استمارة البحث

القسم 1: قياس النجاح: تقييم مبادرات مجتمعية شاملة

  • ما الذي يعنيه تقييم المبادرة المجتمعية؟
  • لماذا يجب أن نقيّم المبادرة المجتمعية؟
  • متى يجب أن نقيّم المبادرة المجتمعية؟
  • كيف نبدأ التقييم؟

عندما نبدأ وظيفةً جديدة أو عندما نطلق مشروعاً ما، قد نرغب في تقييم عملنا. وقد نطرح على أنفسنا السؤال التالي: "هل إنّ عملي يلبّي توقّعاتي وتوقّعات المسؤول عنّي، أو مديري، أو الفئة التي أستهدفها؟"

من المنظور نفسه، ثمّة حاجة إلى "تقييم" المبادرات المجتمعية طوال الطريق. إن سؤال المجتمع المحلّي عن مدى نجاح خطط عملنا يشكّل مثالاً مهمًّا عن كيفية بدء التقييم. إذا كانت النتائج إيجابية فهذا يعني أنّ مبادرتنا تسير في الاتّجاه الصحيح، وقد يكون علينا الاستمرار في التوجّه نفسه. ولكنّ التقييم يُعتبَر أساسياً أيضاً لمساعدتنا على رؤية "التصحيحات" التي يجب إجراؤها في حال لم تكن المبادرة سائرة في الاتّجاه الذي خطّطنا له.

سوف يشرح هذا الفصل أهمية التقييم، وسوف يقدّم طرقاً مُفصَّلة لتقييم عمل مجموعتنا. بعد ذلك، يمكننا الاستمرار بالمزيد من الطاقة والحماس عندما نكتشف أنّ جهودنا تبدأ بإحداث فرق إيجابي!

ما الذي يعنيه تقييم المبادرة المجتمعية؟

في الأساس، إنّه يعني تحديد "قيمة" العمل. فلقد طوّرنا وطبّقنا مبادرةً في مجتمعنا المحلّي، ونريد معرفة مدى نجاحها. والتقييم يزوّدنا بالمردود.

في الكثير من سبل الحياة، نتلقّى المردود فوراً. فعندما ندوس على الفرامل، تتوقّف السيارة. وعندما نركل الطابة، تدخل المرمى أو تبقى خارجه. هذا هو التقييم الفوري، وهو قابل للفهم بشكلٍ كامل، ولا وجود للالتباس فيه. ولكن، عندما تصبح الأحداث أكثر تعقيداً، كما في التدخّلات الاجتماعية مثلاً، لا تكون النتائج واضحةً دائماً. (أحياناً، تكون واضحة: خطّطنا لحدثٍ ما والناس يزدحمون للمشاركة فيه. هذا تقييمٌ سريع وواضح، ولكنّه نادر). لذلك، نحتاج إلى بذل المزيد من الطاقة والتفكير لاكتشاف مدى نجاحنا. وهذا هو التقييم بالضبط – أي تزويدنا بالمعلومات عن قيمة عملنا.

في هذا الفصل، سوف نتكلّم عن التقييم كأداةٍ للحصول على المردود (رَجْع الأثر/الِفيدْباكْ)، والبيانات، والمعلومات حول مجموعتنا وأنشطتها. من خلال استخدام هذه المعلومات، نستطيع أن نقرّر الجوانب الناجحة في خطّة عملنا، والنواحي التي تحتاج إلى التحسين. وعندما نقيّم برنامجنا فنحن نجمع المعلومات التي من شأنها مساعدتنا على استنتاج الخلاصات حول مشروعنا وجهود مجموعتنا. وبعد استنتاج الخلاصات من المعلومات، يمكننا القيام بأيّ تغييراتٍ ضرورية لغاياتنا و/أو خطّة عملنا.

