القسم 1. تطوير خطّة لبناء القيادة

• لماذا تحتاجون إلى خطّة لبناء القيادة؟
• متى تطوّرون خطّة لبناء القيادة؟
• كيف تطوّرون خطّة لبناء القيادة؟

عندما نعمل على تحسين مجتمعاتنا المحلّية، تشكّل القيادة أهمّ مورد لدينا، فهي المحرّك الذي يدفع بالقطار.

إذا كنتم مشتركين في أيّ مجموعة أو منظّمة، فستحتاجون إلى بناء وتطوير القيادة من أجل إنجاز أيّ أمر هام.

لماذا؟ لأنّ القادة هم مَن يجعل الأمور تتحقق. فهم الذين يمتلكون رؤية، ويأخذون المبادرة، ويؤثّرون في الناس، ويقدّمون المُقترحات، وينظّمون الأمور اللوجستية، ويحلّون المشكلات، ويتولّون المتابعة، والأهمّ من ذلك كلّه – هم الذين يتحمّلون المسؤولية.

إنّ المشكلات المعقّدة التي نواجهها في مجتمعاتنا المحلّية ستتطلّب الكثير من الأشخاص المستعدّين والقادرين على مدّ يدٍ ناشطة للمساعدة، والعمل معاً لحلّ هذه المشكلات. فإذا كنتم تريدون خلق المزيد من فرص العمل في مجتمعكم المحلّي، أو وقف الإساءة إلى الأطفال، أو تحسين حقوق المستأجرين، أو إنجاز أيّ غاية مجتمعية أخرى، فستحتاجون إلى قادة كثيرين يعملون معاً. إن النموذج القديم القاضي بوجود قائد أعلى واحد مع الكثير من التابعين في مراتب دنيا، لم يعد قابلاً للتطبيق بعد الآن.

لذلك، يجب أن يكون بناء وتطوير القيادة نشاطاً أساسياً لأيّ قائد.

والواقع أنّه يمكنكم تشكيل فريق من القادة حولكم. فليس بالضرورة أن تكون القيادة عملاً فردياً، بل إنّكم تستطيعون تدريب بعض الأشخاص ليتشاركوا معكم بكفاءة مسؤولياتكم، ورؤيتكم، والتزامكم.

في هذا الفصل بعنوان "بناء القدرة على القيادة"، سنركّز على أوجه متعدّدة من بناء وتطوير القيادة. في القسم الأوّل، سنتكلّم عن كيفية تطوير خطّة قيادة عامة لمجموعتكم أو منظّمتكم. وسنعطيكم أيضاً بعض الأفكار العملية حول كيفية قيامكم، كقادة لمنظّماتكم، بتدريب الآخرين حتى يصبحوا قادة.

في الفصل 14، القسم 1: أن نتعلّم كيف نكون قادة مجتمعيّين، نعطيكم دليلاً أساسياً للقيادة. أمّا الأقسام الأخرى في هذا الفصل فتركّز على مهارات القيادة المحدّدة، مثل كيفية قيادة الاجتماعات، واتّخاذ القرارات، وبناء العلاقات، وتحديد الاحتياجات، ومواضيع أخرى.

لماذا تحتاجون إلى خطّة لبناء القيادة؟

إذاً، لماذا الحاجة إلى خطّة من أجل تشكيل فريق من القادة؟

في الواقع، كما هي الحال بالنسبة إلى أيّ مسعى، فإنّ الخطّة هي التي توصلكم حيثما تريدون. ولا يحتاج الأمر إلى خطة معقّدة أو تقنية بالضرورة. في ما يلي مثال على جزء من خطّة قيادة لمنظّمة معيّنة:

 

مثال: مجلس بلدة الغربية الفني: خطّة قيادة للمتطوّعين

الغاية

نشاطاتبناء و تطوير القيادة

المخطّط الزمني

يجب أن يتعلّم بعض المتطوّعين مهارات إلقاء كلمات عن المواقع الأثرية في "الغربية"

تدريب تعطيه المدرّبة الخارجية سلوى النمر

هذا الشهر

سيتعلّم جميع المتطوّعين كيفية تجنيد متطوّعين آخرين

تدريب يعطيه منسّق المتطوّعين جمال سالم

الشهر المقبل

زيادة القدرة على العمل كفريق قيادة

تعيين مواعيد اجتماعات من أجل التخطيط الجماعي للمتطوّعين

هذا العام بكامله

كما ترون، فإنّ خطّة القيادة البسيطة هي مجرّد قائمة تحتوي غايات بناء وتطوير القيادة، مع مخطّط زمني وبعض الأعمال لإنجاز الغايات. إذاً، يمكنكم كتابة خطّة بدوركم!

