استمارة البحث

القسم 3: تحديد استراتيجيات وتكتيكات خفض المخاطر

  • ما هو خفض المخاطر؟ وما هي عوامل الحماية؟
  • ما هو الفرق بين الاستراتيجيات والتكتيكات؟
  • مَن يجب أن يشارك في اختيار استراتيجيات خفض المخاطر؟
  • كيفية اختيار استراتيجيات خفض المخاطر

ما هو خفض المخاطر؟ وما هي عوامل الحماية؟

تعرفون أنّ مجموعتكم تريد العمل على الوقاية من مشكلة صحّية معيّنة في مجتمعكم المحلّي. ومعظم المنظّمات التي تُعنى بالصحّة المجتمعية قد اكتشفت أنّ برامج الوقاية الأكثر فعاليةً تعتمد على خفض المخاطر وتعزيز عوامل الحماية. ولكن، ما هو خفض المخاطر؟ وما هي عوامل الحماية؟

خفض المخاطر يعني معرفة ما الذي يؤدّي في مجتمعكم المحلّي إلى المشكلة التي تحاولون الوقاية منها، ثمّ العمل على الحدّ من هذه العوامل. على سبيل المثال، إذا كنتم تعملون على الوقاية من سرطان الرئة فإن أحدُ المخاطر الواضحة التي يجب محاولة خفضها هو التدخين.

أمّا عوامل الحماية فهي الأمور التي تمنع حدوث أيّ شيء تحاولون الوقاية منه. فإذا كنتم تعملون مثلاً مع ائتلاف يُعنى بخفض أمراض القلب فقد يكون تناول الطعام الصحّي الذي لا يحتوي على نسب عالية من الكولسترول أحدَ عوامل الحماية بالنسبة إلى الفئة التي تستهدفونها.

بشكل عام، تساعد عوامل الحماية على الحدّ من المخاطر أو التصدّي لها. لنبرهنَ ذلك دعونا ننظر إلى كيفية ارتباط المخاطر وعوامل الحماية في مثالٍ قدّمه الباحثان الخبيران في مسائل خفض المخاطر، هوكِينز وكاتالانو. إنّ هذا المثال مذكور بمزيدٍ من التفصيل في القسم السابق (19.2) عن فهم عوامل المخاطر والحماية واستخدامها في اختيار أهداف محتملة واستراتيجيات تدخّل واعدة.

 

مثال: عوامل المخاطر والحماية في ساءة استعمال مواد الإدمان لدى الشباب

 

عوامل المخاطر:

  • الحرمان الاقتصادي
  • الفوضى المجتمعية
  • الانتقال والحراك
  • توافر مواد الإدمان
  • معايير مجتمعية تقول إنه "لا بأس" إزاء استخدام المخدّرات والكحول
  • سوابق عائلية في تعاطي المخدّرات
  • مشكلات في إدارة العائلة
  • الفشل الأكاديمي
  • السلوك المعادي للمجتمع
  • أصدقاء يستخدمون المخدّرات

عوامل الحماية:

  • التماسك
  • التدريب على المهارات
  • معتقدات سليمة ومعايير واضحة
  • عمل مستقرّ ومُربِح
  • توافر نشاطات خالية من المخدّرات يستطيع الشباب أن يشاركوا فيها
  • قدوات إيجابية

إذا نظرتم إلى القائمتين أعلاه، لا بدّ من أن تلاحظوا أنّ أموراً كثيرة في قائمة عوامل المخاطر وفي قائمة عوامل الحماية تشكّل وجهَين متعاكسين لعملة واحدة. فالمعتقدات السليمة والمعايير الواضحة مثلاً قد تحدّ من خطر المعايير المجتمعية التي تقول إنّه "لا بأس" باستخدام المخدّرات والكحول. وثمّة عوامل أخرى، كالتماسك مثلاً، قد تتصدّى في الواقع للحركة الانتقالية للأشخاص في المجتمع المحلّي.

إذن، ربّما أصبحتم الآن تعرفون أنّ الخطوة التي تلي تحديد عوامل المخاطر والحماية في المسألة التي تتناولون، هي العمل على طرائق من شأنها خفض هذه المخاطر وزيادة عوامل الحماية. فلا يكفي أن نقول بكلّ بساطة: "حسناً، ينبغي أن نحدّ من التدخين لدى الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 14 18 عاماً." بل علينا أن نعمل على استراتيجياتٍ من شأنها خفض عامل الخطر هذا، والتفكير في تكتيكات محدّدة لتنفيذ هذه الاستراتيجيات.

لمزيدٍ من المعلومات حول ما هو خفض المخاطر وما هي عوامل الحماية، راجعوا الفصل 19، القسم 2: فهم عوامل المخاطر والحماية واستخدامها في اختيار أهداف محتملة واستراتيجيات تدخّل واعدة.

