استمارة البحث

القسم 5. بناء الائتلافات ا: إطلاق الائتلاف

  • ما هو الائتلاف؟
  • لماذا تشكيل ائتلاف؟
  • متى علينا البدء بائتلاف؟
  • مَن يجب أن يكون جزءاً من الائتلاف؟
  • كيف نبدأ الائتلاف؟

خرج العنف في المدينة عن السيطرة. ازداد عدد الأسلحة، والفتية الذين كانوا يحملونها ازدادوا صغراً في السن. في بعض الأحياء، لم يعد يجرأ الكبار ولا المراهقون على الخروج ليلاً. فقد حصلت عدّة محاولات إطلاق نار قرب السيارات في الأشهر العديدة الماضية، وكانت عدم إصابة أحد حتّى الآن شبه معجزة. وكأنّها مسألة وقت.

عدّة مجموعات من الناس إمّا تأثرت بالمشكلة أو حاولت التعاطي معها. الشرطة أصابها الإحباط بسبب عجزها الظاهر، وعدم قدرتها على إقامة علاقات مع الشباب الذين كانوا معرّضين لأن يكونوا مخرّبين، من جهة، وضحايا من جهة أخرى. ناضل المعلّمون ومدراء المدارس دون جدوى لإبقاء غليان العنف الذي اقترب من الواجهة، تحت السيطرة، عندما يكون الأطفال في المدرسة. كان أعضاء العصابات تحت الخطر، حتّى في منطقتهم الخاصّة. الأهل والشباب غير المنخرطين كانوا مرعوبين. الباعة كانوا يشعرون أنّ زمرة المراهقين المتمركزة على الطريق العام تُخيف الزبائن. لا أحد كان يعرف ما العمل.

"خدمات شباب الحي" كانت منظمة مرتكزة إلى المجتمع المحلي، عملت مع المراهقين المعرّضين، بمَن فيهم العديد ممّن كانوا مُنْخرطين في العنف. موظفو المنظمة كانوا قلقين أيضاً، ولكنّهم شعروا أنّ المشكلة يمكن التعاطي معها إذا اجتمع جميع الناس المهتمّين بها. فقرّروا إنشاء ائتلاف لطرح عنف الشباب في المجتمع المحلي.

غالباً ما تكون مشكلات المجتمع المحلي أو المسائل واسعة ومعقّدة لدرجة أكبر من أية وكالة أو منظمة وحدها. في هذه الظروف، فإن تجميع ائتلاف من مجموعات وأفراد قد يكون استراتيجية فعّالة لتثمير موارد المجتمع المحلي، ولجعل الجميع يتحرّك بنفس الاتجاه. في هذا القسم، نناقش ببساطة ما هو الائتلاف المجتمعي، ولماذا ومتى يمكن أن يكون استراتيجية جيّدة، ومَن يجب أن ينتمي إليه، وكيفيّة إنشائه. في القسم التالي، سنبحث في كيفية المحافظة على الائتلاف، بعد أن أصبح مسألة تعني الجميع.  

ما هو الائتلاف؟

في أبسط تعبير، الائتلاف هو مجموعة أفراد و/أو منظمات ذات مصلحة مشتركة تتّفق على العمل معاً باتّجاه غاية مشتركة. قد تكون هذه الغاية محدودة كالحصول على تمويل لتدخّل معيّن، أو واسعة كمحاولة تحسين دائم لنوعية الحياة بشكل عام لمعظم الناس في المجتمع المحلي. وبشكل موازٍ، قد يأتي الأفراد والمنظمات من زاوية اهتمام ضيّق، أو قد يكونون مَمثّلين عن كل جزء تقريباً من أجزاء المجتمع المحلي، ويعتمد ذلك على مدى اتساع المسألة.

يمكن للائتلافات أن تكون جمعيات مفتوحة حيث يعمل الأعضاء لوقت قصير لتحقيق غاية معينة ثمّ يتفرّقون. كما يمكن لها أن تُصبح بحدّ ذاتها منظمات تتمتّع بجسمٍ حاكم، ومسؤوليات مجتمعية محدّدة، وتمويل، وإدامة. قد تأتي أطراف الائتلافات من حي، أو منطقة، أو محافظة، أو البلد ككل (مثل ائتلافات حقوق الطفل أو ائتلافات حماية النساء من العنف). بغض النظر عن حجمها وبنيتها، فالائتلافات توجد من أجل خلق و/أو دعم الجهود الرامية إلى تحقيق مجموعة محدّدة من الغايات.

تتنوع غايات الائتلافات كما تتنوع الائتلافات نفسها، ولكنها كثيراً ما تتضمّن عنصراً واحداً أو أكثر من العناصر الآتية:

  • التأثير على سياسة عامّة (غالباً ما تكون حول مسألة محدّدة) أو تطويرها.

  • تغيير سلوكيات الناس (التخفيف من التدخين أو تعاطي المخدّرات، مثلاً).

  • بناء مجتمع صحّي: هذا التعبير يشير إلى كلٍ من الصحة "الجسدية" في المجتمع المحلي (والتي قد تتضمن ليس فقط الخدمات الطبية والوقائية أو التحسينية، بل البيئة والتخطيط المجتمعي والسكن والجوع والإدمان وعوامل أخرى كذلك)، والصحة الاجتماعية والنفسية أيضاً (التي تشمل التنوع، والتعليم، والثقافة والفنون، ومنع العنف، والتنمية الشبابية، والتوظيف، والتنمية الاقتصادية، والصحة النفسية، وخدمات إنسانية أخرى، الخ).


    في تشرين الثاني / نوفمبر 1986، وفي مؤتمر عن تعزيز الصحة رعته بالشراكة "جمعية الصحة العامّة الكنديّة" ووجمعية "الصحة والرفاه – كندا" ومنظمة الصحة العالميّة، وضع المشاركون مسودّة لما أصبح لاحقاً "شرعة أوتاوا". تُحدّد هذه الوثيقة الخطوط التوجيهية لتحقيق "الأحياء الصحيّة" و"المجتمع الصحي". يمكن تلخيص البيان الأهم من الوثيقة في الجملتَيْن التاليَتَيْن:

    "الشروط والموارد الأساسيّة للصحّة هي: السلام والسكن والتعليم والطعام والدخل والنظام الإيكولوجي المستقر والموارد المستدامة والعدالة الاجتماعية والإنصاف. التحسين في الصحة يتطلّب أساساً مضموناً في هذه المستلزمات الرئيسية."

     

    لماذا تشكيل ائتلاف (ولماذا قد يكون ذلك صعباً)؟

    هنالك عدّة أسباب تجعل بناء الإئتلاف فكرةً جيّدة. بشكل عام، يمكن للائتلاف أن يركّز اهتمام المجتمع المحلي على مشكلة معيّنة، وأن يخلق تحالفات بين الذين لا يعملون معاً في العادة، وأن يجعل مقاربة المجتمع المحلي للمسائل متّسقة.


    يصبح الاتتساق مهمّا أهميةً خاصةُ في التصدّي لمسألة مجتمعيّة، خصوصاص عندما يعمل على تلك المسألة عددٌ من المنظمات أو الأفراد أصلاً. في حال اختلفت المقاربات بشكل ملحوظ، وغاب التعاون والتنسيق، فقد يؤدّي هذا إلى وضع فوضوي حيث لا يمكن تحقيق الكثير. فيما لو عملوا معاً واتّفقوا على طريقة مشتركة للتعاطي مع المسألة وعلى غايات مشتركة، فالأرجح أن يحققوا إنجازاً.

    بعض الأسباب الأكثر تحديداً التي تدعو إلى تشكيل ائتلاف يتضمّن:

    • التصدّي لمسألة طارئة: يشكّل المثل عن العنف الشبابي الذي قُدّم في هذا القسم تجسيداً لهذا السبب.

    • تمكين عناصر المجتمع المحلي (أو المجتمع المحلي بأسره) من التحكم بمستقبله: قد يعني ذلك طرح مكان الشباب في المجتمع المحلي، مثلاً، أو النظر إلى التنمية الاقتصادية في ضوء العولمة والموارد المُجتمعية.

    • الحصول فعليّاً على خدمات أو تقديمها: قد تتطلّب الأمور من الائتلاف أحياناً (في البداية أو على مدى طويل) أن يصمّم، و/أو أن يدير تدخّلاً لازماً في المجتمع المحلي، و/أو أن يحصل على تمويل له.