متى تضعون خطّة لبناء القيادة؟

تقومون بذلك منذ البداية. ولكن إذا لم تفعلوا بعد فإنّ التوقيت الأفضل للقيام به هو الآن. فكلّما أسرعتم في التفكير في عدد القادة الذي تريدون وفي المهارات التي يجب أن يتمتّعوا بها، تكونون قد بدأتم بالتحرّك نحو غاياتكم. في الواقع، يمكنكم تخصيص ساعة تقريباً كلّ أسبوع للتفكير في بناء القيادة في منظّمتكم.

قد تشعرون أنّه ليس لديكم الوقت الكافي للتفكير في تطوير القادة. فقد يبدو من المستحيل الابتعاد عن الأزمات التي تواجهكم كلّ دقيقة من أجل التفكير في أمر يبدو غير ضروري. غير أنّ تخصيص الوقت الكافي للتفكير في القيادة قد يكون المفتاح لمساعدتكم على تفادي الكثير من هذه الأزمات نفسها. فليس هذا بالوقت الضائع.

وتطوير القيادة هو مشروع مستمرّ. فبغضّ النظر عمّا يعرفه مسبقاً وعن مدى النجاح الذي سبق أن حقّقه كقائد، فإن كلّ شخص يحتاج إلى أن يستمرّ في التعلّم والتطور بغية مواجهة التحدّيات دائمة التطور من حوله.

كيف تطوّرون خطّة لبناء القيادة؟

تصوّروا فريق القيادة الخاص بكم

سواء كنتم جزءاً من مجموعة أو منظّمة صغيرة أو كبيرة، من المفيد أن تتصوّروا فريق القيادة المثالي الخاص بكم.

تجدون هنا تمريناً لمساعدتكم على القيام بذلك: تصوّروا منظّمتكم مع فريق القيادة الذي تريدونه، من خلال تخصيص خمس أو عشر دقائق للإجابة عن الأسئلة أدناه:

• ما هو عدد القادة الذين تريدونهم في فريقكم؟
• ما هي أنواع المهارات التي سيتمتّعون بها؟
• هل سيعكس فريق القيادة الخاص بكم المجتمع المحلّي الذي تخدمه منظّمتكم أو تعمل فيه؟
• كيف سيدعم أعضاء فريق القيادة الخاص بكم بعضهم بعضاً وكيف سيدعمونكم؟
• كيف سيلتزم قادتكم بغايات منظّمتكم؟

يُرجى مراجعة قسم الأمثلة للاطّلاع على إجابات عن هذه الأسئلة أعطتها إحدى المنظّمات.

الآن وقد كوّنتم فكرة عامة عمّا تريدون القيام به، فلنبدأ ببناء خطّتنا.

وضع غايات لتطوير القيادة لمجموعتكم أو منظّمتكم

أوّلاً، فكّروا في المجموعة التي لديكم الآن، وقارنوها بفريق القيادة المثالي الخاص بكم الذي تتصوّرونه. ما هي نقاط قوّة مجموعتكم، وكيف تناسب رؤيتكم؟ وما هي صعوباتها؟ من خلال مقارنة رؤيتكم مع واقع مجموعتكم يمكنكم تحديد المجالات التي تستطيع مجموعتكم ككلّ أن تستفيد فيها من تطوير القيادة. فهل يحتاج الأشخاص في القيادة إلى زيادة وعيهم في مسائل التنوّع؟ وهل يحتاجون إلى المساعدة للعمل معاً كفريق؟

بعد أن تحدّدوا مجالات الحاجة هذه، يمكنكم اختيار أهداف محدّدة لتحقيقها. على سبيل المثال، إذا كان الجميع بحاجة إلى تحسين مهارات التيسير يمكنكم تحضير قائمة بالأولويات لتحديد مَن يحتاج إلى أن يتعلّم أيّ نوع من مهارات التيسير. بعد ذلك، نظّموا تدريباً ليساعدكم على بلوغ غاياتكم.

في ما يلي مثال على جزء من خطّة قيادة في منظّمة معيّنة لموظّفيها ومتطوّعيها. ويعمل في هذه المنظّمة التي تُدعى "التضامن والعمل" خمسة موظّفين وثمانية متطوّعين.