إلى ذلك، سوف تركّز الأقسام في هذا الفصل بشكلٍ مُحدَّد على طرق جمع هذه البيانات القيّمة. وسوف يناقش الفصل 39: استخدام التقييم في فهم المبادرة وتحسينها أفضل الطرق لاستخدام البيانات التي تمّ جمعها لتقوية المبادرة وتحسينها. ولا بدّ من الإشارة إلى أنّ مقاومة التقييم هو أمرٌ شائع. في الواقع، علينا تخطّي بعض المفاهيم الخاطئة الشائعة حوله إذا أردنا كسب أفضل المنافع من التقييم.

المخاوف من التقييم

قد يكون التقييم مخيفاً بالنسبة إلى أشخاصٍ كثر. بشكلٍ عام، تتوزّع هذه المخاوف على ثلاثة أنواع – "لا أعرف كيف أُجري التقييم،" أو "ليس لديّ الوقت الكافي،" أو "قد تكون النتائج سلبية ومزعجة بالنسبة إلينا." جميع هذه المخاوف مشروعة. ولكن، ينبغي ألاّ تغطّي على منافع القيام بالمبادرة. في ما يلي بعض الإجابات عن هذه المخاوف:

  1. "لا أعرف كيف أجري التقييم."

حسناً، لهذا السبب نحن هنا. سوف نساعد في الخطوات التي تقوم على التخطيط لتقييم برنامجنا، وكيفية إجراء التقييم بحدّ ذاته، ومن ثمّ كيفية استخدامه لمساعدة مجموعتنا.

  1. "ليس لديّ الوقت الكافي."

قد يستغرق إجراء التقييم بعض الوقت. هذا صحيحٌ تماماً. ولكنّ القيام بالتقييم الآن يوفّر علينا الكثير من الوقت "في أثناء العمل"، لأنّه سوف يلقي الضوء على المشكلات المُحتمَلة عندما تكون ما زالت صغيرة، بدلاً من الانتظار إلى حين حدوث كارثة.

وثمّة منفعةٌ أخرى توفّر الوقت. فعندما نبدأ بتسحيل أنواع المعلومات التي سوف نحتاج إليها في التقييم فسوف يصبح جزءاً عادياً من عملياتنا الروتينية. ولاحقاً، سوف يستغرق وقتاً أقلّ. فالبداية هي الجزء الأصعب.

  1. "قد تكون النتائج سلبية أو مزعجة بالنسبة إلينا."

هذا احتمالٌ. ولكنّه نادراً ما يحدث إذا استخدمنا التقييم منذ البداية ولم نسمح للمشكلات الصغيرة بأن تتحوّل إلى مشكلاتٍ كبيرة. ويجب أن نتذكّر أنّ أيّ نتائج سلبية قد نجدها لا بدّ من أن تكون مفيدة بالنسبة إلينا، على الأقلّ على المدى البعيد. فهي سوف تساعدنا على تحسين نوعية برنامجنا أو مبادرتنا – ومن المُفترَض أن يشكّل ذلك إحدى غاياتنا منذ البداية.

لماذا يجب أن نقيّم المبادرة المجتمعية؟

يتطلّب النجاحُ الانتباهَ بشدّة في بداية المشروع، وفي أثناء تطبيقه، وفي نهايته. فإذا أراد عازف الكمان أن يتعلّم قطعة موسيقية جديدة لحفل قادمٍ، مثلاً، ينبغي أن يحضّر من خلال التدرّب لساعات عديدة كلّ يوم. ولكنه إن لم يطلب إطلاقاً من معلّمه الإصغاء إلى عزفه فقد يكون عزفه بطيئاً جداً، أو سريعاً جداً، أو ناعماً جداً، أو صاخباً جداً. إذا لم يعرف بتاتاً الطريقة الصحيحة لعزف القطعة – ما لم يحصل على أي مردود قط – فلن يساعده التدريب مهما توسّع فيه على العزف بشكلٍ صحيح في ليلة الاحتفال.