تنفيذ البرامج تنفيذاً أكثر فعاليةً وجدوى، وإزالة أية ازدواجية غير لازمة في الجهود: إن جمع كافّة اللاعبين المعنيين في مسألة محدّدة يمكن أن يؤدّي إلى تدخل أكثر تماسكاً وشمولا. فبدلاً من ازدواجية الجهود، يمكن للمنظمات أن تقسّم أو تنسّق المسؤوليّات بطرقٍ تؤّمن وصول عدد أكبر من المشاركين إلى البرامج وتسمح بتنوّع أوسع في الخدمات.


عند مناقشة ازدواجية الجهود، يبرز تعبير "غير لازمة" باعتباره التعبير المفتاح. في معظم الأحيان، نجد أن عدداً من المنظمات التي تقدّم نفس الخدمات أو خدمات لنفس الناس، تلبّي حاجات أكبر ممّا يمكنها أن تفعل لو كانت مجتمعةً. الأمر الأساسي هنا هو اكتشاف ما إذا كانت مقاربةُ موحّدة يمكن أن تزيد، أو تحسّن، بشكلٍ ما، الخدمات المتوفّرة أصلاً أم لا.

  • جمع الموارد في مكان واحد: قد تُتاح لعدد من المنظّمات والأفراد معاً موارد كافية لتنفيذ مَهمّةٍ ما، لا تتاح لهم منفردين. بشكل عام، ينضم الناس والمنظّمات إلى الائتلافات لذلك السبب تحديداً: أي حتى تحقق سويةً ما لا يمكن أن يحققه كلٌ منها بمفرده.

العقبات أمام إنشاء ائتلاف

  • المسائل التنافسيّة أو العالقة : غالباً ما تكون المنظمات شديدة الحساسية تجاه تشارك عملها مع الغير، وتشارك جمهورها المستهدف، وخصوصاً التمويل. قد يكون جزءاً من بداية أعمال الائتلاف إقناعُ عدد من المنظمات بأنّ العمل معاً سينتج عنه في الواقع فائدةٌ للجميع، كما سيجعلهم يتصدّون بشكل أفضل للمسائل المشتركة.

  • الماضي السيئ: قد تكون للمنظمات أو الأفراد أو المجتمع المحلي بأسره تجارب سابقة أقنعتهم بأنّ العمل مع بعض الآخرين (أو العمل معاً بالمطلق) هو، ببساطة، غير ممكن. وقد يضطر الائتلاف الناشئ إلى أن يواجه هذا التاريخ قبل المباشرة فعلياً بالعمل المتوجّب عليه.

سيطرة "المهنيين" داخل الائتلاف أو نُخب أخرى: الناس في الهيئات من أصحاب الشهادات العالية، والسياسيون المحليون، وقادة الأعمال وغيرهم، غالباً ما يتجاهلون إشراكَ مَن هم أكثر تأثراً بالمسألة المطروحة وأعضاء آخرين من المجتمع المحلي، وذلك في خضم اندفاعهم لحل المشكلات أو "لمساعدة المحرومين". من هنا، فإن خلق جوّ تشاركي وكبح جماح مَن يعتقدون أنّ لديهم كافة الأجوبة، يشكّل في معظم الأحيان جزءاً أساسياً من عملية بداية ائتلاف.


إن جزءاً من الحل هنا كثيراً ما يمكن أن يكون:

-  تأمين الدعم لمَن هم غير معتادين على الطريقة "المهنيّة" في عقد الاجتماعات والتوصل إلى خلاصات،

- وكذلك، في نفس الوقت، تدريب المهنيين والآخرين على شمل الذين قد تكون آراؤهم في حل المشكلات أدق وأهم بكثير من آرائهم الخاصّة.

قد يتطلّب ذلك إحضار ميسّر من الخارج، أو ببساطة الحرص على توجيه المسار من داخل المجموعة.

  • صلات ضعيفة مع المجتمع المحلي: قد تكون الخطوة الأولى الضرورية هي تطوير العلاقات التي لم تكن موجودة حتى تاريخه بين الوكالات والمجتمع المحلي بشكل عام.
  • قدرات تنظيمية ضئيلة: قد يكون ضرورياً إيجاد منسّق أو أن يجد أحد الأفراد أو إحدى المنظمات، أو أكثر، طريقةً لتشارك أعباء التنظيم للمجموعة الجديدة طور التأليف، في حال كانت المجموعة ستتطوّر أبعد من اجتماع أوّل (أو خلاله).

  • التمويل: صعوبة إيجاد التمويل هي عقبة بديهية. أما الأقل بديهيةً فهو مخاطر التمويل المتوفّر الذي يدفع الائتلاف في اتّجاه خاطئ أو اتجاه يتطلّب منه التحرّك سريعاً بشكل يمنع التصدّي الفعال للمسألة. يجب على الائتلافات الجديدة أن تكون متنبّهة لاحتمالات التمويل من كافّة الجوانب، وأن تكون حذرة ربطاً بنوع التمويل الذي تُقدّم عليه وتقبله.

  • الفشل في تأمين قيادة وبنائها ضمن الائتلاف: تتطلّب الائتلافات نوعاً خاصاً جدّاً من القيادة التعاونية. (للمزيد عن هذا الموضوع، يمكن الذهاب إلى الفصل 13، القسم 11: القيادة التعاونية). إذا لم تكن هذه القيادة متوفّرة ولا يمكن تطويرها داخل الائتلاف، فقد يشكّل ذلك خطراً على وجود الائتلاف. قد يكون عندها ضرورياً إحضار ميسّر خارجي و/أو تدريب على القيادة التعاونية لإنقاذ الوضع.

  • الكلفة المنظورة (أو الحقيقية) للعمل المشترك تفوق المنافع بالنسبة لأعضاء كُثر من الائتلاف: تصبح المهمّة هنا زيادة المنافع وتخفيض الكلفة لهؤلاء الأفراد وتلك المنظمات التي تعاني من ذلك، في حال أردتم إبقاء الائتلاف.

إذا فهمتم العقبات المحتملة لإنشاء ائتلاف في مجتمعكم المحلي، يمكنكم أن تخطّطوا آخذين هذه العقبات بعين الاعتبار، وزيادة فرص نجاحكم.

متى عليكم البدء بائتلاف؟

إذا أُريدَ للائتلاف أن ينجح فيجب أن يكون له غرضٌ. كما ذكرنا سابقاً، فقد يكون الغرض ضيقاً أو واسعاً، ولكن من غير المرجّح أن تلتئم مجموعة متنوعة إلاّ إذا كان هنالك سبب لذلك. في أوقات عديدة، تساعد الظروف على تحريك تشكيل الائتلافات.

  1. عندما تحصل أحداث مزعجة أو دراماتيكية في المجتمع المحلي. في بلدة يسكنها ستة آلاف شخص في غربي ماساتشوسيتس، قُتلت نساء أربع من قِبل شركائهم في المنزل في مدّة لا تزيد عن سنة. حثّت هذه الجرائم على تشكيل ائتلاف لا يطرح فقط العنف المنزلي بَل مسألة العنف ضد النساء بأكملها، والمشكلات المرتبطة بها في المجتمع المحلي كالاتجار بالمخدّرات وعدم تجاوب المحاكم.


ليس بالضرورة أن تكون الأحداث التي تؤدي إلى تشكيل ائتلاف محليّ: عشّية تدمير مركز التجارة العالمية في 11 أيلول / سبتمبر 2001، تداعت مجتمعات محلية عديدة لتشكيل ائتلافات محلية للتعاطي مع مسائل من نوع عدم التسامح مع المواطنين المسلمين، والآثار النفسية للكارثة على الأطفال والعائلات.

 
  1. عندما تصبح معلومات جديدة متوفّرة: قد تُظهر أعداد غير العاملين أن معدل البطالة في المجتمع المحلي يزداد بشكل سريع، ما يحفّز على تشكيل ائتلاف للتعاطي مع التنمية الاقتصادية. على سبيل المثال، قد تُنذر دراسة جديدة في الولايات المتّحدة أن الأميركيين الأفارقة (وهم جزء أساسي من الشعب)، معرَّضون بدرجة عالية لمخاطر أمراض القلب، وقد يتجاوب مقدّمو الرعاية الصحية وهذه المخاطر بتشكيل ائتلاف يؤمّن المعلومات والفحوصات والعلاج لهم.

