استمارة البحث

القسم 8. بعض الدروس المكتسبة من التنظيم والتغيير المجتمعيين

  • ما هو تنظيم المجتمع المحلي؟
  • ما هي أنواع المجتمعات المحليّة التي يجري تنظيمها؟
  • ما هي بعض نماذج التطبيق في تنظيم المجتمع المحلي؟
  • ما هي بعض الدروس المستفادة عن التنظيم والتغيير في المجتمع المحلي؟

ما هو تنظيم المجتمع المحلي؟

تنظيم المجتمع المحلي هو عمليّة اجتماع الناس سوية لطرح مسائل تهمهم. يبني أعضاء المجتمع المحلي خططاً لكيف يمكن أن تصبح بلدتهم مكاناً يكون الأطفال فيه بخير، وحيث ينضم الجيران إلى الاحتجاجات من أجل إيقاف المخدرات والعنف في مجتمعهم المحلي، وحيث يعمل أعضاء بعض المجموعات الدينية معاً لبناء سكن ذي كلفة مقبولة. هذه أمثلة عن جهود تنظيم المجتمع المحلي.

ما هي أنواع المجتمعات المحليّة التي يجري تنظيمها؟

يمكن أن يحصل تنظيم المجتمع المحلي (أو التنظيم المجتمعي) في سياقات متنوعة تعرِّف "المجتمع المحلي":

  1. مكان مشترك

يجتمع الناس الذي يتشاركون مكاناً جغرافياً كالحي أو البلدة أو المدينة. مثلاً، قد يلتقي السكان المحليون لطرح هموم الحي كالأمان أو السكن أو الخدمات الأساسية. وتُحل المشكلات من خلال المنظمات المستندة إلى المجتمع المحلي وجمعيات الأحياء والمستأجرين، وهي الأشكال السائدة للممارسات المرتكزة إلى المكان.

  1. مكان عمل أو نوع عمل مشترك

يتم التنظيم المجتمعي أيضاً بين الناس الذين يتشاركون نوع العمل أو مكان العمل. فمثلاً، تنظيم الاتحادات لدي الصناعيين أو المزارعين يجمع المعنيين بظروف العمل والأمان الوظيفي والأجور والمنافع.

  1. تجارب أو هموم مشتركة

تتشكّل فرصة جيدة للتنظيم المجتمعي عندما يتشارك الناس تجربة واحدة أو همّاً واحداً. فمثلاً، قد يحصل تنظيم الناس الذي لا يجدون عملاً أو سكناً أو تعليماً، أو عوامل أخرى تساهم في الأمان الاقتصادي.

غالباً ما يجري التنظيم بين مَن لديهم هموم حول نفس المسائل، كالإدمان أو العنف أو رفاهة الأطفال. كما يمكن أن ينتظم مَن يتشاركون العرق أو الإثنية حول مسائل كالتمييز، وتكون هذه المسائل عوائق أمام تحقيق الأهداف المشتركة. وأخيراً، قد يلتقي الذين يتشاركون إعاقات جسدية، كالإعاقة الحركية أو البصرية، من أجل خلق ظروف تساعد على الحياة المستقلّة.

ما هي بعض نماذج التطبيق في تنظيم المجتمع المحلي؟

هل يجب أن يتمحور التنظيم المجتمعي حول التعاون بين الناس الذين يتشاركون نفس الاهتمامات والمصالح أم حول المواجهة مع مَن هم في السلطة؟ هذه جدلية خاطئة تتجاهل إطار العمل وسياقه، وقد ظهرت نماذج عديدة للتطبيق في أطر مختلفة ومتنوعة لعمل تنظيم المجتمع المحلي، كما يفيد جاك روثمان (1995).

  1. التنظيم الاجتماعي

يستخدم التنظيم الاجتماعي المعلومات والتحليلات لطرح قضايا مجتمعية جوهرية كالتعليم، أو نمو الطفل، أو الصحة البيئية. فمثلاً، تُلَزّم مجالس التخطيط أو مجموعات العمل (عادةً) متخصّصين وضعَ الغايات والأهداف، وتنسيقَ الجهود، ومراجعةَ تحقيق الغاية.

يمكن للتخطيط الاجتماعي أن يجري في إطار توافقي حول الغايات والوسائل، كما يمكن أن يحدث في إطار تصادم. فمثلاً، يمكن للمعلومات عن المعدّلات العالية لحمل المراهقات (في بلدة ما في الولايات المتحدة) والعوامل ذات الصلة، أن تساعد المجتمع المحلي على التركيز على غاية وقاية المراهقات من الحمل، بالإضافة حتّى إلى قرارات حول استخدام وسائل تثير الجدل، مثل التعليم الجنسي وتحسين الوصول إلى موانع الحمل. يساهم استخدام التخطيط الاجتماعي في بناء الاتفاق على نتائج موحدة.

  1. التحرك الاجتماعي

يتضمّن التحرك الاجتماعي الجهود التي تساهم في زيادة النفوذ والموارد لدى الناس ذوي الدخل المحدود، أو العاجزين نسبياً، أو المهمّشين. فمثلاً، تَستخدم منظمات المناداة، كتلك من أجل حقوق الأشخاص ذوي الإعاقات أو تلك التي تعمل على منع التدخين، مقاربات التحرك الاجتماعي. قد يرتّبون لأحداث "تخريبيّة" (بما فيها الدعوات القضائية أو الاعتصامات أو المقاطعة)، من أجل لفت النظر والتركيز على همومهم من قِبل مَن هم في السلطة.

يخلق المنظّمون أحداثاً، كالاحتجاجات أو الإضراب، يستطيع من هم في مواقع السلطة (كأرباب العمل) تجنبها أو إيقافها عبر الوصول إلى اتّفاق. قد يتوقّف الأشخاص ذوو الإعاقات، مثلاً، عن الاحتجاج ضد شركة أعمال عندما تعدّل سياساتها التي تميز ضد الأشخاص ذوي الإعاقات، أو قد تتجنّب شركة تبغ دعوة قضائية قام بها المنادون بمنع التدخين من خلال إيقاف الدعايات الموجّهة إلى القاصرين. تُستخدم التحركات الاجتماعية في كثير من الأوضاع التي تتضمّن مصالح متنازع عليها وانعدام توازن في النفوذ، وغالباً ما تجري عندما لا تنفع المفاوضات التقليدية.

  1. التنمية المحلية

التنمية المحلية هي طريقة أخرى لجعل الناس يعملون سوية، وهي عملية وصول الناس إلى إجماع حول هموم مشتركة، والتعاون في حل المشكلات. قد يتعاون السكان المحليون، مثلاً، في أحياء مدينية أو مجتمعات ريفية على تحديد المسائل المحلية، مثل الوصول إلى فرص عمل أو إلى تعليم أفضل، كما قد يتعاونون على القيام بتحركات للتصدّي لهذه الهموم.

  1. الشراكات المجتمعية أو الائتلافات

هنالك الكثير من النماذج الهجينة التي تجمع عناصر المقاربات الثلاث المذكورة آنفاً، فمثلاً، الشراكات المجتمعية أو الائتلافات تمزج عناصر التخطيط الاجتماعي والتنمية المحلية، عندما يلتقي الناس الذين يتشاركون نفس الهموم، كرفاهة الأطفال أو الإدمان، من أجل طرح هذه الأمور. إنّ غاية العديد من الائتلافات هي تغيير ظروف المجتمع المحلي (برامج وسياسات وممارسات محدّدة) التي تخفّف أو تحمي من مخاطر هذه الهموم. هذه النماذج وتنوعاتها يمكن أن تُطبّق على المستويات المحلية والوطنية والإقليمية، وحتى على مستويات أوسع.

ما هي بعض الدروس المستفادة عن التنظيم والتغيير في المجتمع المحلي؟

تأتي الملّخصات التالية من دروس مستفادة من خبرات متنوعة في ممارسة تنظيم المجتمعات المحلية. جرى تصنيف الدروس ضمن عناوين أو مواضيع واسعة متّصلة بعمل التنظيم والتغيير في المجتمع المحلي.

تأتي الدروس من خلال الخبرة في ما يلي:

  1. فهم إطار المجتمع المحلي (والتأثير عليه)
  2. التخطيط المجتمعي
  3. تحريك المجتمع المحلي وتعبئته
  4. فهم المعارضة والممانعة (والتصدي لهما)
  5. التدخل وصيانة الجهود
  6. التسويق للتغيير المجتمعي
  7. التغييرات المؤثرة في الأنظمة (أو أوسع من ذلك)
  8. إحقاق تحسينات على مستوى المجتمع المحلي

 

  1. فهم إطار المجتمع المحلي (والتأثير عليه)

التقارير واللجان رفيعة المستوى تخلق ظروفاً للاختبار كما تؤدّي إلى تفاؤل ربطاً بالحل العام للمشكلات.

