استمارة البحث

القسم 10: استخدام أدوات مرتكزة إلى الإنترنت لتعزيز الصحة والتنمية المجتمعيّتَيْن

  • ماذا نعني باستخدام أدوات مرتكزة إلى الإنترنت لتعزيز الصحة المجتمعية والتنمية المجتمعيّة؟
  • لماذا استخدام أدوات مرتكزة إلى الإنترنت لتعزيز الصحة المجتمعية والتنمية المجتمعيّة؟
  • من يمكن أن استخدام أدوات مرتكزة إلى الإنترنت الصحة المجتمعية والتنمية المجتمعيّة؟
  • متى علينا استخدام أدوات مرتكزة إلى الإنترنت لتعزيز الصحة المجتمعية والتنمية المجتمعيّة؟

 

بوفاة تلميذ ثانوي آخر على الطريق الموت السريع، أصبح جليّاً أنّ قيادة الدراجات النارية من قبل المراهقين في البلدة المتّحدة أصبح خارج السيطرة: سهرات شرب و/أو تناول مخدرات في كل نهاية أسبوع وشلل التسابق والتنافس الخطر على الدراجات النارية، إمّا في منزل أحد الشباب أو الصبايا ممن يكون أهلهم خارج المنزل، أو في غابة قرب شارع وسخ أو في مكان آخر. وكل نهاية أسبوع، يصاب فيه، كما يبدو، مراهقٌ (أو اثنان أو ثلاثة) أو يُقتل في حادث دراجة/سيّارة على طريقه إلى البيت. قرّر الأهالي (سواء الذّين يحزنون على أطفالهم أو الذّين يخافون أن تكون عائلتهم هي التالية التي ستتلقّى اتّصال آخر الليل) أنّ الأمر فاق حدّه.

بدأت مجموعة صغيرة بالاجتماع لنقاش المشكلة، وعندما أدركوا أنّهم يعلمون القليل عن كيفيّة مقاربة المشكلة، لجأ الأهالي إلى ما كان بالنسبة لهم أسرع وأسهل مصدر متوفّر للمعلومات، أي إلى أقرب جمعية تروج للقيادة الآمنة ومكافحة الشرب وإلى الإنترنت، لمحاولة إيجاد أجوبة عن بعض من أسئلتهم. وجدوا جمعية وبعض المواقع التي ذكرت الممارسات الفضلى لمكافحة تناول المراهقين الكحول وآخر عن مخاطر الدراجات النارية والقيادة المتهورة وإحصائيات عن الضحايا، وموقعاً آخر زوّدهم بمعلومات عن كيفية إشراك أنفسهم والمجتمع المحلي في التخطيط لجهود تناهض تناول الكحول والقيادة وتقدم تدريبا للمراهقين والمدارس والأهل على السلوكيات الآمنة على الطرقات. بالإضافة إلى ذلك، وجدوا منتديات عديدة مباشرة ("أُونْلايْن")، حيث تمكّنوا من تشارك تجاربهم مع مجموعات أخرى وأفراد آخرين يعملون على نفس المسألة.

من هنا، قرّروا إنشاء ائتلاف، البحث في الشبكة العنكبوتيّة والجمعية المحلية وزوّداهم بمعلومات عن كيفيّة القيام بذلك. وعندما أدركوا أنّهم قد يحتاجون إلى تمويل، بحثوا عن مواقع لمؤسسات ووكالات حكوميّة لإيجاد الجهات التي قد تكون مهتمّة بما يقومون به. كما قاموا بالتفتيش عن إحصاءات تناول المراهقين الكحول في بلدتهم، والمحافظة والبلد عموما، عبر استخدام مواقع حكومية وأخرى محلية وأهلية، من أجل فهم وضعهم بالمقارنة مع مناطق أخرى، واستخدام المعلومات في طلب منح تساعد على تغطية النفقات. كما بحثوا عن استراتيجيات المناداة/المناصرة وتغيير السياسات، والتخطيط للبرامج، وكتابة طلبات المنح. كما خلقوا موقعاً إلكترونيّاً وصفحة على "الفِيسْبوك"، واستعملوهما لتسجيل أعضاء جدد.

في النهاية، تمكنّوا من إدارة حملة متعدّدة الأجزاء أسفرت عنها قوانين جديدة ونافذة بصرامة ضد قيادة الدراجات النارية من دون تأهيل ملائم وإجازات، وتدريب الشرطة على معاملة الدراجات النارية مهما كانت صغيرة معاملة المركبات الأخرى، وضد بيع أو تقديم الكحول للقاصرين، وشملت التعليم والتوعية عن المخاطر في الطرقات ومخاطر الكحول والقراص المخدرة في المدارس، والوصول إلى الأهل وآخرين في المجتمع المحلي مزوّدين بالمعلومات والدعم، والمزيد من توجيه الانتباه الإعلامي نحو المسألة. ولقد وجد الأهالي معظم ما احتاجوه من أجل إطلاق الحملة ومتابعة الجهود بنجاح، على الإنترنت فضلاً عن الدعم من جانب الجمعيات المحلية.

وإذا كنتم تقرؤون هذا الآن، فأنتم تستخدمون الإنترنت كمورد من المعرفة والمعلومات. وبعد، لقد لجأ العاملون والناشطون في مجالات الصحة والمجتمع المحلّي إلى هذا المصدر الهائل من المعلومات ووسيلة الاتّصال هذه من أجل دعم عملهم. في هذا القسم، سنطرح بعض الوسائل التي يمكنكم من خلالها استخدام الإنترنت لتحقيق غاياتكم المجتمعية، وفهم المنطق الذي يسود "عدّة العمل المجتمعي".

 

ماذا نعني باستخدام أدوات مرتكزة إلى الإنترنت لتعزيز الصحة والتنمية المجتمعيّتَيْن؟

 

فلنبدأ بالتمييز بين الإنترنت من جهة، وبين الأدوات المرتكزة إلى الإنترنت من جهة أخرى.

الإنترنت ببساطة هي بلايين المواقع الإلكترونية، ومجموعات من الأخبار، ومواقع أخرى مفتوحة للعموم ويمكن إيجادها عبر "الإبحار"، أو الكلمات المفاتيح للبحث، أو النصائح من أصدقاء...الخ.

أمّا الأداة المرتكزة إلى الإنترنت، فقد تكون موقعاً معيّناً (مثل "عدّة العمل المجتمعي") يحتوي على معلومات مفيدة، أو "لائحة إلكترونيّة"، أو "مجموعة أخبار" حيث تسمح لكم التعليقات اليوميّة بالبقاء على اطّلاعٍ على الأفكار والأحداث والحقائق السياسيّة في مجالكم وعلى نقاشها مع آخرين مهتمّين، أو جريدة إلكترونيّة تتضمّن معلومات مفيدة، أو البريد الإلكتروني لمشرّعٍ أساسي أو مدير في وكالة مهمّة أو لزميل. باختصار، الأداة المرتكزة إلى الإنترنت للقيام بالعمل المجتمعي يمكن لها أن تكون أي شيء يساعدكم على الوصول إلى الشبكة، سواء كان موقعاً أم لا.

الإنترنت هو أوسع وأشمل مخزن من المعلومات والمعرفة التي تمّ تجميعها في أي وقت حتى اليوم. وهي ربّما تمثّل أكبر شبكة اتّصال شهدها العالم. عبر نقرة على "الفأرة"، يمكنكم بعث رسالة فورية إلى صديق لكم في الجانب الآخر من العالم، أو إرسال بريد إلكتروني إلى لائحة من مئات الأشخاص، أو التعاون مع شخص لم تلتقوا به مسبقاً، أو قراءة مقال عن أي موضوع تقريباً، أو البحث في عناوين محتويات أكبر المكتبات في العالم (وغالباً في بعض محتوياتها الفعليّة).

كما يمكنكم الحصول على كميّة كبيرة من المعلومات المغلوطة والشائعات والأخطاء والكذب التام. من المهم أن تعوا أهمية مصداقيّة مصدر أي معلومات تحصلون عليها على الإنترنت أو من البريد الإلكتروني أو مجموعات النقاش. في حال كانت لديكم تساؤلات حول المعلومات (ويجب أن يكون لديكم تساؤلات حولها، إلاّ إذا كان الموقع معروفاً بمصداقيته أو يُعتمد عليه بشكل بديهي)، تفقدّوها عبر مصادر أخرى قبل أن تفترضوا أنّها دقيقة. إذ حتّى المواقع المعتمدَة (كمواقع الصحف والمحطات المرموقة أو حتى بعض الجامعات الأساسيّة) قد تخطئ من حين إلى آخر. الفرق هو أنّ هذه الأخيرة تصحح نفسها عادةً ما إنْ يُكتشف الخطأ، فيما بعض المواقع ذات المصداقيّة الأقل قد تستمر في الخطأ عن قصد، أو قد لا تكلف نفسها عناء تغيير المعلومات بعد أنْ وُضعت على الموقع.