ما هو الفرق بين الاستراتيجيات والتكتيكات؟

غالباً ما تُذكَر الاستراتيجيات والتكتيكات في الإطار نفسه، وبالتالي لا يولي الكثيرون أهميةً للفرق بينهما. ولكن، عندما تعملون أو عندما تعمل مجموعتكم على خطّة ما، من أيّ نوعٍ كان، تتضمّن استراتيجياتٍ وتكتيكات فإن من المفيد أن تفهموا الفارق بينهما.

فالاستراتيجية هي إحدى الخطوات العريضة في خطّة ترمي إلى إنجاز غاية معيّنة. أمّا التكتيكات فهي أعمالٌ محدّدة ومركَّزة تؤلّف استراتيجيةً عامة. لتبسيط هذا الفارق نتناول مثالاً لا علاقة له بخفض المخاطر، إلا أنّه طريف من دون شكّ. إنّها قصّة حبّ محكوم عليها بالفشل بين سليم وسليمة، فما كانت استراتيجيات سليم وتكتيكاته للفوز بقلب سليمة؟

مثال: سليم وسليمة

يريد سليم، الشاب الحيوي وطالب الدكتوراه، أن يفوز بقلب سليمة الجميلة ولكن المتحفّظة، مهما كلّفه الأمر. فاستراتيجيته هي التودّد إليها بلفتات مدهشة، ثمّ إعلان حبّه لها بطريقة رومنسية جداً.

 

استراتيجيات سليمة:

  1. التودّد إليها بلفتات مسرفة

التكتيكات لتحقيق ذلك:

  • يحضّر لها شريطاً مسجّلاً منوّعاً يحتوي على جميع أغنياتها المفضّلة
  • يرسل لها باقة من "عصافير الجنّة" (زهرتها المفضّلة  التي تحمل الإسم نفسه لا الطيور)
  • يسجّل إعلاناً مبوّباً في الصحيفة المحلّية يتضمّن مقولةً لشكسبير يدعو فيها إلى تزاوج روحَيهما

 

  1. يعلن حبّه لها بطريقة رومنسية جداً ولكن بغرابة محبّبة

التكتيكات لتحقيق ذلك:

  • يفاجئ سليمة بالحضور إلى مكان عملها، مرتدياً لباس السهرة ومصطحباً عازف كمان
  • يغنّي لها بطريقة مؤثّرة أغنية "نار يا حبيبي نار"
  • ثمّ يقدّم لها قطعة حلي أثرية على شكل يدَين مشبوكتين، وكعكة، ويقول لها: "كعكة أمّي حلوة، ولكنّها ليست بحلاوتك!."

طبعاً ندرك أنّ هذا المثال سخيف. ولكن، بعد أن تتوقّفوا عن الاستغراب، من المفترض أن تكونوا قد فهمتم أنّه يُظهِر الفرق بين الاستراتيجيات والتكتيكات: 1) الاستراتيجية هي خطّة عريضة تضعونها لبلوغ غايةٍ ما، و2) التكتيك هو خطوة محدّدة تتّخذونها من أجل إنجاز استراتيجيةٍ ما.

مَن يجب أن يشارك في اختيار استراتيجيات خفض المخاطر؟

لا ينبغي أن تقرّروا وحدكم ما هي استراتيجيات خفض المخاطر. صحيحٌ أنّ منظّمتكم قد تقترح بعض الأفكار الرائعة بمفردها، إلّا أنّه من المهمّ إشراك أعضاء المجتمع المحلّي في العملية، بمَن فيهم الأشخاص الذين يستطيعون إحداث فرقٍ (أي الذين يستطيعون تقديم الدعم والمساهمات لقضية ما) والأشخاص الذين يعيشون المشكلة. فالمقاربة التي تشمل المجتمع المحلّي بكامله تكون الفضلى في معظم الحالات.

يُنصَح بإشراك أعضاء المجتمع المحلّي في هذه العملية للأسباب التالية:

  • قد يساعد ذلك على تغيير معايير وأعراف  المجتمع المحلّي وقِيَمه التي غالباً ما تكون مرتبطة بعوامل المخاطر والحماية. على سبيل المثال، إذا كنتم تحاولون العمل على الوقاية من فيروس نقص المناعة المكتسب/ الإيدز في مجتمعٍ محلّي تحظى فيه الممارسات الجنسية العابرة وغير المحمية بقبول واسع، فإنّ إشراك أعضاء أساسيين من المجتمع المحلّي قد يمهّد الطريق لترسيخ فكرة رفض مثل هذه السلوكيات. ويؤدّي هذا بدوره إلى السبب التالي:
  • يبني ذلك قاعدة دعم أوسع لتغيير السلوك. فالنتيجة تكون أفضل كلّما أشركتم عدداً أكبر من الناس، وكلّما أشركتم أشخاصاً من تشكيلة واسعة من المجموعات، والوكالات، والبرامج، والمشاريع المختلفة ضمن المجتمع المحلّي.
  • قد يعطيكم ذلك فهماً أفضل للموارد المتوافرة لكم في المجتمع المحلّي. فأنتم بالطبع لا تستطيعون دائماً أن تعرفوا كلّ شيء عن موارد المنطقة، لا سيّما في البيئات المدينية. فإذا أشركتم مجموعة متنوّعة من الممثّلين من مجتمعكم المحلّي، لا سيّما المعنيون بالحكومة، ووكالات الخدمات الاجتماعية، والمؤسّسات المحلّية، فقد يساعدكم ذلك على معرفة ما هو موجود لتستخدموه.
  • قد يساعد ذلك على حشد الدعم العام لمبادرتكم. فإذا أشركتم مجموعة متنوّعة من المجتمع المحلّي في ائتلافكم فسيصبحون معنيين بجهودكم. ودعمهم سيجلب دعم الفئات التي ينتمون إليها أيضاً.
  • يزيد ذلك من احتمال تحقيق تغييراتٍ على المدى البعيد. فبهذه الطريقة، تندرج استراتيجياتكم وتكتيكاتكم في مجتمعكم المحلّي، الأمر الذي يؤدّي إلى المحافظة عليها وضمان استدامتها ومأسستها أكثر فأكثر.

مَن هم الأشخاص الملائمون والمجموعات المناسبة الذين يجب التفكير في إشراكهم؟

  • السلطات المحلّية المسؤولة عن وضع القوانين موضع التنفيذ
  • القادة الروحيون
  • المسؤولون الحكوميون المحلّيون
  • المسؤولون في المدارس، والمعلّمون، وأعضاء هيئات الأهالي والمعلّمين، وأعضاء المجالس المدرسية (يُنصَح بشكل خاص بإشراك المعنيين بالقطاع المدرسي إذا كانت الفئة التي تستهدفونها تشمل الشباب)
  • الهيئات المعنية بالخدمات الصحّية والإنسانية
  • ممثّلو وسائل الإعلام المحلّية
  • الشباب والأهالي
  • رجال الأعمال المحلّيون
  • أشخاص عاديون من مجموعة متنوّعة تمثّل المجتمع المحلّي

ينبغي أن تُشرِكوا أيضاً في العملية أعضاء الفئة المُستهدَفة. فلماذا ينبغي أن تُشركِوا الفئة المُستهدَفة؟

من المهمّ إشراك أعضاء الفئة التي تستهدفونها للأسباب التالية:

  • إنّ الأخذ برأي الفئة المُستهدَفة يساعد على بناء الثقة. في بعض المجتمعات المحلّية، ثمّة مقدار كبير من قلّة الثقة والريبة تجاه المنظّمات المعنية بالصحّة العامة أو أيّ مؤسّسات أخرى. على سبيل المثال، قد يشكّك االفقراء أو اللاجئون أو العمال الوافدون – وهم لا يُلامون على ذلك – في الجهود في مجال الصحّة العامة، وذلك بسبب حرمانهم المزمن من الرعاية الصحية والتأمين الصحي ومن الحصول على العلاج المناسب. لذلك، من الضروري إيجاد طرقٍ لنقول لهذه الجماعات: "إنّنا نقدّر مشاركتكم".
  • غالباً ما تكون المجتمعات أو الجماعات المحلّية المتأثّرة أكثر قوّةً وذكاءً ممّا نعتقد. فلقد يفاجئ الكثيرين، مثلاً، الابتكار والعمل الجاد اللذين تبرهن عنهما جماعة المدمنين السابقين في التعبئة لمحاربة الإدمان ومخاطره. فلا تستخفّوا بالفئة التي تستهدفونها! وحتّى لو لم ينجزوا الكثير في الجهود الوقائية السابقة، قد يفاجئكم ما يستطيعون إنجازه بالقليل من التشجيع.
  • قد يعطي ذلك فهماً أفضل لمجموعتكم حول احتياجات المجتمع المحلّي. فإذا قمتم في أثناء مرحلة التخطيط،  بإشراك أشخاص من الفئة التي تستهدفونها فسيكون لديكم دائماً شخص متوافر يساعدكم على تحديد ما سينجح وما لن ينجح في مجتمع محلّي معيّن. وهذا مردود فوري!
  • يمكن أن يزيد أيضاً معرفة المجتمع المحلّي عمَن تكونون وما الذي تقومون به. وهذا أمر جيّد دائماً لأيّ ائتلاف! فرصد مبادرتكم يشكّل أمراً ضرورياً لضمان استدامتها على المدى البعيد.

كيفية اختيار استراتيجيات خفض المخاطر

الآن، لقد حدّدتم عوامل المخاطر والحماية لائتلافكم، وجمعتم الناس، واستعدّيتم للبدء بالتفكير في الاستراتيجيات والتكتيكات. فمِن أين تبدؤون؟

استفيدوا من المعلومات الموجودة!

