استمارة البحث

القسم 3. الحصول على دعم عام لمواجهة مسائل الصحّة والتنمية المجتمعيتين

  • ماذا نقصد باكتساب دعم المجتمع المحلي للتصدي لمسائل الصحة والتنمية في المجتمع المحلي؟
  • لماذا نحن بحاجة لكسب دعم المجتمع المحلي للتصدي لمسائل الصحة والتنمية في المجتمع المحلي؟
  • دعم مَن نحتاج؟
  • متى علينا محاولة كسب الدعم؟
  • كيف نكسب دعم المجتمع المحلي للتصدي لمسائل الصحة والتنمية في المجتمع المحلي؟

كانت الحديقة العامّة في ما مضى مركزَ حياة أحياء المدينة الكبيرة. كان الأطفال يلعبون بين أشجارها، والكبار يجلسون على المقاعد، بينما يهرول بعض الرياضيين على طرقاتها، والعائلات تتنزه على العشب. في المساء، كان الشباب يتمشّون على طرقاتها المضاءة، أو يختارون شيئاً من العزلة في الظلال. كانت جزيرة خضراء مصانة بعناية، بين بحر من اسمنت وجماد، وكان سكّان الأحياء يتعاطون معها كامتداد لبيوتهم.

أصبحت الحديقة الآن شيئاً قبيحاً. نادراً ما يتم جز العشب، والأغصان الكبيرة والصغيرة المكسرة تغطّي الأرض تحت الأشجار، كما امتلأت بالبقع الفارغة الجرداء فيما كان يكسوها يوماً عشب سميك. توقّف الأطفال عن اللعب هنالك، لأنّها أصبحت مكاناً خطراً، حتّى في النهار. صار يستخدمها أيضاً أشخاص من العصابات ومرّوجي المخدرات، وأصبح دخولها في الليل عمليّة انتحارية!

عددٌ قليل من الناس في الحي يتذكّر كيف كانت تبدو الحديقة، وقد أراد هؤلاء أن تعود مكاناً يتردد عليه من جديد سكان  الأحياء المحيطة. ولتحقيق ذلك، كان المطلوب مالاً لتنظيفها وصيانتها، وشرطة وحراسة من البلدية للحفاظ على الأمن. كثير من العمل المطلوب يمكن أن يقوم به سكّان الأحياء، لكن كان عليهم أن يقدّموا الدعم والالتزام بالفكرة.

ذهب أعضاء المجموعة الأساسية من باب إلى باب، وعلّقوا الملصقات، وقاموا بالاتّصالات الهاتفية، ونظموا اجتماعات. استضافوا الناس وقاموا بزيارات ناقشوا فيها الحديقة ومستقبلها، كاسبين دعم شخص بعد شخص ودعم الناس الذين كانوا يملؤون غرف الجلوس كل مرّة. بعد أشهر عدة، نظّموا اجتماعاً عامّاً حيث دعوا رئيس البلدية وممثل الحكومة والمحافظ والمختار ورئيس الشرطة ورئيس قسم الحدائق في المدن، بالإضافة إلى الجمهور العام.

أتى معظم المسؤولين ووجدوا أنفسهم محاطين بمئات من سكان الحي يسألونهم عما سيفعلون بالحديقة. تبرع عدد من الناس بوقته، إمّا لإصلاح الحديقة وصيانتها أو لحراستها. عندما انتهى الاجتماع، كان رئيس البلدية قد وعد بتأمين الأموال لإصلاح الحديقة، ووعد رئيس الشرطة بمزيد من الحراسة، كما انتُخبت لجنة من السكّان لتعمل معهم وتتأكّد من تحقيق الوعود.

غالباً ما يكون الدعم الشعبي هو العامل الأساسي لإحداث التغيير في الظروف المحلية. سواء كنتم معنيّين باستعادة حديقة عامة، أو بتغيير طريقة إيصال الرعاية الصحية، أو بإقناع الناس بتغيير سلوكٍ ما لمصلحتهم أو لمصلحة المجتمع (مثلاً، التوقف عن التدخين أو اختيار سائق معيّن)، فإن ثقل الموافقة الشعبية يمكن أن يغيّر في الموازين لصالحكم.

في هذا الفصل أقسامٌ أخرى تناقش طرقاً لإعلام الناس عن المسألة التي تهمكم. هذا القسم هو حول كيفية كسب دعم المجتمع المحلي واستخدامه من أجل التأكّد من طرح المسألة. بشكل ما، هذا هو القسم الأساسي في الفصل، إذ إنّه يتناول كيف نُدخل المسألة ليس فقط في الوعي الشعبي فحسب بل كيف نضعها على جدول الأعمال الرسمي العام حيث يحصل تغيير السياسات.

ماذا نقصد باكتساب دعم المجتمع المحلي للتصدي لمسائل الصحة والتنمية في المجتمع المحلي؟

إن دعم المجتمع المحلي الحقيقي يتخطّى فهم الناس للمسألة أو حتى استعداد بعض الناس للظهور وإعلاء الصوت في لقاءٍ ما أو اجتماع عام. نحصل على الدعم الشعبي الحقيقي عندما يصبح رد معظم الناس على المسألة: "طبعاً، علينا القيام بشيء ما تجاه ذلك. ماذا ننتظر؟"

للوصول إلى هذه المرحلة، عليكم البدء بالعمل الأساسي على الأرض، المذكورة خطوطه العريضة في أقسام أخرى من الفصل.