 

هنالك موقعان (في اللغة الإنكليزية) يؤمّنان بعض الخطوط العريضة لتمييز المعلومات الجيّدة من السيّئة، وهما:

  • موقع "النقاط العشر لتقييم مصادر الإنترنت" من مكتبة جامعة وِسْكونسن في "أُو كْلير":

Ten C's for Evaluating Internet Sources

  • موقع "المعايير لتقييم مصداقيّة مصادر الإنترنت

Criteria to Evaluate the Credibility of WWW Resources

 

 

بكلمات أخرى، يمكن للإنترنت أن تساعدكم على إيجاد تقريباً أي معلومات تلزمكم للقيام بعملكم، كما يمكن أن يساعدكم على القيام بالاتّصالات والمحافظة عليها. هنالك عدّة أنواع من الأدوات المرتكزة إلى الإنترنت التي يمكنكم استخدامها، وغايات مختلفة تستخدمونها من أجلها:

  1. تعلّم كيفيّة القيام بالعمل:

قد يحتوي الموقع (وموقع "عدّة العمل المجتمعي" هو من أهم الأمثلة، ولكن يوجد هنالك مواقع أخرى عديدة، أقل شموليّةً) على معلومات تقول لكم كيف تخطّطون لعملكم وتبدؤون الائتلاف، وتنظّمون حملات تمويلية وتكسبون المشاركة، الخ.

  1. جمع المعلومات: تشمل هذه بشكل بديهي مروحةً واسعة من الاحتمالات (ليس فقط مواقع إلكترونية ولكن أيضاً مجموعات أخبار وتحادث، ومنشورات إلكترونية، وفهرس المكتبات، وموارد أخرى إلكترونيّة). بعض أكثر أنواع المعلومات شيوعاً التي قد تبحثون عنها هي ما يلي:
    • المعلومات الديموغرافيّة (العمر والنوع الاجتماعي والعرق والإثنية والدخل، الخ): المصدر الأكثر شهرةً لمعلومات كهذه هو مكتب الإحصاء (إذا وجد وكان متاحًا، كما في بلدان كثيرة)، ولكن قد تجدون الكثير أيضاً في مواقع البلديات أو المدن أو الأقضية أو المحافظات، بالإضافة إلى مواقع الأقسام والوكالات الحكوميّة المركزيّة.
    • القوانين والتنظيمات: تجدون القوانين على عدد كبير من المواقع في كثير من البلدان. (مثال من الولايات المتّحدة: موقع "قوانين ولايات الولايات المتّحدة"، و"القانون التجاري الموحّد"، وروابط إلى أوضاع الولايات التي تتناسب مع مواد "القانون التجاري الموحّد"، والوصول إلى كافّة "قوانين الولايات المتّحدة الأميركيّة". كما تجدون تنظيمات الوكالات الفدراليّة ووكالات المقاطعات والبلديات والولايات في مواقع الوكالات. (هنالك لائحة جزئيّة بالوكالات الفدراليّة في "المصادر" أدناه.)
    • المموّلون وفرص التمويل: إنّ بحثاً إلكترونيّاً محدّداً بشكلٍ جيّد سيُظهر لكم أسماء المؤسسات المهتمّة بمسألتكم، وستقول لكم مواقعها إنْ كنتم مرشحين صالحين للتمويل من قبلها أو لا. كما تعطيكم المواقع الحكومية أو البلدية (في حال وجودها) معلومات عمّا الذي تموّله، وما المتوفّر، كما تحتوي عادةً على نسخ من طلبات تقديم المشاريع. كما يمكن لمواقع الائتلافات الوطنيّة أو داخل البلدة (في حال وجودها) أن تحتوي على معلومات التمويل وفرصه.
    • الممارسات الفضلى: بعض الوكالات الحكومية أو البلدية أو الوطنية في بعض البلدان (لاسيّما في الولايات المتّحدة وكندا) تضع على مواقعها الإلكترونيّة لوائح وتوصيات ببرامج ومقاربات ناجحة (ما يسمّى أحياناً وفعليّاً "الممارسات الفضلى"، وهي حُدّدت جرّاء برامج فعالة أو نجاحات)، وهنالك احتمال كبير في أن تقوم المنظمات المهنيّة والائتلافات المعنيّة بمسألتكم والمنظّمات التي تدير برامج ناجحة، بنشر معلومات "أُونْلاين" عن الممارسات الفضلى. إضافة إلى ذلك، يمكن مراجعة الفصل 19، القسم 1: معايير اختيار الممارسات والتدخّلات المجتمعية الواعدة والفصل 19، القسم 6: الترويج لتبنّي الممارسات الفضلى ولاستخدامها، في "عدّة العمل المجتمعي".
    • الطرائق أو الأفكار أو النظريات أو الأبحاث في المجال: الأوراق الأكاديمية ومقالات المجلاّت، ونقاشات التحادث أو مجموعات الأخبار، والنسخ الإلكترونية من الصحف أو المجلاّت، ووسائل إعلام أخرى، هذه الأدوات جميعها قد تجعل هذا النوع من المعلومات متوفّراً على الإنترنت، أو على الأقل تقول لكم أين يمكن إيجاد النسخة المطبوعة منها. الصفحات على الشبكة التي تحتوي على هذه المعلومات قد تشمل أيضاً عنواناً إلكترونياً للكاتب/ة أو لخبير/ة بشكل يمكنّكم من الاتصال بها شخصيّاً لنقاش الأفكار بشكل أعمق.
    • الوقائع والمعلومات "البَحْتة" التي تُستخدم لغايات التثقيف أو من أجل برامج أخرى: البيانات الديموغرافيّة، والوقائع التاريخية، والمبادئ والوصفات العلميّة، ونصوص وثائق تاريخيّة أو حكوميّة مهمّة (كدستور بلادكم، مثلاً)، تجدونها جميعها وتقريباً أي أمر آخر يلزمكم، من خلال قليل من البحث.

واضح أنّ المواقع المذكورة في هذا القسم ليست إلاّ مجرّد أمثلة. هنالك أعداد هائلة من المواقع ومن الاحتمالات على الإنترنت التي قد يتّضح أنّها مفيدة لكم. إحدى الطرق في إيجاد ذلك هي القيام ببحث على الإنترنت ("غوغِل" هو محرّك البحث الأكثر استعمالاً، وهو بشكل عام الأكثر فعاليّة، والأرجح أن يوصِلكم تماماً إلى ما تبحثون عنه). طريقة أخرى هي البحث عبر مورد عن الإنترنت ومواقعها، كما مثلا في كتاب "آلان شْلين" (باللغة الإنكليزية)، "جدها إلكترونياً: الدليل الكامل للبحث الإلكتروني" (الطبعة الرابعة)، 2004." Alan M. Schlein, Tempe, AZ: Facts on Demand Press, 2004.

 

 

  1. التواصل مع الآخرين: يسمح لكم الإنترنت بالتواصل مع أشخاص من كافّة أنحاء العالم بوقت قصير، من خلال البريد الإلكتروني، والتحادث والدردشة، ومجموعات الأخبار، والمراسلة الفوريّة، والمؤتمرات عبر الكومبيوتر، الخ. وفيما يلي بعض الأسباب التي قد تحثّكم على القيام بذلك:
    • تشارك المعلومات والنصائح حول عملكم أو أي عوامل اجتماعية أو سياسية تؤثّر عليها ومناقشتها في مجموعات الأخبار أو غرف التحادث أو المنتديات، الخ.
    • التواصل المباشر من خلال الرسائل الفوريّة أو المؤتمرات عبر الكومبيوتر مع زملاء ومشاركين ومموّلين ومتعاونين وآخرين. قد تستخدمون أيضاً البريد الإلكتروني لتطلبوا من الأعضاء أو الداعمين المساهمات، أو للإعلان عن برامج أو أحداث، أو لنقاش حالات أو أوضاع فردية مع آخرين معنيّين، أو لطرح الأسئلة على زملاء أو خبراء، أو لتنظيم حملة مناداة والانخراط بها (انظروا أدناه).
    • استخدام الموقع الإلكتروني لإطلاق رسالتكم إلى العلن والإعلان عن خدماتكم وتعليق رسائل ومواد أخرى مهمّة للمشاركين والأعضاء وأعضاء المجلس والموظّفين وآخرين.
  2. توزيع مواد تربوية أو تثقيفية للمشاركين:

     تستخدم عدّة جامعات (في الولايات المتّحدة وغيرها) في موادها "عدّة العمل المجتمعي" كنصوص، مثلاً، وهي ترسل الطلاب مباشرة إلى موقع "العدّة" لقراءة المواد.