  2. عندما تتغير الظروف أو القواعد: بعد أن مرّت التشريعات الخاصة بإصلاح الرعاية في أحد البلدان، فإن إحدى المقاطعات الريفية المنهارة اقتصادياً وجدت نفسها تواجه محكا يتمثل فيً إيجاد وظائف دائمة لعدد كبير من متلقّي الرعاية في السنتين القادمتين. نتيجة لذلك، التقى مكتب الرعاية المحلي، والفرع المحلي لوكالة التوظيف التابعة للولاية، ووكالات أخرى كانت تعمل مع متلقّي الرعاية وعائلاتهم، وشكّلوا ائتلافاً لمحاولة التعاطي مع الوضع.

  3. عندما يتوفّر تمويل جديد: الحصول على تمويل جديد من وكالة حكومية أو أي مصدر تمويل آخر قد يتطلب ائتلافاً للحصول على تمويل لخدمة معيّنة، أو قد يتشكّل الائتلاف من أجل إعداد مقترح لمشروع متكامل يوزّع التمويل بأوسع شكل ممكن في المجتمع المحلي.


قادت وكالة ضد الفقر عملية تأسيس ائتلاف من مربّين، ومهنيين صحيين، ومزوّدي رعاية أطفال وخدمات إنسانية، ومن الآباء والأمهات، لكي يعمل كهيئة إشراف مجتمعية على  منحة من دائرة التعليم. كان غرض المنحة تقديم خدمات لأهالي أطفال عمرهم ثلاث سنوات وأقل. خططت المجموعة لمشروع المنحة، ثم استمرّت في العمل كمجموعة استشارية للتمويل بعد نجاح الطلب. استخدم الأعضاءُ الائتلافَ أيضاً لصقل تعاونهم وتحسين الأداء المشترك في كافّة أعمالهم، ما نتَج عنه على المدى البعيد خدمات أفضل عبر المجلس في المقاطعة. (للمزيد من الوصف التفصيلي عن تأسيس المجموعة وعملها، انظروا المثل في الفصل 18، القسم 2: مقاربات تشاركية في التخطيط لتدخلات مجتمعية.). حدث ذلك في مقاطعة هامشاير في ولاية ماساتشوسيتس.

 
  1. عندما وجود تهديد خارجي للمجتمع المحلي: أسّست مجتمعات محلية ائتلافات، مثلاً، لمنع بيع المستشفيات المحلية إلى مؤسسات ربحية، أو لرفض مصنع غير مرغوب فيه يتسبب بالتلوث، أو للمحافظة على مكان مفتوح وإبعاد البناء عنه.

  2. عندما ترغب مجموعة بخلق تغيير واسع ومؤثّر: أحياناً، تكون المشكلة أو المسألة معقّدة ومجذّرة بعمق إلى درجة أن التغييرات الكبيرة وحدها سيكون لها أثر في نظر المجتمع المحلي أو في النسيج الاجتماعي. إذا عدنا إلى مَثل مشكلة العنف الشبابي المذكور في بداية القسم، هنالك ضرورة لائتلاف واسع لجذب كافة العناصر المتأثرة من المجتمع المحلي، وإلى مقاربة المشكلة على عدد من المستويات المختلفة.


الائتلاف للتغيير المجتمعي يمكن أن يكون طرحاً مختلفاً تماماً عن ائتلاف مكرّس لغايات أضيَق وقصيرة المدى. النقطة الأولى هي أنّ التغيير الاجتماعي يستغرق وقتاً طويلاً (سنين وعقوداً وليس شهوراً). وعلى أعضاء مثل هذا الائتلاف الالتزام على المدى البعيد. وبما أن الأفراد يأتون ويذهبون يكون عليهم وعلى منظماتهم أن يحافظوا على هذا الالتزام.

النقطة الثانية هي أنّ ائتلاف التغيير الاجتماعي يجب أن يكون مترابطاً عبر رؤية منسجمة ومشتركة. لا تكون هذه الرؤية عادةً ممكنة دون عملية تمكّن المجموعة من صياغة الرؤية ومساعدة الآخرين على اعتبارها غايةً قابلة للتحقق.

ثالثاً، يجب أن ترضى ائتلافات التغيير الاجتماعي بالمكاسب الصغيرة التي تكبر فقط مع الوقت. يجب أن يكون بإمكان الأعضاء قبول الانتصارات الصغيرة والإفلات من النكسات التي يصعب تجنبها والتي تُلغي تلك الانتصارات أحياناً. التمتع بنظرة بعيدة مهمٌ بالنسبة للتغيير الاجتماعي بقدر أهمية الالتزام التزامات طويلة المدى.

 

7.عندما يكون لديكم ليس مجرد سبب جيّد واحدٍ لإنشاء ائتلاف بل أيضاً إمكانية أن تتمكنوا من البدء بنجاح في المجتمع المحلي: هذه المسألة في غاية الأهميّة، وهي تعتمد على عوامل عديدة:

  1. هل المسألة أو المشكلة واضحة بشكل يستطيع الجميع الاتّفاق على ما هي؟ في حال لم يكُن هنالك اتّفاق أصلاً أنّها تشكل مسألة، فمن غير المرجّح أن تتمكنوا من تشكيل ائتلاف حولها. يجب أن تكون مُعرّفة تعريفاً واضحاً، حتّى ولو لم يكن الحل كذلك.

  2. هل هنالك على الأقل مستوى معيّن من الثقة بين الأفراد والمنظمات التي تُكوّن الائتلاف؟ يمكن أن يشكّل التاريخ المجتمعي، أو تاريخ بعض المنظمات، ما قد يبدو عقباتٍ أمام إنشاء الائتلاف غير قابلة للتخطي. التقسيم المجتمعي عبر الخطوط العرقية أو الإثنية أو الطبقية أو الدينية أو السياسية، أو عبر عداءات قديمة، أو صراعات تنافسية عالقة بين الوكالات، أو جهود ائتلافية سابقة فاشلة ، قد تعني أنه من الواجب القيام بالكثير من العمل التأسيسي قبل أن يصبح المجتمع المحلي مستعدّاً للتفكير باحتمال إنشاء ائتلاف. قد يتطلب بناء الثقة الكافية الكثير من الوقت.


حتّى لو كانت هنالك ثقة كافية للبدء بالائتلاف، يجب أن تعلموا أنه سيكون ليس فقط ممكناً، بل حتميّاً، بقاء بعض المشاعر السيئة عند بعض المجموعات أو الأفراد. هذا واقع في أي مجتمع محلي أو جماعة، وعلى الائتلاف مواجهة ذلك. في الكثير من الحالات، يساد العمل سوية باتّجاه غرض مشترك على التمكن من فعل بالكثير لتغيير المواقف وجعل الأمور أسلس مع الوقت...، ولكن هذا لن يُحدث أي فرق في حالات أخرى، وستطفو العداءات القديمة إلى السطح من جديد.

  • هل الائتلاف فعلاً الطريقة المثلى للتصدّي للمسألة؟ فلنفترض أنّ تعريف المسألة أو الثقة لا يشكّلان مشكلة، يبقى احتمال أن معظم الناس قد لا يرى في الائتلاف الطريقة الأكثر فعالية للتعاطي مع الوضع (وقد يكونون على حق). من الضروري أن تأتي الإجابات عن بعض الأسئلة بالإيجاب قبل محاولة البدء بالائتلاف:

    • هل يمكن التصدّي للمسألة بشكل أفضل إذا عمل كافّة الأفرقاء سوية، وهل يساعد الائتلاف على تحقيق هذا الغرض؟

    • هل يزيد الائتلاف من احتمال تحديد العوامل التي تمس بالمسألة والتصدّي لها؟

    • هل يزيد الائتلافُ التجانسَ والقوةَ والفعاليةَ لدى المجتمع المحلي وتجاوبَه مع المسألة؟

    • في حال كان هنالك عدّة ائتلافات في المجتمع المحلي، هل يمكن إيجاد رد أفضل على المسألة؟

يتشكّل الائتلاف فقط عندما يصبح كل ذلك ممكناً.