يجب التأكّد من أن المجتمع المحلي يعلم بوجود المسألة. (انظروا الفصل 4، القسم 2: إيصال المعلومات عن مسائل الصحة والتنمية المجتمعيّة)

وعليكم أيضاً تعريف أعضاء المجتمع المحلي عن المسألة ومساعدتهم على فهم أهميتها. (انظروا الفصل 4، القسم 4: التحدّث عن المخاطر وعوامل الحماية المتصلة بالمسائل المجتمعيّة، والفصل 4، القسم 5: إعداد عروض مجتمعية، بالإضافة إلى الفصل 6: تعزيز الاهتمام بالمسائل المجتمعية)

ما إن تتحقق هذه الغايات حتى تصبحوا جاهزين لإقناع الناس بعلاقة المسألة بهم وبمجتمعهم المحلي، لكي يفهموا أنّ طرح المسألة هو مسؤوليتهم ومسؤولية المجتمع المحلي بأسره. عندما يقبل الناس هذه المسؤولية نجدهم يقفون خلف الجهود التي تطرح المسألة. هذا ما نعنيه بدعم المجتمع المحلي أو الدعم العام.

لماذا نحتاج إلى كسب دعم المجتمع المحلي للتصدي لمسائل الصحة والتنمية في مجتمعهم؟

قد يبدو هذا السؤال غبيّاً، لكن اللافت أنّه غالباً ما يتم تجاهل اكتساب دعم الناس سكان المجتمع المحلي. كأنّ عدداً من المبادرات أو المنظمات يشعر أن قضيته عادلة بشكل بديهي ومنطقي إلى درجة أنّ الناس سيدعمونها بشكل آلي. لا ترى هذه المنظّمات أنّ عليها أن تنمّي هذا الدعم، لذلك، فهي غالباً ما لا تحصل عليه. بعد ذلك، عندما تفشل في تحقيق الغايات، تراها لا تفهم لماذا فشلت.

دعم المجتمع المحلي مهم لعدة أسباب:

  • يُعطي الدعم العام المصداقية لحملتكم للتغيير المجتمعي. إذ إن طرح المسألة لا يقتصر على منظمتكم أو على المبادرة وحدها، بل هو ينبع من المجتمع المحلي بأسره.

  • يزداد استمراركم في جمع التأييد أكثر وأكثر كلّما كسبتم دعماً. وعندما يصل تبنّي فكرة جديدة إلى كتلة حرجة من الجمهور، تصبح الفكرة هي المقياس أو العُرف. وعندما يصل الدعم الشعبي إلى هذا الجمهور الواسع، تصبح المسألة المطروحة، كما كان يقول أحد مقدّمي الخدمات الإنسانية الرؤيويين، "مثل كتيبة الإطفاء". فلا يتساءل أحدٌ عن وجوب اعتبارها أولوية في المجتمع المحلي أو وجوب تكريس الموارد المجتمعية لطرحها (كما يشير "إِفِيْريت رُوجِرز" في "نشر الإبداعات" - أنظروا الموارد).

  • يلزمكم الدعم لأي تحرّك تقومون به. وكلّما كسبتم دعماً، يصبح تحرّككم ليس فقط منطقياً بل ملائما.

  • إذا كنتم تسعون وراء غاية سياسية (أي تغييرٍ في قانون أو في سياسة) يلزمكم نفوذ الناجم عن الأعداد: دعم المجتمع المحلي يعني أنكم تستطيعون القيام بضغط أكبر على السياسيين والمسؤولين، وأنه سيُنظر إلى الضغط الذي تمارسونه بوصفه قادماً  من أغلبية وليس من طرف سياسي.

  • الدعم العام يعني أنّ المجتمع المحلي عليه أن يتملّك المسألة، وألاّ يكتفي بطرح المسألة بل أن يواصل طرحها على المدى البعيد، على الأرجح. وما إن تصبح المسألة في وعي المجتمع المحلي فلن تختفي.

دعم مَن نحتاج؟

عندما نقول "الدعم العام" أو "دعم المجتمع المحلي" أو الدعم الشعبي، فما الذي نتكلّم عنه تحديداً؟ في الوضع المثالي طبعاً يكون علينا أن نعمل على كسب دعم كافّة أعضاء المجتمع المحلي، لكن هنالك أفرادأً ومجموعات معيّنة يجب التصويب عليها.

كلمّا عرفنا المجتمع المحلي والمسألة بشكل أفضل، كلّما تمكّنا بفعاليةٍ أكبر استهداف الناس والمنظمات التي يشكل دعمها أهمّية لجهودكم. في كتابه "تحديد جدول الأعمال"، يشير إيفيريت رُوجِرز وجيْمس دِيريْنغ إلى أن كسب الدعم على الصعيد الوطني في الولايات المتّحدة فيه عاملان يضمنان تقريباً، بشكل كامل، وضع مسألةٍ ما على جدول الأعمال: أن يذكرها رئيس الجمهورية (بشكل خاص ربطاً بموضوع متعلق بالسياسات) وأن تغطيها إعلامياً جريدة "نيويورك تايمز". على الصعيد المحلي، يُترجم ذلك بذكرها على لسان رئيس البلدية أو مجلس المدينة، أو في مقال في الجريدة المحلية.