فمثلاً، في الستّينات من القرن الماضي، ساعدت "اللجنة الرئاسية في الولايات المتحدة الأميركية حول جنوح الشباب" على توليد جهود مبتكَرة، كتلك التي أقيمت في مدينة نيويورك، وسُمّيَت "التحرّك من أجل الشباب". وفي نفس الإطار، في بداية التسعينات من القرن الماضي، ساهمت مجموعة عمل على صعيد وطني في الولايات المتحدة حول "معدّل وفيات الأطفال"، في إطلاق برنامج تظاهرات متعدّد المواقع، عُرف باسم "البداية الصحية". دراسات رفيعة المستوى كهذه تساعد في وضع جدول الأعمال العام، من خلال الإضاءة على ما يجب طرحه وكيف. كما تضع التقارير البارزة إطاراً للتفسيرات السائدة للمشاكل المجتمعية. يمكن لتقرير أن يركّز، مثلاً، على الفقر معتبراً إيّاه "سبباً جذرياً" لمشاكل مجتمعية عديدة، أو على وفيات الأطفال كمسألة ضاغطة. كما قد يضع في الواجهة حلّاً بديلاً، كالوصول المتساوي للرعاية الصحية أو المساعدة القانونية، كطريقة جديدة للتصدّي للمشاكل الاجتماعية.

قد تضطرّون لاستخدام نماذج تطبيقية متعدّدة للتنظيم المجتمعي، لكي تتناسب مع الأطر المتنوعة التي يجري فيها تنفيذ العمل المجتمعي.

فمثلاً، قد تكون استراتيجيات التخطيط الاجتماعي أو التنمية المحلية مناسبة في إطار يسود فيه الإجماع حول غاية موحّدة كالعمل معاً من أجل تخفيف العنف. في الجهة المقابلة، قد تكون استراتيجية التحرك الاجتماعي، وما تتمتع به من نشاط "تخريبي" وتصادم متّصل، أكثر ملاءمة في إطارٍ تطفو فيه المصالح المتناقضة والمتنازع عليها، كالتنظيم من أجل أجور لائقة أو ظروف آمنة في العمل.

تُشكّل المسائل التي تتقاطع أطراً جيّدة لممارسة التنظيم المجتمعي.

إن بعض مسائل المجتمع المحلي، كأمان الأحياء أو الإدمان مثلاً، تؤثّر على معظم الناس الذين يتشاركون نفس المكان. كما توفّر هذه المسائل أساساً صلباً يمكن أن تلتقي حوله كتلة حرجة من الناس المحليين للعمل سوية. عندما تشمل جهود تنظيم المجتمع المحلي ناساً من خلفيات متنوعة، على صعيد الدخل والنفوذ (مثل التحسينات في التعليم أو في الصحة العامّة التي تؤثر على الناس من مختلف الطبقات الاجتماعية)، لا شك أن احتمال حصول التغيير الجذري يصبح أكبر بكثير.

لا يمكن دوماً فصل التنظيم المجتمعي عن السياسة وعن التناقض الجدلي.

فلنأخذ مثلاً حالة مجموعة من الناس التقوا معاً في مجتمع محلي ريفي وتنظّموا، من أجل طرح مسائل النفايات السامة والتلوث البيئي. قد تركّز النقاشات العامة على المصالح الاقتصادية لشركات لأعمال المتأثرة، كما يمكنها أن تركّز على الهموم الصحية للسكان المحليين. والأمر الطبيعي عندما يكون هنالك فريقان على طرفين متناقضين من المسألة، هو ألاّ يأخذ أيّ منهما ما يريد بأكمله. دون أي شك، ستتضمن الحلول "لمسة" سياسية: فن التوازن بين المصالح المتنافسة أو التسوية بينها.

يمكن للناس الفقراء أن يجنوا أرباحاً (أو خسائر) هائلة، خلال فترات التغييرات المضطربة وعند إعادة اصطفاف الفرقاء السياسيين.

هل كان سيُقر "قانون الحقوق المدنية" لعام 1964 في الولايات المتحدة الأميركية لولا الاضطرابات التي جرت عندها، وإعادة اصطفاف الحزب الديمقراطي؟ تحاول دوماً الأحزاب السياسية تجنب الاحتجاجات الشعبية أو أي تصرف غير منظم، إذا كان ذلك ممكناً بأيّ طريقة، وذلك من خلال تغيير (أو ادّعاء تغيير) سياسات وبرامج وممارسات متّصلة بهموم ظهرت إلى العلن. وبما أنّ الاحتجاجات الشعبية تشكّل أمراً يحاول مَن هم في السلطة تجنّبه، فهي تصبح إذاً وسيلة مهمّة، يُمْكن من خلالها الناس الفقراء أن يحقّقوا النفوذ والتأثير، علماً أن سائر الموارد لديهم محدودة.

يجب أن تتناغم الاستراتيجيات المستخدمة في التنظيم المجتمعي مع الأوقات السائدة.

في فترات الاضطرابات، قد يؤدي تنظيم الاحتجاجات والإضرابات من قِبل الناس المتأثرين بالمسائل إلى مكاسب قصوى. ومن جهة أخرى، خلال الأوقات الطويلة التي تفصل فترات "أعمال الشغب"، قد يَستخدم التنظيم المجتمعي مقاربات ذات طابع أقل تصادمي، كالتنمية المحلية، أو الشراكات التعاونية، من أجل تحديد أغراض مشتركة ومتابعتها.

يمكن للاحتجاجات الشعبية والتنظيم المجتمعي القاعدي أن تعمل معاً.

عندما تزداد الاحتجاجات الشعبية والأشكال الأخرى من "أعمال الشغب"، كذلك تفعل المنظّمات القاعدية التي تتصدّى للمسائل المطروحة. فمثلاً، الاحتجاجات المتعلقة بالمحافظة على الحياة (ضد الإجهاض) ترابطت مع زيادات في المنظمات الاجتماعية التي دعمت هذه المسألة وغيرها من المسائل المتصلة (في الولايات المتّحدة الأميركية). وعندما يخفت الهم العام، كذلك يفعل التنظيم على الصعيد القاعدي. ومع أنّ الاحتجاجات تغذّي التنظيم، العكس ليس صحيحاً، فالتنظيم لا يُنتج احتجاجات، بّل قد يؤخّره أحياناً (كما يحصل عندما تحاول الوكالات تجنّب التناقضات، من أجل حماية تمويلها).

المنظمات المجتمعية تتشكّل عندما يكون الناس جاهزين لأن ينتظموا.

بالرغم من أنّ المنظمات قد تُخلق للترويج للاهتمام بمسألة ما، كمجاعة الأطفال، لن يحصل الكثير قبل أن يهتم عدد لا بأس به من الناس بالمسألة، ويشعر هؤلاء الناس أنّ تحركاتهم يمكن أن تُحدث فرقاً. التحدّي الكبير يكمن في معرفة متى تكون المسألة التي تطرحونها مهمّة لعدد كاف من الناس الذين يتشاركون نفس المكان أو نفس التجربة، لكي ينتظموا حول المسألة.

المؤسسات التي تفضّل تجنّب النزاع والتصادم قد لا تكون مقرّاً مريحاً لعمل التنظيم المجتمعي.

فلنتناول حالة مبادرة مدرسة مجتمعية لمنع حمل المراهقات أو الوقاية من فيروس نقص المناعة / إيدز. فمع أنّ المدارس في موقع يسمح لها بتقديم معلومات وخدمات صحية للشباب، غالباً ما يعارض مسؤولو المدارس توفير التعليم الجنسي أو تحسين الوصول إلى موانع الحمل (لمن يختارون أن يكونوا ناشطين جنسياً) في المدرسة. من هنا، قد تكون وكالات الخدمة الإنسانية والمؤسسات التعليمية التي تعتمد على التمويل العام، أماكن غير مفيدة كخيارات لوكالات تقود جهود التنظيم المجتمعي، إذ إنّها من الأرجح أن تكون معارضة لهذه الجهود.

  1. التخطيط المجتمعي

المشاكل الاجتماعية والمجتمعية هي براهين تدل على أن المؤسسات لا تعمل بشكل جيّد بالنسبة للناس.

لقد ركّز جزءٌ كبير من تأطير المشكلات المجتمعية في الثمانينات والتسعينات من القرن الماضي على السمات الشخصية لهؤلاء المتأثرين بشكل مباشر بهذه المشكلات. فمثلاً، قد تُضيء "الأسباب" المعلنة للمعدّلات العالية لإجرام الشباب على قيم الشباب وعائلاتهم وعلى سلوكهم، مثل "التحكّم الضعيف بالغضب" أو "الوالدية السيئة". هكذا تحليلات نادراً ما تركّز على مساهمة الظروف البيئية الأوسع، كتوفّر العمل أو الضغوطات المزمنة المترابطة مع الدخل المحدود، والمؤسسات المسؤولة عن ذلك. بالإضافة إلى المسؤولية الفردية، يجب أن تجري مساءلة المؤسسات العامة ومحاسبتها، ربطاً بالمشكلات المنتشرة في المعيشة. (نعني بالمؤسسات العامة المدارس والأعمال والمنظمات الدينية والحكومة.)