مَن يجب أن يكون جزءاً من الائتلاف؟

بشكل عام، كلّما توسّعت العضوية في أي ائتلاف، كان ذلك أفضل، ولكن يبقى تمثيل بعض الأشخاص والمجموعات في الائتلاف ضرورياً للغاية:

  1. أصحاب المصلحة: هم الناس الذين لهم مصلحة في نجاح جهود الائتلاف، بمن في ذلك:

  2. هؤلاء الأكثر تأثراً بالمسألة: يشمل هؤلاء المشاركين الحاليين أو المشاركين المحتمَلين في البرامج، أو الناس الذين تنقصهم أمور أساسية للحياة كالتأمين الصحي أو السكن اللائق، أو الذين يعانون من أمراض معيّنة، أو المجتمع المحلي بأسره (وذلك في حالة مسائل بيئية أو مسائل الصحة العامة، مثلاً). فاتّخاذ قرارات تؤثر على حياة الناس دون شملها في المسار، لا معنى له، ويشكّل ظلماً بامتياز.

  3. المساعدون الرسميون وغير الرسميين، والمسؤولون عن تنفيذ مهام مجتمعية مرتبطة بالمسألة، وآخرون يتأثّرون بما قد يقوم به الائتلاف: موظفو الصحة، ومقدّمو الخدمات الإنسانية أو المنظمات الأخرى والوكالات المجتمعية، والشرطة، وطاقم المدرسة، ونظام المحاكم والمراقبة، والموظّفون المحليّون، ومالِكو الأراضي – بعض هؤلاء أو جميعهم، والعديد من الآخرين قد يكونون معنيّين بشكل مباشر أو غير مباشر بنتائج مبادرات الائتلاف.

2.قادة الرأي في المجتمع المحلي: من المفيد جدّاً حجز أمكنة على الطاولة لمَن يمكنُه التأثير على أعداد كبيرة من الآخرين. في هذه الخانة يمكن أن نجد رجال الدين، أو القادة المدنيين أو قادة مجتمع الأعمال، أو ببساطة مَن هم أصحاب المصداقية في المجتمع المحلي.


إشراك القادة الناشئين هو بنفس القدر من الأهمّية: هؤلاء هم أشخاص ينظر إليهم الآخرين لأخذ الإرشاد، وغالباً ما يكونون دون موقع معيّن. قد يكونون قادة جهود تطوعيّة، أو شباباً يتمتعون باحترام أقرانهم احتراماً عالياً، أو آباء وأمهات نشيطين، أو ببساطة أشخاصاً لديهم إمكانيات قيادية واضحة. من المهم وجودهم ضمن الطاقم، لأفكارهم ولطاقتهم، بالإضافة إلى التأثير الذي يقومون به وسيقومون به عندما يصبحون معروفين ومحترمين بشكل أوسع في المجتمع المحلي.

 

 

 

3.صانعو السياسات: إنّ مشاركة القادة السياسيين المحليين، وممثلي الحكومة، وآخرين في مواقع صنع القرار سيزيد المصداقية إلى مشروعكم، كما يزيد الفرص التي يمكن من خلالها التأثير على السياسات في مجال اهتمامكم.

 

 


بالإضافة إلى هذه المجموعات المحدّدة، يمكن لأي ائتلاف أن يستفيد، عملياً على الأقل، من عضوية بعض المواطنين المهتمين الذين قد لا يكون لهم علاقة مباشرة بالمسألة المطروحة. هؤلاء الناس يمكن لهم أن يلعبوا دور "ميزان الضغط" لقياس مواقف المجتمع المحلي بشكل عام، كما يمكنهم نقل معلومات إلى المجتمع المحلي قد تساعد على شرح عمل الائتلاف وتُظهره بشكل أفضل.

مجموعة أخرى قد تودّون إشراكها، ولكن بشكل مختلف قليلاً، هي وسائل الإعلام. بدلاً من محاولة جعل أعضاء الإعلام ينضمّون، قد تريدون الاتصال بهم للإعلان عن ائتلافكم وجهوده وتغطيتها. في حال انضمّوا، قد يكون هنالك محاذير أخلاقيّة ومهنيّة تنبع من حجم التغطية التي يمكن أن يعطوكم إيّاها.

كيف نبدأ الائتلاف؟

إذاً، لقد قرّرنا أنّ الائتلاف هو فعليّاً الطريقة الصحيحة للعمل داخل مجتمعنا المحلي. كيف نتصرف للمباشرة به؟

  1. جمع مجموعة نواة: الأرجح أنكم أصلاً لم تعودوا وحدكم في همومكم الخاصة بالمسألة المطروحة، وقد يكون قد بات لديكم مجموعة نواة (بعض الأفراد والمنظمات) جاهزة للعمل على تشكيل ائتلاف. في حال لم يكن الوضع كذلك، الخطوة الأولى هي إيجاد هؤلاء الأفراد وهذه المنظمات الأكثر اهتماماً بالمسألة، والاتصال بهؤلاء الأفراد وهذه المنظمات.

بعض الأسباب التي تجعل ضرورياً أن تتولى نواة مجموعة، وليس فرداً، قيادة الجهود:

  • سيكون للمجموعة النواة اتصالات أكثر ومعرفة أكبر عن المجتمع المحلي مما لدى فرد واحد.

  • ستعطي صورة أكثر تماسكاً عن الائتلاف لدى الأعضاء المحتملين.

  • مجموعة نواة ستجعل المهمة أسهل على كافة الأفراد المُنخرطين، وبالتالي يصبح احتمال تنفيذها أكبر.

  • هذا يُظهر أن الجهود تتمتع بدعم واسع.

هنالك بعض الطرق لمقاربة تجميع مجموعة نواة:

  • البدء بأشخاص تعرفونهم: في حال كنتم ناشطين لمدّة طويلة في المسألة، أو كنتم تعيشون أو تعملون في مجتمعكم المحلي منذ مدّة، فلا بد أن يكون لديكم علاقات كثيرة، تحديداً مع الآخرين المعنيين بنفس الأمور التي تعنيكم. استخدموا هذه المعارف الآن، إمّا لإدخالهم في الدائرة أو للحصول على أسماء أخرى لناس قد يكونون جزءاً من المجموعة النواة. الشخص الذي يعرفكم (مع الافتراض أنّ علاقتكم إيجابية) هو بشكل عام أكثر قابلية للإقناع من شخص لا يعرفكم.

  • الاتصال بناس في الوكالات والمؤسسات الأكثر تأثراً بالمسألة: في مسيرتها لتشكيل الائتلاف حول العنف الشبابي، ذهبت جمعية "خدمات الشباب" إلى قائد الشرطة وإلى المدير العام للمدارس من أجل الدعم. نتيجة لذلك، أصبح الشطي المسؤول عن شؤون المجتمع المحلي في الشرطة ومساعد مراقب المدارس جزءاً من المجموعة النواة التي قرّرت بناء الائتلاف.

  • التكلم مع ناس مؤثرين، أو ناس يتمتّعون بعلاقات كثيرة: قد يكون هؤلاء رجال أعمال بارزون أو مدنيين، أو مواطنين عاديين يتمتعون بمصداقية عالية، أو أشخاص تشكل معرفة كل الناس تقريباً جزءاً من مهنته.


    حاولوا أن تجندوا في عضوية المجموعة النواة أشخاصاً من المجموعة الأكثر تأثراً واهتماماً بالمشكلة. فمثلاً، يجب أن يبحث ائتلاف حول العنف الشبابي عن مراهقين (ربّما أعضاء شِلل) لكي يكونوا في المجموعة النواة، كما يجب أن يستقطب ائتلافٌ حول المشردين والإسكان أشخاصا مشرّدين حاليين أو سابقين. إدخال هؤلاء الناس في المجموعة النواة يمنحكم قدرةً داخلية على تفقّد الواقع، كما يؤمّن لكم صلة بالمجموعات التي يمثلون، ويزيد مصداقية جهودكم، ويجعل التزامكم بالمسار التشاركي واضحاً.

    للمزيد عن كيفية تشكيل المجموعة النواة، يمكن مراجعة الفصل 9، القسم 2: اختيار مجموعة لخلق المبادرة وإدارتها.

    2.تحديد أعضاء الائتلاف المحتملين الأهم: هنالك على الأرجح أفراد ومنظمات لا تستطيعون الاستغناء عنهم، بشكل خاص إذا كان لائتلافكم غرض محدد بوقت محدود. من الضروري تحديد الأعضاء واستهدافهم بشكل خاص من أجل الإنضمام إلى العضوية. قد يعني ذلك مسايرتهم (اجتماع أوّلي على غداء على نفقتكم، مثلاً، أو وعد بمقعد في الهيئة التنسيقية).

