استمارة البحث

القسم 3. نموذجنا الخاص بالممارسة: بناء قدرات التغيير المجتمعي وتغيير الأنظمة

  • بعض التعريفات: المجتمع المحلّي والصحة والشراكات والقدرة

  • قوة الشراكات التعاونيّة

  • من يجب أن ينخرط؟

  • كيفيّة بناء مجتمعات محلّية أفضل: نموذج لتغيير المجتمع المحلي والنظام

  • بعض العوامل التي تؤثر على الشراكات المجتمعيّة

  • عشر توصيات لتعزيز الصحة المجتمعية والتنمية

 

معظمنا يريد الأمور نفسها من مجتمعاتنا المحلّية، فنحن نطلب أن تكون مجتمعاتنا آمنة من العنف والأمراض، ونريد أن تكون أحياؤنا حيوية وتعمل جيّداً، كما نحب جميعنا أن يكون لدينا من يرعانا ومن نثق بهلكن كيف نطوّر مجتمعاً محليّاً كهذا؟ قناعتنا هي أنّ المجتمعات المحليّة تُبنى عندما يعمل الناس سويّة على أمور تهمهم. في  هذا القسم، سنتكلّم عمّا نعنيه بذلك، ونستكشف فكرتنا عن كيف يمكننا أن نصل إلى هنالك من هنا: ما يمكن أن نسمّيه "نموذج التغيير" أو "نظرية التطبيق".

سنبدأ هذا القسم ببعض التعريفات التي ستساعدنا على بناء أرضيّة لما نحاول إيصاله، ثمّ سننظر إلى إيجابيّات الجهود التعاونيّة: لماذا نعتقد أنّه من المنطقي أن تعمل الناس معاً لحل مشاكلهم المشتركة؟.

بعد ذلك، سننتقل إلى الشركاء المفاتيح في الجهود المحليّة، وبعدها، نَصفُ نموذج التغيير، وهو أساس هذا القسم. وسنضيف على النموذج مبادئَ وقيماً نرى أنّها يجب أن تؤثّر على نمو المجتمع المحلّي. وأخيراً، سننهي ببعض التوصيات للعمل سويّة على المساعدة على "بناء مجتمعات محلية أفضل"

بعض التعريفات: المجتمع المحلّي والصحة والشراكات والقدرة

نقصد بالمجتمع المحلي community أو الجماعة، أو الجالية، مجموعة من الأشخاص يتشاركون مكاناً أو خبرة أو اهتماماً أو مصلحة مشتركة. وغالباً ما نستخدمه مع الناس الذي يسكنون في نفس المنطقة، أو نفس الحي، أو نفس المدينة أو البلدة، أو حتّى المحافظة أو البلد.

من جهة أخرى، يمكن للناس كذلك اعتبار أنفسهم جزءاً من "جماعة"، أو مجتمع، مع آخرين يتشاركون معهم تجارب مماثلة. فيمكن للناس مثلاً أن يعتبروا أنفسهم جزءاً من:

  • مجتمعات (أو جماعات) عرقية أو إثنية (مثلاً، كردي أو نوبي أو لاجئ أو تركماني أو أفريقي - إسباني أو هسباني أو أميركي- إيرلندي ...الخ)

  • مجتمعات (أو جماعات) دينية (مثلاً، كاثوليكية أو قبطية أو شيعية أو صابئة أو هندوسيّة...الخ)

  • مجتمعات (أو جماعات) الأشخاص ذوي الإعاقات (مثلاً، ذوو الإعاقات البصريّة أو الإعاقات النمائية أو الأمراض النفسية...الخ)

 

كما يمكن لمجتمعات أو جماعات أن تتكوّن من أناس يهتمون لنفس الأمور. فنتكلّم مثلاً عن مجتمع رجال الأعمال، أو مجتمع العمّال، أو مجتمع المنادين بدعم الطفولة...الخ.

ويقصد بالصحّة المجتمعيّة رفاه الجميع في المجتمع المحلّي، حيث يُطرح السؤال التالي: "كيف هي صحة كافّة أعضاء المجتمع المحلّي؟ الأطفال والمراهقين؟ والكبار؟ والفقراء؟"

أمّا الشراكات التعاونية، فهي تحالفات تُستَخدم لتحسين صحّة المجتمع أو الجماعة المحلية. فيشجعون الناس على التجمّع وإحداث فرق. فمثلاً، يمكن لجهود تحسين التعليم أن تشمل مسؤولين تربويين ومعلمين ورجال أعمال وشباباً وكباراً. ولأنّ هذه الشراكات تجمع أناساً من مختلف أجزاء ذلك المجتمع أو الجماعة، فمن المرجّح أن تكون جهودهم ناجحة.

والمقصود بالقدرة المجتمعية قدرة أعضاء ذاك المجتمع أو الجماعة على إحداث فرق عبر الزمن وفي مسائل مختلفة، فهي ليست حدثاً لمرّة واحدة. فهي تشبه تعلّم ركوب الدراجة أي أنّه يبقى معنا بعد اختباره، ويتحسّن كلّما مارسناه.

مثلاً، إذا قُتل أحد أعضاء المجتمع المحلي من قِبَل سائق سكران، يمكن للناس أن يغضبوا، فيعملوا معاً لعدّة أسابيع أو حتّى لعدّة شهور لكي يمنعوا شرب الكحول وقيادة السيارات. ولكن، إذا كان هذا جلّ ما يحدث، فستذهب هذه الجهود سدى، وسيعود الناس لما يعتبرونه "حياتهم العاديّة"، وهذا لا يبني القدرة المجتمعيّة. فهي يجب أن تتم ضمن مسار، أو عملية متواصلة، حيث يعتبر الناس العمل على مسائل مجتمعيّة جزءاً من "حياتهم العاديّة".

فمثلاً، يمكن لمجتمع قد طوّر تعاوناً ناجحاً في مسألة الإدمان، أن يقرّر لاحقاً أنّ نِسب مناعة الأطفال ليست عالية بالشكل الكافي في المجتمع المحلّي أو الجماعة، فيعملوا معاً لتحسين هذه النسب. ومن خلال ترجمة ما تعلّموه في تطوير ائتلاف مكافحة الإدمان (كطرق الاستقطاب أو العمل مع الإعلام) فإنهم سيجيدون تحسين نسب تحصين الأطفال بفعاليّة. والمجتمع المحلّي يُظهر قدرة مجتمعيّة عالية عندما يستطيع أن يُحدِث فرقاً عبر الزمن وربطاً بالهموم.   