وفي الجهة المعاكسة، فإن غياب الاهتمام من قبل شخص أساسي أو الإعلام يمكن أن يعمل ضد أن يدرك الجمهور أهمية المسألة، وخصوصاً الناس الذين يتأثرون عادةً بما يعتبره الإعلام مهمّاً. على سبيل المثال، "في قضيّة الإيدز في الثمانينات من القرن الماضي، ساعد موقف الرئيس ريغان على تأخير صعود هذا الوباء على جدول أعمال الإعلام، ببساطة، من خلال تجاهله" (كما يقول دِيْريْنغ وَرُوجرز في كتاب "تحديد جدول الأعمال"، ص. 33).

من هنا، وفي غضون عملكم على كسب دعم المجتمع المحلي، عليكم الانتباه إلى التالي:

  • القادة المجتمعيون وأفراد آخرون من الأشخاص المؤثِّرين: رجال الدين، وقادة الأعمال، وأناس معروفون بخدمتهم المجتمع المحلي، وأبطال الرياضة المحليّين أو الإعلاميين، والمواطنون الذين يتمتعون بمستوياتٍ عالية من المصداقيّة المجتمعية. جميع هؤلاء يقعون في هذه الفئة. ما إن يتبنى هؤلاء المسألة حتى ينضم آخرون كثر. (الرجاء الذهاب إلى الفصل 7، القسم 6: إشراك أصحاب النفوذ الأساسيين في المبادرة)

  • ممثلو الإعلام: إنّ قدرة الإعلام على تعزيز قضيتكم أمر بديهي. إذا تمكّنتم من تطويع بعض الصحافيين الأساسين أو الإداريين الإعلاميين، ستكون مهمّتكم أسهل بكثير. (لمزيد من المعلومات عن كيفية القيام بذلك، انظروا الفصل 34، القسم 1: العمل مع وسائل الإعلام)

  • الناس الأكثر تأثّراً بالمسألة: الدعم من جانب هؤلاء يمنح جهودكم مصداقيّة، ويؤمن لكم مخزوناً من الشهادات المباشرة عن آثار المسألة المحتملة والتي يمكن أن تستخدموها في نشر المعرفة عنها. (انظروا الفصل 7، القسم 7: إشراك الأشخاص الأكثر تأثّراً بالمشكلة)

  • صانعو السياسات: سواء كنتم تحاولون التأثير على التشريعات أو القواعد أم لا، من المهم أن يكون مَن  يصنع السياسات إلى جانبكم. يمكن لهم أن يساعدوكم على إبقاء المسألة تحت نظر الناس، ودعمُهم يُكسبكم دعمَ أنصارهم أيضا.

  • النشطاء: هؤلاء المنخرطون في المسائل المجتمعية يتمتعون عادةً مجموعاتٌ مناصرة، ويعرفون كيف يُسمعون صوتهم.

  • قادة الرأي: هم أول من  يجرّب الأمور الجديدة ويتبنّى الأفكار الجديدة ويؤثّر على آراء الآخرين. كلّما استطعتم جذب هؤلاء الروّاد، كلّما كان ذلك أفضل لكم (بحسب إيْفيريْت روجِرْز في "نشر الإبداعات". انظروا الموارد).

متى علينا محاولة كسب الدعم؟

إن اكتساب دعم المجتمع المحلي لمسألتكم هو عملية مستمرة، ولكن تبقى هنالك في الواقع أوقات وظروف يكون فيها الدفع لكسب الدعم مفيداً بشكل خاص:

  1. عندما يكون هنالك أزمة لها علاقة بالمسألة: أزمة من نوع أن يكون مَعلمٌ تاريخي على وشك أن يُهدم، أو وقف تمويل عيادة صحة مجتمعية مفيدة إلى أقصى حد، أو إذا بدأ الخّابون بقطع أشجار رقعة من الغابة العذراء. حالات مؤسفة كهذه تتيح فرصاً لجمع دعم المجتمع المحلي.

  2. عندما تكون المسألة قد وصلت إلى حد لا يمكن تجاهله: عندما يموت المشرّدون من قسوة الحياة في الممرات لعدم توفّر الأسرّة في الملاجئ، أو عندما يزداد عدد حالات الإيدز أو المدمنين على المخدرات تزايداً صاروخياً، يزداد استعداد الناس للمصادقة على الجهود للتصدّي القضية المطروحة.

  3. عندما يصل عدد الناس المتأثرين إلى رقم لا يُستهان به: عندما تأتي المرحلة التي يعرف فيها كل شخص تقريباً شخصاً آخر متأثراً بالمسألة معرفة مباشرة، أو يعرف عن شخص متأثرّ، يصبح الناس أكثر من مستعدّين لتأييد محاولات طرح المسألة.

  4. عندما تلفت معلومات جديدة الانتباه إلى المسألة: يمكن لدراسة جامعيّة تُظهر ازدياداً محلّياً في مشكلة أو مرض معيّن، أو لتقرير من "وكالة الحماية البيئية" يكشف رمي الملوثات في أنابيب المياه، أن يؤديا إلى رصّ الدعم لما تقومون به.