    نذكر معظم هؤلاء الأفراد في فقرة "مَن يجب أن يكون جزءاً من الائتلاف؟" أعلاه، ولكن هذا يختلف في كل مجتمع محلي عن الآخر. قد يكون في مجتمعكم شخص معيّن بين الجمهور المستهدف أو مسؤول ما في البلدة ممن لا يمكن تنفيذ أي أمر من دونه/ا. هناك احتمال كبير في أن تكونوا أنتم (أو أعضاء آخرون من المجموعة النواة) تعرفونه، أو على الأقل تعرفون مَن هو/هي، ولكم صلةٌ ما به/بها


    قد لا يكون ضرورياً أن يصبح هذا الشخص عضواً رسمياً في الائتلاف، لكنه/ا قد يساندكم بالدعم. مهما كان الأمر، لا تتجاهلو/ه. تذكروا قصة "الأميرة النائمة" حيث الجنيّة التي لم تكون مدعوّة إلى  الحفلة الطفلة َلعَنَتها، فأصبحت لاحقاً "الأميرة النائمة"، وضاعت عن العالم مئة سنة! قد يحصل نفس الشيء مع ائتلافكم إذا تجاهلتم الشخص الخطأ!

    كما ذكرنا سابقاً، كل هذا لا يعني أنه عليكم عدم استقطاب كثير من أناس آخرين ومنظمات أخرى أيضا. المقصود فقط أنّه عليكم القيام بمجهود خاص لتجنيد هؤلاء الأعضاء الأساسيين.

    3.استقطاب أعضاء للائتلاف: الآن وقد أصبحت المجموعة النواة جاهزة، وقرّرتم مَن هم الأعضاء المحتملون اللازمون لنجاح الائتلاف، يمكنكم البدء باستقطاب الأعضاء. وعلى الرغم من أهمية البدء بالأفراد والمجموعات المذكورة أعلاه، فقد تفضّلون أن تكونوا أكثر شمولية. من النادر أن نسمع عن ائتلاف عانى من فائض الأعضاء.

    استخدموا قدرات التشبيك عند مجموعة النواة إلى أقصى حدودها. يمكن أن تقوم المجموعة النواة بعصف ذهني للخروج بلائحة من أعضاء محتملين، بالإضافة إلى هؤلاء الضروريين. ثم يمكن لكل عضو أن يحدّد أفراداً على اللائحة يعرفهم شخصياً، أو منظمات لديه معها اتصالات شخصية. إذا بقيت أسماء في اللائحة لا يعرفها أحد، يمكن عندها توزيعها على أعضاء المجموعة النواة للإتصال بهم.

هنالك طبعاً طرق عديدة للاتصال بالناس والمنظمات، بما فيها:

  • الاجتماعات وجهاً لوجه

  • الاتصالات الهاتفية

  • البريد الإلكتروني

  • الرسائل الشخصية

  • البريد الجماعي

  • إعلانات الخدمة العامة أو الإعلان في وسائل الإعلام

  • المناشير والملصقات

الطرق أعلاه مرتبة بحسب تقدير فعاليتها، على أساس أن الاتصال الشخصي المباشر هو الأفضل، إلا أنه يستغرق الوقت الأطول، وربّما يجب تخصيصه للذين "يجب الحصول عليهم" من الذين ذكرناهم سابقاً. يمكن استقطاب معظم الناس عبر الهاتف (إلا إذا كانت العادات واللياقة المحلية تفضل طريقة على أخرى). من أجل وصفٍ أكثر تفصيلاً عن مسار الاستقطاب، يمكن مراجعة الفصل 7: التشجيع على الانخراط في العمل المجتمعي، تحديداً الأقسام 3-7: الفصل 7، القسم 3: طرق الاتصال بمشاركين محتمَلين، والفصل 7، القسم 5: القيام باتصال شخصي مع المشاركين المحتمَلين، والفصل 7، القسم 6: إشراك أصحاب النفوذ الأساسيين في المبادرة، والفصل 7، القسم 7: إشراك الأشخاص الأكثر تأثّراً بالمشكلة.

تأكّدوا من سؤال مَن تتكلّمون معهم عن أعضاءٍ محتمَلين آخرين، وحاولوا أن تجعلوهم هم يقومون بالاتصال. هذا سينشر عملكم، ويُعطي الدعوة مصداقية أكبر، بما أنّها تأتي من شخص يعرفُه المدعو. في حال نجحتم، قد تنتهون بالاتصال بأضعاف أعداد الأشخاص والمنظمات الذين كانت أسماؤهم على لائحتكم الأصلية، واستقطابهم.


عندما تتصلون بأشخاص لضمهم إلى الائتلاف، تأكّدوا من أنّ لديكم أمراً جوهرياً تقدّمونه لهم أو تطلبونه منهم. إن دعوة إلى اجتماعٍ أوّل (في مكان معين وموعد محدّد بعيد بما يكفي بحيث يستطيع المدعو ترتيب مواعيده وحضوره) قد تكون الأكثر شيوعاً، ولكن يمكنكم، من جهة ثانية مثلاً، أن تطلبوا منهم الاتصال بنائب عن منطقتهم أو العمل مع مجموعة صغيرة. إن دعوة للانضمام من دون أمرٍ محدّد ملحقٍ بها قد لا تعلق في الأذهلن. وقت الناس ثمين، ويهمّهم أن يعرفوا أنّه لن يضيع سدىً.

4.التخطيط لأول اجتماع وعقده: الاجتماع الأول للائتلاف مهم. في حال كان لقاءً مفعماً بالحيوية والنشاط والتفاؤل، ويُثير الناس، فهو بداية صحيحة. أمّا إذا كان الاجتماع كئيباً وسلبياً، أو ببساطة مملاً، فالأرجح ألاّ يعود معظم الناس. التخطيط للاجتماع الذي سيجعل الائتلاف يبدأ على الطريق الصحيح هو أمرٌ يعود إلى المجموعة النواة (وهو قد يكون المهمة الرسمية الأخيرة التي تقوم بها هذه المجموعة).

    هنالك أمران يجب الاهتمام بهما: الأمور اللوجستيّة المرتبطة بالاجتماع (أين، ومتى، وما مدّة الاجتماع، الخ) ومضمونه. انظروا الأداة الرقم 1، لمناقشة الأمور اللوجستية. أمّا هنا، فسننظر إلى المضمون:

    هنالك عدّة احتمالات لمضمون الاجتماع الأول. يجب أن يعتمد جدول الأعمال على المسألة والأهداف المحدّدة، وعلى حاجات مجتمعكم المحلي، ولكن ربّما كنتم قد تريدون إدخال بعض من الأمور التالية:

  • التعارف بين الجميع: على كل من الحاضرين تقديم تعريف مختصر عن نفسه وعن المنظمة التي هو/هي على صلة معها، في حال وجودها، بالإضافة إلى طبيعة اهتمامه/ا بالمسألة.

  • البدء بتعريف المسألة أو المشكلة التي التأم من أجلها الائتلاف: هذا قد يعني أن المجموعة يجب أن تصدر بياناً حقيقياً، أو قد يَنتُج نقاشٌ أوليٌّ، يتبعه عملُ مجموعة صغيرة يُطلب منها صياغة مسودة تعريف تكون جاهزة في الاجتماع التالي.

  • مناقشة بنية الائتلاف: أي نوع من المجموعات سيكون الائتلاف؟ كيف ستتم إدارته ( إذا ما تطلب الأمر أصلاً)؟ ما أنواع الأمور التي سيقوم بها فعلاً؟ هل توظيف عاملين فيه هدف معقول، حالياً أو لاحقاً؟

  • على الأقل، البدء بمسار لخلق رؤية مشتركة والاتفاق على قيم مشتركة تحدد اتّجاه الائتلاف: هذه هي الخطوة الأولى باتجاه تطوير صيغة كلٍ من الرؤية والرسالة اللتَين ستحدّدان طبيعة الائتلاف وتوجّهان عمله.

  • مناقشة الإجراءات لبناء خطة تحرّك: مرة أخرى، قد ينتج عن ذلك خطة فعلية أو على الأقل خطة  أوليّة، أو قد يؤدّي إلى تعيين مجموعة أصغر لوضع مسودة خطة، أو وضع إجراء تعمل من خلاله المجموعةُ الأوسع على بناء الخطةَ على امتداد فترة محدودة من الوقت.