قوة الشراكات التعاونيّة

نعتقد أنّ الشراكات التعاونية هي الوسيلة النافذة لتحسين مجتمعاتنا المحليّة أو جماعاتنا، كما سنرى في الصفحات القادمة. أي علينا أن نعمل جميعاً وَمعاً لحل مشاكلنا من أجل تحسين مجتمعاتنا المحليّة.

أحد أسباب ذاك هو أنّ هنالك مسائل تهم الناس المحليين، كصحة الأطفال والنجاح الأكاديمي والإدمان، لا تقع في تصنيفات واضحة، وإنّ الأمور التي تجعل مسألة مرجّحة تصبح مشكلة تؤثّر على أمور أخرى كذلك. لذا فإن تعريف مشاكلنا على أنّها مترابطة مع مسائل وأناس آخرين، يساعدنا على رؤية الطرق العديدة التي تصلنا معا.

مثلاً، لنأخذ حالة أم وأب يعملان في عدّة وظائف رواتبها متدنّية. لا وقت كافياً لديهم لأطفالهم، ويدخّنان كثيراً للتكيّف مع الضغط. يتعرّض أطفالهما للتدخين غير المباشر كما لمخاطر صحيّة أخرى كالصراصير ودهانات  الجدران المضرة التي تحتوي على الرصاص والتي تكسو مسكنهم الفقير.

ما هي النتائج بالنسبة للأطفال؟ قضاءُ وقت قليل مع أهلهم سيؤذي نموَّهم المبكر، كما يزيدُ تعرضُهم للمخاطر كاحتمالات الأمراض المزمنة كالربو. بشكل عام، الوضع يجعل نجاح الأطفال في المدرسة أصعب، وفي النهاية، ينخفض بشكل دراماتيكي احتمال حصول الأهل، وبالتالي أطفالهم وأولاد أطفالهم، على أعمال جيّدة.

تتم مناقشة الشراكات التعاونية في الفصل 24، القسم 4: تطوير التعاون المتعدّد القطاعات بشكل أكثر تفصيلاً.

من يجب أن ينخرط؟

من يجب أن يشارك و ينخرط عند إنشاء هذه الشراكات التعاونيّة؟ أوّلاً، المهم أن يكون التعاون أكثر ما يمكن شموليّةً، أي فيه أفراد من مختلف أجزاء المجتمع المحلّي، كممثّلي المدارس، مثلاً، وقطاع الأعمال، والحكومة، بالإضافة إلى ممثلين من مختلف المستويات، ، كممثلي الأحياء والدائرة والبلدية وحتّى المحافظة أو البلد ككل، مثلاً.

على الشركاء الأساسيّين في تعاون واسع أن يشملوا التالي:

  • أعضاء محليين في الشراكات المجتمعيّة

  • منظمات دعم

  • مقدمي المنح ووكالات حكوميّة

فيما يلي تفصيل عن كل من هؤلاء الشركاء:

الشراكات المجتمعيّة وعلى الصعيد الوطني

الأعضاء الأكثر بديهي وجودهم  في الجهود التعاونية هم الشراكات المجتمعية أو الشراكات على الصعيد الوطني أنفسهم: مجموعات الناس الذين يعملون مباشرة على تغيير مجتمعاتهم. وهذه المجموعات التي غالباً ما تكون منظمات غير ربحيّة تجدونها في معظم المجتمعات المحليّة. على سبيل المثال:

  • ائتلاف حقوق الطفل

  • مجموعة دعم المدرسمبادرة ة الابتدائية

  • تجمع الأمهات للبحث عن المفقودين

  • الحفاظ على الحديقة العامة

ومن الضروري الانتباه إلى أنه في حين ستصبح هذه المنظمات جزءاً من تعاون أوسع مع ممولين ومنظمات دعم، فهي في حد ذاتها ترتيبات تعاونية، وهذا لأنّ الشراكات التعاونيّة تربط المنظمات الآتية من مختلف أجزاء المجتمع المحلّي. مثلاً، يمكن لشراكة مجتمعيّة لتعزيز صحة الطفل أن تشمل مُمَثّلين مِن:

  • الإعلام

  • مجتمع الأعمال

  • مدارس المنطقة

  • منظمات مدينية ومجتمعية

  • منظمات شبابية

  • البلدية

  • منظمات صحيّة

  • مجموعات دينية

  • مؤسسات تمويلية

ويستطيع الناس من كل من هذه المجالات تعزيز صحّة الطفل بطرق مهمّة وفريدة. ومن خلال العمل سويّة، ستنشأ شراكة قويّة في المجتمع المحلّي.

منظمات الدعم والمنظمات الوسيطة

تشكل منظمات الدعم والمنظمات الوسيطة الشريك الثاني في الشراكة التعاونية الواسعة، فالمنظمات المحلية والمناطقية وتلك الممتدّة على صعيد البلد تستطيع أن تؤمّن مساعدة تقنيّة للشراكات المجتمعيّة. ويمكن لهذه المنظمات الوسيطة أن تساعد الشراكات المجتمعيّة على البناء على "الكفاءات الأساسيّة" اللازمة للعمل على مسائل مجتمعيّة. فمثلاً، يمكن لمركز أبحاث جامعي أن يسدي نصائح حول مسائل كدراسة المجتمع المحلي والتخطيط الاستراتيجي والمناداة وتطوير القيادة والتقييم.

كما تساعد المنظمات الوسيطة على تقدير ما تحتاجه الشراكات وتقدّم لها الدعم اللازم. فمثلاً، يمكن لدوائر الصحة البلدية أو الحكومية أن تساعد المجموعات المجتمعية من خلال تطوير أنظمة معلومات صحيّة تؤمّن بيانات على مستوى البلد (مثلاً، النسبة المئوية من الأطفال غير المحصّنين كما يجب). كما يمكن لهذه المؤسسات وغيرها من مؤسسات الدعم ذات الصلة أن تقدّم معلومات مفيدة في اتّخاذ القرارات.