  5. عندما يسلط الضوء على المسألة منشورٌ أو تقريرٌ إعلامي لم يصدرا عنكم: يمكن لكتابٍ جديدٍ أو تحقيق صحفي أن يثيرا الوعي العام تجاه مسألتكم، ويُكسبكم متابعةً أوسع.


في عام 1962، نجح نشر كتاب "أميركا الأخرى: الفقر في الولايات المتّحدة" لمايْكل هارّينْغتون، في خلق الدعم الشعبي لما أصبح لاحقاً برامج "المجتمع العظيم" للرئيس ِلِيندون جونسون. أبرز هارّينغتون مسألةً كان معظم الناس يتجاهلها أو لا يدرك وجودها، ما غيّر المناخ السياسي  باتجاه خلق قبول عامّ لحملة ضد الفقر.

    6 .عندما يدفع حدثٌ أساسي مسألتكم إلى مزيد من العلانية: قد يؤمّن حدث غير مرتبط مباشرة بالمسألة فرصةً، رغم ذلك، لبناء الدعم الشعبي.


مع نشأة الاتحاد الأوروبي، ظهرت معايير إنتاجيّة وأسواق عمل عالميّة. تنبّه بعض المصنّعين الأميركيين إلى  أنّهم قد لا يتمكّنون من المنافسة في الأسواق العالمية إلاّ إذا تناولوا المهارات الأساسية للعمّال. اغتنم المنادون بمحو الأمية للكبار الفرصة لكسب الدعم للتعليم في مكان العمل.

نتيجةً لذلك، كوّن بعض المصنّعين نوعاً من الشراكات مع منظّمات محو أمية الكبار، من أجل تأمين صفوف للعمّال في مكان العمل باللغة الإنكليزية كلغة ثانية أو لغة أخرى، بالإضافة إلى القراءة والكتابة والرياضيات. كانت الصفوف مفيدة للعمال على الصعيد الفردي، لكّن أصحاب العمل استفادوا كذلك من خلال خلق قوّة عمل تستطيع أن تفهم بشكل أفضل معايير الإنتاج والأمان وتحافظ عليها، وأن تكون أكثر تأقلماً وإنتاجيّةً.

   7.عندما يكون التوقيت السياسي مناسباً: عندما تقترب الانتخابات، يصبح الضغط على السياسيين أو المسؤولين لطرح الموضوع، أو الاستفتاء العام، ملائمَين لبناء الدعم الشعبي.

كيف نكسب دعم المجتمع المحلي للتصدي لمسائل الصحة والتنمية في المجتمع المحلي؟

إذا كنتم تتبعون الاقتراحات في هذا الفصل، فأنتم تديرون حملة اتّصال وتثقيف عمومية للتأكّد من أنّ المجتمع المحلي يعي المسألة ويفهمها. ربّما وجدتم شعاراً ذكياً ورمزاً (لوغو) لافتاً للنظر يربطهما الناس بجهودكم. أو ربّما بدأتم مناقشة التحركات الممكن القيام بها لطرح المسألة.

أصبحتم الآن في مرحلة حيث من المهم جعل الجمهور يتحمل مسؤولية شخصية ومجتمعية عن المسألة. إن تحقيق ذلك سيؤدّي إلى أمرين: تغيير القوانين والسياسات من قبل المسؤولين، وتغيير السلوك من قبل الأفراد لطرح المسألة.


نوعان من التغيير

يتطلّب معظم التغييرات في المجتمع تغييراً في سياسة رسمية أو غير رسمية، فيما تغييرات أخرى تتطلّب تغييراً فرديّاً، ويتطلب بعض التغييرات تغييراً على الصعيدين.

التغييرات في السياسات ضروريّة عندما لا يعود من الممكن أن تتغير الأمور بغير ذلك. بعض الشركات ومتعهدو البناء يعيرون انتباهاً للاعتبارات البيئية، مثلاً، لأنّهم معنيّون بها بصدق، ويعتبرون المسؤولية البيئيّة جزءاً من مسؤوليتهم تجاه المجتمع المحلّي. من جهة أخرى، يفضل معظمهم أن يُترك وشأنه ليفعل ما يحلو له وغالباً ما لا يرى خطورة التبعات البيئية لممارساته. في حال كان مقرّاتهم في أماكن أخرى، فقد يكون التزامهم تجاه المجتمعات حيث يعملون شبه معدوم. في هذه الحالات، تصبح القوانين والأنظمة لازمة لحراسة موارد المجتمع المحلي والناس بشكل عام.

يمكن أن يؤدّي تغيير السلوك الفردي إلى تغيير مجتمعي عندما تكون المسألةُ في أيدي الأفراد، على الأقل ما إن تصبح لديهم المعلومات الصحيحة. إيقاف التدخين، واتّباع ممارسات صحية وقائية، والتزام شراء المنتجات العضوية هي أمثلة على ثلاثة لسلوكيات يمكن أن يقوم بها الأفراد وقد تُنتِج تغييرات أوسع في المجتمع المحلي.