وتماماً كعازف الكمان، تحتاج المجموعات المجتمعية إلى الانتباه بشدّة إلى المردود في بداية مشاريعها، وفي أثنائها، وفي نهايتها. فقد تبذل المبادرة الكثير من الوقت والطاقة للعمل على تحقيق غاياتها. ولكن، ما لم يكن العمل سائراً في الاتّجاه الصحيح، فقد يؤدّي جميع هذه الساعات الطويلة وهذا العمل الجاد إلى الإحباط بدلاً من الشعور بالنجاح. فالتقييم يوضح للمجموعة مدى نجاحها، ويساعد على تحديد التغييرات الضرورية طوال الطريق التي من شأنها أن تساعدنا على البقاء "على المسار الصحيح" المُنسجِم مع غاياتنا واحتياجات المجتمع المحلّي.

ثمّة أسباب عديدة تبرّر قيمة التقييمات. تعالوا نبحث في بعض الأمثلة حول منافع التقييم بالنسبة إلى المجموعة المحلّية.

  1. النجاح يعزّز عملنا – إنّه يجلب لنا المزيد من الموارد.

هناك قول مأثور باللغة الانكليزية ترجمته ما معناه: "ما من شيء ينجح كالنجاح". فمن المنطقي القول إنّ النجاح الذي تبرهن عليه مجموعتنا يؤدّي إلى حصولها على المزيد من الدعم والتشجيع من قبل أعضاء المجتمع المحلّي، وربّما من قبل المُموِّلين. فالتقييم يوثّق نجاحنا بالوقائع، والأرقام والأمثلة. وإذا ازدادت ساعات التطوّع في منظّمتنا بنسبة 100% في العام الماضي، أو إذا كان كلّ طفل في مجتمعنا المحلّي يتلقّى اللقاحات في مواعيدها، فقد تؤدّي هذه الأنواع من الإنجازات إلى جلب موارد جديدة. بتعبيرٍ آخر، إذا وفّر التقييم أمثلة حسّية على نجاحات مجموعتنا فهذا بالطبع مفيد لنا. بهذه الطريقة، قد يساعدنا التقييم على "الافتخار بإنجازاتنا."

  1.    الفشل يعلّم

حتّى لو فشل عملنا في تحقيق غاياته – وحتّى لو أخفق برنامجنا – فقد يكون ذلك مفيداً أيضاً. صحيحٌ أنّ الفشل مؤلم ربّما على المدى القريب- فقد يُشعِرنا بالانزعاج. غير أنّ المردود السلبي، أو التقييم السلبي، قد يساعدنا فعلاً على المدى البعيد.

على الأقلّ، نعرف ما هي الحقيقة، وما هو موقعنا. كما تقلّ الأوهام لدينا. وبعد أن ننفض الغبار عنّا فسوف نتعلّم ربّما من خلال التقييم الذي تلقّيناه. وعلى الأرجح، لن نكرّر الأخطاء ذاتها مرّةً أخرى. فالآن، أصبحنا في موقعٍ أفضل للقيام بالتحسين.

  1. التقييم يُشعرِنا بالراحة.

إنّ رؤية نجاحاتنا وقيمة عملنا سوف يرفع بالتأكيد معنوياتنا ويحفّزنا لمواصلة عملنا. وثمّة نواحٍ إيجابية وسلبية للموضوع. ولكن، حتّى الجوانب السلبية يجب اعتبارها بمثابة فرصة لتعلّم ما ينجح، ولا ينبغي اعتبارها إخفاقاً!

  1. التقييم يزيد من حظوظ القيام بالمزيد من الأعمال.

بعد أن ننجز تقييمنا الأوّل، نكون قد عرفنا ما قد نجح وما لم ينجح مع مجموعتنا. ويمكننا تعديل التكتيكات التي لم تنجح كما كان مُخطَّطاً لها، وتعزيز النواحي التي كانت ناجحة. وهكذا، نستطيع الآن أن نقوم بالمزيد من الأعمال بفرصٍ أكبر من النجاح! وسوف يلاحظ الآخرون هذا النجاح، وقد ينضمّون إلى مجموعتنا أو يساعدونها، فيزيدون أكثر فأكثر من حظوظ نجاح برنامجنا في ترك أثرٍ إيجابي.