  1. القيام بأعمال:

 المنظمات القاعديّة وغير الربحيّة، كالعديد من الأفراد، تستخدم الإنترنت لإيجاد من يزوّدها بما تحتاجه وللاتّصال بهم، وللمقارنة، ولطلب المواد والتجهيزات والنواقص، بالإضافة إلى دفع الفواتير، والإعلان عن شواغر، وبيع أو الإعلان عن خدمات ومنتجات.

  1. الانخراط في المناداة:

 يمكن للإنترنت أن تكون عظيمة القيمة لجهود المناداة/المناصرة. البريد الإلكتروني والمواقع واللوائح الإلكترونية ومجموعات النقاش تسمح بتنظيم مجموعة مناداة، وتعبئة أعضاء للتحرّك، والاتّصال بصانعي السياسات، والقيام بأبحاث عن المناداة، وتثقيف المكوّنات بالإضافة إلى الجمهور العام عن المسألة. (للمزيد عن استخدام الإنترنت للمناداة، يمكن الذهاب إلى الفصل 33، القسم 19: المناداة الإلكترونيّة.)

 

لماذا استخدام أدوات مرتكزة إلى الإنترنت لتعزيز الصحة والتنمية المجتمعيّتَيْن؟

 

ولكن، لماذا يُعتبر استخدام الإنترنت بهذه الأهميّة؟ ولماذا لا نتابع العمل عبر نفس قنوات الاتّصالات والمعلومات التي كنّا نستخدمها دائماً (البريد والهاتف والمكاتب والإعلام وغيرها)؟

يجب أن نستمر في استخدام كافة هذه القنوات، ولكن إضافة الإنترنت قد توسّع وتسهّل بشكل هائل احتمالات عملنا. سبب ذلك يعود إلى مدى الإنترنت كما إلى طبيعته.

أوّلاً، المدى: الإنترنت عالمية حقاً ولا تعرف حدوداً، وحتّى في الأمكنة حيث تغيب الكهرباء، فإن الوصول إلى الإنترنت ممكن عبر الأقمار الاصطناعية واستخدام الكومبيوتر المزود بالطاقة الشمسية. هذا يعني أنّه يمكن مبدئياً لأيّ امرئ أن يصل إلى هذا المخزون الواسع من المعلومات والإمكانيات في الفضاء الإلكتروني، ويمكنه التواصل مع الآخرين في أمكنة بعيدة. من جهة أخرى، يمكن أن يُساء استخدام هذه الطاقة (فالإرهابيّون يستفيدون من الإنترنت في كل لحظة، مثلاً)، ولكنّها يمكن أن تخلق فرصاً لم تكن قابلة للتخيل مسبقاً على صعيد التنمية الإنسانية والثقافية والسياسية والاجتماعية والاقتصادية.

 

نجد هنا طبعاً بعض المحاذير:

- الأوّل هو تواجد الجهاز أصلاً. إذ لا شكّ أنّ الفقراء، لاسيّما في البلدان النامية، لا يملكون حاسوبًا – كومبيوترا. (وقد يشكّل سعر الكومبيوتر المحمول أكثر من الدخل السنوي لعائلة بأكملها في عدد كبير من البلدان)، ولكن قد يكون لدى الناس وصول إلى الكومبيوتر عبر المنظمات غير الحكومية والمشاريع الحكومية والمدارس أو قنوات أخرى. بشكل عام، فإنّ مسألة الوصول هي مسألة جدّية جداً بالنسبة لجزء كبير من شعوب العالم.

- العائقٌ الثاني بنفس الخطورة هو الأمّية: على الأرجح، إنّ معظم شعوب العالم ذوي الدخل المحدود (بُل ربّما معظم شعوب العالم بأكمله) أمّي تماماً أو أمي من الناحية العملية، وحتّى العديد ممَّن يعرفون لغة الكومبيوتر قد لا يتقنون اللغة الإنكليزية أو إحدى اللغات الأكثر شيوعاً في معظم مواقع الإنترنت. الترجمة يمكن أن تكون حلاًّ، ولكن مدى المواد المتوفّرة (عدد المواقع بات بالبلايين ويزداد يوميّاً) واسع لدرجة يصعب فيها تخيّل برنامج ترجمة فعّال يتصدّى للمشكلة. وتصبح مسألة الأمّية الحاسوبية (الكومبيوترية) شائكة أكثر، بما أنّ معظم شعوب الأرض الأمّية لديهم فرص ضئيلة أصلاً للدخول إلى المدرسة ودعم أقل (حكومي أو غيره) لتغيير أوضاعها.

مع هذا، يبقى بلايين من الناس الذين يستفيدون بشكل مباشر من استخدام الإنترنت، وبلايين آخرون يمكن أن ينتفعوا من نتائج استخدامها.

 

 

ثانياً، لا شك أنّ الإنترنت بطبيعته، هو الوسيلة الأكثر ديمقراطيةً التي تمّ اختراعها: في معظم بلدان العالم، بات الوصول إلى معظم المواقع مجّانيًا، والحجم والمدى يجعلان أي شخص يدخل "على الخط" يتعلّم تقريباً أي شيء. وفي أكثر البلدان لا يُمنَع أحد من قول ما يريد، أو الاتّصال بمن يريد، أو الذهاب إلى أين يريد إلكترونياً، على الأقل، بحدود الإنترنت نفسها.

إضافةً إلى ذلك، فإن طبيعة هذا الوسيط تجعل من الممكن بعث الرسالة إلى المرسَل إليه في أي مكان في العالم، أو إرسال هذه الرسالة نفسها إلى الألوف أو حتّى الملايين من الناس في وقت قصير جداً. لا تزيل الإنترنت العوائق المادّية أي الزمان والمكان فحسب، بل الاجتماعية أيضاً. كلمات أي شخص يمكن أن تُرسل إلى أي شخص آخر، ويُحكم عليها فقط بمضمونها، وليس بمظهر مرسِلها أو موقعِه الاجتماعي الظاهر. يتساوى الجميع، على الأقل في بعض الجوانب، على "لوحة المفاتيح".

 

يراقب بعض الحكومات ويحدّ من استخدام الإنترنت لأسباب سياسيّة. يصعب عليها إيقاف كل نشاط تودّ إيقافه، ولكن التهديد بالقبض عليهم يمنع دون شك العديد من المواطنين من التحرّك بحرّية. في بعض الحالات، تتمكّن هذه الحكومات من منع الوصول إلى أجزاء كبيرة من الإنترنت، ولكن يستمر الناس في إيجاد طرق تتحايل على هذه العوائق.

 

 

مع هاتين الميزتين الرائعتين للإنترنت (حجمها الكبير وطبيعتها الديمقراطيّة)، هنالك عدّة أسباب تمنح الأدوات المرتكزة إلى الإنترنت إمكانيات هائلة في التنمية الصحية والمجتمعيّة:

 