ولكن، عادةً ما يتطلب خلق التغيير في المجتمع المحلي تغييراً في كلٍ من السياسات والأفراد. إعادة التدوير لن تعمل إلاّ إذا التزم الأفراد بفرز النفايات والقيام بالخطوات المرتبطة بها. إضافة إلى ذلك، هنالك حاجة إلى سياسات مجتمعية تجعل إعادة التدوير ممكناً (وسهلاً، وهذا أفضل). على الأم التي تسيء لطفلها أن تتواجه مع غضبها وأن تتعلّم كيف تتواصل مع طفلها بطرق مناسبة أكثر، ولكن إلى أن يحصل ذلك (هذا إذا حصل) يجب أن تكون هناك آليّة قانونية لمنع الإساءة للطفل.

إذاً، ما الذي نقوم به تحديداً لكسب الدعم الشعبي لطرح المسألة؟ بالإضافة إلى أنواع التواصل المذكورة في أقسام أخرى من هذا الفصل وفي الفصل 6: تعزيز الاهتمام بالمسائل المجتمعية، هالك عدّة سبل يمكن أن تسلكوها من أجل الحصول على دعم المجتمع المحلي للمسألة وتقوية هذا الدعم.

تأطير المسألة بالشكل الصحيح: تأطير المسألة يعني تعريفها وتحديدها وتحديد إطارها وسياقها، أي أن نضع المسألة في دائرة الضوء ما يجعل أكبر عدد من الناس مستعدين لدعمها.

1.تأطير المسألة ضمن الاتّجاه السائد، وليس بشكل متطرّف أو راديكالي، وتحديدها بوضوح.


غالباً ما تدورالمعارك السياسية حول محور تأطير المسائل. لقد خسر المرشح الديقراطي مايْكل دوكاكِيس الانتخابات الأميركية عام 1988، على الأقل بشكل جزئي، لأنّه سمح لخصمه بتحديد المسألة الأساسية للحملة بوصفها حملة ليبرالي مقابل محافظ، وبأن تعريف الليبرالي هو مَن "يريد فرض ضرائب أكير، ومَن هو ليّن مع الجرائم، ولا يحترم الطبقة الوسطى وقيمها." بالمقابل، لو كان دوكاكيس احتضن الصبغة الليبرالية وأطّر المسائل بشكل مختلف، لكانت فرصته في النجاح أفضل.     

لا تطرحوا ادّعاءات غير مدعومة، أو يراها الناس متطرّفة أو لا يرونها بديهية: مثلاً، في حملة ضد الإساءة للطفل، لن يساعدكم أن تؤكّدوا أنّ ضرب الطفل يشكّل إساءة. لقد اختبر معظم الناس صفعة أو لطمة من أهل محبّين، ولو في أحيان قليلة مما لا يعتبرونه إساءة (وهم فعلاً لم يعانوا آثاراً مَرَضيّة منها). سواء كان الناس يستعملون العقاب الجسدي مع أطفالهم أم لا، فقد يعتبرون الموقف المتجسّد في عبارة "أي ضرب هو إساءة"، متطرّفاً لدرجة عدم قبوله.


صحيح أنّه يجب ألاّ تطرحوا ادّعاءات غير مدعومة، لكن هناك استثناءات للنصف الثاني من هذه القاعدة. عندما يكون لديكم برهان قاطع على أنّكم على حق، وأنّ تفسيركم ضروري لطرح المسألة بفعاليّة، فقد يتوجّب عليكم مواجهة الأحكام المسبقة التي يمحلها المجتمع المحلي. العديد من الأفراد (والمجتمعات المحليّة) يجدون أن "البديهي" أو "منطق الأمور" يُفيد بأنّ التربية الجنسية في المدارس هي بمثابة إذن للمراهقين بالنشاط الجنسي. في الواقع، تُظهر الدراسات العديدة أن التربية الجنسية تؤدّي معظم الأحيان إلى تخفيف مستوى النشاط الجنسي لدى المراهقين، بالإضافة إلى زيادة الممارسات الجنسية الآمنة وتخفّض الحمل المبكر و/أو حمل المراهقات، كما أظهرت الدراسات أن حملات "يكفي أن تقولوا لا" ضد النشاط الجنسي والمخدّرات عند المراهقين هي تقريباً غير فعّالة نهائيّاً.

من الضروري أحياناً استخدام الأرقام الموثوقة والأبحاث المحترمة لمحاولة "هز" الناس في ما "يعرفونه"، وإقناعهم بالحقائق.

  • عند الإمكان، شدّدوا على الأسس المشتركة وعلى القيم الأمميّة أو شبه الأممية: "جميعنا نريد أن يكون أطفالنا أصحّاء." "الجميع يريد مياه آمنة للشرب."

2.تطويع أعضاء مُحترَمين من المجتمع المحلي كممثلين وناطقين: لائحة الناطقين المحتملين طويلة وتشبه تلك المؤلفة ممَّن يلزمكم دعمهم والواردة سابقاً، مع بعض الإضافات من:

  • رجال الدين وبعض قادة المجموعات الدينية في المجتمع المحلي.

  • قادة الأعمال.

  • الناشطين.