 

خطّة قيادة لجميع الموظّفين والمتطوّعين في سانيسايد ميترو فود بانتري

الغاية

نشاطات تطوير القيادة

المخطّط الزمني

سيتعلّم موظّفو الدعم المهاراتِ الأساسيةَ لاستخدام البريد الالكتروني والانترنت

تدريب يعطيه مدير العمليات ماجد

هذا الشهر

سيتعلّم المروّجون كيفية قيادة اجتماعات فعّالة

تدريب تعطيه مديرة البرنامج ياسمين

الشهر المقبل

زيادة قدرة جميع الموظّفين على العمل كفريق

إجراء تناوب في قيادة مشاريع التنمية المجتمعية؛ المديرة التنفيذية جميلة ستعلّم الأشخاص كيف يدعمون قيادة بعضهم البعض

هذا العام بكامله

زيادة الوعي حول التنوّع لدى جميع قادة البرنامج وموظّفيه

برنامج مستمرّ للتوعية حول التنوّع؛ الاسعانة بميسّر من خارج المنظمة

الاجتماع شهرياً في خلال هذا العام

يمكن أن تعتمد منظّمتكم خطّة مختلفة جداً عن الخطّة أعلاه. ولا يهمّ شكل الخطّة الخارجي-- إذ يمكنكن أن تكتبوها حتى على منديل، مثلاً. فالفكرة الأساسية هي أنّكم إذا فكّرتم مسبقاً وخطّطتم لغاياتكم، وأعمالكم، ومخطّطاتكم الزمنية، لأن ذلك سيزيد احتمال حصولكم على الأشخاص من النوع الذي تريدونه لفريق القيادة.

اختيار طريقة التطوير

ثمّة طرق مختلفة لتطوير القادة. في ما يلي بعض منها:

• التعلم أثناء القيادة

يمكنكم تعليم الناس عن كلّ شيء تفعلونه تقريباً – وذلك في أثناء القيام به. إذا كنتم تتولّون مفاوضات حسّاسة فاغتنموا هذه الفرصة لتعليم أحد الأشخاص عن فنّ التفاوض. أحضروا معكم مساعدكم أو أيّ شخص آخر مستعدّ للتعلّم. وعندما تكونان بمفردكما، أخبروا مساعدكم عن رأيكم في المفاوضات. ما هي استراتيجيتكم؟ وهل من أمر آخر تفكّرون فيه؟ وما هو إحساسكم الداخلي؟

في الواقع، إنّ تشارُك أفكاركم حول ما تقومون به، والأسباب التي تدعوكم إلى القيام به، قد يشكّل خبرة تعلّم قيّمة للشخص الذي تدرّبونه.

• الإرشاد

الإرشاد هو أن ترعوا شخصاً وتعلّموه فردياً لفترة من الزمن. ويتضمّن الإرشاد تعليم الأشخاص في أثناء القيادة، كما وصفنا أعلاه، غير أنّه يشكّل عملية أكثر أهميةً وأكبر شأناً. في الواقع، عندما ترشدون أحد الأشخاص فإنّكم تلتزمون به، فتساعدونه على أ يصبح قائداً عبر تعليمه ما قد تعلّمتموه، وتشجيعه عندما يتصدى لتحدّيات جديدة.

على سبيل المثال، قد تجلسون وتستمعون إلى شخص ترشدونه بعد أن يحاول قيادة مجموعة مركّزة للمرّة الأولى. فالاستماع قد يساعد الشخص فعلاً على التفكير في تجاربه لكي يكون مستعدّاً للتحدّي التالي.

تُعتبر ثقتكم في شخص آخر، والتزامكم به كقائد ناشئ، من أكثر الطرق فعالية لمساعدته على أن يصبح قائداً. إنّها أيضاً مساهمة مهمّة، لأنّكم تساعدون على تطوير شخص لديه الطاقة الكامنة حتى يكون في القيادة لسنواتٍ كثيرة في المستقبل.

• برامج التبادل

من المفيد، أحياناً، تبادل القيادة مع مجموعة أو منظّمة أخرى: يمكنكم تبادل الموظّفين أو المتطوّعين لفترة من الزمن حتّى تتعلّم كلّ مجموعة كيف تعمل المجموعات الأخرى. هكذا، يتعلّم الأشخاص مهارات ليست متوافرة في منظّماتهم. وحتّى زيارة منظّمة أخرى يمكن أن تعطي الأشخاص فكرةً عن احتمالات جديدة.