أوّلاً، لا تريدون أن تكرروا ما قام به غيركم. يوجد الكثير من المعلومات التي تقدر أن تستفيد الائتلافات منها والتي تُعنى بالصحّة المجتمعية. راجعوا تاريخ مجتمعكم المحلّي! هل جرّب أحد مثل مبادرتكم أو خطوة شبيهة بها  في السابق؟ فحتّى المحاولة الفاشلة تقدّم معلومات قيّمة. إذن، استفيدوا من المعارف الموجودة عن خفض المخاطر قبل أن تتكبّدوا عناء التفكير في الاستراتيجيات والتكتيكات. إليكم بعض الطرق التي يمكنكم من خلالها القيام بذلك:

ابحثوا لتعرفوا ما قامت به المجموعات الأخرى التي تتشابه رسالاتها مع رسالتكم:

إذا قصدتم المكتبة أو أجريتم بحثاً على الإنترنت (أو سألتم الجمعيات العاملة منذ مدة في مجتمعكم)، فقد تجدون فيضاً من النتائج. لا تخافوا من سؤال الآخرين عمّا نجحت به مجموعاتهم. على سبيل المثال، إذا علمتم أنّ برنامجاً لتقديم الوجبات الخفيفة الصحّية المجانية قد أُنجِز كجزء من مبادرة تُعنى بالوقاية من جوع الأطفال في مدينة أخرى فربّما تكونون قد وجدتم الفكرة الأنسب لمجموعتكم التي تُعنى بالوقاية من جوع الأطفال. إن تبادل المعلومات مع الأشخاص الذين يقومون بعمل مشابه لعملكم يعود بالفائدة عادةً عليكم وعليهم. وهذا الأمر يقودنا إلى:

التشبيك، ثمّ التشبيك، ثمّ التشبيك!

تعرّفوا إلى الأشخاص الذين يعملون مع مجموعات مشابهة لمجموعتكم. صحيحٌ أنّ ورشة العمل الإقليمية التي تجمع الهيئات المعنية بالخدمات الاجتماعية قد تبدو فكرة مملّة، حتّى أنّها قد تتناول موضوعاً تعرفونه أنتم على دراية تامة به، ولكن لا تفوّتوها قبل أن تفكّروا في ما إذا كان سيحضرها أشخاص قد يكون من الجيّد التكلّم معهم! عليكم إذن إقامة علاقات مع أقرانكم لكي تتبادلوا المعلومات والقصص والاقتراحات. كذلك، استفيدوا من أيّ فرص تسمح لكم بالتواصل مع الآخرين – فقد تكون هذه العلاقات مفيدة لكم، ليس فقط للتفكير في استراتيجيات خفض المخاطر، بل أبعد من ذلك بكثير. في ما يلي بعض الطرق للتعرّف إلى أشخاصٍ يقومون بعمل مشابه لعملكم:

  • حضور المؤتمرات وورش العمل
  • المشاركة في الائتلافات الإقليمية والوطنية
  • الإشتراك في قوائم البريد الالكتروني – ثمّة عدد كبير جداً من القوائم التي تضم الأشخاص الذين يقومون بمختلف أنواع الأعمال، فقد يفاجئكم إيجاد قائمة خاصة باختصاصيي التثقيف الغذائي العموميين أو مزوّدي الخدمات المتعلّقة بالمخدرات أو الإيدز، حتّى أنّكم قد تجدون قائمة تضمّ أشخاصاً من منطقتكم أو ولايتكم بالتحديد.

ولكن، ثمّة تحذير هنا: انتبهوا ولا تفترضوا أنّ ما نجح في مجتمعات محلّية أخرى سينجح بالضرورة في مجتمعكم المحلّي. فعندما تدرسون استراتيجية مُحتمَلة قد استُخدِمت في مجتمع محلّي آخر عليكم التفكير في كيف يمكن أن تنجح في مجتمعكم المحلّي. فبرنامج االكشف المبكر عن سرطان الثدي قد يحقّق نجاحاً باهراً في منطقة أكثر بكثير من منطقة أخرى حيث قد يواجه قدراً كبيراً من الممانعة في بلدة ريفية صغيرة، مثلاً.

ختاماً، قوموا بإجراء بحث خاص بكم لتروا ما هي الاستراتيجيات الجديدة التي تستطيعون التفكير فيها من تلقاء أنفسكم:

القليل من الإبداع يعطي نتائج مثمرة. وصحيحٌ أنّكم قد تستعيرون الكثير من الاستراتيجيات الرائعة من مصادر أخرى، ولكن لا تخافوا من تعديلها وفقاً لما ترونه مناسباً، ولا تتردّدوا في ابتكار استراتيجيات جديدة بأنفسكم. فأنتم تعرفون مجتمعكم المحلّي، وربّما كان لديكم تصوّر جيّد لما سينجح وما لن ينجح.