  1. تجعل هذه الأدوات الوصول إلى المعرفة والمعلومات قابلاً للجميع، وليس فقط للّذين يستطيعون استخدام المكتبات أو الجامعات، وليس فقط للّذين يستمتعون بصحافة حرّة وذات مصداقيّة، وليس فقط للّذين يعيشون في البلدان المتقدّمة، وليس فقط للمتعلّمين أو لمَن وضعهم جيّد. من هنا، فهذه الأدوات تبني قدرات الناس على أنْ يعملوا على إيجاد حلول لهمومهم.
  2. تجعل هذه الأدوات من الممكن للناس تغيير حياتهم ومجتمعاتهم المحلية بأنفسهم، دون الحاجة إلى الاعتماد على الآخرين الأكثر تعليماً أو من أجل "إنقاذهم".
  3. تساعد هذه الأدوات على توزيع السلطة والحكم بشكل أكثر إنصافاً في المجتمعات: فإذا كانت المعرفة سلطةً (وللواحدة دون أي شك علاقة كبيرة بالأخرى)، فإن الوصول إلى المعرفة والمعلومات الدقيقة والحقيقة يصبح مفتاحاً للسلطة، وهذا المفتاح يمكن للإنترنت أن يقدّمه.
  4. تساعد هذه الأدوات على محاربة الجهل والمعلومات الخاطئة (بالإضافة إلى تلك المعلومات المغلوطة عن قصد، أي الكذب المقصود الذي تقوم به أحياناً بعض الحكومات والشركات والمؤسسات ومكوّنات أخرى للمحافظة على السيطرة أو لحماية مصالحها الخاصّة).
  5. تسهّل هذه الأدوات على الناس فهم كيف يمكنهم أن يُحدثوا التغيير الاجتماعي، ومن هنا، أن يكونوا أكثر استعداداً لمحاولة القيام به.
  6. تُعطي هذه الأدوات نماذج لاتّباعها: هذا صحيح بعدّة معاني إذ يمكن للأدوات المرتكزة إلى الإنترنت أن تساعد الناس على اكتشاف الممارسات الفضلى والمسارات التي تميل إلى تحقيق النجاح في مجتمعاتهم، وهي تستطيع من خلال تعريض الناس إلى مروحة واسعة من الاحتمالات أن تغيّر غاياتها ومعنى الممكن. كما يمكن أن تقدّم لها مثلاً أعلى، إمّا كأفراد يمكن أن يتّصل بهم مستخدمو الإنترنت اتصالاً مباشرا، أو كصور أو ملامح (بْروفيل) عن أناس يشبهونهم تمكّنوا من تحقيق أمورٍ جيّدة. العديد من مواقع الجمعيّات غير الحكوميّة ومنظمات التنمية (منها مثلاً أوكْسْفام) تصوّر هكذا ناس: مزارعين أو عمّال مصانع أو ناس آخرين عاديين أحدثوا الفرق في مجتمعاتهم المحليّة.
  7. توصِل هذه الأدوات الناس المعنيّين بالتنمية الصحية والمجتمعية ببعضهم بعضاً، ومن هنا يتبادلون الدعم وينشرون معرفتهم وخبراتهم بشكل أوسع.
  8. تزيد هذه الأدوات مرونة المناداة وفعاليتها، لاسيّما لدى مَن ليس لديهم صوتٌ في مكان آخر: كما ذكرنا سابقاً، يمكن للأدوات المرتكزة إلى الإنترنت أن تعبّئ الناس الذين يتحرّكون وتزوّدهم بالتعليمات والمعلومات عن المسائل، وتسهّل التخطيط الاستراتيجي لتغيير السياسات.
  9. يمكن لهذه الأدوات أن تسهّل الوصول إلى المسؤولين المنتخبين والمعيّنين: لدى معظم هؤلاء المسؤولين مواقع وعناوين إلكترونية الآن، ويمكن التواصل معهم مباشرة من خلالها.
  10. يمكن لهذه الأدوات أن تساعد على محاسبة هؤلاء المسؤولين والجهات المشرفة: في بلدان تزداد باضطراد أصبحت مجريات الجلسات التشريعية والحكومية وجلسات الاستماع متاحة على الإنترنت، وكذلك سجلات تصويت المشرّعين، والمساهمات السياسية الكبيرة، بالإضافة إلى معلومات أخرى كثيرة مرتبطة بالمساءلة الرسمية. (مثال: في الولايات المتّحدة يمكن أن تجدوا على الإنترنت كذلك تفاصيل "قانون حرية المعلومات الأميركي" الذي يمكن من خلاله الحصول على الكثير من المعلومات الرسمية.)
  11. يمكن لهذه الأدوات أن تقصّر وقت الاستجابة للطوارئ المجتمعية أو لطرح الحاجات المجتمعية: أدوات الإنترنت والبريد الإلكتروني يمكن أن تحرّك المتطوعين والنواقص والتمويل من أجل الاستجابة للكوارث أو لتحذير المجتمع المحلي عن مسائل مجتمعية أو لطرحها. فمثلاً، يعود جزءٌ كبير التجاوب الغامر العالمي إثر تْسونامي المحيط الهندي عام 2004 إلى الإنترنت.
  12. يمكن لهذه الأدوات أن تشجّع وتسهّل التعاون بين الأفراد والمنظمات على كافّة المستويات: يسهّل الإنترنت على الأفراد والمنظّمات العمل سويّة، لاسيّما إذا كان الناس متباعدين جغرافيّاً. فمثلاً، يمكن لمشروع تمويل تعاوني أن يُصاغ من قبل عدّة أشخاص مختلفين في وقت واحد.

 

مَن يمكن أن يستخدم أدوات مرتكزة إلى الإنترنت لتعزيز الصحة المجتمعية والتنمية المجتمعيّة؟

 

الجواب السريع (والدقيق) هنا هو الجميع: الإنترنت مفيد بشكل خاص للّذين يريدون الوصول إلى العديد من الناس خلال وقت قصير، أو الذين يريدون الوصول إلى من لا تزيد أعمارهم عن 30 سنة (أي الأشخاص الذين تربّوا مع الكومبيوتر والذين يستخدمونه بشكل مستمر وطبيعي). فيما يلي بعض الأمثلة:

  • المهنيّون والمنظّمات المهنيّة تستخدم "مجموعات الأخبار" والمواقع لنقاش المسائل، والقيام بالمناداة، وللتخطيط للمؤتمرات وتنظيمها (بما فيها المؤتمرات عبر الكومبيوتر التي تجري فعلياً في الفضاء الإلكتروني)، والتعاون في الأبحاث وفي أعمال أخرى.
  • المنظمات القاعدية والمرتكزة إلى المجتمع المحلّي تستخدم الإنترنت لإعلام المجتمع المحلّي عن خدماتها، وللتواصل فيما بينها، وللبحث عن الممارسات الفضلى، وللبحث عن التمويل وتقديم الطلبات، ولمتابعة الأوضاع السياسية التي تؤثّر عليها.
  • المبادرات والمنظّمات غير الربحية الأوسع تستخدم الإنترنت للإعلان عن مسائلها، والإضاءة عن تحدّياتها ونجاحاتها، ولجمع الأموال.

قامت منظمة "أوكْسْفام" أميركا ببناء موقع كان يرمي إلى جمع 2.5 مليون دولار أميركي على امتداد أكثر من شهرين من أجل أعمال الإغاثة، كردّة فعل سريعة على تْسونامي آسيا الجنوبية عام 2004، وقد جمعوا أكثر من 8 ملايين خلال مدّة لا تتجاوز الأسبوعين بكثير: هذا الوصول وهذه القوّة هما نتيجة الإنترنت.

 

 

  • الناشطون المجتمعيّون يستخدمون الإنترنت لتنظيم مسائلهم وبحثها.
  • الناشطون السياسيون يستخدمون الإنترنت من أجل التعبئة مع أو ضد مرشّحين ومسائل يهتمّون بها. (مثال: هنالك منظّمة مرتكزة إلى الإنترنت تستطيع تحريك أعداد هائلة من الناس للمساهمة وتوقيع العرائض من خلال استخدام الموقع ولائحة عناوين إلكترونية ضخمة، واسمها "تحرّكوا" "MoveOn.Org")
  • المشاركون في منظمات ومبادرات الخدمات الصحية والمجتمعية والمستفيدون منها يستخدمون الإنترنت للتواصل وللتعرّف على المسائل الاجتماعيّة والسياسيّة التي تؤثّر على منظماتهم، ولتنفيذ المناداة/المناصرة (بعث رسائل إلكترونية للمشرّعين، مثلاً)
  • الطلاّب في اختصاصات متعلّقة بالخدمات الصحيّة والمجتمعيّة يستخدمون مواقع مثل "عدّة العمل المجتمعي" للتعلّم عن مجالاتهم والجوانب العمليّة، ولإيجاد فرص عمل، وللتواصل مع آخرين لهم نفس الاهتمامات.
  • المواطنون العاديّون المهتمّون بموضوع معيّن أو مسألة معيّنة، فمثلاً، الأهل المهتمّون بسوء استخدام المراهقين السجائر والتبغ والكحول والمخدرات، كما ورد في مقدّمة القسم، يمكنهم استخدام الإنترنت للتعرّف أكثر على المسألة والقيام بالترابط مع آخرين لهم اهتمامات مشابهة.