  1. أخيراً، قد يساعدنا التقييم على فهم الجوانب المهمّة للمبادرة.

حسناً، لقد انتهينا للتو من تقييمنا الأوّل. وقد تشير النتائج إلى أنّ جزءاً من مبادرتنا قد نجح فعلاً. على سبيل المثال، بالنسبة إلى الاختبار المجاني للكولسترول في العيادة الصحّية المحلّية الذي قمنا برعايته فقد توافد إليه الناس وانتظروا للخضوع للاختبار. ولكن، من جهةٍ ثانية، ما من أحدٍ يحضر صفوف "الطهي الصحّي" التي نقيمها شهرياً. قد يعود ذلك إلى أنّ الصفوف تجري في النهار حصراً، أو أنّ مكان إعطاء الصفّ بعيد جداً ربّما عن معظم الناس في مجتمعنا المحلّي. قد تتعدّد أسباب عدم نجاح مشروعنا كما كان مُخطَّطاً له. إذاً، التقييم سوف يساعدنا على فهم سبب نجاح الأمور، أو عدم نجاحها.

متى يجب أن نقيّم المبادرة المجتمعية؟

يجب أن يحصل التقييم في مراحل متعدّدة من حياة مجموعتنا:

  1. عندما تكون خطّتنا جارية. في ما يلي بعض النصائح:
  • تحديد خطوط الأساس للسلوكيات التي نرغب في تغييرها (أو صورتها عند البدء). فسوف نحتاج إلى معرفة ما كان يحصل قبل انطلاق مجموعتنا إذا كنّا نريد معرفة مدى التغيير الذي أنجزه برنامجنا.
  • التركيز على أثر عملنا على المجتمع المحلّي.
  • الاستمرار في مراجعة خطط العمل وتحديثها.
  • إبقاء المجموعة قوية ومُركِّزة على الأهداف المطروحة. فقد نرغب في استخدام مسحٍ/استطلاع لتقييم غاياتنا المجتمعية، واستخدام المردود لتغيير أولوياتنا المُخطَّط لها. راجعوا الفصل 38، القسم 2: جمع المعلومات: رصد التقدّم، والفصل 38، القسم 6: الوصول إلى الغايات: تقرير عن تحقيق الغايات.
  1. عندما يكون بعض خطط عملنا مُنجَزاً:

يمكننا استخدام التقييم لمساعدة المجموعة على مواصلة قياس أثرها على المجتمع المحلّي، ووضع الخطط لمواصلة البرامج المفيدة في المستقبل. على سبيل المثال، فإن المؤشّرات على المستوى المجتمعي سوف تؤكّد لنا ما إذا كانت تدخّلاتنا تؤثّر في النتيجة النهائية. للمزيد من المعلومات، راجعوا الفصل 38، القسم 9: جمع واستخدام المؤشّرات على المستوى المجتمعي.

كيف نبدأ التقييم؟

فلنفترض أنّنا نعلم أنّنا نريد إجراء التقييم. ولكن، أين نبدأ؟ فقد تبدو عملية التقييم مُرهِقة. غير أنّه يجب ألاّ ننسى أنّ ما أنجزناه كان يصعبَ تصوُّره في البداية. ويمكن تقسيم التقييم إلى أجزاءٍ عدّة لكي يصبح أسهل.

قبل أن ننتقل إلى التفاصيل، في ما يلي فكرةٌ عامة من المفيد تشاركها مع أعضاء مجموعتنا:

ينبغي أن يخاطب تقييمنا الأسئلة المهمّة بالنسبة لنا، ولأعضاء مجتمعنا المحلّي، وللأشخاص الذين يوفّرون الدعم المالي.