فيما يمكن أن يؤدي الدعم الذي يقدمه أحد الناشطين الذي يراه المجتمع المحلي خطراً أو متطرفاً إلى إلحاق الأذى بقضيتكم فإن الدعم من كافة أجزاء الطيف السياسي يمكن أن يساعد القضيّة. عندما تتّفق الجماعات السياسية والاجتماعية المتباينة على أهمية المسألة، فإن معظم الناس سيعتبرها مهمةً أيضاً.

  • شخصيات رياضية وشخصيات من عالم الترفيه المحلي.
  • أعضاء مُحترمين من المجتمع المحلي: يشمل هؤلاء مَن ليسوا في موقع المسؤولية الرسمية، ولكنّهم معروفون لحكمتهم، وتفانيهم في الخدمة المجتمعية، أو أية صفة إيجابيّة أخرى.

  • قادة الرأي.

  • المتأثّرين بالمسألة، بشكل مباشر (ضحايا عنف الشباب) أو غير مباشر (أطبّاء غرف الطوارئ الذين يعالجون الضحايا).

  • المراجع المعروفة ربطاً بالمسألة (من الباحثين والأكاديميين والمهنيين، الخ)

3.جعل القضية مشتركة مع مجموعات أخرى: حاولوا جذب مجموعات أخرى تتشارك معكم الهموم تجاه المسألة، أو ممن يمكن إقناعها بذلك. بعض الاحتمالات يشمل:

  1. الائتلافات.

  2. جمعيات دينية أو رجال دين.

  3. جمعيات الأحياء ومجموعات قاعدية أخرى.

  4. هيئات أو مبادرات ذات أهداف أو غايات شبيهة بغاياتكم: إن حملة لإيقاف العنف الشبابي مثلاً، يمكن أن تلاقي صدىً لدى المدارس، ومنظمات القيادات الشبابية، ولدى المجموعات الأخرى التي تُعنى برفاه الأطفال، برامج من النوع الذي يعمل على أساس  "الأخ الأكبر/ الأخت الكبرى".

  5. منظمات مهنية معنيّة بالمسألة.

4.حاولوا أن تصبحوا السلطة المرجعيّة: قوموا بواجباتكم وكونوا قادرين على تقديم الحجج المقابلة لمن يعارض جهودكم. عليكم أن تعرفوا أكثر ما أمكن عن المسألة وأن تستطيعوا إظهار الأسباب التي تجعل التصدي لها ضرورياً، ولماذا يجب معالجتها عبر هذه الطرق المعيّنة (إذا كان ذلك جزءاً من الحملة).


في حال كنتم لا تمتلكون حججاً مقابلة لمن يعارض جهودكم، عليكم إعادة التفكير في موقفكم: هل إن ما تفكّرون به صحيح؟ إنّ القيام بما يساعد المجتمع المحلي أفضل من محاولة الحفاظ على ماء الوجه وتجميل مظهركم  من خلال عدم الاعتراف بالخطأ.

5.اغتنموا الفرص: عندما تمر بنا أحداثٌ كتلك التي ذكرناها في فقرة "متى علينا محاولة كسب الدعم؟"، يكون عليكم الاستفادة منها. من المهم الإشارة إلى كيف تبرهن بها هذه الأحداث على الحاجة للتصدّي للمسألة، واستخدام معرفتكم ووضعكم كخبراء لتُظهروا للناس ما يمكن القيام به لتغيير الوضع. لا تدعو فرصةً لكسب الدعم تفوتكم.

6.استخدام الإعلام: من خلال إقامة علاقة المنفعة المتبادلة مع الصحف اليومية والإذاعة والتلفزيون (بما فيها الفضائيات)، يمكنكم إيصال رسالتكم إلى العموم وبناء قاعدة من الدعم الشعبي. لمزيد من المعلومات عن كيفية القيام بذلك، انظروا الفصل 6، القسم 3: إعداد بيان صحفيّ، والفصل 6، القسم 4: إعداد أخبار وقصص بارزة، والفصل 6، القسم 6: تحضير أعمدة الضيوف والافتتاحيّات، والفصل 6، القسم 7: تحضير إعلانات الخدمة العامّة، والفصل 6، القسم 8: تنظيم مؤتمر صحفي، بالإضافة إلى  الفصل 34: المناداة عبر الإعلام.  

7.استخدام شبكة الإنترنت: كافّة الأدوات هنا من قبيل موقع للمجتمع المحلي، أو منتدى إلكتروني، أو مجموعة "دردشة" إلكترونية، أو لائحة إلكترونية واسعة، يمكن أن تكون فعّالة في بناء الدعم المجتمع وإيصال المعلومات للناس. كما توفّر هذه الأدوات طريقةً سهلة وسريعة لتنظيم المؤيدين للتحرك.

8.كسب دعم فرد واحد ومنظمة واحدة في وقت واحد، بالإضافة إلى التصويب على الأعداد الكبرى من خلال الإعلام وطرق أخرى مماثلة. غالباً ما يتم بناء الدعم الشعبي من خلال اتصالات شخصية عديدة مع الوقت.

عندما ينضم أحد الأفراد إليكم فقد يمكنكم عندها إقناعه/ها باستضافة حفلة منزله/ا لمعارفه/ها وأصدقائه/ها لنقاش المسألة، أو بالمشاركة في عرض أمام الناس في المجتمع المحلي، أو ببساطة مناقشة المسألة مع الأصدقاء الذين يناقشونها لاحقاً مع أصدقائهم. يمكن الوصول إلى عدد كبير من الناس بهذه الطريقة.