  • مراجعة الأمور الواجب إتمامها قبل الاجتماع القادم، والاتّفاق على مَن سيفعل ماذا: كما ذكرنا سابقاً، من المهم أن يترك الناس الاجتماع الأول وهم يشعرون أن أمراً ما قد أُنجز. إذا كانت هنالك مهمّات ستُنفّذ ونتائج متوَقَّعة في الاجتماع المقبل (حتى لو كانت هذه النتائج بيانات بسيطة أو خطط أولية للتفاعل معها) فسيشعر أعضاء الائتلاف بنوع من الإنجاز.

  • جدولة الاجتماع القادم، على الأقل: قد يكون ممكناً تطوير جدول دوري للاجتماعات خلال الاجتماع الأوّل، أو قد يبدو من الأعقل جدولة الاجتماع الثاني فقط، والانتظار حتى تستقر العضوية وينضم آخرون قبل بناء الجدولة طويلة الأمد.

5.متابعة ما بعد الاجتماع الأول: لقد عقدتم اجتماعاً أوّل في غاية النجاح. عظيم! ولكن، عملية بناء الائتلاف قد بدأت للتو. أولاً، عليكم المتابعة للتأكّد من وجود حضور جيّد في الاجتماع الثاني حيث ستجري متابعة العمل:


اللائحة أدناه تُفيد أي شخص يريد تشكيل ائتلاف. قد يكون فرداً أو مجموعة نواة، أو عضواً في هيئة ما، أو جسماً إدارياً لنوعٍ ما من ائتلاف جديد. أيّاً كان، يجب أن يكون أحدهم مسؤولاً عن السهر على الصورة الأوسع للائتلاف والتأكّد من أن المهام تُنفذ. فمن دون مستوى معيّن من التنسيق من مكانٍ ما، يصبح بقاء الائتلاف ونجاحه في غاية الصعوبة.

 
  • توزيع محضر الاجتماع الأول وتذكير مَن حضر بالاجتماع التالي، كما يمكن إرسال المحضر والتذكير مع دعوات إلى  أعضاء جدد محتَملين أيضاً: عليكم محاولة توسيع شبكتكم قدر الإمكان، والوصول إلى الذين لم تصلوا إليهم في المرّة الأولى، أو إلى مَن حصلتم على أسمائهم ممّن حضر الاجتماع الأول.

  • المتابعة مع المجموعات أو الأفراد الذين يعملون على مهام وُزّعت عليهم في الاجتماع الأول: يمكن تقديم المساعدة لهم، وحضور الاجتماعات، ومحاولة إشراك أناس آخرين ذوي مهارات أو معرفة متّصلة. المهم القيام بكل ما يمكن القيام به للتأكّد من إنجاز هذه المهمّات.

  • في حال كانت هنالك لجان أو مجموعات عمل محدّدة تتشكل، عليكم محاولة استقطاب أعضاء جدد منهم: العمل الحقيقي للائتلاف سيتم على الأرجح في هذه المجموعات الصغيرة، لذا من المهم أن يكون فيها الأعضاء المناسبون. إذا كنتم تعرفون أشخاصاً ذوي خبرة مُفيدة في طرق معيّنة، فأحضروهم. معظم الناس يتجاوب عندما يُطلب منهم ذلك، وبشكل خاص عندما نطلب منهم لأنّنا نثمّن ما يُحضرونه معهم إلى المهمّة.

  • الاستمرار في البحث عن أعضاء جدد للائتلاف.

  • الاستمرار في متابعة مسار مداميك بناء الائتلاف الأساسية التي لم تأخذ مكانها بعد: في حال لم تقرّر بعد المجموعة البنية أو الجسم المنسِّق، عليكم التأكّد من ألاّ يُنحّى هذا القرار جانباً، بل أن يبقى في "مطبخ الشغل" أو يُتابع جدّياً. في حال لم يتم البدء بتنفيذ خطّة عمل فعليكم تأمين الدفع اللازم لجعلها تتحرّك.

6.الخطوات القادمة: هنالك عدّة أمور محدّدة، بعضها قد بدأتموه سابقاً في ذلك الاجتماع الأوّل، يجب عليكم القيام بها للتأكّد من أن الائتلاف يتقدّم.

  1. جمع المعلومات: أنتم تحتاجون إلى أكبر قدر من المعلومات عن المشكلة أو المسألة (وعن المجتمع المحلي) من أجل التخطيط للعمل. الأرجح أن يكون عند بعض المنظمات (بشكل خاص تلك الأكثر انخراطاً في المسألة المطروحة) إحصائيات أو معلومات أخرى. بيانات الإحصاء المركزي للبلد يمكن أن تكون مصدراً جيّداً للمعلومات الديموغرافية (عن السكان)، كذلك بعض الكليات أو الجامعات المحلية، والدوائر الحكومية أو المجالس المحلية. كلّما جمعتم معلومات أكثر كلما أصبح من الأسهل تعريف المشكلة، ومعرفة ما إذا كنتم تطرحون أمراً يشكل فعلياً مسألةُ مجتمعيةً مهمة، وكذلك التخطيط لاستراتيجية تطرح المسألة بفعاليّة.

  2. الانتهاء من بناء نص الرؤية والرسالة: يمكن أن يتم صقل هذين النصين في مجموعة صغيرة، بعد أن يكون قد أدلى بدلوه كافةُ الأعضاء في الاجتماع الأوسع، أو يمكنكم العمل عليهما في المجموعة الواسعة (ربّما من خلال تقسيم الناس إلى مجموعات صغيرة، ثم العودة لتقريب وجهات النظر). أحد الأمور الأساسية هو الاتفاق على نص هذين البيانين والغرض منهما، لأنهما سيكونان أساس الائتلاف، وستجري العودة إليهما مرّة بعد مرّة لوقت طويل، عندما تحاول المجموعة أن تأخذ قرارات حول التعاطي مع مسائل معيّنة. يجب أن يشعر كل عضو بملكية البيانين إذا كان الائتلاف يريد أن يُكَوّن هوية.

  3. تكملة خطة التحرك: خطة تحرك الائتلاف هي دون أدنى شك متداخلة مع بنيته والرؤية والرسالة. في الممارسة، غالباً ما تبدأ الائتلافات بحدسٍ ما عمّا عليها أن تفعل، وتنشأ البنية والرؤية والرسالة من هذا الحدس.


للمزيد عن بناء بيان الرؤية والرسالة وتطوير خطة التحرّك، الرجاء مراجعة الفصل 8: بناء خطّة استراتيجية.

 
  • إنهاء العمل على تصميم بنية للائتلاف: مرّة أخرى، هذه المهمة يجب أن تكون تشاركية، حيث يكون لكل عضو الفرصة في المساهمة في الأفكار. هنالك مروحة واسعة من الاحتمالات هنا (مِن انعدام البنية الحاكمة تقريباً إلى الهرمية الرسمية الواضحة)، ما يجعل من الأساسي أن تأتي المجموعة بشكلٍ يستطيع الجميع التكيّف معه. وما إن يتم الاتفاق على البنية فقد تبقى هنالك الحاجة إلى كتابة النظام الداخلي وجعلها رسمية. (انظروا الفصل 9: تطوير بنية تنظيمية للمبادرة وبشكل خاص الفصل 9، القسم 7: كتابة النظام الداخلي.)


كان كاتب هذا القسم عضواً في ائتلافات عديدة (في الولايات المتحدة). أحدها كان يحكمه مجلس إدارة رسميٌّ، مع مسؤولين رسميين، وهيئة تنفيذية كانت تشمل مسؤولين ورؤساء لجان. وهناك ائتلاف آخر، كان يديره مبدئياً مديرٌ مدفوع الأجر، مزوَّداً بالكثير من الإسهامات من أعضاء الائتلاف، ولكن بإشراف اسمي من قِبلهم. الثالث كانت تنسّقه هيئة إدارية كانت عضويتها مفتوحة لأي عضو من الائتلاف. عملت كافة هذه الائتلافات بشكل معقول، وحققت غاياتها بشكل واسع من خلال هيئات أو مجموعات عمل. الأول والثالث بدآ دون موظفين مهنيين، ونجحا لدرجة أنهما تمكّنا من الحصول على تمويل لمدراء بدوام كامل.