من الضرورة وضع غايات واقعية لجهود التنظيم المجتمعي.

غالباً ما تغدق المبادرات المرتكزة إلى المجتمع المحلي وعوداً مبالغ فيها، وذلك بشكل خاص عندما تتوجّه إلى الجهات المانحة. ولكن إطلاق أهداف غير واقعية (مثل تخفيض السقوط الأكاديمي المدرسي بمعدّل 50 % خلال السنتين القادمتين) يضع المجموعة أمام فشل شبه حتمي. يجب أن تقيسَ المجموعةُ بتأنٍ قابليةَ الأهداف المقترحة للتحقيق.

إذا وضعنا فقط غايات متواضعة، على الأرجح أن نحقق أقل.

مع أنّ الغايات يجب أن تكون قابلة للتحقيق، من المهم أن تكون في نفس الوقت مصدراً للتحدّي. يمكن أن تكون الأهداف متواضعة للغاية، فمثلاً، قد تكون إحدى الغايات المتواضعة بشكل مبالغ فيه هي تخفيض معدّلات السقوط المدرسي الأكاديمي (وهي الآن تشكّل 80 %) بنسبة 10 % خلال سنوات ثلاث. ولكن الأهداف التي لا تثير التحدي بشكل كاف قد لا تجلب الموارد ولا تحث على الجهود وعلى درجة التغيير الكافية اللازمة للتصدي للهموم المجتمعيّة.

يمكن للتخطيط الاجتماعي أن يُشرك اختصاصيين من الخارج (وأشخاصاً محليين) في المساعدة على التصدي للمشاكل المجتمعية، وذلك بشكل خاص عندما يكون هنالك إجماع حول المسألة.

يمكن أن نجعل الأهداف المقدّرة محلياً تتقدّم من خلال إشراك اختصاصيين تقنيين وأشخاص محليين في تحديد المشكلات والحلول. الأخصائيون من الخارج، كالباحثين من مراكز أبحاث في الجامعات أو المسؤولين الحكوميين، يمكن أن يساعدوا الناس المحليين في الحصول على البيانات وفي شرحها، كما يمكن أن يساهم الأخصائيون في تيسير مسار وضع الأولويات، وفي تحديد البدائل الواعدة. من جهة أخرى، يمكن للتخطيط أن يتخطّى الأدوار التقليدية، وينتقل من تيسير التنسيق والتواصل بين الوكالات، إلى تحديد الظروف البيئية الواجب تغييرها.

التنمية المحلية أو جهود المساعدة الذاتية يمكن أن تساعد أيضاً في التصدي للمسائل المجتمعية.

يتمتّع الناس المحليون بالمعرفة عبر الخبرة، ما يسمح لهم بأن يلتقوا ويحدّدوا سوية المسائل المحلية، كالأمان في الأحياء أو الوظائف، ويأخذوا الخطوات اللازمة للتعاطي معها. جهود مساعدة ذاتية كهذه، لها جذورها في حركة النزوح والإقامة في الحياء المدينية. وما يوجّه هذه الجهود هو احترام ذاتية الناس المحليين واستقلالهم، لكي يقرروا بأنفسهم (ويعملوا على) ما يعنيهم.

التشدّد في محليّة الحكم يمكن أن يمنع التعاون على مستويات أوسع من التخطيط.

قد يكون التخطيط على مستويات أعلى من الحي أو البلدة أو المدينة ضرورياً لطرح الظروف الأوسع التي تؤثر على جهود التنظيم المجتمعي. فمثلاً، التركّز المتزايد للفقر في قلب المدن، كنتيجة لقرارات التخطيط المناطقي وسياسات أخرى أوسع، يشكل مسألة بنيوية تؤثر على جهود التنمية المحلية ضمن الأحياء داخل المدينة. ومع أنّه محبّذ من أجل بناء المجتمع المحلي، التشدد في الحكم المحلي قد يعيق التخطيط على المستويات الأوسع اللازم لطرح قضايا محلية.

  1. تحريك المجتمع المحلي وتعبئته

لكل فرد القدرة على تحديد مصيره ومساعدة ذاته على التحسّن.

فرضيةٌ أساسية للتنظيم المجتمعي هي أنّ الأشخاص الأكثر تأثراً بالهموم المحلية، بمَن فيهم المصنَّفين "زبائن" لوكالات الخدمة، هم مَن يستطيعون مواجهة هذه الهموم. وإنّ منظار "نقاط القوة" هذا، يضيء على أرصدة هؤلاء الأشخاص وقدراتهم، وليس على نقاط ضعفهم وقصورهم. وفيما يعترف هذا المنظار بالكفاءة الشخصية والمجتمعية، يُدرك أيضاً أهمية الدعائم والعوائق البيئية التي تؤثر على الانخراط في الحياة المجتمعية. ولكي تكون جهود تحديد المصير الذاتية ناجحة، علينا أن نخلق فرصاً للعمل معاً، وأن نزيد النتائج الإيجابية للعمل في المجتمع المحلي.

لا يمكنكم المواجهة وحدكم.

إنّ طرح ما يهم الناس المحليين (مثل الصحة الجيدة والتعليم والوظائف) يتخطّانا ويفوقنا جميعاً. إذ إنّ فكرة "الإيكولوجيا" (التفاعل بين الكائنات الحية والبيئة) تساعدنا على رؤية التحرك المجتمعي كأنّه يحصل ضمن شبكة من العلاقات والتفاعلات. الحياة المجتمعية تتحسّن عندما تجتمع نقاط القوّة الفرديّة في هدف واحد (وهذا يعبّر عن مبدأ الاعتماد المتبادل والمتداخل). نحن جميعنا مرتبطون ببعضنا بعضاً: لكلّ منّا مسؤولية جزئية في جعل هذا العالم عالماً جيداً لنا جميعاً.

القادة الأقوياء حاضرون حتى في أكثر المجتمعات المحلية المحرومة اقتصادياً.

إنّ القادة الحقيقيين (الذين يُمكّنون مكوّنات المجتمع من رؤية الاحتمالات الأسمى، ويسعون خلفها سوية) موجودون بيننا. مع هذا، قد لا يتم الاعتراف بهم دائماً مِمّن هم في السلطة. فمثلاً، عند القيام بتنظيم المجتمع المحلي في مشروع سكن عام لأصحاب الدخل المحدود، وَجدْنا أن سؤالٌ بسيط ساعدَنا على "اكتشاف" القادة المحليين: "إلى مَن يتوجّه الأطفال عندما يشعرون بالألم أو الأذى، ولا يوجد أحد في بيوتهم؟" أسئلة كهذه ساعدتنا على اكتشاف "القادة الخادمين" من بيننا: الذين "يقودون" من خلال طرح مصالح "تابعيهم" واهتماماتهم.

يجب ألاّ يعتاد ممارسو العمل المجتمعي على الظروف الفظيعة التي يرونها خلال عملهم في المجتمع المحلي.

يتعرّض الذين يمارسون العمل المجتمعي، وبشكل خاص في المجتمعات المحلية ذات الدخل المحدود، إلى أمور رهيبة: أطفال في بيئات غير صحية وغير راعية، وكبار دون طعام أو ملبس أو مسكن كما يلزم، وغياب الشروط الأساسية التي تؤمّن الحياة اللائقة. يجب أن يحرص الممارسون على ألاّ يصبحوا مجرّدين من العاطفة ربطاً بما يشعرون به عندما يرون ما يرونه ويسمعون ما يسمعونه. إحدى الطرق للمساعدة على الدعم المتبادل هي تشارك التجارب والمشاعر والإفشاء عنها. كما يجب على النشطاء المجتمعيين أن يقرّروا كيف عليهم استخدام هذه المشاعر (كمشاعر الغضب تجاه الظروف الصعبة التي يعيش فيها بعض الناس)، من أجل زيادة الطاقة في عملهم واستدامة العمل.

إنّ معتقدات الناس وقيمهم تمكّنهم من البقاء ملتزمين

من أجل إحداث الفرق، يجب أن يستمر مَن يقوم بالعمل المجتمعي بهذه المهمة لفترة طويلة، وقيمُ الناس كالإنصاف أو احترام كرامة الآخرين، تساعد على إدامة هذه الجهود. فمثلاً، في حال وجود تاريخ عائلي أو شخصي من التمييز (وهي تجربة سائدة لدى الأقليات العرقية أو الإثنية في معظم البلدان)، قد يدفعنا ذلك إلى اعتناق قيمة العدالة الاجتماعية، والعمل من أجل المساواة في الفرص.

