  • دراسة وسائل الإعلام وتحليل محتواها:

مَن هم الصحافيون وما هي المؤسّسات الإعلامية التي تنتبه إلى مجال اهتمامنا؟ يمكننا تحضير جدول أو سجل يُظهِر الجهة التي تستطيع تقديم أفضل تغطية.

وعلينا أن نلاحظ أنواع المواد الإعلامية التي تغطّيها وسائل الإعلام المحلّية. مَن يقدّم تغطية جيّدة للمسائل المهمّة بالنسبة إلينا؟ ومَن هم الصحافيون الذين ينبغي أن نركّز طاقتنا عليهم؟ وما هي تحيّزات كلّ مصدر إن وُجِدت؟ صحيحٌ أنّه يُفترَض بوسائل الإعلام أن تكون غير متحيّزة في تغطيتها الإخبارية (أي ألا "تنحاز لجهة معيّنة") إلا أنّ الصحافيين أو الناشرين أو المحرّرين أو مخرجي البرامج لديهم آراؤهم السياسية. وقد تؤثّر هذه الآراء على ما يتمّ تغطيته وعلى مدى الانتباه المُعطى وعلى كيفية تصوير الموضوع.

  • الانتباه إلى المُعلِنين:

علينا معرفة الشركات التي تضع إعلاناتها لدى مؤسّسة إعلامية محدّدة. فعندما نعرف ذلك نتعرّف إلى مدى وسع جمهور المؤسّسة الإعلامية أو ضيقه.

فهم ما يجعل المادة الإعلامية مهمّة بالنسبة إلى القرّاء أو المستمعين أو المشاهدين لكي نساعد أصدقاءنا في وسائل الإعلام على بيع منتجهم. فلكي نحصل على الدعم من وسائل الإعلام علينا إقناعها بأنّ زبائنها يريدون سماع ما نريد قوله. وهذا ليس أمراً سهلاً! فالقرّاء يحكمون على الأخبار من خلال طبيعتها الواقعية وفائدتها وأهميتها العامة. وجميعها تستند إلى المعايير التالية:

  • مصداقية مصدر معلومات الصحافي أو مركز المصدر الاجتماعي أو المهني
  • مدى قدرة القرّاء على استيعاب المواد الإعلامية المحدّدة
  • مدى توافق المعلومات في المادة الإعلامية مع مصادر أخرى تتناول المسألة نفسها
  • كيف يقرّر القرّاء مدى أهمية مسألة معيّنة بالنسبة إليهم.

تساعد قوّة كل معيار من هذه المعايير على تحديد مدّة بقاء مسألةٍ ما في الإعلام ومقدار الانتباه الذي تحظى به. طبعاً، تختفي أحياناً المواد الإعلامية بشكل طبيعي لأنّ الناس لا يهتمّون بها.

ثمّة أمور تجعل المواد الإعلامية مقْنِعة أو مثيرة للاهتمام بالنسبة إلى القرّاء. فالمواد الإعلامية التي ترتبط بتجارب الناس الحقيقية – أي التي تخبر قصّةً – تجعل القرّاء يتابعون القراءة أو تلفت انتباه السائقين عندما يقفون في ردهات منازلهم ولا يطفئون أجهزة الراديو في سياراتهم حتّى تنتهي المادة الإعلامية التي يسمعونها. وهذه الأنواع من المواد الإعلامية غالباً ما تنجح لأنّ القرّاء أو المستمعين أو المشاهدين يتعاطفون مع الأشخاص الذين تتناولهم. فالجمهور يتخيّل نفسه أو أفراد أسرته في الوضع نفسه فتصل القصص إلى قلوب الناس وعقولهم.

إلى ذلك، فإنّ الصور أو الموسيقى (على الراديو والتلفزيون والإنترنت)، أو البصريات (الألوان والأفلام والرسوم المتحرّكة...الخ) قد تلفت هي أيضاً انتباه القرّاء أو المستمعين أو المشاهدين. للمزيد عن هذا الموضوع انظروا الفصل 45، القسم 5 عن  تعزيز الوعي والاهتمام من خلال الاتّصال.

لقد أوجدت صحف كثيرة موقعاً لها على الإنترنت وهي غالباً ما تستخدم مواقعها الالكترونية لإضافة أفلام الفيديو، والعروض، والتسجيلات الصوتية إلى المواد الإعلامية المعتادة في الصحف. فإذا استطعنا ابتكار أيّ من هذه المواد فقد نتمكّن من مساعدة شركائنا الإعلاميين على تقديم مادتنا الإعلامية بطريقة تخدم الطرفين جيّداً.

التحلّي دائماً باللطف والاحترام:

 ينبغي ألا ننسى أنّنا نتعامل مع أشخاصٍ، وهم يستجيبون للأمور نفسها التي نستجيب لها – كالمعاملة الجيّدة، والكلمات اللطيفة، والشكر، والمدح على العمل الجيّد. وهم يعيشون أيّاماً جيّدة وسيّئة، مثلنا تماماً، تبعاً لما يمرّ في حياتنا. إذا ما كنّا لطفاء دائماً، فسيفرحون على الأرجح لرؤيتنا وسيحاولون مساعدتنا. إضافةً إلى ذلك، سيكونون لطفاء معنا، وسنفرح لرؤيتهم والعمل معهم أيضاً. وإذا بذلنا جهداً لمعاملة معارفنا في الوسط الإعلام كما نُحِبّ أن يجري التعامل معنا لو كنّا مكانهم فقد نتفاجأ بالنتائج التي سنحصل عليها.

العمل دائماً على صيانة على العلاقات:

كما أنّ النبات يحتاج إلى الريّ باستمرار كذلك ينبغي الاعتناء بالعلاقات حتى لا تموت. وقد نعتني بعلاقةٍ مع أحد الصحافيين لغرضٍ معيّن – كمبادرة مستقلّة أو طلب تمويل. ولكن، عندما ينتهي ذلك علينا ألا نترك هذه العلاقة تذبل. فقد نحتاج إلى بعضنا البعض مجدّداً. يمكننا أن نبقى بمثابة مصدرٍ للمعلومات، والصحافي يتابع نشاطات منظّمتنا حتّى يعلم بأيّ جديدٍ يستحقّ الذكر.

علاوةً على ذلك، فإنّ الحياة أغنى وأمتع بكثير عندما تتضمّن مجموعة متنوّعة من الناس. ولدى الإعلاميين أعمالٌ مثيرة للاهتمام ومواد إعلامية رائعة. فالمحافظة على العلاقات معهم لا تحسّن حياتنا المهنية فحسب بل حياتنا الشخصية أيضاً.

Contributor 
Aimee Whitman

موارد

Altman, D. G., Balcazar, F. E., Fawcett, S. B., Seekins, T., & Young, J. Q. (1994). Public health advocacy: Creating community change to improve health. Palo Alto, CA: Stanford Center for Research in Disease Prevention.

Goldman, K. D., & Zasloff, K.D. (1994, December). Tools of the trade: Media do's and don'ts. SOPHE News & Views, 6-7.

National Cancer Institute. (1988). Media strategies for smoking control: Guidelines. Bethesda, MD: Author.

Pertschuk, M., & Wilbur, P. (1991). Media advocacy: Reframing public debate. Washington, D.C.: The Benton Foundation.

Wallack, L., Dorfman, L., Jerniagan, D., & Themba, M. (1993). Media advocacy and public health: Power for prevention. Newbury Park, CA: Sage Publications.