• التوجيه

من المهمّ توجيه كل شخص جديد ينضم إلى المنظّمة -- سواء أكان موظّفاً، أم متطوّعاً، أم عضواً -- ومساعدته على الانخراط بسرعة. فالناس يريدون أن يشعروا أنّهم يحْسِنون أداء عملهم. وهم يحتاجون إلى المعلومات والتدريب لكي يؤدوا وظائفهم أداءً جيدا. لذلك، فإنّ توفير المساعدة التي يحتاجون إليها في وقت مبكر يشكّل استثماراً مجدياً لوقت مجموعتكم أو منظّمتكم. أمّا إذا تُركوا وشأنهم في البداية، فكثيراً ما قد يشعرون بالإهمال أو الاستياء.

تأكّدوا من حصول الشخص الجديد على ما يلي:

• التدريب الذي يحتاج إليه للقيام بالعمل
• سيرة المنظّمة
• فرصة للتعلّم عن رسالة المنظّمة، وسياساتها، وإجراءاتها
• فهم نوع المساعدة المتوافرة في المنظمة وكيفية الحصول عليها
• فرصة للتعرّف إلى أشخاص في المنظّمة
• ترحيب حار

 

• ورش عمل وحلقات تدريب

قد تساعد ورش العمل مجموعتَكم ككلّ على التقدّم في المسائل الأساسية. ربّما تحتاج مجموعتكم إلى ورشة عمل عن اتّخاذ القرارات، أو جمع الأموال، أو وضع خطّة عمل. فتنظيم ورشة عمل تعالج المسائل الأساسية يمكن أن يضع المنظّمة على المسار الصحيح. وإذا حلّت ورشة العمل مشكلةً طويلة الأمد فمن المحتمل  أيضاً أن ترفع المعنويات وتجدّد الالتزام.

• الخلوات

تكون الخلوات ممتازة لتنشيط المجموعات أو المنظّمات أو إعادة تركيزها. فالخلوة يمكن أن تساعد المجموعة على تحديد أهداف جديدة أو التخطيط لاستراتيجيات جديدة. وقد تُستخدم الخلوة أيضاً عندما تستعدّ المنظّمة لاتخاذ توجّه جديد، وعندما يكون على الجميع فهم التغييرات المقبلة من أجل إنجاح التغيير.

وتساعد الخلوات أيضاً على إعادة التزام الأشخاص برسالة المنظّمة، كما أنّها يمكن أن تساعدهم على تذكّر أهمية علاقاتهم مع بعضهم البعض فيما هم يعملون معاً.

ومن أجل ضمان نجاح الخلوة، ينبغي:

• أن تراجعوا أفراد المجموعة لتتأكّدوا من أنّهم يريدون القيام بذلك
• أن تحصلوا على التزام من الأعضاء بالحضور
• أن تحدّدوا التاريخ مسبقاً لكي يتمكّن الأشخاص من الحضور
• أن تجدوا مكاناً مريحاً للخلوة، يسهل الوصول إليه. يُفضَّل أن يكون بعيداً عن مكان عملكم المعتاد
• أن يكون لديكم غايات أوأهداف واضحة
• أن تكونوا واقعيين بشأن ما يمكن إنجازه في الفترة المخصّصة من الوقت
• أن تحصلوا قدر الإمكان على مساهمات من المشاركين في التخطيط للخلوة
• أن تحرصوا على حصول مشاركة فاعلة
• أن تحرصوا على توافر الوقت الكافي ليتواصل الأشخاص
• أن تحرصوا على كفاءة الميسّرين

 

• مجموعات القيادة

يحتاج القادة أيضاً إلى تطوير مستمرّ، فهم بحاجة إلى بناء علاقات مع قادة آخرين لمساعدتهم على النمو باستمرار وتخطّي الصعوبات التي يواجهونها. فقد نشعر أحياناً كقادة أنّنا منعزلون في عملنا. فنحن نحتاج إلى أن يستمع الآخرون إلى تفكيرنا، كما أنّنا نحتاج إلى الاستماع إلى أفكار الآخرين.