 

متى يمكن استخدام الأدوات المرتكزة إلى الإنترنت لتعزيز الصحة المجتمعية والتنمية المجتمعيّة؟

 

هنالك أوقات تكون فيها الأدوات المرتكزة إلى الإنترنت مفيدة إلى حد بعيد:

  1. عندما تريدون بناء قدرات المجتمع المحلي على حل مشاكله بنفسه: يمكن لموقع مثل "عدّة العمل المجتمعي" أن يساعد الناشطين المجتمعيين والمجموعات القاعديّة والمواطنين المهتمّين، على اكتساب المهارات والمعرفة والثقة اللازمة لخلق حلول للمشكلات المجتمعيّة "مصنوعة في البيت"، وللقيام بعمل التغيير الاجتماعي طويل الأمد والذي يؤدّي إلى حياة أفضل للجميع.
  2. عندما تبدؤون برنامجاً أو مبادرة أو جهوداً أخرى دون معلومات وافية: يمكن لموارد المعلومات المهولة الموجودة على الشبكة العالمية أن تساعدكم على قياس حاجات مجتمعكم المحلي، والتعلّم عن مسألتكم، والتعرّف على الممارسات الفضلى، وتحديد ما الذي نجح في أمكنة أخرى...الخ.
  3. عندما يكون عليكم الاتّصال بأعداد هائلة من الناس (واتّخاذ قرار حول أو القيام فعليّاً بتحرّك) فوراً: البريد الإلكتروني والمواقع واللوائح الإلكترونية تجعل من الممكن التواصل مع عدد هائل من الناس بسرعة وبسهولة، بالإضافة إلى تعبئتهم.
  4. عندما يكون عليكم فهم القوانين والتنظيمات أو التعرّف عليها: سواء كان الموضوع هو تفقّد حجم الحشد الذي يمكن أن تنخرط به منظمتكم المعفيّة من الضرائب بشكل قانوني، أو كان الواجبات البيئية على هذا المصنع الذي يقذف دخاناً في طرف البلدة... تجدون جميعها متوفّرة على الإنترنت.
  5. عندما تحتاجون معلومات لطلب منحة أو احتمال تمويل آخر: قد يكون من المفيد الحصول على الإحصائيات وتاريخ المسألة وما الذي موّله هذا المصدر في السابق...يمكنكم أن تجدوا كافّة هذه المعلومات على الشبكة.
  6. عندما تريدون نشر رسالة، أو تجهيز مكان حيث يمكن أن يتواصل جميع الناس المنخرطين في المنظّمة أو الجهود أو المسألة: يمكن "إصابة عصفورَيْن بحجر واحد" هنا بتجهيز موقع له سمة نقاش. وقد تكونون أنتم، أو أي أحد مختص، الجهة التي تحرّك الموقع أو الخبير في المجال للإجابة عن الأسئلة ولتوجيه النقاش في اتّجاهات مُنْتِجة.

 

 

المنطق الذي يحكم "عدّة العمل المجتمعي" كأداة مرتكزة إلى الإنترنت من أجل تعزيز الصحّة والتنمية المجتمعيّة:

 

بدأت "مجموعة الصحة والتنمية المجتمعية في جامعة كنساس "ببناء" عدّة العمل المجتمعي" لتكون موردًا عن الصحة والتنمية المجتمعية، مجّانيًا ومرتكزًا إلى الإنترنت. ومن أجل خلق مورد أكثر ما يمكن اكتمالاً، حاول فريق العدّة أولاً فهم ألفباء البناء في العمل الصحي والمجتمعي: ما الذي يجب أن تعرفوه وتقوموا به أولاً، وأين تذهبون من هنا في العمل المجتمعي والصحي، من أجل رعاية التغيير الذي سيؤدّي إلى تحسين في نوعية حياة أعضاء المجتمع المحلي؟ ولقد وصلنا إلى إطار عمل للعمل الصحي والمجتمعي يتضمّن خمس مكوّنات:

 

  1. فهم إطار العمل والتخطيط التعاوني
  2. التحرّك والتدخّل في المجتمع المحلّي
  3. التغيير المجتمعي وتغيير الأنظمة
  4. تغيير السلوك المنتشر والتحسين في النتائج على مستوى الشعب
  5. استدامة الجهود

 

كلّ مكوِّن من هذه المكوّنات الخمس تفصَّل بدورها إلى عدد من المهارات الأساسيّة (مجموعها 16) تحدّد بتعمّق أكبر كل مكوّن وتقسِّم العمل إلى عناصر قابلة للإدارة.

سننظر في كلّ من هذه المكونات الخمس ومهاراتها الأساسيّة بشكل منفصل، ولكن، دعونا بدايةً نلفت الانتباه إلى الفرضيّات الأساسية (المبادئ الموجّهة) التي تسود "عدّة العمل المجتمعي":

 

  1. يجب أن تكون الرؤية والرسالة والفلسفة في أي منظمّة متّسقة مع بعضها بعضاً: على أي جهد (سواء كان تدخّلاً أو خدمة، أو دفعةً نحو التغيير في السلوك أو في السياسات، أو حملةَ مناداة، أو احتجاجات على تحرّك قائم أو مستقبلي) أن يمتلك رؤية واضحة ورسالة تدعم هذه الرؤية وأساسًا فلسفيًا يعكس الرؤية والرسالة. والرؤية والرسالة والفلسفة هي التي يجب أن توجِّه كل قرار تتّخذه المنظّمة، مِن نوع التمويل الواجب ملاحقته إلى كيفية التعاطي مع الموظّفين والمشاركين، مروراً بالعلاقات مع المنظمات الأخرى والمجتمع المحلّي.
  2. تستفيد تقريباً أي جهود من المسار التشاركي: هكذا مسار يُشرك كافّة أصحاب المصلحة (لاسيّما أولئك الذين يمثلون بؤرة تركيز عملكم) في التخطيط وتطبيق أي أمر يمسّهم. غالباً ما يعني ذلك تثقيفهم بشكل يمكّنهم من اتخاذ قرارات مبنية على معرفة، وتزويدهم معلومات تَلزمهم لكي يفهموا بوضوح الاحتمالات والمحاذير للجهود التي أبحرتم بها.

قد يكون هنالك عدة مستويات من الانخراط، تتراوح ما بين الاستشارة والشراكة الكاملة (انظروا الفصل 18، القسم 2: مقاربات تشاركية في التخطيط لتدخلات مجتمعية).

هنالك سببان ممتازان لاستخدام المسار التشاركي:

  • المسار التشاركي محترم وعادل: فمِنْ غير اللائق والغرور، ومن الظلم بامتياز، أن تتّخذوا قرارات عن أشخاص آخرين من دون استشارتهم، مهما كانت نيّة هذه القرارات جيّدة.
  • المسار التشاركي أكثر فعاليّة: يكبر احتمال النجاح في حال تبنّى الناس الخطّة أو البرنامج أو المبادرة أو التدخّل أو السياسة وشعروا بتملّكها أكثر بكثير ممّا لو كانوا يعتبرونها مفروضة عليهم.

مرّة أخرى، وبالتناغم مع الفرضيّة الأولى، على الهيكل التنظيمي أن يعكس نفس مستوى المشاركة لدى الموظّفين في القرارات التي تمسّهم. والأسباب نفسها تنطبق على المنظّمات كما على أصحاب المصلحة: أن تكون أكثر إنصافاً وأن يصبح العمل أفضل. وغالباً ما يصعب إقناع إداريّي المنظّمات ومدراء الأعمال أنّ المسار التشاركي أنجح، ولكن دراسة أُجريت على أفضل 20 شركة يعمل الناس فيها (حيث كانت المشاركة بشكل عام جزءاً لا يتجزّأ من علاقة أرباب العامل والمستخدَمين)، وجَدت أيضاً أنّ هذه الشركات كانت هي الأكثر استفادة في قطاعاتها الصناعية أو أعمالها. الواقع أنّ الدراسات قد أظهرت مراراً أنّه كّلما زاد تحكّم الناس بأعمالهم بأنفسهم (حّتى الأعمال المفعمة بالتوتّر) وكلّما زاد الاحترام الذي يعامَلون به فإن توتّرهم يقل ويزيدون إنتاجاً.

 

من جهة أخرى، تبقى حالات حيث المسار التشاركي ببساطة غير ممكن في الواقع. هنا يكون الوقت هو الأساس الجوهري إلى حد بعيد (عندما تكون حياة الناس في خطر كما في جهود الطوارئ والإغاثة أو خلال عمليّات عسكريّة، مثلا). كما قد يكون بعض الناس الذين تودّون إشراكهم غير قابلين للنقاش ما يجعل محاولة إشراكهم دون جدوى. (هذه الحالة الأخيرة نادرة أكثر ممّا يعتقد معظم الناس، لكنّها موجودة: الأصوليون الدينيون والإيديولوجيون، بشكل خاص، قد يكونون غير مستعدّين نهائياً للتفكير باحتمال مشروعيّة آراء أو مواقف الآخرين.) في هذه الظروف، المسار التشاركي لا يكون الطريقة المثلى.

 

 

يمكن أن تتبنّى كلٌ من القيادة الخادمة والقيادة التعاونيّة قيادة المسار التعاوني.

 

  1. الأخلاقيّات في غاية الأهمّية: لا يعني هذا مجرد التعلّق بأخلاقياّت المهنة في مجالكم (في حال كانت واردة) (انظروا الفصل 19، القسم 5: مسائل أخلاقيّة في التدخّلات المجتمعية)، ولكنّه يعني أيضاً التصرّف كما تودّون أن يتصرّف الآخرون معكم. فأنتم، كأفراد ومنظمات، عليكم التعامل مع الآخرين باحترام وإنصاف، والاعتراف بعملهم ومساهماتهم. يجب ألاّ تستغلّوا أي سلطة في أيديكم أبداً، بَل استخدموها لدفع قضيّتكم وعملكم إلى الأمام. الموقف الأخلاقي يجب أن يطاول كذلك التعاطي مع المشاركين والمتعاونين والمنظمات والمؤسسات الأخرى، كما الموظّفين والمجلس والآخرين ضمن منظمتكم، والمموّلين والمساهمين والأعضاء، وصانعي السياسات، والمجتمع المحلي بشكل عام.