مقدِّمو المنح والوكالات الحكوميّة

وأخيراً، إنّ الوكالات الحكوميّة ومقدمو المنح أعضاء مهمّون في هذه الشراكات التعاونية الواسعة، وهذا لأن المؤسسات والوكالات الحكوميّة تستطيع أن تخلق ظروفاً تُنجّح الشراكات المجتمعيّة. كيف تفعل ذلك؟ طبعاً، من خلال تأمين الموارد الماليّة اللازمة للشراكات والمنظمات الوسيطة. وهذه أوضح طريقة يساهم من خلالها المموّلون. وتعتمد مجموعات عديدة بشكل أساسي (إذا لم نقل كامل) على التمويل من المانحين أو الحكومة من أجل البقاء.

إلا أنّ هذه المساهمة الأساسية هي طريقة واحدة فقط من الطرق التي تستطيع من خلالها الوكالات الحكوميّة والمانحون المساهمة في الشراكة التعاونية، فهم يستطيعون رعاية العمل المجتمعي عبر الطرق التالية:

  • إن إعطاء مجموعةٍ ما بعض التمويل يجعل احتمال التمويل الإضافي أكبر، إذ إنّهم يكونون بذلك قد أضافوا مصداقيّة إلى المجموعة التي يمكنها أن تقول الآن: "حسناً، لقد حصلنا على تمويل من هذه المؤسسة، لذا نحن نستحق اهتمامكم."

  • يمكن للمانحين استخدام طلب تقديم المشاريع كوسيلة لجمع المجموعات حول هدف مشترك. وبذلك، يقيمون الصلات بين مجموعات مختلفة تعمل في نفس المجتمع المحلي.

  • وأخيراً، تساعد الوكالات الحكومية والمانحون على جعل المخرَجات مهمّة من خلال تأمين تمويل إضافي في حال حققت المجموعات أهدافها.

والآن بعد فهم كافّة هذه الأجزاء، فَلْننظر كيف يعمل هؤلاء الشركاء معاً لتحسين مجتمعاتهم المحليّة.

كيفيّة بناء مجتمعات محلّية أفضل: نموذج لتغيير المجتمع المحلي

لهذا النموذج خمسة أجزاء أساسيّة:

  1. الإطار المجتمعي والتخطيط

  2. التحرك والتدخّل المجتمعي

  3. تغيير النظام والمجتمع المحلّي

  4. عوامل الحماية والخطر وتغيير السلوك المنتشر

  5. تحسين المخرجات على المدى البعيد (الغايات طويلة المدى)

قبل أن ننظر تحديداً إلى كل من هذه الأجزاء، في ما يلي فكرتان عامتان لتبقيا في ذهننا فيما نحن نجول على النموذج:

  • أولاً، يسعى هذا النموذج إلى أن يكون مرناً وتفاعليّاً. فمثلاً، إنّ فهم سياق المجتمع المحلّي والتخطيط يوجّهان التحرّك المجتمعي الذي يؤثّر بدوره على تغيير المجتمع المحلي والنظام، وهكذا.

  • ثانياً، يسعى هذا النموذج إلى أن يكون حلقة مستمرّة. فمثلاً، التحسينات في المخرَجات بعيدة المدى، كتخفيض نسبة العنف، يجب أن تؤدّي إلى حلقة جديدة من التخطيط والتحرّك لهذه المسائل أو لمسائل أخرى تهمّ أعضاء المجتمع المحلّي.

الخلاصة؟ لا ينتهي العمل المجتمعي في أي يوم. وفي مجتمع صحّي، يصبح العمل المشترك من أجل مصلحة المجتمع المحلّي جزءاً لا يتجزّأ من حياة كل إنسان.

وبهذه الأفكار، تعالوا ننظر إلى الأجزاء الفرديّة من هذا النموذج المنطقي أو نظرية التحرّك.

النموذج المنطقي لمجموعة العمل: نظرية التغيير
السياق المجتمعي والتخطيط التعاوني

التحرك والتدخّل المجتمعيان

تحسينات في المخرجات على المدى البعيد

عوامل الحماية وعوامل الخطر والتغيير السلوكي المنتشر

تغيير النظام والمجتمع المحلّي

  1. السياق المجتمعي والتخطيط

الخطوة الأولى هي فهم السياق (أو الإطار) حيث يتحرّك الناس، وبالسياق نعني تجارب الناس وأحلامهم لحياة أفضل وما يجعلهم يقومون بما يقومون به. يتأثر السياق بعدّة أمور منها:

  • آمال الناس وتوقعاتهم، كالإيمان، مثلاً، بأن الأمور قابلة للتغيير

  • مطالب العائلة والعمل

  • المشاكل، كالفقر بشكل خاص

  • القيادة القوية والمتعمّقة: وجود فريق متنوع مع رؤية وكفاءة وإصرار على زحزحة الجبال

  • موارد ماليّة مناسبة

  • موافقة (أو ممانعة) من قبل المجتمع المحلي (أو مَن هم في السلطة) عندما يحاول الناس تغيير الأمور

  • السياق الاجتماعي السياسي الأوسع

يتلاقى الناس سويّة ضمن هذا السياق لتحديد المسائل التي تهمّهم، كالمخدرات أو فرص العمل أو السكن اللائق أو الجريمة أو غيرها. بعدها يمكن أن يوثقوا الصحة أو التنمية المجتمعية باستعمال مؤشرات على مستوى المجتمع المحلي، تُستخدم لقياس تفاقم المشاكل. فمثلاً، تشكّل سجلات الاعتداءات في المدرسة أحد مؤشرات العنف على مستوى المجتمع المحلّي، وتُستخدم حوادث السير الفرديّة الليلية، عادة، كمؤشر لمستوى تعاطي الكحول أو المخدّرات في المجتمع المحلي.

وفي وقت لاحق من الحياة المجتمعية، يمكن لهذه المؤشرات أن تشكّل نقطة مرجعية لاستبيان مدى الاقتراب من تحقيق الغايات، فمثلاً، يمكن أن تتفحّص المجموعة مستوى العنف لترى إذا كان انخفض منذ أن وُجدت الشراكة.