إنّ عمل التنظيم المجتمعي يشبه عمل "المعبد الديني العلماني".

المؤسسات الدينية (ومجموعات الإيمان) تساعد على تشكيل معتقداتنا حول ما هو صائب وما هو جيّد، كمسؤوليتنا في رعاية الآخرين. والمنظّمات المرتكزة إلى المجتمع المحلي، كائتلاف المشرّدين أو منظمة حقوق المستأجرين، تدعونا لخدمة المصلحة العامة أو الخير العام، أيْ الأمور التي تتخطى ذاتيتنا. بهذه الطريقة، تُمكّننا هذه المنظمات من تخصيص حياتنا لأهداف أسمى، فيما نحن نعمل في هذا العالم.

لا يتسنّى لممارسي العمل المجتمعي إلاّ القليل من الفرص للتأمّل في عملهم.

غالباً ما يُستهلك الذين يقومون بعمل البناء المجتمعي، من جرّاء متطلبات هذا العمل. فمثلاً، نادراً ما يأخذ قادة المنظمات المرتكزة إلى المجتمع المحلي والموظفون في هذه المنظمات وقتاً للتأمّل في الدروس المستفادة من العمل المجتمعي، أو العوائق والموارد، أو سمات أخرى لعملهم. دفاتر التأمل اليومية والخلوات الدورية للمجموعة تساعد القادة والمجموعات على التفكير والتأمّل في الأهداف الأصليّة للمنظمات وفي التوجهات الجديدة لهذه المنظمات. إن هذا التأمّل يساهم في تعزيز التطبيق العملي، أيْ جمع الفهم (النظري) مع التحرّك (التطبيقي).

غالباً ما يأخذنا التجاوب مع الأحداث والفرص المتّصلة ببناء المجتمع المحلي إلى أبعد ممّا نعلم.

الممارسة المجتمعية هي بشكل أساسي صيغة فنّية. التدخّل الفعّال يتم تشكيله عن طريق التجربة والخطأ، أكثر من عن طريق التصريحات العامة التي تمّ اختبارها، ربطاً بالظروف التي تؤثر فيها التدخلات المحدّدة (المتغيّر المؤثِّر) على السلوكيات والنتائج المتوخاة (المتغيرات المتأثرة). مع ذلك، إنّ الانتباه إلى الأوضاع التي تهم الناس المحليين (مثل الجرائم واستخدام المخدرات والفقر)، ومواجهتها لا يمكنها أن تنتظر إلى حين صدور نتائج تجارب الأبحاث. يجب أن نكون حاسمين في مواجهة الشكوك، حتّى عندما لا تكون الأدلة العلمية لمسار تحرك مُختار مناسبة كما يجب.

  1. فهم المعارضة والممانعة (والتصدي لهما)

المشكلات المجتمعية تخدم أحياناً مصالح مَن هم في السلطة.

مثال على ذلك: السياسة التنظيمية التي تسمح لملوثي البيئة أن يمضوا دون عقاب، تخدم المصالح الاقتصادية لشركات الأعمال التي تلوّث، ولتلك التي تخص المسؤولين المنتخبين والمعينين الذين قد يستفيدون من المساهمات في الحملات أو من الرشاوى. بطريقة مماثلة، قد يفيد وجود المخدرات والعنف بشكل غير مباشر المسؤولين المنتخبين، بما أنّهم غالباً ما يكسبون دعم المجتمع المحلي عندما يتبجحون بالغضب تجاه مسرّبي المخدرات والعنف والعابثين فيها. عندما يعترض مَن هم في السلطة أو أصحاب النفوذ على جهود التحرك المجتمعي (أو عندما يتجاهلون الدعوات من أجل التدخل الفعال)، قد يكون هنالك انقطاع أو هوّة بين الصالح العام (الخير المشترك) والمصالح الخاصة لأصحاب النفوذ غير المتكافئ.

التوتّرات العرقية والإثنية والتناقضات قد خربت وحطمّت العديد من جهود التنظيم المجتمعي.

لا شك أنّ الفروقات العرقية والإثنية مهمّة في هذا النوع من العمل. فمثلاً، في الولايات المتّحدة الأميركية، معظم الأفارقة الأميركيين يتشارك تاريخاً واحداً من التمييز المبني على العرق، كاللحاق بهم عن كثب في المتاجر، أو تجاهلهم من قبل سيارات التاكسي في المدينة. عندما تكونون جزءاً من أقلية إثنية، قد يفترض الناس أنّه يمكنهم أن يتكلموا باسمكم وأن يفكّروا عنكم، حتّى لو لم يعطوا أي دليل أنهم يهتمون لأمركم. وفقاً لذلك، الثقة المفقودة المبرَّرة بهذا "الآخر" (معظم الناس أو الثقافة السائدة) قد تولّد نزاعات تؤثّر سلباً على التبادل والتعاون بين ناس من أعراق وثقافات مختلفة.

تُواجَه تكتيكات التحرك الاجتماعي، كالاحتجاجات التخريبية، بالعديد من المعارضين.

المشاركة في (أو دعم) الاحتجاجات يمكن أن تشكل خطورة، بشكل خاص لمَن هم باقون في المجتمع المحلّي. فمثلاً، من خلال اللحاق بحملة مقاطعة لمدرسة أطلقها سكان مشروع سكن عام لذوي الدخل المحدود في قرية في الولايات المتّحدة الأميركية، تعرّضَت صديقتي ميرا كارْتر، وهي أمٌ تستفيد من مساعَدات من الإنعاش وقائدة مَرئية، لمضايقات الشرطة. لقد تم توقيفها وسُجنت بحجة مخالفة بسيطة متعلقة بركن السيارة، بينما كنّا، نحن المنظمون من الخارج الذين كنّا أيضاً جزءاً من الجهود، نعاني فقط من إزعاجات لا تُذكر. الناشطون الذين يستخدمون تكتيكات الاحتجاج، يجب أن يتوقعوا ممّن هم في السلطة أن ينتقموا، حتّى لو كان ذلك من خلال تحميل المحتجّين عقوبات جرمية للتحركات التخريبية الفعالة كالإضراب.

إنّ مقاربات التحرك الاجتماعي التي تتضمّن مواجهات أقل مباشَرة، يمكن أن تنتج أساساً سياسياً قوياً، يسمح بإحداث التغيير.

فمثلاً، تبيّن أنّ "مؤسسات المناطق الصناعية" في الولايات المتحدة الأميركية، كانت فعالة نسبياً في جذب الدعم (وتجنّب المعارضة) لقضاياها. متسقةً ومنسجمةً مع بيانات الفلسفات الشرقية (منها "الآي تشينغ")، التحركات الأقل مباشرة أو الأقل استخداماً للقوّة، قد تكون معرّضة أقل لتوليد المعارضة وردود الفعل المعاكسة.

المعارضة والمقاومة قد تأتيان بأشكال عديدة.

يقترح تحليل أدبيات المناداة طرقاً عديدة يمكن من خلالها جعل جهود التغيير تبهت أو تتباطأ. تتضمن هذه الطرائق حرف الانتباه عن المسألة، أو تأخير الرد، أو نكران المشكلة أو الطلب، أو التقليل من أهمية المشكلة أو المجموعة، أو خداع الجمهور، أو تقسيم المنظمة والانقضاء عليها، أو استرضاء قيادة المجموعة عبر مكاسب قصيرة المدى، أو إضعاف الثقة والمصداقية بأعضاء المجموعة، أو تحطيم المجموعة عبر حملات شتائم في الإعلام. الممارسون الماهرون يمكن أن يساعدوا أعضاء المجموعة على التعرّف على (وتجنّب أو إبطال) مصادر المعارضة وأساليبها.

المنظمات المجتمعية قد ترد على المعارضة بتحركات مضادة مناسبة.

فلنأخذ حالة موظفي الإنعاش الرسميين المحليين (المعارضة) الذين يقلّلون من أهمية ادّعاءات مجموعة حقوق الإعاقات أنّ الأشخاص ذوي الإعاقات يُحرمون من المساعدة بشكل غير عادل. من أجل إبطال هذه المعارضة، المنادون بحقوق ذوي الإعاقات قد يوثّقون عدد الحالات التي حُرمت المساعدة وأنواعها، وقد يستخدمون المناداة عبر الإعلام حول عواقب نكران الأهلية، من أجل استثارة اهتمام الناس العامّة. وفقاً لطبيعة المعارضة وشكلها، قد تتضمن التحركات المضادة إعادة تأطير المسائل، وتحويل السلبيات إلى إيجابيات، وإعلان تكتيكات المعارضين على الملء، وتركيز نقاط قوة المنظمة في مواجهة نقاط ضعف المعارضين، ومعرفة الوقت المناسب للقيام بالمفاوضات.