 

مكوِّنات الصحة والتنمية المجتمعية، والمهارات الأساسيّة المرتبطة بها:

 

  1. فهم الإطار والتخطيط التعاوني: يتضمّن إطار المسألة الصحيّة أو المجتمعية تاريخ المجتمع المحلي نفسه وثقافته وسماته وتكوينه الاقتصادي والاجتماعي والسياسي، بالإضافة إلى طبيعة المسألة وعلاقتها بالمجتمع المحلي أو الجمهور المعني، وتواترها، وثقافة الناس وحجم كتلتهم، ومواقفهم وسمات أخرى يتمتّع بها الجمهور المستهدف، والشخصيّات المنخرطة في هذه المجالات، وعلاقاتها ببعض.

تساهم ست مهارات ركيزة أو قدرات أساسية في التمكن من فهم الإطار والتخطيط التعاوني:

  • خلق الائتلافات وصيانتها وكذلك الشراكات التعاونية طريقةٌ لإشراك مجموعة متنوعة من القطاعات كالوكالات الحكومية والمجموعات الدينية في غاية مشتركة، وسماع هموم كافة القطاعات وحاجاتها، وجمْع مروحة واسعة من الأفكار والمناظير. (انظروا الفصل 5، القسم 5: إنشاء ائتلاف (1): بدء ائتلاف والفصل 5، القسم 6: إنشاء ائتلاف (2): صيانة الائتلاف.)
  • قياس الحاجات والموارد المجتمعية، مثل الحاجة إلى الوصول لخدمات صحيّة أو إلى وجود مجموعات قاعديّة للمناداة/المناصرة، يؤسّس للعمل فيما هو مهم ومتوفّر محليّاً. (انظروا الفصل 3: تقدير حاجات المجتمع المحلي وموارده.)
  • تحليل الغايات والمشكلات التي حدّدها المجتمع المحلي بالتعاون مع الشركاء المجتمعيين يساعد على الإشارة إلى العوامل الشخصية والجماعيّة (المعرفة والمهارات، أو تاريخ الرعاية أو التمييز) والعوامل البيئية (الوصول والعوائق، والدعم والموارد، والسياسات الأوسع) التي قد تؤثّر على المشكلة الحاليّة والاحتمالات المستقبليّة لتحقيق الغاية. (انظروا الفصل 17: تحليل مشكلات المجتمع المحلي وحلوله.)
  • تطوير إطار عمل أو نموذج تغيير يساعد على تحديد كيف ينوي المجتمع المحلي الانطلاق من الوضع الحالي (كمعدّلات منخفضة من تحصين الأطفال، مثلا) إلى تحسينات مُستدامة في النتائج على مستوى الشعب. (انظروا الفصل 2، القسم 1: بناء نموذج منطقي أو نظرية للتغيير.)
  • تطوير الخطط الاستراتيجيّة وخطط التحرّك يضع برنامج العمل للانتقال من رؤية المجتمع المحلي (برنامج صحّة الشباب) إلى تحسينات في النتائج على مستوى الشعب (تغييرات في سلوكيّات المراهقين غير الصحّية كإساءة استخدام التبغ أو الكحول أو المخدّرات أو غيرها). (انظروا الفصل 8: بناء خطّة استراتيجية.)
  • بناء قيادات الأمر الذي يساعد على التأكيد على أنّ المجتمع المحلي نفسه قادرٌ على توليد فريق من الناس لتطوير العلاقات وإدامتها، وتحويل الشروط اللازمة للتغيير المجتمعي. (انظروا الفصل 13: أفكار توجيهية في القيادة والفصل 14: الوظائف الأساسية للقيادة.)
  1. التحرّك والتدخّل في المجتمع المحلّي: عندما تنخرطون في دراسة المجتمع المحلي وتستخدمون النتائج لصياغة خطّةٍ ما فإن عليكم القيام بتحرّك من أجل إحداث التغيير. يجب أن تنساق خطط التحرّك من الاستراتيجية العامة التي خرجتم بها، وأن تصوِّب على إنتاج المخرَجات التي اعتبرها التخطيط التعاوني مهمّةً. يجب أن تتضمّن تحرّكاتكم، وإلى أقصى حد ممكن، كافّةَ قطاعات المجتمع المحلّي، وأن تشمل تنوّعه. تقع لأجل هذه الغايات ثلاث مهارات ضمن هذا المكوّن للصحة والتنمية المجتمعية:
  • بناء تدخّل يشمل اختيار مكوّنات التدخّل واستخدامها بناءً على تحليلٍ للعوامل المساهِمة والموارد المتوفّرة. فمثلاً، قد يتضّمن تدخلٌ شاملٌ لزيادة حصانة الأطفال عناصرَ من نوع تأمين المعلومات وتحسين المهارات (تثقيف الأهل على كيف يعمل التلقيح، وكيف يحمي الأطفال)، وتغيير الوصول والعوائق والفرص (توسيع الوصول وتأمين النقل)، وتعديل السياسات (تقديم اللقاحات كجزء من زيارات أخرى للعيادة.) (انظروا الفصل 19: اختيار التدخّلات المجتمعية وتكييفها.)
  • زيادة المشاركة والعضويّة تُدخل أصوات الأشخاص الذين اختبروا المسألة أكثر من غيرهم (من الشباب أو الأقليّات اللغوية...)، ولكن ممَّن غالباً ما يقاومون الانخراط، كما تُشرك أكبر عدد ممكن من القطاعات. هذه الأمور تزيد تملّك أي تحرّك من قبل المعنيين. (انظروا الفصل 6: تعزيز الاهتمام بالمسائل المجتمعية والفصل 7: التشجيع على الانخراط في العمل المجتمعي.)
  • تحسين الأهليّة الثقافية يجعل ممكناً لأشخاص من خلفيّات متنوعة أن يعملوا معاً، وأن يفهموا ويحترموا معتقداتهم الثقافية وممارساتهم المتبادَلة. هكذا يزيد الفهم والاحترام من الالتصاق المجتمعي، ويساعد الجهود على تحسين نوعية الحياة للجميع في المجتمع المحلّي. وتساعد الأهلية الثقافية، من خلال تحسين التواصل والاعتراف بقدرات الآخرين، على تحقيق كفاءات ومهارات أخرى كبناء القيادة المجتمعية وتطوير الخطط الاستراتيجية وخطط التحرّك. (انظروا الفصل 27: الأهلية الثقافية في عالم متعدّد الثقافات.)
  1. التغيير المجتمعي وتغيير الأنظمة: إن إحداث التغيير الدائم في المجتمع المحلي يحتّم أكثر من مجرّد خلق تدخّلٍ وإدارته. وقد يكون للتدخّل مفعولٌ سريع على المسألة التي تعنيكم، ولكن نادراً ما يكون ذلك كافياً. فمن أجل إحداث تغيير دائم، غالباً ما يكون عليكم تغيير الأنظمة التي تؤثّر على المسألة (مثلاً، السياسات وآلياّت التمويل، والتعليم، الخ) بالإضافة إلى المجتمع المحلي بذاته (المواقف والعادات الاجتماعية...، والأمور التي يعتبرها الناس بديهيّة.) ومن أجل إحداث هذه الأنواع من التغييرات فقد يكون عليكم أن تعتمدوا مقاربةً متعدّدة الأجزاء، وأن تتعاملوا مع عدّة قطاعات من المجتمع المحلّي في نفس الوقت.