طبعاً، إنّ القيود المتعلّقة بالمال والوقت قد تحدّ من نوع المعلومات التي يمكن الحصول عليها. فلنحاول طرح الأسئلة التي سوف تساعد مجموعتنا في نهاية المطاف على تحقيق النجاح. وبما أنّ كلّ مجموعةٍ فريدة من نوعها، ينبغي أن يكون التقييم كذلك أيضاً. ومع ذلك، أوردنا في ما يلي بعض الأسئلة التي تهمّ مجموعاتٍ كثيرة. فهل تهمّنا نحن أيضاً؟

  • إلى أيّ مدى شارك المجتمع المحلّي؟
  • ما هي البرامج، أو السياسات، أو الممارسات التي تغيّرت في المجتمع المحلّي؟
  • هل تغيّرت سلوكيات الناس؟ إذا كان الجواب نعم، فما أنواعها، وكيف؟
  • هل إنّ هذه التغييرات هي نتيجة جهودنا؟

قلب الموضوع: الخطوات التي تؤدّي إلى تقييم ناجح

علينا أن نرغب في التقييم

الخطوة الأولى هي خطوة داخلية. علينا أن نشعر بالتحفيز للقيام بالتقييم. وإلّا فسوف يكون ناقصاً، ما لم يكن غائباً تماماً. كذلك، علينا أن نكون واضحين بالنسبة  لهدف التقييم. لماذا نريد القيام به؟ على سبيل المثال، إذا كانت مجموعتنا قادرة على تخفيض التدخين لدى المراهقين، فقد نرغب في اكتشاف ما إذا كان برنامجنا قد أدّى إلى التشدُّد في تنفيذ القوانين التي تنظّم بيع التبغ للقاصرين.

نحتاج إلى التقييم وفقاً لأهدافنا أو غاياتنا.

ينبغي أن نكون قد حدّدنا أهدافنا عندما خطّطنا لمبادرتنا. فما الذي نحاول تحقيقه أو إنجازه بالضبط؟ ولعلّ من أبرز منافع وضع أهداف مُحدَّدة أنّها توجّه تقييمنا. على سبيل المثال، فلنفترض أنّ هدفنا يكمن في تخفيض النسبة المئوية من التلاميذ الثانويين المحلّيين المدخّنين إلى 5% بحلول شهر أيار/مايو من العام 2002. هذا جيّد. عندئذٍ، يصبح معيار تقييمنا سهلَ التحديد: إنّه، بكلّ بساطة، النسبة المئوية للتلاميذ المدخّنين في هذا التاريخ المستهدف.

لكلٍّ هدفٍ من أهدافنا، يجب أن نحدّد المعايير، أو المؤشّرات، التي من شأنها أن توفّر قياساتٍ موثوقة وصالحة لكل هدف.

سوف نحتاج إلى تطوير قياسات توضح لنا ما يجري. ونكرّر مرّةً أخرى أنّ قياساتنا (أو مؤشّراتنا) يجب أن تكون مستندة إلى أهدافنا.

على سبيل المثال:

في حال كان هدفنا خفض عنف الشباب في مدرستنا الثانوية المحلّية، فقد تشمل القياسات المُحتمَلة سجلات الدخول إلى المستشفيات بسبب إصاباتٍ تتعلّق بالعنف، أو مدى حضور ندوة التدريب على حلّ النزاعات في المدرسة، أو سجلات الشرطة حول توقيفات شباب بسبب الاعتداءات أو حيازة الأسلحة المخفية.

وعندما يكون هدفنا زيادة توافر الأطعمة المفيدة لصحّة القلب في مجتمعنا المحلّي فقد يشمل بعض القياسات عدد المطاعم التي تقدم أطعمة قليلة الدهن، أو النسبة المئوية من علب الحليب الخفيف في متاجرنا المحلّية، أو مساحة الرفوف المُستخدَمة لعرض اللحوم الخالية من الدهون، مقابل تلك الغنية بالدهون.

نحتاج إلى جمع البيانات لكلٍّ من هذه المؤشّرات.