قد تكون معارضة التغيير كالبصل (بعدّة قشور). 

يجب أن يتوقّع المنادون مستويات متعدّدة من المعارضة والمقاومة للتغيير في المجتمع المحلي والنظام. فمثلاً، المنظمات المجتمعي التي تعمل من أجل مدارس أفضل قد تواجه مقاومة أصلاً من المسؤولين في مجلس المدرسة، ثم لاحقاً من المدراء المحليين، وبعد ذلك، من المعلمين. إذا أزلتم قشرة من القشور المتعددة، قد تجدون شكلاً آخر من المعارضة أو المقاومة لحماية المصالح المكتسبة.

  1. التدخل وصيانة الجهود

إن استراتيجية التنظيم المجتمعي يجب أن تتناسب مع الوضع القائم.

يجب أن تتماشى الوسائل العريضة وتلك المحدّدة مع الغايات ومع الإطار. فمثلاً، قد يساعد التخطيط الاجتماعي (استخدام المعلومات التقنية، غالباً بإرشاد من أخصائيين من الخارج) في تحديد الغايات عندما يتشارك الناس مصالح واحدة. بشكل مماثل، التنمية المحلية (إطلاق جهود المساعدة الذاتية من الناس المحليين) قد تكون مناسبة للتخفيف من مشكلة معينة، كالإدمان أو الأمان في الأحياء، والتي يكون هنالك إجماع واسع حولها. في الجهة المقابلة، قد يكون التحرك الاجتماعي (بتكتيكاته "التخريبية" والتصادم المتّصل) ضرورياً في أطر المصالح المتناقضة، كَفي حال التخفيف من التمييز أو الفروقات في الدخل أو النفوذ.

غالباً ما تفوق إيجابيات استخدام استراتيجيات متعدّدة إيجابيات استخدام استراتيجية واحدة.

تَعْلق أحياناً بعض المبادرات (كحملة إصلاح المدرسة، مثلاً) في استخدام وسيلة تحرّك مفضَّلة، مثل التخطيط التعاوني أو التكتيكات التخريبية، حتّى عندما تتغير الظروف أو الغايات. وبتوسّل استراتيجية واحدة فقط، قد يصبح تجاهل تحرّكات المنظمة أسهل، و قد تذهب سدى منافع المقاربات المكمّلة. فمثلاً، على الأرجح أن تدعم تهديداتُ التكتيكات التخريبية (التحرّك الاجتماعي) جهودَ المساعدة الذاتية (التنمية المحلية). لا شك أنّ المرونة في الاستراتيجية، واستخدام وسائل متعدّدة قد يحسّنان جهود المجتمع المحلي والنتائج.

التواجد ضمن ثقافتين يعزّز الإبداع.

يعمل بعض الممارسين المجتمعيين في أكثر من نظام ذي تأثير. فالذين يجمعون البحث والممارسة، مثلاً، يجب أن يحترموا تأثيرات المجالات الأكاديمية بالإضافة إلى تأثيرات المنظمات المرتكزة إلى المجتمع المحلي. والانفتاح على جماهير مختلفة ومتنوعة يساعد على دمج الأفكار المتباينة، وعلى اكتشاف الحلول المبتكرة، وعلى تغيير الممارسة.

يتطلّب عمل التنظيم المجتمعي وقتا طويلاًً، ومتابعة دقيقة.

إنّ تعبئة الناس من أجل التحرّك تتطلّب وقتاً وجهوداً جمّة. القيام بالاتصالات الهاتفية والاتّصالات الشخصية لإحداث تغيير في سياسة مدرسية، مثلاً، لا يمكن أن يقوم بها المتطوعون فحسب. الحث والتنسيق في العمل المجتمعي، كأي عمل ذي قيمة، يجب أن يكونا مأجورَيْن. فدون معاشات للّذين يقومون بتعبئة المجتمع المحلي أو المنظمين، تصبح صعبةً المتابعةُ الحثيثة للتحركات المخطّطة.

قد يكون الدعم الخارجي ضرورةً كما قد يكون فخّاً بالنسبة للمنظمات المجتمعية.

نادراً ما تجري صيانة جهود التنظيم المجتمعي دون موارد خارجية. مع ذلك، يترافق الدعم المالي بشكل عام مع بعض القيود، فقبول المال من مؤسسات أو من الحكومة، مثلاً، قد يحد من جهود المناداة. ومع أنّها غالباً ما تكون ضرورة، فقد تأتي الموارد الخارجية على حساب المساومة على غايات المجموعة أو على وسائل التحرك المتوفرة.

لا تلبث المنظمات المجتمعية أن "تنفك".

عندما تبدأ المسألة التي تأسست حولها المنظمة بالخبو، قد تصاب المنظمة بالمثل. قد تَحلّ نفسَها مثلاً، منظمةُ حقوق دافعي الضرائب عندما تُحل غاياتها بتجميد إنفاق عام معين، كمسألة سند مدرسة. والمنظمات التي تستمر بعد أن تهمد المسألة، قد تخسر أعضاءها، إلاّ في حال عادت وأحيت نفسها لطرح مسائل أخرى ناشئة.

تحتاج المنظمات إلى مكاسب صغيرة.

"المكاسب الصغيرة" هي فرص يمكن السيطرة عليها، على المدى القصير، ويمكن أن تُحدث فرقاً ملموساً. فمثلاً، قد يعمل منظِّم أحياء جيدٌ من أجل تحسين لم النفايات، أو مزيد من الأضواء في الشارع، لتوفير مكاسب مرئية (بالمعنى الحرفي) لتحركات المجموعة. دون هذه المكاسب الصغيرة، لا تستطيع المنظمات المجتمعية الحفاظ على الأعضاء الحاليين، أو جذب أعضاء جدد.

  1. التسويق للتغيير المجتمعي

الوضع المثالي المركزي لممارسة المنظمة المجتمعية هو الخدمة.

يجب أن تكون درجة مصالح الممارسين منخفضة على اللائحة أكثر بكثير من مصالح الناس الذين تتم خدمتهم. مع ذلك، عندما تسوِّق بعض المجالات، كالإنعاش الاجتماعي أو الصحة العامّة، لتدريب "مهنيين" في عمل المنظمات المجتمعية، هي تُجازِف بخلق مهن قد يستفيد فيها الممارس أكثر من الزبائن. فالمهن التي تقدّم شهادات للناس (وليس ممارسات واعدة أو طرائق فعّالة بشكل ظاهر) قد تشدّد على مصالح المهنيين (أو مصالح المنظمات)، وليس على مصالح هؤلاء الذين يختبرون المشكلة.

يجب أن تتخطى المنظمة المجتمعية عملية جمع الناس سوية.

يشكّل الحوار بين ممثلين من مجموعات مختلفة بالنسبة إلى بعض الممارسين، "نتيجةً" كافية لجهود التنمية المجتمعية. ولكن الناس المحليين الذين يجتمعون لطرح ما يعنيهم يكونون عادةً مهتمّين بالذهاب أبعد من الحديث، أيْ إلى التحرك وتحقيق النتائج. يجب أن تُحدث جهودُ المنظمات المجتمعية منافعَ ملموسةً كالتغيير في المجتمع المحلي، وحل المشكلات، وتقديم العدالة الاجتماعية.

ليست الحاجة الأساسية أن يتأقلم الأفراد مع عالمهم، بل هي أن تتغير البيئات لكي يتمكّن الناس من تحقيق غاياتهم.

يركّز الكثير من تأطير المشكلات المجتمعية على النواقص لدى الأشخاص الأكثر تأثراً. فمثلاً، قد تتضمّن تصنيفات "مشهورة" لأسباب الفشل الأكاديمي "التحفيز الضعيف" (لدى الشباب) أو "المراقبة الضعيفة" (من قبل الأهل). من جهة أخرى وبديلاً عمّا سبق، قد تطرح التحليلات للفشل الأكاديمي الظروف البيئية مثل "قلّة الفرص للقيام بالعمل الأكاديمي" (في المدرسة)، و"الفرص المحدودة للعمل" (ما بعد المدرسة). الرفاهة والصحة المجتمعيتان هي مسائل خاصة وعامّة، وتنادي المسؤولية الفردية بالإضافة إلى المسؤولية الجماعية.

المنظمات المرتكزة إلى المجتمع المحلي يمكن أن تعمل كمحرّكة ومحفّزة للتغيير.