هنالك ثلاث مهارات أساسيّة تساعد على هذه العمليّة وهي:

  • المناداة من أجل التغيير: يمكن أن تتراوح المناداة/المناصرة بين محاولة إقناع تاجر محلّي بعدم بيع التبغ للقاصرين، وتنظيم حملة وطنية ضد تحرّك عسكري مُقتَرح. وقد تستهدف الأفراد أو الشركات أو المؤسسات أو المشرّعين أو مسؤولين رسميين آخرين، أو قد تُصوّب بشكل مباشر على الرأي العام من خلال استخدام الإعلام. المناداة الفعّالة تقوم على جهود منسّقة كجهود الأوركسترا، جاذبةً معها أكبر عدد ممكن من الأشخاص، وآخذةً بعين الاعتبار المعارضة ومواجهتها، ومستخدمةً مروحة واسعة متنوعة من الاستراتيجيات والتكتيكات. (الرجاء الذهاب إلى الفصل 30: مبادئ المناداة والفصل 31: إجراء بحث في المناداة والفصل 32: توفير التشجيع والتثقيف والفصل 33: تنظيم حملة تحرك مباشر والفصل 34: المناداة عبر الإعلام والفصل 35: الرد على الهجوم المضاد.)
  • التأثير على تطوير السياسات: قد يكون هنالك حاجة إلى إعادة النظر في السياسات الرسميّة وغير الرسميّة، من أجل إحداث تغيير طويل الأمد. فإن خلقَ بيئة أكثر أماناً للأطفال قد يشمل مثلاً إعادةَ هيكلة قوانين المخدّرات (السماح بزيادة التربية الوقائيّة، والتركيز أكثر على العلاج أكثر من احتجاز الحريّة)، وتغييرات في سياسات أماكن العمل (رعاية نهاريّة في مكان العمل قد تكون مدفوعة، وأوقات عمل مرنة، ...الخ) وتوسيع التعليم الغذائي وبرامج الغذاء، ونشاطات منظّمة للأطفال والشباب في المجتمع المحلّي، واستراتيجيات مجتمعيّة متّصلة بالأمن...الخ. وقد يتطلّب تغيير هذه السياسات مزيجاً من المناداة المباشرة التشريعيّة (انظروا الفصل 33، القسم 10: القواعد العامّة لتنظيم مناداة تشريعيّة والفصل 33، القسم 11: تطوير العلاقات مع المشرّعين ومساعديهم والمحافظة على استمرارها)، والعمل مع مجتمع الأعمال، وتنفيذ حملة إعلاميّة، والتفاوض مع الوكالات المجتمعية والمسؤولين. (انظروا الفصل 25: تغيير السياسات.)
  • تقييم المبادرة: التقييم يجعل من الممكن رؤية (وتحسين) تأثيرات عملكم مع مرور الوقت، بالإضافة إلى فهم أثرها على مؤشّرات التغيير المجتمعية ذات الصلة غير المباشرة. والتقييم لا يمكّنّكم من القيام بتغييرات تعكس التغييرات المستمرّة لدى الشعب والتي تستجيب لما تعلّمتموه فحسب، بل هو يُظهر لكم أيضاً إلى أي مدى أنتم تطرحون التغيير في المجتمع المحلي والنظام. من هنا، فإنّ تقييم مبادرة تخفيض التدخين لدى السيدات الحوامل التي أظهرت عدداً لا بأس به من المشاركات اللواتي توقّفن عن التدخين أثناء الحمل، قد يكون متّصلاً بانخفاض لاحق في العدد المتوقّع من الصغار الذين يولدون بوزن منخفض. (انظروا الفصل 36: مدخل إلى التقييم والفصل 37: بعض العمليات في تقييم تدخل مجتمعي والفصل 38: بعض الطرق في تقييم مبادرات مجتمعية شاملة والفصل 39: استخدام التقييم في فهم المبادرة وتحسينها.)
  1. تغيير السلوك المنتشر والتحسين في النتائج على مستوى الشعب: كيف نؤثّر على سلوك عدد كافٍ من الناس في عدد كافٍ من الأمكنة لتحسين النتائج بشكل عام؟

يتطلّب تغيير النتائج على مستوى الشعب تغيير سلوكياّت عدد كبير من الأشخاص. ومن أجل تحقيق ذلك، قد تستخدم الدول والمجتمعات المحلّية والمنظمات جهودَ التسويق الاجتماعي التي تتضمّن رسائل ترويجيّة والتي تشمل تغييرات بيئية تجعل السلوكيّات المطلوبة أسهل ومجزية أكثر. ومن أجل زيادة الانخراط المدني، فقد تتضمّن الحملة رسائل إعلاميّة تشدّد على تبعات الفائدة لانخراط الموطن، والوصول الأسهل إلى التصويت (من خلال تسجيل مبسّط، وزيادة أمكنة الاقتراع في الأحياء، والنقل المجاني لهذه الأمكنة...الخ) وزيادة قدرة المواطنين على اقتراح تشريعات من خلال العرائض، الأمر يؤدّي إلى مردود أفضل للانخراط. هنالك مهارة أساسية واحدة تدعم هذا المكوّن:

  • تطبيق حملة تسويق اجتماعي: يطبّق التسويق الاجتماعي تقنيّات التسويق التجاري على أهداف اجتماعيّة، فيجري "بيع" التغيير الاجتماعي بنفس الطريقة التي يبيع فيها المصنّع منتجاته. و"يمسح" التسويق الاجتماعي "الزبائن" المحتملين (هؤلاء الذين يجب تغيير سلوكهم)، ويقسّم السوق (يقرّر مَن هي الفئات التي يجب أن نتوجه إليها الآن، وكيف)، ويركّب الرسائل ويضعها للتحدّث إلى الجمهور المستهدف، ويزيد إلى الحد الأقصى المنافع ويخفّض إلى الحد الأدنى الكلفة على الزبون، ويدعم التغيير، ويقيّم بشكل مستمر، ويعدّل الحملة لجعلها فعّالة قدر الإمكان. (انظروا الفصل 45: التسويق الاجتماعي للمكوّنات الناجحة من المبادرة.)
  1. استدامة الجهود: تؤكّد "عدّة العمل المجتمعي" باستمرار على أن عمل الصحة والتنمية المجتمعية لا ينتهي. لذا، عندما يُطلق تدخّلٌ ما، يجب ضمان استدامته على فترة طويلة من الوقت كما يلزم، فالتغيير المجتمعي الحقيقي (التغيير الذي يتضمّن تغييرات في المواقف والأنظمة، وتغيير السياسات، الخ) قد يستلزم سنوات أو عقوداً. وحتّى بعد تحقيق التدخّل، تبقى الحاجة إلى صيانته إذا كنتم غير راغبين في خسارة الأرض. يجب أن يستمر العمل والتمويل، وإلاّ فلن تصلوا أبداً إلى الغاية النهائية أي تحسين حياة أعضاء المجتمع المحلّي. المهارات الثلاث الأخيرة الأساسيّة تصوّب نحو المحافظة على العمل إلى ما لا نهاية، أو على الأقل، طالما الضرورة قائمة:
  • كتابة طلب منحة للتمويل: بقدر ما قد نتمنّى أنْ تكون الأمور على شكل مختلف فإنّ المال يبقى ضروريًا لأي جهود صحيّة أو مجتمعية تقريباً. ويشكّل كلٌ مِن فَهْم أين نبحث عن التمويل العام الرسمي والخاص، وكيفيّة كتابة طلب منحة، مهارات أساسيّة لأي منظمة تريد أن تقوم بعمل مجتمعي. (انظروا الفصل 42، القسم 4: التقدم بطلب للحصول على منحة: النهج العام والفصل 42، القسم 5: كتابة منحة.)
  • تحسين الإدارة التنظيميّة والتطوير: إذا كنتم تريدون استدامة عملكم لفترة طويلة فيجب أن تكون المنظّمة مُدارةً بشكل جيّد وهيكليّتها مبنيّة على المدى البعيد. هنالك برامج مختلفة يمكنكم الاختيار منها، ولكن مهما كان الشكل الذي ستستخدمونه فإن عليكم أن تكونوا قادرين على دفع الفواتير ورواتب الموظّفين في الوقت المناسب، وتقديم الخدمات بفعاليّة، واستقطاب المشاركين، والتعاطي مع المشكلات الخارجيّة والداخليّة، واستخدام مقدّراتكم بشكل جيّد، والعمل مع منظّمات أخرى، وتطوير أنظمة تسهّل تنفيذ الأمور. باختصار، عليكم التمكّن من إدارة العمل والموظّفين والعلاقات الخارجيّة والأموال بأكثر طريقة فعاّلة ولائقة ممكنة. (انظروا الفصل 9: تطوير بنية تنظيميّة للمبادرة والفصل 15: كيف تصبح مديراً فعالاً والفصل 42: الحصول على منح وموارد مالية والفصل 43: إدارة الشؤون المالية.)
  • استدامة العمل أو المبادرة: في أكثر الأحيان، يكون التمويل من مصدر معيّن محدوداً بالوقت، والأشخاص (المؤسّسون وأعضاء المنظّمة الموظّفون) يأتون ويذهبون ما يخلق تغييرات في الأنماط التنظيمية وفجوات في الذاكرة التنظيمية. والمجتمعات المحليّة تتغيّر الأمر الذي يتطلّب تغييرات في الخدمات أو الغايات، كما تدفع الأبحاث الجديدة العمل في اتّجاهات غير متوقَّعة. ورغم كافّة هذه الاضطرابات، يجب أن تستمر المنظّمة ويبقى العمل إذا كنتم تريدون تحقيق التغيير الحقيقي. عليكم إيجاد طرق للاستمرار (لاستبدال التمويل المنتهي، ولمأسسة العمل في المجتمع المحلّي، وللاستمرار في توظيف الناس الذي سيقومون بعملٍ ممتاز، وللتجاوب مع التغييرات لدى الناس أو المجتمع المحلّي). في مرحلة معيّنة، تصبح استدامة الجهود جزءاً من عملكم، وتبقى كذلك طوال حياة المنظّمة. (انظروا الفصل 10: توظيف الموظفين الأساسيين في المنظمات المجتمعية وتدريبهم والفصل 46: التخطيط للمأسسة طويلة الأمد.)