من أجل القيام بذلك، يمكنكم تشكيل مجموعة أقران من القادة. تستطيعون أن تدعوا قادة من منظّمات أخرى للاجتماع أسبوعياً أو شهرياً. وفي هذه الاجتماعات، يمكنكم التكلّم عن تجاربكم كقادة، لناحية الإيجابيات والصعوبات. للاطّلاع على إطار مفصّل لبنية مقترحة لمجموعة قيادة، انظروا الفصل 14، القسم 1: أن نتعلّم كيف نكون قادة مجتمعيّين، تحت عنوان "الحصول على الدعم كقائد وإعطاؤه ".

إلى ذلك، قد تكون مجموعات القيادة قيّمة أيضاً لمجموعة من القادة ضمن منظّمتكم. فإذا كنتم تشكّلون بانتظام مجموعة يمكن لأعضائها تبادل الدعم القيادي الفردي فمن شأن ذلك أن يساعد الأشخاص على التركيز على عملهم ومواصلة النمو.

والآن، بعد أن درسنا بعض النشاطات المختلفة في بناء وتطوير القيادة ، فلننظر كيف يجري تطوير خطّة قيادة للأفراد في مجموعتكم أو منظّمتكم.

وضع غايات لتطوير القيادة على مستوى الأفراد

فضلاً عن بناء خطّة قيادية لمنظّمتكم ككلّ، من المفيد أن تطوّروا خطّة قيادة لكلّ شخص في المنظّمة. ولكن دعونا أوّلاً نرى كيف تؤثّر رؤيتكم للقيادة على كيفية نمو الأشخاص كقادة.

• توقّع تصرّف الأشخاص كقادة

إذا توقّعتم من الناس أن يتصرّفوا كقادة، يزداد الاحتمال في أن يفعلوا ذلك.

فالقيادة هي نشاط يمكن للجميع المشاركة فيه على مستوى معيّن. فالجميع يمتلك وجهات نظر قيّمة ومواهب يتشاركونها مع الآخرين. ولكن عندما نفكّر في الشخص المناسب لتدريبه حتّى يصبح قائداً من السهل أن يفوتنا أشخاص لا ينطبق عليهم تصورنا النمطي للـقائد.

على سبيل المثال، كثيراً ما نعتبر أنّ الأشخاص الهادئين أو الخجولين لا يصلحون كقادة. وكثر منّا يفترضون أيضاً افتراضات خاطئة حول قدرة الفرد على أن يكون قائداً استناداً إلى انتمائه الثقافي، أو العرقي، أو جنسه، أو مدخوله.

طبعاً، ، يأتي القادة المحتملون في الواقع بكلّ الأحجام، والأشكال، والخلفيات التي قد نتصوّرها. فصفات القيادة منتشرة في كلّ مكان حولنا. ويمكن لتوقّعاتنا أن تساعد الأشخاص إلى حدّ بعيد على تحسين صورتهم عن أنفسهم وعمّا يستطيعون إنجازه.

يقول جون غارْدْنر: "يعيش معظم الرجال والنساء من دون أن يستخدموا أكثر من جزء – وعادةً يكون هذا الجزء صغيراً بالأحرى – من الإمكانات التي يتمتّعون بها. فمخزون المواهب والطاقات البشرية غير المستخدمة شاسع، وتعلُّم استثمار هذا المخزون بفعالية أكبر يشكّل إحدى المهام الممتعة للبشرية."

• ما هي مهارات القيادة الفردية التي تحتاجون إليها في مجموعتكم أو منظّمتكم؟

هل تحتاجون إلى شخص قادر على تولّي مسؤولية جمع الأموال؟ هل تحتاجون إلى شخص يستطيع تجنيد المتطوّعين؟ من أجل تطوير خطّة قيادة للأفراد، ينبغي أن تحضّروا أوّلاً قائمة بمهارات القيادة التي تحتاجون إليها في منظّمتكم. بعد ذلك، فكّروا في أفضل الأشخاص المناسبين لتعلّم هذه المهارات.

ينبغي أن تأخذوا بعين الاعتبار ما يلي عند مطابقة الأشخاص مع المهارات المطلوبة،:

• مَن سيكون قادراً على تولّي مسؤوليات القيادة بنجاح؟
• مَن سيكون مهتمّاً بهذا التحدّي ومتحمّساً له؟
• هل هناك شخص سينمو ويتفتح في هذا المركز؟

 

• الاستثمار في كلّ شخص

يحتاج كلّ شخص إلى الدعم لكي ينمو ويتطور كقائد. فالتشجيع والدعم يساعدان الأشخاص على الشعور بالحماسة والأمل بشأن عملهم وبشأن مجموعتهم أو منظّمتهم.