خصائص استراتيجيات خفض المخاطر الفعّالة

في ما يلي بعض الأمور التي تنطبق عادةً على استراتيجيات خفض المخاطر الفعّالة:

  • أوّلاً، إنّ استراتيجية خفض المخاطر الفعّالة تعمل بهدف زيادة عوامل الحماية. هل من ضرورة لتكرار ذلك؟ في الواقع، إنّ التركيز على عوامل الحماية يساعدنا على الابتعاد عن الوعظ حول السلوك الخطر أو تصويره كأنّه شيء كريه، وهذا أمر قد يتسبّب بنفور الأشخاص الذين يواجهون المشكلة.
  • ينبغي أن نحدّد بوضوح الغايات، والطرائق التي ستُستخدَم لجمع البيانات والتقييم والمردود من الناس، والأدوار والواجبات المحدّدة لجميع الموظّفين والمتطوّعين وأي موارد بشرية أخرى. فالتخطيط الصريح لهذه الأمور مسبقاً من شأنه أن يجنّبنا الكثير من الضياع في مراحل لاحقة من العملية!
  • يجب أن تتلاءم طريقة مقاربة الاستراتيجية لخفض المخاطر مع الفئة التي نستهدفها. فثمّة عوامل كثيرة ينبغي أخذها بعين الاعتبار وهي تتوقف على المجموعة التي تعملون معها. عليكم أن تسألوا أنفسكم، مثلاً، ما إذا كانت الاستراتيجية ملائمة لأعمار الأشخاص الذين تستهدفونهم ولمستويات نضجهم. على سبيل المثال، إذا كنتم تعملون مع الشباب، فهل هي تناسب الشباب؟ وثمّة أيضاً عوامل أخرى يجب أخذها في الاعتبار. فهل هي تراعي الاعتبارات الثقافية؟ هل تأخذ في الحسبان ما إذا كانت مجموعتكم معرضة بشدة للمخاطر؟ لعلّ أحد الأمثلة الجيّدة للاستراتيجيات التي تلائم الفئة المُستهدَفة يتمثّل في استخدام "التعلّم من الأقران" (من شاب إلى شاب) عندما تعملون مع الشباب، لأنّ الكثير من الشباب الذين المعرضين بشدة لمخاطر سلوكية يميلون إلى رفض كلّ ما يقوله البالغون ويعتبرونه سخيفاً وتافهاً.
  • إنّ استراتيجيات خفض المخاطر الأكثر فعاليةً تستخدم التدخّل المبكر. فالتوجّه إلى النساء قبل أن يصبحن حوامل أو في بداية فترة الحمل والتطرّق إلى موضوع التغذية لهنّ ولأطفالهنّ ومساعدتهنّ على اعتماد عادات غذائية صحّية، أفضلُ من البدء بذلك عندما يكون أطفالهنّ قد بلغوا سنّ الالتحاق بالمدرسة. ومن الأمثلة الأخرى، التوجّه إلى المراهقين والتطرّق إلى ما يعنيه إنجاب الطفل والاهتمام به.
  • تستخدم الاستراتيجية المواردَ المتوافرة بأفضل طريقة ممكنة (المواد، ساعات عمل الموظّفين، الخ). فإذا كانت ستشكّل صعوبة لمجموعتكم أو ائتلافكم سواء من ناحية المال أو المواد أو الوقت فقد يكون من الأفضل أن تحاولوا التفكير في أمر آخر.

مثال: استخدام الموارد المتوافرة بطريقة جيّدة

قام برنامج لمحو الأمية والتعليم الأساسي للبالغين بالعمل على الحاجة إلى مشروع من مشاريع التثقيف الصحّي، وذلك عندما حصل على منحة مأخوذة من عائدات الضرائب على منتجات التبغ، قدّمتها له وزارة الصحّة العامة لإطلاق برنامج يُعنى بالحدّ من التدخين. فوظّف منسّقاً، واشترى المواد، وبدأ بكلّ بساطة من خلال محاولة الوصول إلى كلّ طالب في البرنامج، عن طريق المعلومات والنشاطات والبدائل عن التدخين. ولاحقاً، قام المنسّق بتدريب مجموعة من الطلاب ليصبحوا فريقاً مختصّاً بالصحّة. فنظّم هذا الفريق مؤتمرين مختلفين عن التدخين والصحّة قادهما الطلاب. كذلك، درّبوا طلاباً آخرين وأشخاصاً آخرين في المجتمع المحلّي لم يكونوا جزءاً من البرنامج على الإطلاق.