ولمزيد من المعلومات، انظروا الفصل 38، القسم 9: جمع واستخدام المؤشرات على المستوى المجتمعي

وللتعلّم أكثر عن الإطار، تجدون مزيداً من التفاصيل في الفصل 3: تقدير حاجات المجتمع وموارده

مستندةً إلى فهمها السياق، يمكن للمجموعة أن تتقدّم باتجاه التخطيط. والتخطيط التعاوني مهمّة دقيقة ومستمرّة  في المنظّمة الناجحة، وهو يجمع سويّة أناساً ومنظمات لديهم تجارب وموارد مختلفة، يحاولون معاً توضيح رؤية المجموعة ورسالتها وأهدافها واستراتيجياتها وخطوات العمل، وتطويرها. وبذلك، يمكنهم إحداث التغييرات في المجتمع المحلّي.

يُناقش التخطيط في الفصل 8: بناء خطّة استراتيجية

  1. التحرك المجتمعي والتدخّل

المسارُ التخطيطي يحب أن يليه التحركَ: الخروج وتنفيذ ما كتب. وفي حال كانت الخطة شاملة، يسير التنفيذ بشكل سلس.

هذا لا يمنع وجود بعض العراقيل على الطريق، فأحياناً، يواجه التحرّك مقاومة جدّية. إذ حتّى جهود غير مؤذية نسبياً كتنظيم سكن بكلفة أقل قد تقابل بمقاومة مِن قبَل مسؤولين محليين يؤجلون رخص البناء اللازمة

كذلك مثلاً، يمكن أن تعارض الشرطة وحلفاؤها جهود الشراكة المجتمعية لنقل أموال من باب إنفاذ القانون ووضعها في باب الوقاية من الإدمان. ويمكن لهذه المعارضة أن تتخذ أشكالاً عديدة، منها مثلاً، أن ترفض الشرطة طلبات الحصول على المعلومات، أو قد يثير آخرون شكوكاً في قدرة أعضاء الشراكة على إتمام المهمّة.

كيف يمكن لمنظمة مجتمعية تخطي هذا الشكل من المعارضة أو غيره؟ توجد ردود عديدة تستطيع المجموعة أن تقوم بها، ويبقى أفضلها يعتمد على الوضع المحدّد. انظروا الفصل 35: الرد على الهجوم المضاد

  1. تغيير المجتمع المحلّي والنظام

إنّ غاية خطة التحرك هي إحداث تغييرات على صعيد المجتمع المحلي والنظام. ويشكّل إحداث هذه التغييرات خطوة مهمّة باتجاه تحقيق غايات المنظمة.

ونعني بالتغيير المجتمعي، إنشاء برنامج جديد (أو تعديل برنامج موجود)، أو إحداث تغيير في السياسة، أو تكييف ممارسة ذات صلة برسالة المجموعة.

فَلننظر إلى الأمثلة التالية:

  • برنامج "القيادة الآمنة" يؤمن توصيل الناس مجاناً لكي لا يضطروا إلى القيادة وحدهم في مناطق غير آمنة في الليل (برنامج جديد)

  • تغيير سياسات كإنزال عقوبات أشد على مَن يرتكبون جرائم مستخدمين الأسلحة (تغيير في السياسة)

  • ممارسات جديدة في التوظيف تؤمن للعمّال وقتاً مرناً ليكونوا مع أطفالهم بعد المدرسة (تغيير في الممارسة)

أمّا تغييرات النظم، فهي مماثلة للتغييرات المجتمعية، لكنّها تأخذ مدى على مستوى أوسع. فيمكن، مثلاً، لقطاع أعمال أن يطبّق ممارساته الصديقة للأطفال على صعيد أعماله في كافّة أنحاء البلد، أو يتم تغيير سياسة منح القروض، فتعطى جوائز نقدية محفزِّ للممنوحين الذين حققوا أهدافهم.

تجدون نقاشاً مستفيضاً حول التغيير المجتمعي وتغيير النظم في الفصل 38، القسم 2: جمع المعلومات : رصد التقدم

  1. عوامل الحماية وعوامل الخطر وتغيير السلوك المنتشر

نعتقد أنه عندما تجري تغييرات المجتمع المحلي والنظم، عليها سويةً أن تغيّر البيئة التي يقع فيها سلوك الفرد. هذا ما يُشار إليه أحياناً على أنه زيادة العوامل الحامية و/أو التخفيف من عوامل الخطر التي يواجهها أعضاء المجتمع المحلي.

ما هي عوامل الخطر والعوامل الحامية؟ هي جوانب من محيط الإنسان، أو خصائص شخصيّة تجعل احتمال الوقوع في المشكلة أكبر (عوامل الخطر) أو أقل (العوامل الحامية). وغالباً ما تُعتبر هذه العوامل وجهان لعملة واحدة. فمثلاً، إذا كانت المخدّرات متوفرة بسهولة في مجتمعنا، تكون سهولة الحصول على المخدرات عامل خطر، وإذا كان الحصول عليها صعبا للغاية ًفإن عدم وجود المخدرات يصبح عاملاً حامياً. والتأثير المقصود لتغيير العوامل البيئية هو تغيير في سلوك واسع الانتشار عند كمّ كبير من الناس في المجتمع المحلي المنشغلين بسلوك يرتبط بأهداف المجموعة.

يجري التوسّع أكثر في العوامل الحامية والخطرة في الفصل 19، القسم 2: فهم عوامل المخاطر والحماية واستخدامها في اختيار أهداف محتملة واستراتيجيات تدخّل واعدة

  1. المخرجات الأبعد مدى

التحسينات في المخرَجات الأبعد مدى، كخفض العنف أو زيادة نسب التوظيف ومداخيل العائلات، هي غايات أقصى للشراكات التعاونيّة. ونعتقد أنه من خلال تخفيف عوامل الخطر (وتعزيز العوامل الحامية) للمسألة التي المطروحة، سنؤثر على جوهر المسألة. وهذا صحيح سواء كانت المسألة خفض معدلات حمل الأمهات المراهقات أو تعاطي المخدرات عند المراهقين أو زيادة معدلات تحصين الأطفال الصغار أو أي موضوع آخر.

وكما ذكرنا سابقاً في هذا القسم، يمكن للبيانات عن المؤشرات على المستوى المجتمعي أن تساعدنا على تحديد درجة التقدّم باتّجاه غاياتنا الأبعد، ويمكن كذلك تنظيم المعلومات للتحقق من فعالية الجهود في مناطق مختلفة من خلال "بطاقة تقرير" مجتمعية سنوية، تجعل الناس في كل المجتمع المحلي، أو الجماعة، تعرف عن مجرى الأمور. وتتضمّن "بطاقة التقرير" معلومات عن المؤشرات على مستوى المجتمع المحلّي، وعن التغييرات المجتمعية المهمّة، وقصص النجاح.