المشترك بين كافّة هذه الائتلافات هي أنّها كانت تتمتّع بقيادة قوية وبحس قوي لما كانت تقوم به في أي وقت مضى. (غايات وأهداف هذه الائتلافات تغيّرت من وقت إلى آخر، تجاوباً مع الظروف الخارجية وحاجات الأعضاء والمجتمعات المحلية.) لا يمكن التشديد كفايةً على أهمية القيادة القوية (أكانت فردية أم جماعية). من زوايا عديدة، يكون الوضع المثالي هو التمتّع بقيادة موزّعة على الائتلاف بأسره، حتى لا يخلقُ غيابُ فرد فراغاً. ولكن، كيفما توزّعت القيادة فهي أمرٌ لا يستطيع الائتلاف الاستغناء عنه. (للمزيد عن هذا الموضوع، الرجاء مراجعة الفصل 13: أفكار توجيهية في القيادة، وبشكل خاص الفصل 13، القسم 1: تطوير خطّة لبناء القيادة، و الفصل 13، القسم 2: القيادة الخادمة: قبول نداء الخدمة والمحافظة عليه، و الفصل 13، القسم 3: أنواع القيادة، و الفصل 13، القسم 11: القيادة التعاونية.)

 
  • انتخاب مسؤولين، أو هيئة تنسيقية أو إدارية: عندما يتم الاتفاق على بنية الائتلاف، يكون قد حان الوقت ليقرّر الأعضاء ما إذا كانوا يريدون نوعاً ما من "الجسم الحاكم"، ولاختياره حتى يتمكّن الائتلاف من المضي قدماً.

  • البحث في الحاجة إلى أجراء مهنيّين: هذا يتوقف على مدى اتساع خطة العمل. فقد يشعر الائتلاف بالحاجة للموظفين المحترفين (أو إلى منسّق على الأقل) لكي يكون فعّالاً. في حال كان الائتلاف يتمتّع بالموارد الكافية فقد يتمكن من أن يوظفّ منسقاً بدوام كامل أو جزئي. من جهة أخرى، قد يرى الائتلاف ضرورة وجود منسّق، ويصمّم على إيجاد الموارد. بالإضافة إلى المنح المباشرة التي يتلقاها الائتلاف، قد يتمكّن أحد الأعضاء أو أكثر من تأمين التمويل، أو يمكن لأرباب عمل أو عناصر أخرى من المجتمع المحلي أن يكونوا مستعدين لتمويل جزء من معاش المنسق أو المعاش بأكمله، في حال كان عمل الائتلاف ذا صلة باهتماماتهم.


تجدون في الفصل 9: تطوير بنية تنظيمية للمبادرة المزيد عن تصميم البنية التي تتماشى مع خاصيّة ائتلافكم. كما سيساعدكم الفصل 10: توظيف الموظفين الأساسيين في المنظمات المجتمعية وتدريبهم على إيجاد موظفين أجراء وتوظيفهم وتدريبهم.

  • تحديد الموارد الأخرى اللازمة (المالية أو المادية أو المعلوماتية، الخ)، وتطوير خطة للحصول عليها، واتخاذ قرار حول مَن سيتحمّل مسؤولية تنفيذها: في حال كان لديكم أصلاً تمويل لموظف مدفوع، فقد تكون إحدى مسؤولياته/ها الأولية إيجاد الموارد...أو قد لا تكون. قد تكون هذه مسؤولية هيئة الائتلاف، أو يمكن أن يتحملها شخصٌ ما، ببساطة. ويتمثّل جزءٌ من بناء خطة استراتيحية (تشمل الرؤية والرسالة وخطة التحرّك) في البحث عن الموارد اللازمة للوصول إلى أهدافكم والتخطيط من أجل الحصول على هذه الموارد. صحيح أن المرء لا يحيا بالخبز وحده، لكن الخبز، من دون أي شك، مفيد في حال أراد أن يأكل "شطيرة"! (للمزيد عن الموارد، راجعوا الفصل 42، القسم 1: بناء خطة للاستدامة المالية والفصل 42، القسم 4: التقدم بطلب للحصول على منحة: النهج العام، والفصل 42، القسم 5: كتابة منحة، والفصل 43، القسم 1: التخطيط لموازنة سنوية وكتابتها بالإضافة إلى الفصل 46: التخطيط للمأسسة طويلة الأمد، وتحديداً الفصل 46، القسم 4: اجتذاب الدعم لبرامج محددة، والفصل 46، القسم 6: تشارك المواقع والموارد الأخرى، والفصل 46، القسم 15: اكتساب تمويل من القطاع العام.)

  • البدء بالعمل الصعب على صيانة الائتلاف مع مرور الوقت: ما إن يصبح ائتلافكم همّاً سائراً ومستمراً فسيبقى بحاجة إلى رعاية وغذاء. بعد أن يكون قد مضى بعض الوقت على وجوده وقد حظي ببعض النجاحات، قد يبدأ الناس باعتباره مفروغاً منه أو مضموناً، أو قد يبدأ الأعضاء الأصليون بالشعور بالإنهاك أو المراوحة، أي تغيبُ الحماسة. لذا، فالصيانة الدقيقة، على المدى البعيد، هي مهمّة في غاية الأهمية. نناقَش هذه المسألة بالتفصيل في الفصل 5، القسم 6: إنشاء ائتلاف (2): صيانة الائتلاف.

7.خطوط توجيهية عريضة لإطلاق الائتلاف: فضلاص عما تم تحديده آنفاً، هنالك بعض العناصر العامّة للبدء بائتلاف:

  1. التواصل ثم التواصل ثم التواصل: عليكم التأكّد من أنّ خطوط الاتّصال مفتوحةٌ على وسعها داخل الائتلاف من جهة، وبين الائتلاف والإعلام والمجتمع المحلي، من جهة أخرى. التواصل المفتوح يضمن لكم عدم شعور أي شخص أنّه خارج الدائرة، وأن لدى الجميع المعلومات اللازمة لإنجاح جهود الائتلاف. التواصل الجيّد مع الإعلام ومع المجتمع المحلي سيزيد من فرصكم للدعاية والدعم عندما تحتاجون إليهما. (الرجاء مراجعة الفصل 6، القسم 1: تطوير خطّة اتّصال، والفصل 15، القسم 4: تعزيز الاتّصال الداخلي.

  2. كونوا تشاركيين وجامعين قدر الإمكان: عليكم العمل على جعل الائتلاف مجموعة يشعر فيها أيّ شخص في المجتمع المحلي أنّه مرحّبٌ به، والاستمرار في دعوة الناس بعد الاجتماع الأول. حاولوا إشراك كافّة أعضاء الائتلاف في خلق نصوص بيانات الرؤية والرسالة وفي التخطيط وسائر القرارات الهامّة. كلّما زاد شعور الناس بملكية الائتلاف بذاته، تراهم يعملون بجهد أكبر لتحقيق غاياته، وسيخف الاحتمال بأن يسمحوا للأمور التنافسية العالقة أو النزاعات السخيفة بأن تقف في درب تقدّم الائتلاف.

  3. التشبيك قدر الإمكان: حاولوا إشراك أكبر عدد ممكن من المجموعات الأخرى من المجتمع المحلي، أو على الأقل أبقوها في أجواء ما يجري. أعلموها بما تفعلون، وادعوها لاجتماعات الائتلاف (لتقديم عروض إذا كان ذلك مناسباً، أو لمجرّد التعرّف على ما يجري)، وادعوها للانضمام إذا كانت مهتمّة، وقدموا المعرفة الشاملة عن المسألة. إذا توفّرت للمجموعات المجتمعية معلومات عنعملكم، فسيكبر احتمال دعمها لكم، وستُخبر هذه المجموعات الآخرين عن عملكم أيضاً. وربما كانت هذه المجموعات تتمتع بعلاقات أفضل منكم مع صانعي السياسات، وقد تساعدكم على مقاربتهم.

  4. حاولوا، على الأقل في البداية، أن تضعوا غايات ملموسة وقابلة للتحقيق: النجاح يشبه المادّة اللاصقة، إذ يمكن في البداية لإنجاز أهداف قابلة للتحقيق أن يساعد الائتلاف على بناء قوّة تمكّنكم من قضاء سنوات لاحقة في ملاحقة الغايات طويلة الأمد وتحقيقها.

  5. كونوا مُبدعين في الاجتماعات: غالباً ما يشعر الناشطون المجتمعيون وعاملو الخدمة الإنسانية أنّهم يقضون حياتهم بأكملها في الاجتماعات. إذا كان كل اجتماع للائتلاف مختلفا عما سبقهً، ويتخلّله بعض عناصر المرح، فسيكبر احتمال المحافظة على العضوية والاهتمام في الائتلاف. بعض الاقتراحات يشمل تداول المسؤولية عن الاجتماعات بين المجموعات التي تشكّل الائتلاف، أو الاكتفاء بعدد قليل من الاجتماعات في السنة يدور كلٌّ منها حول موضوع معيّن، والقيام بمعظم العمل في فرق العمل أو مجموعات العمل، أو إدخال عروض مثيرة ومنتظمة عن المسألة أو عن جوانب ذات صلة بها.