على المدى البعيد، وبمبالغ محدودة سنوياً (المنحة ازدادت مع الوقت)، تمكّن البرنامج من الوصول إلى أكثر من 200 شخص سنوياً، وساعد الكثيرين على الإقلاع عن التدخين، وغيّر موقف طلابه حيال التدخين بالكامل، وهم بدورهم كان لهم تأثير قوي على المجتمعات المحلّية التي يعيشون فيها. إضافةً إلى ذلك، أصبح البرنامج الصحّي بمجمله جزءاً من منهاجهم الدراسي، وتجاوز التدخين ليشمل مواضيع أخرى مثل الوقاية من العنف، والوقاية من سرطان الثدي والكشف عنه، وغير ذلك من المواضيع الصحّية، وقدّم منهاجاً لمحو الأمية للكبار يعتمد على القراءة، والكتابة، والرياضيات، ومهارات البحث، والعلوم، الخ.

(نشكر فيل رابينوويتز على هذا المثال المستمد من تجربة في ولاية نيو إنجلند الأميركية)

  • عند مخاطبة أكثر من عامل خطر واحد، ربّما كان من الأفضل استخدام أكثر من استراتيجية واحدة. من النادر أن تتمكّن استراتيجية واحدة من مخاطبة مخاطر متعدّدة ومختلفة بطريقة مناسبة. على سبيل المثال، تساهم عوامل كثيرة في مشكلةٍ مثل العنف الأسري، منها تعرّض ممارس العنف شخصياً للعنف سابقاً، وإدمان الكحول، والعزلة، والبطالة أو البطالة المقنّعة، والافتقار إلى مهارات التقدّم الاقتصادي. وطبعاً، ما من استراتيجية واحدة تستطيع مخاطبة جميع هذه العوامل. إذن، يتطلّب الأمر استراتيجيات متعدّدة لإحداث تأثير حقيقي في موضوع العنف الأسري.

أسئلة ينبغي طرحها عند تقييم استراتيجيات الوقاية التي تفكّرون في اعتمادها:

  • هل تخاطب الاستراتيجية عوامل المخاطر المعروفة؟
  • كيف ستخفّض الاستراتيجية المخاطر و/أو تزيد عوامل الحماية؟
  • هل يُرجَّح للاستراتيجية أن تبلغ الفئة التي تستهدفونها؟
  • هل وُضِعت الاستراتيجية بطريقة تمكّن من تقييم فعاليتها؟

بعض الأنواع الشائعة من استراتيجيات خفض المخاطر

في العادة، تنقسم استراتيجيات خفض المخاطر إلى نوعَين: الاستراتيجيات الرامية إلى تغيير السلوك الفردي، والاستراتيجيات المرتبطة بتنمية المنظّمة والمجتمع المحلّي.

تشمل الاستراتيجيات المرتبطة بتغيير السلوك الفردي:

  • الحوافز أو الروادع: إيجاد طرائق لمعاقبة السلوك الخطر أو الإثناء عليه، ومكافأة السلوك الحامي أو تشجيعه (على سبيل المثال، ضرائب مرتفعة على السجائر كرادع، ورسوم تأمين أدنى للمدخّنين كحافز على الإقلاع)
  • زيادة (أو خفض) الوقت والجهد للسلوكيات المُستهدَفة
  • توفير الدعم: بعض التكتيكات التي قد تُستخدَم للقيام بذلك هي التعلّم من الأقران (من شاب إلى شاب، مثلاً) والاستشارات الخاصة بخفض المخاطر
  • تنظيم برامج إرشادية يعمل فيها الأشخاص الأكبر سنّاً أو الأوسع خبرةً على مساعدة الآخرين على تغيير سلوكهم
  • تعزيز الموارد: العمل على جمع المزيد من المال، أو تحسين المواد، أو التواصل بشكل أفضل مع برامج وخدمات أخرى، أو زيادة معرفة الناس عن الموارد المتوافرة لهم
  • تغيير برنامجكم لإزالة الحواجز أو تسهيل وصول الأشخاص الذين يستخدمونه (أمثلة على أعمال ضد جوع الأطفال: برامج الفطور في المدارس، زيادة عدد مراكز توزيع الوجبات الغذائية، التثقيف الغذائي للأهالي في وقت حضورهم لأخذ أطفالهم)
  • تغيير السياسات: وضعها، أو تعديلها، أو إبطالها
  • توفير المعلومات: بعض التكتيكات التي قد تُستخدَم للقيام بذلك هي الحملات الإعلامية، والتوعية المجتمعية، والتعلّم من الأقران، والاستشارات الخاصة بخفض المخاطر
  • لعب دور القدوة :التعلّم من الأقران (من شاب إلى شاب) هو أحد التكتيكات التي قد تُستخدَم للقيام بذلك
  • التدريب على المهارات: بعض التكتيكات التي قد تُستخدَم للقيام بذلك هي التعلّم من الأقران والاستشارات لخفض المخاطر
  • توفير مردود من الناس على مدى التقدّم : بعض التكتيكات التي قد تُستخدَم للقيام بذلك هي التعلّم من الأقران والاستشارات الخاصة بخفض المخاطر.