تُناقش المؤشرات على المستوى المجتمعي بشكل أعمق في الفصل 38، القسم 9: جمع واستخدام المؤشرات على المستوى المجتمعي

قبل المتابعة، من المفيد أن نعود مرّة أخرى إلى المسار ككلّ وأن نتذكر أنّ هذا المسار تفاعلي وحلقة مستمرّة.

  • يؤثر السياق المجتمعي على التخطيط في المنظمة

  • بتوجيه التخطيط المستمر تخلق المجموعة التحرّك المجتمعي وتطبّق التدخلات

  • يُحدث التحرّك المجتمعي التغييرات المجتمعية وتغييرات النظم

  • هذه التغييرات المجتمعية وتغييرات النظم، سويّة، تخفف عوامل الخطر (وتعزّز العوامل الحامية)

  • هذا التغيير البيئي يجب أن يغيّر سلوك عدد كبير من الناس بطريقة إيجابيّة

  • وهذا التغيير السلوكي الواسع يجب أن يؤثر على المسألة الأساسيّة: مؤشرات التحسن على المستوى المجتمعي في غايات المنظمة على المدى البعيد

بعض العوامل التي تؤثر على الشراكات المجتمعيّة

في مختلف النواحي من حياتنا، هنالك أمور تسير جيّداً وأخرى لا تسير. لماذا؟ فكّروا لحظة في المدرسة. لدى الطلاب نفس إطار العمل ولكل صف نفس الأهداف التعلميّة. رغم ذلك، بعض التلاميذ (والمدارس) ينجحون وآخرون يُخفقون. فما الذي يسبّب هذا الفرق؟

السبب ربّما مزيج من الأمور: دعم في المنزل، ومعلّم جيّد، ومواد مفيدة (أو غير مفيدة) للاستخدام. بكل بساطة، في إطار عمل موجود لدى معظم الطلاّب، تؤدّي أحداث مختلفة إلى الفرق بين النجاح والفشل.

رأينا في المقاطع السابقة ما نعتبره النموذج المرشح لأن يشتغل في عملية بناء مجتمعات محلّية أفضل. لكن، إذا عدنا إلى تلك المدرسة، فما قرأناه ليس سوى إطار عمل، والأحداث المختلفة ضمن إطار العمل هي التي هذا تجعل الترجيح يميل إلى هذه الدرجة أو تلك من نجاح المجموعة المجتمعية.

ومن أجل تحسين الصحة والتنمية في المجتمع ، وجدنا سبع خصائص تبدو مهمّة في تحديد ما إذا كانت الجهود المجتمعيّة ستفشل أو تنجح. وفي أبحاثنا، تمّ ربط كل من هذه "العوامل" بنسبة التغيير المجتمعي. ها هي العوامل:

  1. الرسالة المستهدفة

من أهم العوامل التي تحدّد فعالية المجموعة المجتمعية هو وجود تركيز واضح: رسالة أو مهمة مستهدَفة.

بيان الرسالة هو بيان غرض منظمتنا، وهو يعبر عما ستقوم به المنظمة، ولماذا. فالرسالة تصف مهمتنا المعيّنة وتطرح الدوافع المحدّدة التي تجمع جميع هؤلاء الذين يرغبون بإحداث الفرق.

فمثلاً، يمكن أن تكون رسالة منظمتنا ما يلي: "رسالتنا هي تخفيف تعاطي المخدرات عند المراهقين (أو الحمل المبكر عند المراهقات( في بلدة كذا من خلال جهود على صعيد المجتمع المحلّي ستؤمن تثقيفاً ودعماً للشباب وللعائلات."

نتناول تطوير الرسالة المستهدفة باستفاضة أكثر في الفصل 8، القسم 2: التصريح عن الحلم: تطوير الرؤية والرسالة

  1. تخطيط التحرك

كما ذكرنا سابقاً في هذا القسم، فالتخطيط للتحرّك يعني تحديد التغييرات المحدّدة في المجتمع المحلي أو النظام الأوسع، وكذلك خطوات العمل ذات الصلة لإحداث هذه التغييرات. في التخطيط للتحرّك، تحدّد الشراكات المجتمعيّة ما يلي:

  • التغييرات المجتمعية أو التغييرات في النظام المتوخّاة (برامج وسياسات وممارسات جديدة أو معدّلة)

  • التحركات التي ستُحدث هذه التغييرات المطلوبة

  • مَن سيقوم بهذه التحرّكات

  • بحلول متى ستنفّذ

  • ما هي الموارد اللازمة لإتمام المهمّة

عندما تكون الشراكات هي التي تضع خطة التحرّك، فإنها تكون دائما الأنجح في تغيير مجتمعاتها. تجدون مزيداً من التفاصيل عن تخطيط التحرّك في الفصل 8: بناء خطّة استراتيجية

  1. تغييرات في القيادة

إن إشراك قادة أكفّاء وملهَمين ولديهم رؤية واضحة للمنظمة يساعد على إحداث التغيير بشكل أسرع. وهؤلاء القادة يرون الشراكات المجتمعية كطريقة لتحريك المجتمع المحلّي، والاستفادة من نقاط قوة الجميع، والاحتفاء بإنجازات الأعضاء. والأرجح أن يديروا شراكات تعاونيّة فعّالة.

الجانب السلبي من ذلك طبعاً هو أنّه عندما يغادر هؤلاء القادة المنظمة فإن إنجازات المنظمة غالباً ما تعاني. لذا فإنّ إيجاد طريقة لتسهيل الانتقال وتهيئة قيادة من داخل المجموعة هي عاملٌ أساسي في المجموعات من أجل أن تكتسب حياة طويلة وناجحة. نناقش بالتفصيل أفكاراً حول رعاية القيادة في الفصل 13: أفكار توجيهية في القيادة

  1. الموارد للمحرّكين المجتمعيين

الشيء الأكيد هو أن هنالك حاجة لأشخاص يلعبون دور التحفيز: محرّكين مجتمعيين يجعلون الأمور تتحرّك فعلاً في المجتمع المحلي. إنهم من سيبدأ بتحريك كرة التحرّكات التي تقررها المجموعة. والمجموعات تُحدث تغييرات أكثر من خلال توظيف أو استقطاب محركين مجتمعيين.