  6. كونوا واقعيين، وحافظوا على وعودكم: إذا لم تكونوا أكيدين أنكم ستقومون بأمر ما، فلا تقولوا أنّكم ستقومون به، وعندما تقولون أنّكم ستقومون بأمرٍ ما، تأكّدوا من القيام به.

  7. الاعتراف بالتنوع بين الأعضاء وبين أفكارهم ومعتقداتهم: سيعكس الائتلاف على الأرجح التنوع الثقافي والعرقي والإثني والديني لمجتمعكم المحلي، كما سيمثّل، دون شك، تنوعاً في الآراء. لن يوافق الجميع مع كل ما يقوم به الائتلاف أو يود القيام به، وقد يكون أحياناً رأي الأقليّة هو الصائب. تأكّدوا من أخذ آراء الجميع واعتراضاتهم في عين الاعتبار، وحاولوا استخدام التنوع لتحفيز النقاش، بدل أن يكون مصدراً للإنقسام.


بشكل موازٍ، من المهم أن يكون لديكم آلية لجعل الأمور تسير عندما ينشأ خلاف، أكان تصويتاً بالأكثرية أو شيئاً آخر. لإن الخلاف الطويل على الاستراتيجية أو التكتيكات قد يعلّق الائتلاف بشكل دائم وقد يجعله غير فاعل بشكل كامل.  

 
  • الإطراء ومكافأة المساهمات البارزة والاحتفال بالنجاحات: بالإضافة إلى النجاح نفسه، يشكّل الاحتفال بالنجاح طريقة عظيمة لتوطيد الروابط بين أعضاء الائتلاف. سواء من خلال جوائز فردية أو جماعية، أو من خلال حفلات أو أحداث أخرى، فالاحتفاء بالإنجازات يساعد الائتلافَ على الازدهار، ويُعطيكم فرصةً أنتم بحاجة إليها لتتذكروا أنّ هنالك سبباً ما يجعلكم تقومون بكل ما تقومون به.

باختصار

في الحالات حيث تكون المسائل أوسع وأكثر تعقيداً من أن تتصدّى لها منظمة واحدة، قد يكون الحل في قيام ائتلافٍ يجمع مجموعات وأفراداً يعملون معاً. يمكن للائتلاف أن يطوّرَ ردّاً منسَّقاً على المسألة، ويزيدَ فعالية تزويد الخدمات، ويجمعَ موارد المجتمع المحلي، ويخلقَ مبادرات مجتمعية ويُطلقها، ويبني نفوذاً سياسياً ويستخدمه للتأثير على السياسات، ويعمل بفعالية باتّجاه التغيير الاجتماعي طويل الأمد.

تتشكّل الائتلافات كرد على ما يلي:

  • أحداث مجتمعية مهمّة أو مزعجة

  • معلومات جديدة

  • تغييرات في الظروف أو في القواعد

  • توفّر التمويل

  • تهديد خارجي للمجتمع المحلي

  • الحاجة إلى خلق تغيير أساسي  في المجتمع المحلي

مهما كان السبب، فالائتلافات لا تستطيع أن تتكوّن إلا عندما توجد الإمكانية (بشكل ثقة متبادلة وحاجة مَرئية). يجب أن تضم الائتلافات كافة أصحاب المصلحة (هؤلاء المتأثرين بعمل الائتلاف وبالمسألة التي يطرحها) بالإضافة إلى قادة الرأي المجتمعيين أو المحليين، وصانعي السياسة، وأعضاء المجتمع المحلي بشكل عام.

للبدء بالائتلاف، من الأفضل المباشرة بمجموعةٍ نواة والعمل منها باتّجاه الخارج "لجذب" الأعضاء اللازمين المذكورين أعلاه إلى الداخل ، بالإضافة إلى العضوية العامة من المجتمع المحلي، ومن منظمات أخرى مَعنيّة بالمسألة بدرجة أقل. إن عقدُ أوّل اجتماعٍ مثيرٍ نقدم فيه إنجازات حقيقية و/أو نحرك فيه عمل الائتلاف، يساعد على إطلاق المشروع بشكل ناجح.

والأهم هو المتابعة قبل الاجتماع الثاني للتأكّد من أنّ المجموعات تقوم بالعمل الذي قالت أنها ستؤدّيه، ومن أنّ الحضور لا ينقص، وأن العضوية تنمو. المجالات التي يجب طرحها هي:

  • تعريف متّفق عليه للمسألة أو المشكلة التي يطرحها الائتلاف

  • بناء نص بيان الرؤية وبيان الرسالة

  • بناء أو تطوير خطّة تحرّك

  • تصميم بنية للائتلاف

  • الحاجة إلى موظفين مهنيين

  • الموارد

في النهاية، عليكم الانتباه لبعض القواعد العامة في بناء ائتلاف وإدارته:

  • التواصل بانفتاح وبحرّية مع الجميع

  • الشمولية والتشارك

  • التشبيك في كل فرصة

  • وضع غايات قابلة للتحقيق لإحداث النجاح

  • عقد اجتماعات خلاّقة

  • الواقعية في كل ما يمكنكم القيام به: لا تَعِدوا بأكثر ممّا تستطيعون تحقيقه، وحافظوا دائماً على وعودكم

  • الاعتراف بتنوع المجموعة واستخدامه

يستطيع الائتلاف أن يكون قوّةً للتغيير الإيجابي في المجتمع المحلي. إذا استطعتم تشكيل ائتلاف يستمر ويطرح المسائل التي أراد التصدّي لها، فقد قمتم بجزء أساسي من عمل بِناء المجتمع المحلي.

نشجّعكم على إعادة إنتاج هذه المادة، لكن نرجو أن تذكروا مرجعها على الموقع: "عدة العمل المجتمعي"

Http://ctb.ku.edu

Contributor 
فِيلْ رابيْنوفِيتْز

موارد على شبكة الإنترنت

http://www.compartners.org/

"الشركاء المجتمعيون"، منظّمة بناء ائتلافات، مركزها ولاية ماساتشوسيتس الأميركية. صلات ومطبوعات.

http://www.cypresscon.com/coalition.html

"دليل لبناء الائتلافات" من إعداد جانيس فورْسايْت. وثيقة عن إنشاء ائتلافات من أجل المناداة.

http://www.gsanetwork.org/resources/coalition.html

خطوط عريضة مختصرة لكن مفيدة لبناء الائتلافات.

http://www.ncbi.org

صفحة موقع المعهد الوطني لبناء الائتلافات (في الولايات المتحدة).

http://www.nhtsa.dot.gov/people/outreach/safesobr/12qp/coalition.html

النسخ مختصرة وطويلة عن "كيفية بناء الائتلافات المجتمعية"، من الإدارة الوطنية للأمان على الطرقات السريعة. الدليل يوصي بالإنتناع عن القيادة في حالات السكر، كما يتضمّن معلومات عامّة عن بناء الائتلافات.

http://ohioline.osu.edu /lines/comun.html#comorg

سلسلة من أوراق وقائع عن الائتلافات وبناء الائتلافات من جامعة ولاية أوهايو.

http://www.protest.net/activists_handbook/coalition.html

"بناء الائتلافات"، خطوط عريضة مختصرة.

http://www.tomwolff.com

توم وولْف وشركاؤه يقدّمون موارد عديدة مفيدة.

http://way.net/sawa/desiaspora /02coal.html

وثيقة مهمّة تشير إلى الصعوبات غير المحلولة لمحاولة معيّنة في ائتلاف.

موارد مطبوعة

Kaye, Gillian and Tom Wolff, eds. From The Ground Up: A Workbook on Coalition Building and Community Development.

Wolff, Tom and David Foster. Building Coalitions That Work: Lessons From the Field.

Wolff, Tom. Coalition Tip Sheets. 28 two-to-four-page tip sheets on coalitions.

Coalition Building: One path to Empowered Communities.

Coalition Building: Is This Really Empowerment?

All of the above are available from the AHEC/Community Partners website,
http://www.compartners.org.

Wolff, Tom and Bill Berkowitz. The Spirit of the Coalition. American Public Health Association, 2000.