ومن أجل تهيئة قادة أقوياء وبارعين، سيكون عليكم أن تمنحوهم بعض الاهتمام، والتفكير، والرعاية. وليس بالضرورة أن يستغرق ذلك الكثير من الوقت. فكلّ ما عليكم القيام به هو الاعتياد على التفكير في كلّ شخص.

يمكنكم مقابلة كلّ شخص دورياً للتكلّم عن أهداف تطوير القيادة عنده. اطلبوا منه البحث عن طرق يرغب في المساهمة من خلالها في مكان عمله أو مجتمعه المحلّي. اسألوه عن مهارات القيادة التي يرغب في تعلّمها. في الحقيقة، قد لا تتمكّنون من توفير جميع التدريبات أو الفرص التي يريدها، ولكنّكم قد تحدّدون طرقاً تثير التحدّي لديه حتّى يظلّ ملتزماً بعمله التطوّعي أو وظيفته،  وقد يُثنيه ذلك عن مغادرة منظّمتكم.

يمكنكم أيضاً أن تتحدّوا الناس لكي يجرّبوا أموراً قد لا يتصوّرون أنّهم قادرون عليها. فهم غالباً ما يحتاجون إلى الكثير من التشجيع المستمرّ ليصبحوا قادة. كذلك، فإنّ الكثير الكثير من الناس في مجتمعنا ممن لم يحصلوا على التشجيع ليروا أنفسهم كأصحاب أفكار مهمّة، أو أصحاب مبادرة، أو صانعي مساهمات للآخرين.

• كتابة خطّة القيادة الفردية

حان الوقت الآن لكتابة خطط قيادة فردية لأشخاص في المجموعة أو المنظّمة. في ما يلي تجدون مثالَين:

 

مثالان: خطّتان فرديتان للقيادة

خطّة قيادة لسميرة، الموظّفة في جمعية العمل والتنمية:

الغاية

نشاط تطوير القيادة

المخطّط الزمني

تعلُّم كيفية إدارة حملة تمويل صغيرة

الطلب من ليلى تعليمها فردياً

الشهر المقبل

زيادة ثقتها بنفسها كقائدة

إعطاؤها فرصاً لقيادة اجتماعات الموظّفين

الأشهر الستّة المقبلة

خطّة قيادة لسعيد، المتطوّع في جمعية العمل والتنمية

الغاية

نشاط تطوير القيادة

المخطّط الزمني

تطوير مهارات تحضير قاعدة البيانات على الحاسوب

الطلب من جميل تدريبه

هذا الشهر

تعلُّم كيفية أخذ المزيد من المبادرات في البرمجة

الاجتماع به مرّتين في الشهر للاستماع إلى أفكاره وتشجيعه على تطوير بعضٍ منها

الأشهر الستّة المقبلة

كما ترون، إنّ كتابة خطّة لتطوير القيادة ليست بالأمر المعقّد. ولكنّ الخطّة ستجعل الكلّ يواصلون تحرّكهم نحو غايات الأفراد وغايات منظّمتكم.

توظيف أشخاص جدد ليصبحوا قادة

يشكّل توظيف الأعضاء والمتطوّعين الجدد عنصراً أساسياً من أجل تطوير القيادة. لذلك، يجب أن يكون هذا التوظيف جزءاً من خطّتكم لتطوير القيادة. لماذا؟ في ما يلي بعض الأسباب.

أوّلاً، إنّ الأعضاء الجدد هم الجيل التالي من القادة. فالناس كثيراً ما يغادرون المجموعات أو المنظّمات لأسباب متعدّدة. فقد ينتقلون إلى مدينة أخرى، أو يتولّون وظيفة جديدة صعبة، أو تتبدّل اهتماماتهم - بكلّ بساطة.

من هذا المنطلق، هناك حاجة إلى أشخاص جدد مستعدّين للقيادة وراغبين في ذلك. وإلاّ، فإنّ خسارة قائد أو قائدَين فاعلين قد تسبّب للمجموعة أو المنظّمة ضرراً بالغاً.

ثانياً، إنّ إدخال أشخاص جدد إلى منظّمة ما يكفل استمرار تدفق الأفكار الجديدة ويُبقي مجموعتكم حيوية.