  1. التوثيق والمردود (الأثر المرتجع)

من المهم توثيق جهود المجموعة ونتائجها وذلك لمعرفة ما إذا كانت جهود المجموعة المجتمعيّة تُحدث فرقاً أم لا، على أن تستخدم هذه المعلومات عن إنجازات المجموعة (في الكم أو المدّة، مثلاً) من أجل تحسين جهود المجموعة المستمرّة.

يحب أن يجري توثيق المخرجات المتوسطة، كالتغييرات المجتمعية وتغييرات النظام التي ذكرنا سابقاً. إن تتبع هذه التغييرات والمحصلة الأساسية من وراء تحقيق غايات المجموعات طويلة الأمد، قد يساعد الشراكات التعاونية على أن تفهم الجهود بأكملها، وتحتفي بها، وتحسّنها.

لمزيد من المعلومات، انظروا الفصل 39، القسم 2: توفير مردود من أجل تحسين المبادرة

  1. المساعدة التقنية

يعمل القادة الجيدون على جذب الناس الأكفّاء ذوي المهارات التي تكمّل مهارات مَن هم في المنظّمة. وبهذا ينمو أعضاء الفريق ويصبحون أقوى في عملهم.

وقد تكون المساعدة الخارجية، والتي يمكن أن تأخذ شكل المساعدة التقنية، نسمة هواء منعش للمنظمة. هذا لأنّ الكفاءات الأساسيّة اللازمة للمنظّمات المجتمعيّة تتخطّى المهمات المستهدفة والتخصصات التي يعمل فيها الناس. فمثلاً، يعتبر التخطيط للتحرّك مهمّ في عمل المجتمع على المناداة البيئية كما في العمل على استغلال الأطفال أو الصحة النفسية أو أي مسألة مجتمعيّة أخرى.

يجب أن تكون غاية المساعدة التقنيّة نفسها دائماً: بناء قدرة المجتمع المحلّي، أو الجماعة، على الاهتمام بالأمور التي تهم أعضاءه. وهذا الموقع (موقع "عدة العمل المجتمعي") هو مَثلٌ على هذه المساعدة. فعدّة العمل المجتمعي تحتوي على أكثر من 100 قسم يمكن أن تقدّم جهود دعم المساعدة التقنية.

  1. جعل المخرجات ذات قيمة

أخيراً، يستطيع المانحون والوكالات الحكومية مساعدة مَن يدعمونهم من خلال إعلان النتائج المطلوبة بوضوح ومكافأتها. فمثلاً، أعلنت مؤسسة في كنساس في الولايات المتحدة الأميركية أن متابعة التمويل هي رهن دلائل التقدّم، فكانت النتيجة أن كمّ التغيير المجتمعي زاد بشكل هائل، ويستخدم المانح نفسه الآن منحاً إضافيّة لتشجيع التقدّم.

وتشمل احتمالات مكافأة النتائج ما يلي:

  • تأمين منح إضافيّة للمجموعات التي تحقّق أهدافاً مهمّة

  • جوائز للعوائد الناتجة أي إعطاء المجتمعات المحلية تمويلاً لإعادة استثمار ما كانت جهود الوقاية قد وفّرته فعلياً

عشر توصيات لتعزيز الصحة والتنمية في المجتمع المحلي أو الجماعة

تحدّثنا في كل هذا القسم عن المجموعات الثلاث التي هي اللاعبة الأساسية في الشراكات التعاونيّة: الأعضاء المحليون في الشراكات التعاونية الحكومية والمحلية ، ومنظمات الدعم، والمانحون والوكالات الحكوميّة.

يجب أن يحصل معظم العمل وصناعة القرار داخل المجتمعات المحليّة، أو الجماعات، نفسها. لكن يمكن لكافّة هذه المجموعات أن تعمل سويّة وتساعد على خلق الظروف التي ترجّح نجاح الجهود المجتمعيّة. وبناءً على النموذج أعلاه، نقترح في ما يلي عشر توصيات لمساعدة الناس الذين يحاولون تغيير مجتمعاتهم إلى الأحسن.

  1. على العمل مع الشراكات المجتمعية والمانحين والوكالات الحكوميّة أن يطوّر خطة تسويق اجتماعية لترويج الانخراط في العمل المجتمعي.

  2. يجب أن تساعد الخطة التسويقية على إقناع أعضاء المجتمع المحلي أنّ العمل معاً لحل المشاكل العامّة يجب أن يصبح جزءاً من حياتهم اليومية.

  3. يجب أن تناقض الرسائل فكرة أنّ المجتمع المحلي لا يستطيع أن يحل مشاكله بنفسه.

  4. على الخطة أن تركز على التشجيع على انخراط المجتمع المحلي.

  5. يجب أن توجّه الرسائل بوسائل مختلفة للأعضاء المتنوعين في المجتمع المحلّي. فمثلاً، يجب أن تكون وسائل الرسائل للمراهقين مختلفة عن تلك الموجهة إلى البالغين.

  6. يجب أن تتضمن الخطة طريقة لإيصال الأمور الجيّدة التي تحصل. فقصص النجاح وسير الناس الذين حقّقوا أجازات عظيمة يجب أن يتم تشاركها مع الناس.

  7. يجب أن تستخدم حملة التسويق الاجتماعي أساليب مختلفة للتواصل، من أجل الوصول إلى أكبر عدد من الناس. فمثلاً، يمكن أن تستخدم الملصقات والرسائل عبر الإنترنت ومقالات وتعليقات في الجريدة المحلية، وغيره...

لمزيد من المعلومات حول التسويق الاجتماعي، انظروا: الفصل 45، القسم 1: فهم التسويق الاجتماعي: التشجيع على تبني واستخدام المنتجات والممارسات المقدَّرة حق قدرها

  1. إنشاء شراكات يستطيع الناس أن يعملوا من خلالها معاً لتحسين مجتمعهم المحلّي.