المنظّمات المجتمعية الفعالة تقوم على تحويل البيئة المحيطة: فهي تغيّر البرامج والسياسات والممارسات المرتبطة برسالة المجموعة. فمنظّمة لحقوق الأشخاص ذوي الإعاقات، مثلاً، قد تعدّل سياسات متعلّقة بالتمييز في العمل ضد الأشخاص ذوي الإعاقات، أو قد تؤسس لبرامج تدريب جديدة على الوظائف، من أجل تكييف الناس ذوي الإعاقات المتنوعة. وبدورها كمُفاعل، تجمَع المنظمات المجتمعية الآخرين، وتتوسّط في العلاقات، وتُقَوّي الموارد من أجل الأغراض المشتركة.

  1. التغييرات المؤثرة في الأنظمة (أو أوسع من ذلك)

يجب أن يعكس مستوى (أو مستويات) التدخّل المستويات المتعدّدة التي تساهم في المشكلة.

فلننظر إلى التدخلات النموذجية لمعظم المشكلات المجتمعية. التدريب على العمل من أجل التصدّي للبطالة، مثلاً، أو برامج التوعية على المخدرات لمكافحة الإدمان، تشكّل نموذجاً عن مبادرات تحاول أن تغيّر سلوك من يتمتّعون بنفوذ محدود ومَن هم أقرب إلى "المشكلة"، كالكبار ذوي الدخل المحدود ربطاً بالبطالة، أو الشباب ربطاً بالإدمان.

عندما تُستخدم وحدها، برامج الخدمات والتدخلات الهادفة التي تتوجه إلى ما يسمّى "المعرّضين" من الشباب أو الكبار، قد تحرف الانتباه عن الأسباب الأكثر جذريةّ، كالفقر وظروف الفرص التي تؤثر على السلوك على مستويات متنوعة. إنّ حل العديد من المسائل المجتمعية، كالجرائم أو العمالة، يتطلّب تغييرات في القرارات المتّخذة من قِبل صانعي القرار الكبار والسياسيين، على مستويات أعلى من المجتمع المحلي.

التغيير في النظام لا يحصل بمجرّد رفع تقارير عن الحاجات المعاشة إلى مسؤولين معينين أو منتخبين.

بالنسبة لمن هم في مناصب أعلى اقتصادياً أو سياسياً، قد يكون لمجرّد التعبير عن هَمّ ما، تأثيرٌ على القرارات التي تحاكيهم، وهنالك مروحة من الوسائل التقليدية متوفرة لمجموعات كهذه، كطريقة لممارسة النفوذ، وتتضمّن هذه الوسائل العرائض، وجماعات الضغط، والتأثير على الإعلام، ودعم المرشحين السياسيين، والتصويت بأعداد كبرى. ولكن، هذه الوسائل هي في الغالب غير متوفرة لمَن هم متأثرون بالعديد من المشكلات المجتمعية، كالأطفال والفقر. إذ إنّ المجموعات المهمّشة تفتقد إلى الموارد لممارسة التأثير عبر الطرق التقليدية.

القوّة الحقيقية للحركات الاجتماعية هي في إيصال رؤية مختلفة عن العالم.

يستخدم المهمّشون دراما الاحتجاجات (والنزاعات والتصادمات التي تستفزّها) لإظهار الحقائق التي لا يُنظر إليها بشكل عام كمهمّة. قد يغطّي الإعلام، مثلاً، إضراباً واحتجاجات متّصلة، يقوم بها عمّال مزارع أو عمّال مصانع فحم، بالإضافة إلى العنف التي تولده هذه الاحتجاجات من قِبل المالكين أو الشرطة أو آخرين في السلطة. تساعد التغطية الإعلامية على نقل قصة الظروف التي يواجهها المحتجّون، وظلم التحرّك (أو عدم التحرك) من قبل شركات الأعمال أو المؤسسات المستهدَفة. يمكن للطبيعة الدرامية للاحتجاجات وللنزاعات المتصلة أن تساعد على تسييس الناخبين، الذين يمكنهم بدورهم ممارسة النفوذ على مَن هم في السلطة، من خلال زيادة الدعم العام لمواقع المجموعات المهمّشة.

يجب أن تسعى المنظمات المجتمعيّة خلف التغيير ضمن قدراتها على الإدارة.

بما أنّ التجاهل محتمل، كما الانتقام، يجب على المنظمات الصغيرة ذات النفوذ المحدود أن تتجنّب توخّي التغييرات الجذرية في النظام. فلنأخذ مثلاً منظمة قاعدية وحدها في حي ذي دخل محدود، هي قد لا تكون في موقع يسمح لها بالقيام بتغييرات في النظام، كتغيير أولويات الجهات المانحة التي تدعم العمل في المجتمع المحلي. ولكن المنظمات الصغيرة والمشاكسة قد تنجح في إحداث تغييرات في المجتمع المجلي، عندما في الجهة المقابلة، المنظمات الأضخم تتعذر عن ذلك.

يمكن إحداث التغيير في المجتمع المحلي وفي الأنظمة الأوسع من خلال التعاون.

يشمل التعاون التحالفات بين المجموعات التي تتشارك المخاطر والموارد والمسؤوليات من أجل تحقيق مصالحها المشتركة. فمثلاً، المنظمات المرتكزة إلى المجتمع المحلي المعنية برفاهة الأطفال، يمكن لها أن تتصل ببعضها بعضاً، من أجل خلق برامج (كالإرشاد)، وسياسات (كأوقات العمل المرنة ليتمكن الأهل من أن يكونوا مع أطفالهم بعد المدرسة)، وممارسات محلية جديدة (كأنْ يرعى الكبار أطفالاً ليسوا أطفالهم).

إضافةً إلى ذلك، الشراكات الأوسع مع الجهات المانحة والوكالات الحكومية ومجالس الأعمال، يمكن لها أن تؤثر على الظروف التي يجري فيها التغيير على صعيد المجتمع المحلي. أحد الأمثلة هو تحويل برامج الجهات المانحة وجعلها تدعم العمل التعاوني، أو الترويج لسياسات أعمال صديقة للأطفال، من خلال عائد السند الصناعي أو سياسات جديدة للشركة. تساعد الشراكات التعاونية على إحداث التغيير في المجتمع المحلي والنظام عندما تَربط الناس المحليين بالموارد والمؤسسات على المستويات المختلفة التي يجب أن يحصل فيها التغيير، من أجل طرح الاهتمامات المشتركة.

  1. تحقيق تحسينات على مستوى المجتمع المحلي

المشكلات المجتمعية تعود وتقع من جديد.

فلننظر، مثلاً، إلى مشكلة عنف العصابات التي جرت في الولايات المتحدة الأميركية بعد الحرب العالمية الثانية، وعادت وحصلت من جديد في تسعينات القرن الماضي. يبدو أنّ الظروف الاجتماعية العامة (الفروقات الواسعة في الدخل، والروابط الاجتماعية الضعيفة وعليه، فقدان الثقة بين الناس) تؤثّر على زيادة احتمال حصول المشكلات المجتمعية كزيادة معدّل الوفيات بشكل عام، ومعدّل وفيات الأطفال، وربّما أيضاً العنف لدى الشباب وبينهم. من هنا، فإنّ التحسينات المحقّقة في مرحلة زمنيّة ما قد يلزمها إعادة تأسيس من قِبل أجيال مستقبلية، إذ على هذه الأجيال بدورها من جديد تعديل الظروف البيئية المحيطة التي تدفع إلى إعادة حصول المشكلات المجتمعية.

معظم الجهود المجتمعية "تتبعثر" عند مواجهة المشكلة.

معظم التدخلات المجتمعية لا تتناسب مع حجم المشكلات ومستواها. فمثلاً، قد تحضّر جهود مجتمعية عشرة أشخاص عاطلين عن العمل للتنافس على وظيفة واحدة متوفرة، أو قد تخلق الجهود مئة وظيفة في المجتمع المحلي، حيث نجد آلاف من العاطلين عن العمل. إذ غالباً ما نقوم بتغييرات صغيرة لا تقاس في إطار يبقى عصيّاً على التغيير.

التغيير الحقيقي نادرٌ.

التحسينات المهمّة في النتائج على مستوى المجتمع المحلي هي بشكل عام شبه مستحيلة (كتخفيض معدلات حمل المراهقات في الولايات المتحدة، مثلاً، بنسبة 50 % أو أكثر، أو تخفيض معدلات السقوط الأكاديمي كذلك بنسبة 50 %). ولكن، مع ذلك، في الطلبات التي تقدّمها المنظمات المرتكزة إلى المجتمع المحلي للحصول على منح، هي عادةً تقوم بوعود كبيرة (وفي نفس الوقت الجهات المانحة تتوقع) من خلال تصريحات لأهداف تشير إلى تحسينات مؤثّرة، كنتيجة لاستثمارات متواضعة وخلال مدّة قصيرة من الوقت. يجب ألاّ ننشر الخرافات والأساطير عن ما يمكن أن تحققه فعلياً معظم التدخلات.