الاستراتيجيات المرتبطة بتنمية المنظّمة والمجتمع المحلّي تشمل:

  • حملات توعية وحملات إعلانية للجمهور: بعض التكتيكات التي قد تُستخدَم للقيام بذلك هي الحملات الإعلامية، والتوعية في الشوارع، والتوعية المجتمعية، والتعلّم من الأقران، والتحرّك المباشر
  • قياس أوضاع  المجتمع المحلّي وحاجاته والرصد
  • بناء الائتلافات مع مجموعات مجتمعية أخرى
  • تغيير مستوى الوصول إلى المنتجات والخدمات (مثلاً: جعل السجائر أقلّ توافراً أمام القاصرين للحدّ من شرائهم إياها)
  • تطوير الموارد لتعزيز دعم العائلة والأقران
  • وضع السياسات والقوانين الحالية موضع التنفيذ
  • المناداة والاحتجاج السلمي: بعض التكتيكات التي قد تُستخدَم للقيام بذلك هي الحملات الإعلامية، والتحرّك المباشر
  • تغيير السياسات والقوانين: بعض التكتيكات التي قد تُستخدَم للقيام بذلك هي الحملات الإعلامية، والتوعية المجتمعية، والتوعية في الشوارع، والتحرّك المباشر

بعض التكتيكات الشائعة المُستخدَمة في خفض المخاطر

ثمّة تكتيكات كثيرة جداً يمكن استخدامها لخفض المخاطر. في ما يلي بعضٌ من أكثرها شيوعاً. ولكن تذكّروا أنّ التكتيكات التي تستخدمونها لا تحدّها سوى مخيّلتكم!

  • الحملات الإعلامية:

ربّما كان هذا هو التكتيك الأكثر استخداماً لخفض المخاطر. فتثقيفُ الناس حول كيفية الحدّ من المخاطر التي تعرّضهم لمشكلات صحّية معيّنة هو ممارسة شائعة ومنتشرة. وقد تشمل بعض طرائق نشر المعلومات: الإعلانات، والملصقات، والمطويات، وإعلانات الخدمة العامة على الراديو أو التلفاز، والمحاضرات، والخطوط الساخنة لتوفير المعلومات...الخ.

  • التوعية في الشوارع:

هذا يعني إرسال متخصّصين في التوعية إلى مناطق معيّنة للاحتكاك وجهاً لوجه بالفئة المُستهدَفة. ويشمل بعض نشاطات التوعية في الشوارع: الاتّصال المباشر، أو وضع طاولات المعلومات، أو توزيع المعلومات أو اللوازم. يُذكَر أنّ الاتّصال المنتظم الذي توفّره التوعية في الشوارع بين ائتلافكم والفئة التي تستهدفونها يميل إلى أن يترك تأثيراً قوياً جداً على السلوك الخطر.

  • التوعية المجتمعية:

تختلف هذه التوعية عن التوعية في الشوارع لأنّها تُعتَمد أكثر في الإطار الجماعي (مثل ورشات العمل، والعروض، والمحاضرات، الخ). عادةً ما يكون التأثير على السلوك محدوداً لأنّها لقاءات لمرّة واحدة فقط. ولكنّها على الرغم من ذلك طرق جيّدة لنشر المعلومات. والجدير بالذكر أنّكم إذا كنتم تستخدمون التوعية المجتمعية فقد يكون عليكم أن تدعموها بتكتيكات أخرى أيضاً.

  • التعلّم من الأقران:

في هذا التكتيك، يقوم الأشخاص الذين هم أنفسهم أعضاء الفئة التي تستهدفونها، بالتوجّه إلى المجتمع المحلّي كقدوات إيجابية للسلوك، وبتوزيع المعلومات. وقد يكون التعلّم من الأقران فعّالاً جداً لأنّ أعضاء الفئة التي تستهدفونها يرون أشخاصاً شبيهين بهم لا يأتون إليهم للتكلّم عن سلوكٍ أقلّ خطورةً فحسب، بل يمثّلون أيضاً قدوةً في هذا السلوك في حياتهم. وقد يقوم الأقران باستشارات فردية، أو نقاشات جماعية، أو نشاطات أخرى.

  • الاستشارات لخفض المخاطر:

الاستشارات لخفض المخاطر هي عبارة عن عمل تفاعلي مكثّف يجري عادةً مع أشخاص يواجهون خطراً شديداً بشكل خاص: يجتمع شخصٌ ما من العاملين في ائتلافكم بالمتلقّي أو المتلقّين، ويتحدّث معهم مباشرةً حول السلوك الخطر، ويعمل معهم على بناء مهارات لتغيير هذا السلوك.