 

نعتقد أنّ "عدّة العمل المجتمعي" هي أداة بناء القدرات الأكثر شموليّةً من بين الأدوات المتوافرة على الإنترنت، على صعيدَيْ وِسع الرؤية والكمية الهائلة من المعلومات التي تؤمّنها. ولكن، كما ذكرنا سابقاً في هذا القسم، هنالك أعداد لا تُحصى من الأدوات من مختلف الأنواع المتوافرة في الفضاء الإلكتروني، ومعظمها يؤمّن معلومات أو خدمات لا تؤمّنها عدّة العمل هذه. استكشفوا "عدّة العمل المجتمعي"، ولكن استكشفوا خيارات أخرى كذلك، لاسيّما إذا كنتم تبحثون عن معلومات محدّدة (بيانات إحصائيّة، أو طرائق للقيام بعملكم، أو نتائج أبحاث، الخ).

الروحية التي خُلقت بها الإنترنت المدنية يسودها التعاون والمثاليّة. ويظنّ مؤسّسوها أنّها قد تكون أكثر مساحات التواصل ديمقراطيّةً في التاريخ، وأنّها قد تحمل فرصاً لغالبيّة الناس ليتعلّموا أو يعلّموا تقريباً أي شيء. وفي هذه الروحيّة، ليست غايتنا منافسة مواقع أخرى، بَل مساعدة منظّمتكم على أن تصبح أفضل مَن يمارس التنمية المجتمعية والصحية وأكثرهم فعاليّة. إذا عملنا جمعينا سويّةً، واستخدمنا الأدوات المرتكزة إلى الإنترنت استخداما جيّداً، يمكننا أن نساعد على جعل العالم مكاناً أفضل، مجتمعاً محليّاً تلو الآخر.

 

باختصار

 

تشكّل الإنترنت مخزناً واسعاً من المعلومات والخبرات، حيث يمكن لبُناة المجتمعات المحليّة أن يجدوا تعليمات، وبيانات، وروابط مع آخرين لديهم هموم متشابهة، واحتمالات تمويل، وتقريباً أي أمر آخر يحتاجونه للانخراط في عملهم. الأدوات المرتكزة إلى الإنترنت من أجل الصحّة والتنمية المجتمعية (مواقع مثل "عدّة العمل المجتمعي التي تؤمّن المعلومات والتعليمات، ومواقع الجامعات، ومواقع الحكومات، ومواقع الصحف أو وسائل إعلام أخرى، والموسوعات الإلكترونيّة، وقواعد البيانات، ومجموعات الأخبار، واللوائح الإلكترونية، وغرف التحادث، ومواقع أخرى تسمح بالتواصل فيما بين بناة المجتمعات المحليّة، والرسائل الإلكترونية)، يمكن لها جميعها أن تسهم بشكل كبير في القيام بالعمل. فهي قابلة للوصول للجميع، وتتخطّى الحدود الجغرافيّة، وتجعل ممكناً للمجتمعات المحلية إيجاد أجوبة بنفسهم على مشكلاتهم.

"عدّة العمل المجتمعي" هي أداة مرتكزة إلى الإنترنت تصوّب باتّجاه بناء قدرات المنظّمات والمجموعات المجتمعيّة والقاعديّة على التحرّك بفعاليّة في مسائل المجتمع المحلي والصحة، وعلى إحداث التغيير الاجتماعي الإيجابي في مجتمعاتها المحليّة. ولهذا الغرض، حدّدنا خمسة مكونات أساسيّة للعمل المجتمعي والصحّي، لكلّ مكوّن منها مهاراته الجوهريّة الخاصّة، وقد نظّمناها بناءً على ذلك:

  1.  فهم إطار العمل والتخطيط التعاوني:
  • خلق الائتلافات وصيانتها
  • قياس الموارد المجتمعية
  • تحليل الغايات والمشكلات التي حدّدها المجتمع المحلي
  • تطوير إطار عمل أو نموذج تغيير
  • تطوير الخطط الاستراتيجيّة وخطط التحرّك
  • بناء قيادات
  1. التحرّك والتدخّل في المجتمع المحلّي:
  • بناء تدخّل
  • زيادة المشاركة والعضويّة
  • تحسين الأهليّة الثقافية
  1. التغيير المجتمعي وتغيير الأنظمة
  • المناداة من أجل التغيير
  • التأثير على تطوير السياسات
  • تقييم المبادرة
  1. تغيير السلوك المنتشر والتحسين في النتائج على مستوى الشعب:
  • تطبيق حملة تسويق اجتماعي
  1. استدامة الجهود:
  • كتابة طلب منحة للتمويل
  • تحسين الإدارة التنظيميّة والتطوير
  • استدامة العمل أو المبادرة

 نعتقد أنّ "عدّة العمل المجتمعي" هي أداة بناء القدرات الأكثر شموليّةً من بين الأدوات المتوافرة على شبكة الإنترنت، مع آلاف الصفحات تتضمّن معلومات عن "كيف نعمل ماذا" للناشطين في مجالَيْ الصحة والمجتمع المحلي، لكنّها ليست الأداة الوحيدة القيّمة أو المفيدة من بين الأدوات المرتكزة إلى الإنترنت. إذ هنالك آلاف من المواقع التي قد تكون مفيدة، ومعظمها يؤمّن معلومات أو خبرات لا تؤمّنها عدّة العمل هذه. وقد تكون الإنترنت أكثر مساحات التواصل وأكبر مخازن المعلومات نفوذاً ممّا تمّ اختراعه، وإذا استفاد منه بناة المجتمعات المحلية والصحّة للدرجة القصوى، فقد نغيّر العالم... إلى الأفضل. 

 

نشجّعكم على إعادة إنتاج هذه المادة لكن نرجو أن تذكروا مرجعها: "عدة العمل المجتمعي" على الموقع:

Http://ctb.ku.edu

 

المصادر

Print resources

Fawcett, Stephen B., Jerry A. Schultz, Valorie Lynn  Carson, Valerie A. Renault, Vincent T. Francisco.  Using Internet Based Tools to Build Capacity for Community Based Participatory Research and Other Efforts to Promote Community Health and Development. In Minkler, M., N. Wallerstein (Eds), Community Based Participatory Research for Health, (pp. 155-178). San Francisco: Jossey-Bass, 2003.

Schlein, Allen M.  Find It Online: The complete guide to online research (4th ed.). Tempe, AZ: Facts on Demand Press, 2004

 

موارد على الإنترنت

على الرغم من طولها فإن القائمة التالية ليست كاملة. فإلى جانب كل موقع مذكور قد يوجد آلاف غيره من المواقع التي تحمل معلومات مماثلة بل ربما أفضل. وإذا ما كانت العناوين المذكورة أدناه هي من الولايات المتحدة، فإن من الممكن، والضروري، إعداد قائمة موازية من عناوين المواقع في بلدكم أو منطقتكم. استعملوا محركات البحث والروابط ونباهتكم وستجدون أن لا حدود لما يمكن أن تجدوا. زوروا المواقع الحكومية المختلفة، ومجلس النواب، والمكتبات العامة، والجامعات، ومراكز البحث، والهيئات العامة، ومراكز الائتلافات المدنية، ووكالات الأمم المتحدة...الخ.

The Columbia Encyclopedia, 6th edition

U.S. Bureau of Labor Statistics

Centers for Disease Control and Prevention.

U.S. Census Bureau – مكتب الإحصاء الأميركي

U.S. Department of Labor - .

U.S. Department of Education -  Equal Employment Opportunity Commission - U.S Department of Energy

U.S. Environmental Protection Agency -  U.S. Food and Drug Administration 

The U.S. government grant site U.S. House of Representatives 

The Legal Information Institute of Cornell Law School.

 The US General Services Administration's gate to federal laws by category, alphabetical listing, number, etc.

The Library of Congress

The General Laws of Canada

"Criteria to Evaluate the Credibility of WWW Resources"

The Medline Plus Medical Encyclopedia

The National Institutes of Health 

The U.S. Department of Health and Human Services

U.S. Occupational Safety and Health Administration Oxfam AmericaThe U.S. Senate 

U.S. Department of State

The Canadian Encyclopedia 

The U.S. Department of Agriculture 

U.S. Department of Justice 

Wikipedia,