قد يكون تنمية القيادات المجتمعية نتيجة إيجابية جانبية، حتّى لجهود مجتمعية "فاشلة".

بالرغم من عدم إنتاج مبادرة مجتمعية ما تغييرات ظاهرة إحصائياً في نقاط الارتكاز والمؤشرات في المجتمع المحلي، قد تساهم في تطوير قادة جدد أو في بناء قدراتهم لطرح مسائل جديدة في المستقبل. فمبادرة حول الصحة العامة، مثلاً، يتأتى عنها فقط تخفيض بسيط لمعدل حمل المراهقات، قد تطوّر القدرات لإحداث تغييرات مهمّة، كبعد أربع سنوات، مثلاً، عندما تحوّل المجموعة المعنية اهتمامها من حمل المراهقات إلى رفاهة الأطفال بشكل عام.

يجب أن يساعدنا التوثيق والتقييم في المجتمع المحلي على رؤية ما حققته فعلياً المبادرات المجتمعية، بما فيها أدلّة عن نتائج وسطية (تغييرات في المجتمع المحلي والنظام، مثلاً) بالإضافة إلى مؤشّرات أخرى عن النجاح أو "الفشل" (مثلاً، قدرة المجتمع المحلي، عبر مرور الزمن ومع مختلف المسائل).

الصحة القصوى والتنمية للجميع قد تكون مسائل أبعد من القدرة التي يمكن للمجتمعات المحلية أن تحققها وتصل إليها فعلياً، ولكنها يجب ألاّ تكون أبعد ممّا تتوخاه هذه المجتمعات وتسعى خلفه.

لا شكّ أنّ معظم الجهود المرتكزة إلى المجتمع المحلي، كتلك الهادفة إلى بناء بيئات صحية لكافّة أطفالنا، ستتخلّف بشكل أو بآخر عن أهدافها. مع ذلك، تتطلب العدالة أن نخلق الظروف التي يمكن من خلالها لكافّة الناس أن يصنعوا الأفضل من مقدّراتهم غير المتساوية أصلاً. يجب أن يوجّه دعمَ المجتمعات المحلية ما يجب أن نقوم به من أجل الأجيال الحالية والقادمة، وليس المكسب المحدود الذي حقّقناه في الماضي.

باختصار

إنّ القيم والمعرفة والخبرة تساهم في تثقيف الغرض الأساسي للتنظيم المجتمعي (المساعدة على اكتشاف الغايات المشتركة بين الناس وتمكنيهم). هذا القسم من "عدّة العمل المجتمعي" وضع خطوطاً عريضة للدروس المستفادة من تجارب جيل أسبق من ممارسي التنظيم المجتمعي (كل منهم متمتعاً بأكثر من 40 سنة خربة). وقد صُنّفت المقاربات ضمن مواضيع واسعة لممارسة التنظيم المجتمعي.

غالباً ما يتمتع التنظيم المجتمعي بِسِمة القاعدية أو "من الأسفل إلى الأعلى": الناس ذوو النفوذ الضعيف نسبياً يلتقون على المستوى المحلي لطرح مسائل تهمهم. فمثلاً، قد تتضمّن الجهود القاعديّة التخطيط مِن قِبل أعضاء جمعية الحي، أو احتجاجات من قبل منظمة المستأجرين، أو جهود المساعدة الذاتية لعائلات ذات دخل محدود من أجل بناء سكن محلي.

مع ذلك، التنظيم المجتمعي قد يعمل عبر استراتيجية "من الأعلى إلى الأسفل"، كعند اجتماع مسؤولين منتخبين أو معينين، أو آخرين في السلطة، مثلاً، في تحالف لتقديم سياسات أو مخصصات موارد تخدم مصالحهم. وقد تتنازع مقاربات التنظيم المجتمعي القاعديّ ("من فوق إلى تحت") مع تلك التي تتبنى استراتيجية "من تحت إلى فوق"، عندما يتآمر المسؤولون المعيّنون، مثلاً، لتصعيب تسجيل المقترعين من مجموعات أقلية ناشئة. وقد يعمل نوعا المقاربات بتناغم، عندما تساهم التعبئة القاعدية، ككتابة الرسائل، مثلاً، أو التظاهرات العامّة، في دعم تغييرات السياسات التي قدمّها مسؤولون منتخبون أو معينون متعاونون، يعملون على مستويات أوسع.

قد تُستخدم استراتيجيات التنظيم المجتمعي لخدمة (أو لإعاقة) قيم مجموعات اهتمام معينة وغاياتها. فلنأخذ مسألة الإجهاض: هؤلاء المنتظمون تحت راية "مع حرية الاختيار" قد يستخدمون تكتيكات الاحتجاج لتقديم سياسات وممارسات تشجع على الحرية الفردية ("حق" المرأة في اختيار القيام بعملية إجهاض أو لا). من الناحية الأخرى، الذين يعملون على جهة "مع الحياة"، قد ينتظمون للسعي خلف تغييرات منسجمة مع قيمة الأمان والحياة ("حق" الطفل الذي لم يولد في الحياة). وفقاً لقيمنا ومصالحنا، قد ندعم (أو نرفض) استخدام تكتيكات "تخريبية" مماثلة مِن قبل مساندي المسألة أو معارضيها.

ما هي العلاقة بين القيم والصفات الشخصية (بالإضافة إلى التجارب والبيئة المحيطة التي شكلتها) من جهة وعمل التنظيم والتغيير في المجتمع المحلي من جهة أخرى؟ الخلفية الشخصية، كروحانية أصيلة أو تاريخ تمييز عاشته أقلية إثنية، يمكن أن تحضّر الممارِس لدعم قيم معيّنة، كالعدالة الاجتماعي والمساواة، بالتناغم مع عمل التنظيم المجتمعي.

ما هي الصفات والسلوكيات التي يتمتع بها منظّمو المجتمعات المحلية، كاحترام الآخرين والاستعداد للإصغاء، والتي تساعد على جمع الناس سوية؟ العديد من هذه السمات والسلوكيات (بما فيها وضوح الرؤية، والقدرة على الدعم التشجيع، والتسامح أمام الغموض) تتشابه مع سمات القادة الآخرين وصفاتهم.

كيف نزرع هكذا قادة طبيعيين، وكيف نغذّي وندعم عملهم في جمع الناس معاً؟ قد يساهم مزيدٌ من البحث في توضيح العلاقة بين الصفات والسلوكيات الشخصية (كتلك التي يتمتّع بها "الخادم" أو "القائد الخادم") من جهة، والبيئة الأوسع التي تغذي هذه الصفات والسلوكيات أو تعيقها من جهة ثانية، ونتائج جهود تنظيم المجتمع المحلي من جهة أخرى.

وأخيراً، يمكن للقيادة في العمل المجتمعي أن تبدأ بطرح بعض الأسئلة الجيدة:

  • ما هو المرغوب الآن، في هذا المكان، مِن قِبل هؤلاء الناس؟
  • ما هو النجاح؟
  • كيف يمكن لنا التأسيس لظروف تسمح بحل المشكلات الفعال، والمحافظة على هذه الشروط أو الظروف؟ كيف يمكن لنا القيام بذلك عابرين الوقت وعبر مختلف الهموم؟
  • كيف يمكن لنا أن نعرف ذلك؟

تخيّلوا "ديمقراطية حيّة" (أعداد كبيرة من الناس في مجتمعات محلية عديدة مختلفة، منخرطة في حوار حول هموم مشتركة وتحرّك مشترك باتّجاه التحسّن). ربّما هذه الدروس (التي ألهمتها التأملات التي قام بها جيل سابق من ممارسة التنظيم المجتمعي) يمكن لها أن تساعدنا على فهم أفضل للعمل الرئيسي للديمقراطية وتحسينه: التقاء الناس معاً لطرح المسائل التي تهمّهم.

نشجّع على إعادة إنتاج هذه المواد، على أن تذكروا مرجعها، "عدة العمل المجتمعي" على موقع:

Http://ctb.ku.edu

Contributor 
سْتِيفِن فَوْسِت

Adler, M. (1981). Six great ideas: truth, goodness, beauty, liberty, equality, justice: ideas we judge by, ideas we act on. New York: Macmillan.

Adler, M. (1981). . New York: Macmillan.

Alinsky, S. (1969). Reveille for radicals. Chicago: University of Chicago Press.

Altman, D. G., Balcazar, F. E., Fawcett, S. B., Seekins, T., and Young, J. Q. (1994 ). Public health advocacy: Creating community change to improve health. Palo Alto, CA: Stanford Center for Research in Disease Prevention.