  2. يجب أن توجه المنح التمويلية إلى الشراكات المجتمعية الواسعة. فالشراكة الواسعة، يصبح للمجتمع المحلي، أو الجماعة، بنية قوية بشكل كافٍ لإحداث أثر على مختلف مشاكل المجتمع المحلّي.

  3. يجب أن تشمل الشراكات الناس ذوي النفوذ والناس الأكثر تأثراً بالمسألة.

  4. يجب تأمين مختلف السبل للسماح للناس بأن يكونوا جزءاً من الشراكة.

  5. على المانحين أن يحاولوا الاستثمار في المكان نفسه والسماح للعمل أن يعبر الحدود العادية. فمثلاً، غالباً ما تحصل مجموعةٌ ما في المجتمع المحلي على منحة للوقاية من الإدمان، وتحصل مجموعة أخرى على منحة لتحسين التعليم، وهكذا. نقترح هنا أن يعمل المانحون سويّة من أجل تقديم منح أكبر للشراكات المجتمعية لكي تتمكّن هذه الأخيرة أن تعمل في نفس الوقت على عدد من هذه المسائل المترابطة.

  6. تأمين المعلومات للمساعدة على تركيز الجهود على المسائل ذات التأثير الأكبر على الصحة والتنمية.

  7. على الشراكات التعاونية أن تطوّر أهدافاً مبنية على ركيزتين: مستوى مشاكل المجتمع المحلي (أي الإحصائيات) وما يعتبره أعضاء المجتمع المحلّي مهمّاً.

  8. على منظمات الدعم أن تطوّر نموذجاً للتغيير (كالذي رسمناه في هذا القسم) للمساعدة على توجيه العمل المجتمعي.

  9. دعم التخطيط للتحرّك من أجل تحسين المجتمع المحلي

  10. على التخطيط أن يبدأ باكراً وألاّ يتوقف. ويمكن لخلوات التخطيط السنوية أن تجدّد جهود المجموعة وأن تُزوَّدها بتعديلات دورية.

  11. عندما يمشي أمرٌ ما بشكل جيّد، يجب الترويج لاستخدامه على نطاق واسع. فمثلاً، إن برنامجاً تعده منظمة تكافح تعاطي المخدرات والحماية من الإيدز يمكن أن يوزع مجاناً، كجزء من برنامج الوقاية والإقلاع، حقناً سليمة على المتعاطين المشتركين في  البرنامج. من شأن ذلك خفض احتمالات الإصابة بالإيدز، وضمان التوعية وكسب من يتخلص من التعاطي إلى صفوف المشاركين في توعية الآخرين.. وفي حال حصل ذلك، يجب الترويج لهذا البرنامج في النشرات وبين الناس لكي تفعل منظمات مماثلة الأمر نفسه. مع ذلك، من الضروري التنبه إلى أن البرامج يجب أن تكيَّف لتناسب الظروف المحليّة.

  12. يجب أن يكون تركيز تخطيط التحرّك على تحويل البيئة المحيطة ما يرجّح حصول السلوكيات التي تعزّز الصحة والتنمية.

  13. من خلال تجميع معلومات مهمّة عن عوامل الحماية والخطر، يمكن للشراكات في الجهود التعاونيّة أن تركّز جهودها بشكل أفضل على البرامج أو السياسات أو الممارسات الجديدة التي ستُحدث تغييرات إيجابيّة في البيئة المحيطة.

  14. يجب على بعض التغييرات المجتمعية أن تصل إلى كافة أعضاء المجتمع المحلي، في حين تستهدف تغييرات أخرى الناس الأكثر تعرّضاً فقط.

  15. توفير استثمارات داخل الشراكات التعاونيّة كبيرة وتدوم بما يكفي لإحداث الفرق.

  16. تمويل الشراكة التعاونية لمدّة كافية لإحداث الفرق (مثلاً، من خمس إلى عشر سنوات).

  17. توفير موارد لتوظيف محرِّكين مجتمعيين يعملون كمحفزين داخل المجتمع المحلّي.

  18. يمكن للعديد من التغييرات التي تعمل عليها منظمتنا على الصعيد الأوسع أن تأخذ وقتاً طويلاً حتى تتحقق، لذا علينا أن نحرص على بناء محطّات "المكاسب الصغيرة"  حيث نكافئ بشكل دوري جهود كل من المشاركين والاحتفاء بها، ما يساهم في إبقاء المعنويات عالية فيما نسعى لحقيق غاياتنا.

  19. الترويج لإدامة الشراكات المجتمعيّة الناجحة. يجب أن تكافَأ المجموعات التي أجادت بجهود مستمرة من قبل الشركاء المموِّلين.

  20. استخدام وسائل مختلفة لبناء القدرات من أجل القيام بالعمل المجتمعي

  21. تقديم عدد من الفرص إلى الناس المنخرطين في العمل المجتمعي لكي تلتقي معاً وتتعلّم من بعضها بعضاً.

  22. استخدام التعلم عن بعد لإعطاء الناس فرصة التعلم مع بعض فيما هم يقومون بأعمال مماثلة في أمكنة مختلفة.

  23. استخدام الإنترنت لتوزيع معلومات عن "كيفيّة العمل" من أجل تطوير الكفاءات الأساسيّة في العمل المجتمعي.

  24. ربط الشراكات المجتمعية الحديثة مع تلك التي لديها خبرة أكبر، وربط قادة متمرّسين مع أجيال جديدة من القيادات.

  25. توثيق مسار تغيير المجتمع المحلي والنظام من أجل تحسين العمل المجتمع

  26. يجب أن يعمل قادة المبادرات مع ممثلين من منظمات الدعم من أجل تطوير طرق ذات دلالة لعرض المعلومات عن التغير المجتمع المحلي والنظام واستخدامها.

  27. تكريم المنظمات والأفراد الذين يحققون تغييرات ذات أهمية في مجتمعات المحلية.

  28. استخدام المعلومات عن التغيير في المجتمع المحلي والنظام للقيام بتعديلات في خطة عمل المجموعة.

  29. على الباحثين أن يراقبوا الميول في التغيير المجتمع المحلي والنظام من أجل تحديد العوامل التي يمكن أن تؤثر على التغيير المجتمعي.

  30. استخدام تقرير سنوي عن وضع الشراكة من أجل التشجيع على مساءلة أعضاء الشراكة التعاونيّة.