يثق الناس أكثر في مَن يعرفون: يمكنكم اكتساب كمّ كبير من الدعم، بشكل خاص في الأحياء المقفلة أو البلدات الصغيرة، عبر الاعتماد على حديث الناس من واحد إلى آخر. لا تُفَوّتوا هذه الفرصة.

9.الطلب من الناس أن يقوموا بأمرٍ ما، بدل الاكتفاء بإخبارهم عن المسألة: يميل الناس إلى دعمكم أكثر عندما يشعرون بفعاليّة ما يقومون به. إن إعطاءهم الفرصة للتأثير على نتائج طرح المسألة يُشعرُهم بمُلْكيّة المسار. فيما يلي بعض مّما قد يقوم به العموم:

  1. الكتابة السياسيين أو الاتصال بهم أو مراسلتهم إلكترونياً لدعم المسألة معهم.

  2. الإبلاغ  عن أمثلة من الإساءات أو الترويج للمخدرات أو سوء تغذية الأطفال، الخ.

  3. الانضمام إلى حرس الأحياء أو مجموعة أخرى ناشطة.

  4. تغيير سلوكهم، حتى لو بشكل مؤقّت: توقيف التدخين ليوم واحد، أو قياس ضغط الدم، أو التحدّث إلى شخص مشّرد.

  5. الانضمام إلى اجتماع أو لقاء عام.

  6. التطوع إمّا في منظمة خدمة مباشرة أو في مبادرة أو ائتلاف.

  7. تنظيم حفلات في المنزل أو اجتماعات في البيوت لنقاش المسألة.

10.خلق نشاطات أو أحداث تضيء على المسألة، وإشراك الناس: يتضمّن بعض الأمثلة تنظيم حملة نظافة لبقعة أرض فارغة مع عاملين متطوعين، وتجمّعاً ليليّاً لاستبعاد عنف الشوارع. كل من هذه النشاطات تتطلّب متابعة أيضاً: الأولى يمكن أن تؤدّي إلى تحويل بقعة الأرض التي أصبحت نظيفة الآن إلى ملعب للحي، والثانية يمكن أن تتطوّر إلى برنامج حراسة الحي أو إلى حملة للمطالبة بالالتزام بالقوانين في الشوارع خلال الليل.

11.كلّما كبر الدعم حاولوا إظهاره في كل فرصة: معظم الناس يُحب أن يكون في الأكثريّة. إذا اقتنعوا أنّ دعمهم إياكم هو تأييد للرابحين، فسيفعلون.


في روسيا الثورة، ذهبت السيطرة على الحكومة بعد انهيار القيصر إلى حزب ديمقراطي، في حين كان الحزب الشيوعي لاعباً صغيراً. ولكن، لينين أطلق على حزبه الصغير اسم البولْشِفيك (أي الأكثرية باللغة الروسية) وراح يُشير إلى الأكثرية الحقيقية بالمنْشِفيك (أي الأقليّة). كان ذلك تصرف علاقات عامّة بالغ الذكاء... وكان له بالغ الأثر.

 

12.تكريم أعضاء المجتمع المحلي الذين يقومون بأمور تؤثّر على المسألة ويبرهنون عن دعمهم لعملكم، ومكافأتهم، وذلك بغض النظر عما إذا كانوا جزءاً من حملتكم. من الأمثلة عمّن يمكن مكافأتهم:

  1. السياسيون الذين يدعمون قضيتكم ويحاولون تغيير السياسات وفقاً لذلك.

  2. المتطوعون المجتمعيون الذين يعملون على مسألتكم.

  3. المنظمات التي تقوم بعمل مميّز ربطاً بالمسألة (أو المدراء أو الموظفون الأعضاء).

تأكّدوا من وجود الإعلام عندما تقدّمون جائزة أو تقيمون احتفال تكريم. انظروا الفصل 41، القسم 4: إقامة احتفالات لتوزيع الجوائز، والفصل 41، القسم 6: تكريم أبطال المجتمع المحلّي.

13.الاحتفال بالإنجازات بشكل معلن: انظروا الفصل 41، القسم 1: تنظيم الاحتفالات، والفصل 41، القسم 3: تكريم الوصول إلى الهدف.

14.تخلّوا للمجتمع المحلي عن سلطة التحكّم بالجهود، إذا كان ذلك ممكناً: قد يكون المجتمع المحلي أكثر من مستعدّ لدعم أمر يراه كجهود داخلية قاعدية. يجب أن تحافظوا أنتم ومنظمتكم على انخرطكم ولكن ليس بالضرورة كقادة للجهود. أمّا متى يأتي الوقت المناسب لكي يتسلم المجتمع المحلي القيادة، فذلك يعتمد على الوضع وما الواجب القيام به.

15.متابعة الدعم والمحافظة عليه: حافظوا على الدعم الشعبي عندما تكتسبونه. لا تعتبروا دعم أي فرد أو أي مجموعة مضموناً، بل استمروا في التواصل وطلب تأييد الناس. واصلوا أيضاً توسيع قاعدة دعمكم، وأضيفوا أشخاصاً جُدداً ومجموعات جديدة في كل فرصة تسنح. الوضع المثالي يقوم عندما يدعم جهودَكم كلُّ فرد وكل منظمة في المجتمع المحلي. قد لا تحقّقوا هذا الهدف، ولكن إذا حاولتم، فالأرجح أن تبنوا دعماً مجتمعياً متيناً ونافذاً يجعل التصدّي للمسألة أمراً أكيداً.