  • التحرّك المباشر:

التحرّك المباشر هو مصطلح يُستخدَم لوصف مجموعة من الأعمال السياسية أو "التحرّكات الإعلامية" التي تقومون بها لمواجهة المسألة أو تسليط الضوء عليها بشكل مباشر أو مخاطبة السلطة المعنية. فإذا أردتم التعبير عن رسالة مهمة علناً فقد يكون التحرّك المباشر هو التكتيك الذي يجب أخذه في الاعتبار. ويشمل بعض الأمثلة عن التحرّك المباشر: التظاهرات، والتحركات الرمزية، ومسرح الشوارع، وأعمال انتهاك أماكن معينة، والاقتحامات والاعتصامات، والحصارات. كما يتضّح، فإنّ التحرّكات المباشرة غالباً ما تكون تعطيلية، كما أنّها أكثر مواجَهةً من الطرق الأخرى. وتبعاً لما تقومون به، قد تؤدّي هذه التحرّكات إلى اعتقال الأشخاص المشاركين. لذلك، فكّروا في الطرق الأخرى لإجراء حملات داعية إلى التغيير قبل القيام بتحرّك مباشر، لأنّ طبيعة هذا الأخير التي تعتمد على المواجهة قد تؤدّي إلى نفور الناس والانشقاق في ما بينهم، لا سيّما إذا لم تجرّبوا طرقاً أخرى لنشر رسالتكم. وإذا كنتم تستخدمون تكتيكات التحرّك المباشر، من المهمّ جداً أن تخطّطوا لها بعناية وأن تحاولوا استباق كيفية مواجهة أيّ ردّ فعل سلبي على تحرّكاتكم. انظروا الفصل 33: تنظيم حملة تحرّك مباشر لمزيدٍ من المعلومات حول هذا النوع من الحملات.

خلاصة:

ليست الاستراتيجيات والتكتيكات التي ناقشناها في هذا الفصل هي الوحيدة قطعاً التي يمكن استخدامها لخفض المخاطر الصحّية في مجتمعكم المحلّي. فهذا القسم يرمي فقط إلى تزويدكم ببعض المعلومات لتفهموا كيف يمكنكم تصميم الاستراتيجيات والتكتيكات للتعامل مع المخاطر التي تحاربونها. وكما قلنا، ينبغي إيلاء اهتمام خاص بما نجح في المجتمعات المحلّية الأخرى، لا سيّما تلك المشابهة لمجتمعكم المحلّي، ولا تخافوا أيضاً من ابتكار أفكاركم الجديدة. فقد تجدون أنّ المزج بين أفكاركم الجديدة والأفكار المكيَّفة من مصادر أخرى هو أفضل ما ينجح في مجتمعكم المحلّي.

Contributor 
Chris Hampton

موارد

Centers for Disease Control (1995). Core Elements of Health Education and Risk Reduction Activities. Guidelines for Health Education and Risk Reduction Activities [Online]. Available HTTP: http://wonder.cdc.gov/wonder/STD/RHER3704.PCW.html

Centers for Disease Control (1995). General Considerations Regarding Health Education and Risk Reduction Activities. Guidelines for Health Education and Risk Reduction Activities [Online]. Available HTTP: http://wonder.cdc.gov/wonder/STD/RHER3702.PCW.html

Centers for Disease Control (1995). Health Education and Risk Reduction Activities. Guidelines for Health Education and Risk Reduction Activities [Online]. Available HTTP: http://wonder.cdc.gov/wonder/STD/RHER3708.PCW.html

Fawcett, S. B., Paine-Andrews, A., Francisco, V., Richter, K. P., Lewis, R. K., Williams, E. L., Harris, K. J., Winter-Green, K., in collaboration with Bradley, B. and Copple, J. (1992). Preventing Adolescent Substance Abuse: An Action Planning Guide for Community-Based Initiatives. Lawrence, KS: University of Kansas.

Fawcett, S. B., Francisco, V., Paine-Andrews, A., Fisher, J. L., Lewis, R. K., Williams, E. L., Richter, K. P., Harris, K. J., Berkley, J. Y., with assistance from Oxley, L., Graham, A., and Amawi, L. (1994). Preventing Youth Violence: An Action Planning Guide for Community-Based Initiatives. Lawrence, KS: University of Kansas.

Fawcett, S. B., Harris, K. J., Paine-Andrews, A., Richter, K. P., Lewis, R. K., Francisco, V., Arbaje, A., Davis, A., Cheng, H. in collaboration with Johnston, J. (1995). Reducing Risk for Chronic Disease: An Action Planning Guide for Community-Based Initiatives. Lawrence, KS: University of Kansas.

Hawkins, J. D., Miller, J. Y. and Catalano, R. F., Jr. (1992). Communities That Care. San Francisco, CA: Jossey Bass.