Balcazar, F. E., Seekins, T., Fawcett, S. B., & Hopkins, B. L. (1990). Empowering people with physical disabilities through advocacy skills train. American Journal of Community Psychology, 18, 281-295.

Bracht, N. (Ed.) (1990). Health promotion at the community level. Newbury Park, CA: Sage Publications.

Brager, G. and Specht, H. (1973). Community organizing. New York: Columbia University Press.

Branch, T. (1988). Parting the waters: America in the King years 1954-63. New York: Simon and Schuster.

Brown, M. J. (2006). Building powerful community organizations: A personal guide to creating groups that can solve problems and change the world. Arlington, MA: Long Haul Press.

Cobb, R. W., and Elder, C. D. (1972). Participation in American politics: The dynamics of agenda-building. Baltimore: The Johns Hopkins University Press.

Cook, T. D., & Campbell, D. T. (1979). Quasi-experimentation: Design and analysis issues for field settings. Chicago: Rand McNally.

Cox, F. M., Erlich, J. L., Rothman, J., and Tropman, J. E. (1987). Strategies of community organization: Macro practice. (4th ed.). Itasca, IL: F. E. Peacock Publishers, Inc.

Cuoto, R. A. (1990). Promoting health at the grass roots. Health Affairs, 9, 145-151.

Dass, R. and Gorman, P. (1985). How can I help? Stories and reflections on service. New York: Alfred A. Knopf.

Dunham, A. (1963). Some principles of community development. International Review of Community Development, 11, 141-151.

Fawcett, S.B. (1999). Some lessons on community organization and change. In J. Rothman (Ed.). Reflections on Community Organization: Enduring Themes and Critical Issues. Itasca, Illinois: F. E. Peacock Publishers.

Fawcett, S. B. (1991). Some values guiding community research and action. Journal of Applied Behavior Analysis, 24, 621-636.

Fawcett, S. B., Lewis, R. K., Paine-Andrews, A., Francisco, V. T., Richter, K. P., Williams, E. L. & Copple, B. Evaluating community coalitions for the prevention of substance abuse: The case of Project Freedom. Health Education and Behavior.

Fawcett, S. B., Paine, A. L., Francisco, V. T., Vliet, M. (1993). Promoting health through community development. Promoting Health and Mental Health in Children, Youth, and Families (pp. 233-255). D. S. Glenwick & L. A. Jason (Eds.). New York: Springer Publishing Company.

Fawcett, S. B., Paine-Andrews, A., Francisco, V. T., Schultz, J. A., Richter, K. P., Lewis, R. K., Williams, E. L., Harris, K. J., Berkley, J. Y., Fisher, J. L., & Lopez, C. M. (1995). Using empowerment theory in collaborative partnerships for community health and development. American Journal of Community Psychology, 23, 677 -697.

Fawcett, S. B., Paine-Andrews, A., Francisco, V. T., Schultz, J. A., Richter, K. P., Berkley Patton, J., Fisher, J., Lewis, R. K., Lopez, C. M., Russos, S., Williams, E. L., Harris, K. J., & Evensen, P. E. Evaluating community initiatives for health and development. In I. Rootman, D. McQueen, et al. (Eds.) Evaluating health promotion approaches. Copenhagen, Denmark: World Health Organization - Europe.

Fawcett, S. B., Seekins, T., & Silber, L. (1988). Low-income voter registration: A small-scale evaluation of an agency-based registration strategy. American Journal of Community Psychology, 16, 751-758.

Fisher, R. (1987). Community organizing in historical perspective: A typology. In F. M. Cox, J. L. Erlich, J. Rothman, and J. E. Tropman. (pp. 387-397). Strategies of Community Intervention: Macro Practice. (4th ed.). Itasca, IL: F. E. Peacock Publishers, Inc.

Gardner, J. W. (1990) On leadership. New York: Free Press.

Gaventa, J. (1980). Power and powerlessness: Quiescence and rebellion in an Appalachian valley. Chicago: University of Illinois Press.

Greenleaf, R. (1997). Servant leadership. New York: Paulist Press.

Heifetz, R. A. (1994). Leadership without easy answers. Cambridge, MA: Belnap Press of Harvard University Press.

Himmelman, A. T. (1992). Communities working collaboratively for a change. (Monograph available from the author, 1406 West Lake, Suite 209, Minneapolis, MN 55408)

Jargowsky, P. (1997). Poverty and place: Ghettos, barrios, and the American city. New York: Russell Sage Foundation.

Kingdon, J. (1995). (2nd Ed.). Agendas, alternatives, and public policies. Boston: Little, Brown.

Lappe, F. M. & Dubois, P. M (1994). The quickening of America. San Francisco: Jossey-Bass.

Mathews, R. M. & Fawcett, S. B. (1984). Building the capacities of job candidates through behavioral instruction. Journal of Community Psychology, 12, 123 -129.

Morris, A. D. (1984). The origins of the civil rights movement. New York: The Free Press.

Newstetter, W. I. (1947). The social intergroup work process. In Proceedings of the National Conference of Social Work. (pp. 205-217). New York: Columbia University Press.

Paine, A. L., Francisco, V. T., & Fawcett, S. B. (1994). Assessing community health concerns and implementing a microgrants program for self-help initiatives. American Journal of Public Health, 84(2), 316-318.

Paine-Andrews, A., Fawcett, S. B., Richter, K. P., Berkley J. Y., Williams, E. L ., & Lopez, C. M. Community coalitions to prevent adolescent substance abuse: The case of the "Project Freedom" replication initiative. Journal of Prevention and Intervention in the Community.

Paine-Andrews, A., Harris, K. J., Fawcett, S. B., Richter, K. P., Lewis, R. K., Francisco, V. T., Johnston, J., Coen, S. Evaluating a statewide partnership for reducing risks for chronic diseases. Journal of Community Health.

Paine-Andrews, A., Vincent, M. L., Fawcett, S. B., Campuzano, M. K., Harris, K. J., Lewis, R. K., Williams, E. L., & Fisher, J. L. (1996). Replicating a community initiative for preventing adolescent pregnancy: From South Carolina to Kansas. Family and Community Health, 19(1), 14-30.

Perlman, R. and Gurin, A. (1972). Community organization and social planning. New York: John Wiley.

Piven, F. F. and Cloward, R. A. (1977). Poor people's movements: Why they succeed, how they fail. New York: Random House.

Rappaport, J., Swift, C., & Hess, R. (Eds.). (1984). Studies in empowerment: Steps toward understanding and action. New York: Haworth.

Ross, M. G. (1955). Community organization: Theory and principles. New York: Harper and Brothers.

Rothman, J. (Ed.). (1999). Reflections on community organization: Enduring themes and critical issues. Itasca, Illinois: F.E. Peacock Publishers.

Rothman, J., & Tropman, J. E. (1987). Models of community organization and macro practice perspectives: Their mixing and phasing. In F. M. Cox, J. L. Erlich, J. Rothman, & J. E. Tropman (Eds.), Strategies of community organization: Macro practice (4th ed.) (pp. 3-26). Itasca, IL: F.E. Peacock Publishers.

Schriner, K. F., Fawcett, S. B. (1988). A community concerns method for local agenda setting. Journal of the Community Development Society, 19, 108-118.

Seekins, T. & Fawcett, S. B. (1987). Effects of a poverty clients' agenda on resource allocations by community decisionmakers. American Journal of Community Psychology, 15, 305-320.

Seekins, T., Maynard-Moody, S., & Fawcett, S. B. (1987). Understanding the policy process: Preventing and coping with community problems. Prevention in Human Services, 5 (2), 65-89.

Stull, D., & Schensul, J. (1987). Collaborative research and social change: Applied anthropology in action. Boulder, CO: Westview.

Suarez de Balcazar, Y., Bradford, B., & Fawcett, S. B. (1988). Common concerns of disabled Americans: Issues and options. Social Policy, 19 (2), 29-35.

Tax, S. (1952). Action anthropology. American Indigena, 12, 103-106.

Watzlawick, P., Weakland, J. H., & Fisch, R. (1974). Change: Principles of problem formation and problem resolution. New York: Norton.

Weick, K. E. (1984). Small wins: Redefining the scale of social problems. American Psychologist, 39, 40-49.

Wilkinson, R. G. (1996). Unhealthy societies: The afflictions of inequality. London: Routledge.

World Health Organization. (1986). The Ottawa charter for health promotion. Health Promotion, 1, iii-v.

Yin, R. K. (1988). Case study research: Design and methods. Newbury Park, CA: Sage.

Zald, M. N. (1987). Organizations: Organizations as polities: An analysis of community organization agencies. In F. M. Cox, J. L. Erlich, J. Rothman, and J. E. Tropman. (pp. 243-254). Strategies of community organization: Macro practice. (4th ed.). Itasca, IL: F. E. Peacock Publishers, Inc.