باختصار

الدعم المجتمعي الحقيقي للتصدي للمسائل يتخطّى مجرد معرفة الناس عن هذه المسائل، بَل هو يعني أنّ معظم الناس يرى ضرورة التعاطي مع هذه المسائل بأسرع وقت ممكن، من أجل مصلحة المجتمع المحلي.

دعم المجتمع المحلي أساسي لأنّه يمنح جهودكم المصداقيّة، ويساعدكم على اكتساب المزيد من الدعم، ويؤمّن قوة للتحرّك أو ضغطاً سياسيّاً، ويخلق تملّكاً مجتمعيّاً لإجراءات التعاطي مع المسألة ومسؤوليةً مجتمعية. من أجل بناء هذا الدعم المجتمعي، يلزمكم أوّلاً الحصول على الدعم من الأفراد البارزين والمجموعات المؤثّرة في المجتمع المحلي، أي من الأشخاص الموثوق بهم من مختلف جوانب الحياة، والذين يستمع الناس إليهم، أو ممَن يتمتعون بمصداقية عالية بسبب انخراطهم في المسألة.

بناء الدعم الشعبي هو عملية مستمرة (بالفعل يجب ألاّ تتوقّف قط)، ولكنّه يصبح فعّالاً بشكل خاص عندما تقع أزمة أو أحداث أو أوضاع معيّنة وتضيء على المسألة. والمنشورات الجديدة أو المعلومات الجديدة التي تلفت الانتباه إلى المسألة يمكن كذلك أن تُستخدم لمصلحتكم، باعتبارها فرصة سياسيّة. وأيّ وقت تُطرح فيه المسألة أمام العموم هو وقتٌ مناسب لتجنيد الدعم من المجتمع المحلي في التصدّي للمسألة.

في الواقع، يتطلّب الحصول على الدعم المجتمعي الانتباه إلى عدة جوانب:

  • تحديد المسألة: يتضمّن ذلك تأطيرها بالشكل الصحيح، واستقطاب الناس المناسبين كمُمثلين وناطقين، وجعل المسألة قضية مشتركة مع منظمات أخرى، وأن يتم الاعتراف بكم كسلطة مرجعيّة في هذا الموضوع.

  • التواصل مع أعضاء المجتمع المحلي: استخدام كل مناسبة (سواء تلك التي تفرض نفسها بسبب الظروف أو تلك التي تخلقونها أنتم) وكل سبيل ممكن (الإعلام والإنترنت والتواصل من شخص إلى شخص) لبناء الدعم الشعبي.

  • الطلب من الناس القيام بأمر ما يساعدهم على الشعور أنه يمتلكون تأثيراً على المسألة، وتشجيعهم على تملك إيجاد حلٍ  للمسألة وتنفيذه.

  • الإعلان عن الدعم الذي تتلقونه وعن إنجازاتكم: قدّموا النشاطات والأحداث إلى الجمهور علناً، أعطوا جوائز، واحتفلوا بنجاحاتكم، وأصدِروا نشرات عن مدى الدعم الذي تتلقونه. دعوا المجتمع المحلي يعلم أنّكم حركة شعبية ذات أساس مجتمعي واسع.

  • فوَضوا السلطة على الجهود إلى المجتمع المحلي، إذا كان ممكناً، وبذلك يتم التأكيد على مصداقيتكم القاعديّة.

  • المتابعة والمحافظة على الدعم إلى ما لا نهاية.

من شبه المستحيل التصدّي لمسائل الصحة والتنمية في المجتمع المحلي تصدياً فاعلاً من دون دعم واسع مرتكز إلى المجتمع المحلي. إذا تمكنتم من استخدام الاستراتيجيات المذكورة هنا لكسب هذا الدعم، فأنتم على الطريق الصحيح نحو تلبية الحاجات الصحية والتنموية لمجتمعكم المحلي.

Contributor 
فِيلْ رابيْنوفِيتْز

الموارد

موارد مطبوعة

Dearing, James W. and Everett M. Rogers. (1996). Agenda-Setting. Thousand Oaks, CA: Sage Publications, Inc.

Rogers, Everett M. (1995). Diffusion of Innovations. New York: Free Press.

الإنترنت

AHEC/Community Partners

معلومات وروابط عن بناء مجتمعات صحيّة.

The Collaboratory for Community Support,

شركة أبحاث واستشارات تساعد المجتمعات المحلي على خلق مقاربات عابرة للأقسام وشاملة للتعاطي مع المسائل المجتمعية.

Community-Based Projects Help Scholars Build Public Support.

مقال عن بحث مرتكز إلى المجتمع المحلي ودعم شعبي.

"Engaging Public Support for Teachers' Professional Development,"

مقال من المؤسسة التابعة لجمعية التعليم الوطني  في الولايات المتحدة الأميركية من أجل تحسين التعليم. وصف لبعض الجهود المحلية.