أحياناً، قد نجد المؤشّرات التي نحتاج إليها في المصادر الموجودة. على سبيل المثال، إذا كنّا مهتمّين بزيادة استعارة الكتب من المكتبات، أو بخفض عدد إنذارات الحرائق الخاطئة يمكننا أن نجمع البيانات الموجودة في المكتبة العامة أو قسم مكافحة الحرائق. ولكن البيانات عن المؤشّرات التي اخترناها قد لا تكون متوافرة أحيانا. فلنفترض، مثلاً، أنّ المسألة الأولى بالنسبة إلينا هي السرعة على الطرقات في المناطق السكنية. قد لا تكون المعلومات الرئيسية هنا متوافرة. في مثل هذه الحالات يمكن أن تكون الشرطة المحلّية مستعدّة للمساعدة على جمعها، أو قد يتوجّب علينا وعلى مجموعتنا أن نجمعها بأنفسنا.

في الحالَين، إذا جمعنا إحصائيات "ما قبل" و"ما بعد" عن المؤشّرات التي اخترناها فإنه يمكننا استخدامها لمساعدتنا على تحديد ما إذا كان برنامجنا أو مبادرتنا قد أحدث(ت) فرقاً إيجابياً. فهل ارتفعت معدلات استعارة الكتب؟ وهل انخفضت سرعة السير؟ في الواقع، إنّ البيانات هنا تقول لنا الكثير.

استخدام النتائج لتعديل البرنامج أو التدخّل عند الضرورة.

هل نحقّق الأهداف التي خطّطنا لها؟ في هذه الحالة، لا نحتاج إلى أيّ تعديل. أما إذا كنا لا نحقّق هذه الأهداف فقد تشير البيانات إلى التغييرات الواجب تنفيذها للعودة إلى المسار الصحيح. على سبيل المثال، في ما يتعلّق بالمدخّنين في المدرسة الثانوية، ما لم تكن معدلات الطلاب الثانويين الذين يقلعون عن التدخين مرتفعة جداً فقد نرغب في تغيير محتوى برنامج التوعية على مخاطر التبغ الذي يقدم حالياً في المدرسة الثانوية، أو إضافة برامج جديدة لمساعدتهم على الإقلاع.

خلاصة القول إنّه علينا طرح السؤال التالي على أنفسنا: "ما هي الأسئلة التي أريد أن أجيب عنها؟" هذه خطوة أولى أساسية. والآن، كيف علينا الإجابة عنها؟ في كلٍّ من الأقسام التالية في هذا الفصل، سوف نشرح بالتفصيل الطرق التي يمكننا استخدامها لتقييم مبادرتنا.

Contributor 
Aimee Whitman
Eric Wadud

موارد

موارد على الانترنت

The Magenta Book - Guidance for Evaluation

يقدّم هذا المورد نظرة مُعمَّقة عن التقييم. صُمِّم الجزء "أ" (A) لصانعي السياسات. إنّه يشرح ماهية التقييم، وفوائد التقييم الجيّد، كما أنّه يشرح بمصطلحات مُبسَّطة متطلّبات التقييم الجيّد، وبعض الخطوات الواضحة التي يمكن لصانعي السياسات اتّخاذها لإجراء تقييم جيّد لتدخّلهم. أمّا الجزء "ب" (B) فهو أكثر تقنيةً، ويتوجّه إلى المحلّلين وصانعي السياسات المهتمّين. يناقش هذا الجزء بمزيدٍ من التفصيل الخطوات الأساسية التي ينبغي اتّباعها عند التخطيط للتقييم والقيام به، وكيفية الإجابة عن أسئلة البحث التقييمي بواسطة تصاميم مختلفة للبحث التقييمي. كذلك، يناقش هذا الجزء مقاربات تحليل أدلّة التقييم واستيعابها.

مطبوعات

Fawcett, S.B., Paine-Andrews, A., Francisco, V.T., Schultz, J.A., Richter, K.P., Lewis, R.K., Williams, E.L., Harris, K.J., Berkley, J.Y., Fisher, J.L., & Lopez, C.M. (1994). Work group evaluation handbook: Evaluating and supporting community initiatives for health and development. Lawrence, KS: Work Group on Health Promotion and Community Development, University of Kansas.