  31. جعل المخرجات ذات قيمة

  32. تحديد النتائج على المدى الوسطي والمدى البعيد - مثل المعدلات العالية في التغييرات المهمّة في المجتمع المحلي والنظام ربطاً بالغايات التي حدّدها المجتمع المحلي- وإعداد تقرير عنها.

  33. جعل تجديد الاستثمارات المجتمعيّة (مثلاً، تكملة المنح) مشروطاً بالبراهين عن التقدّم الذي حققته المجموعة.

  34. تأمين منح إضافيّة للتشجيع على التقدم والإنجازات اللافتة.

  35. منح جوائز على العوائد الناتجة من أجل مكافأة التحسينات في الأمر الأساسي. فمثلاً، إذا خفّ عدد معدل الإصابة بفيروس نقص المناعة المكتسب وعدد متعاطي المخدرات وكذلك عدد المتعاطين سابقاً الملتحقين ببرامج التوعية، بسبب جهود ائتلاف محلّي، نقدم للائتلاف بعض الأموال التي توفرت على المجتمع والدولة من خلال عدم دفع كلفة الرعاية.     ...

  36. بناء شراكات تعاونيّة من أجل زيادة الدعم للناس الذين يعملون لتحسين مجتمعاتهم المحليّة.

  37. بناء شراكات تعاونية واسعة بين منظمات متنوعة تمثّل كافة المجتمع المحلي فعلاً، فعلى أعضاء الشراكة تشارك المخاطر والموارد والمسؤوليات من أجل التحسين المجتمعي.

  38. على أصحاب العمل في كل مجتمعاتنا المحلّية تعديل هيكليات عملهم  من أجل دعم انخراط الجميع في الحل العام للمشاكل. فمثلاً، يمكن أن يكون للشركات سياسة مرنة تسمح للموظفين التطوّع في مجتمعهم المحلّي.

  39. على الشراكات التعاونيّة، والمنظمات الوسيطة ومنظمات الدعم، والمانحين، والوكالات الحكوميّة أن تعمل جميعها كمحفّز ومحرّك للتغيير. وهي تستطيع القيام بذلك من خلال: 1) جمع الناس حول هموم الصحة والتنمية، و2) خلق علاقات بين الناس الذين يستطيعون أن يساعدوا في طرح المسائل المجتمعيّة، 3) المساعدة على توفير الموارد التي لا يستطيع الوصول إليها إلا قلة من المجتمعات المحلية بقدرتها الذاتية.

  40. البحث المستقبلي يجب أن يساعد على فهم وتحسين العوامل التي تؤثر على الصحة المجتمعية والتنمية.

  41. تفحص ما إذا كان التخفيف من الفقر وتحسين التعليم يؤثران على مؤشرات الصحّة والتنمية على المستوى المجتمعي، وكيف يحصل ذلك.

  42. تفحّص الظروف التي تَربط تغيير المجتمع المحلّي والنظام بالتحسينات بالغايات طويلة المدى.

  43. نجعل الناس تعرف ما الذي ينفع: ما هي الممارسات الواعدة لبناء مجتمعات محلية أفضل. ويمكن أن يحصل ذلك من خلال مروحة من وسائل الإعلام المتنوعة (كالإعلام المطبوع والإذاعة المرئية والمسموعة، والجمعيّات الإعلامية المهنية، والإنترنت)

باختصار

إن مجتمعاً صحّياً هو شكلٌ من عيش الديمقراطيّة: أناس يعملون معاً لطرح ما يعنيهم. ونحن، كمواطنين، من واجبنا صوغ الظروف الأساسيّة التي تؤثّر على حياتنا مع الآخرين من خلال تحويل مجتمعاتنا، توجّهنا قيمٌ ومبادئ مشتركة تربطنا في غاية مشتركة.

ويَخلُط بناء مجتمعات أفضل السياقات المحلية والكونية، والخاصة والأعم. إن جهوداً كهذه هي مغروسة في أرض الواقع المحلي: العائلة والحي والجماعات المحلية المألوفة. ولكن، لكي نكون فعّالين، علينا أن نجمع أيضاً مجموعات متنوعة من الناس والمنظمات معاً حتى تحول الظروف الأوسع التي تؤثّر على العمل. ويتطلّب ذلك شجاعة وشَكّاً وتساؤلا في هو قائم، والإيمان بأنّنا معاً، سنحدث فرقاً.

إنّ العمل على بناء مجتمعات محليّة أفضل يأخذ وقتاً: وقتنا ووقت أطفالنا ووقت أطفال أطفالنا. وينصح مثلٌ فيقول "أنتم لستم مجبرين على إنهاء العمل، لكنكّم بالمقابل لستم أحراراً في تركه." وفي خضم الروابط الناشئة عبر المكان والزمان، ننضم إلى آخرين في محاولة بناء بيئة صالحة جديرة بأطفالنا.

نشجّع على إعادة إنتاج هذه المواد، على أن تذكروا مرجعها، "عدة العمل المجتمعي" على الموقع:

Http://ctb.ku.edu

Contributor 
سْتيفَن فوْسِيت

 

هذا القسم من عدّة العمل المجتمعي هو نسخة محرّرة من الورقة التالية (وفصل من كتاب):

 

Fawcett, S. B., Francisco, V. T., Hyra, D. S., Paine-Andrews, A., Schultz, J. A ., Russos, S., Fisher, J.L., & Evensen, P. (1998). Building Healthy Communities. Invited Address to the Kansas Conference on Health and Its Determinants. Sponsored by the Kansas Health Institute and the Kansas Health Foundation. Wichita, KS.

 

الورقة منشورة في الكتاب التالي:

A. Tarlov and R. St. Peter (Eds.) Society and Population Health. New York: New Press.

أمّا المراجع المذكورة في الورقة فهي التالية:

Aguirre-Molina, M. (1996). Community-based approaches for the prevention of alcohol, tobacco, and other drug use. Annual Review of Public Health, 17, 337-358.

Altman, D. G., Balcazar, F. E., Fawcett, S. B., Seekins, T., & Young, J. Q. (1994). Public health advocacy: Creating community change to improve health. Palo Alto, CA: Stanford Center for Research in Disease Prevention.

Barker, R. G. (1968). Ecological psychology. Stanford, CA: Stanford University Press.

Bernstein, J., & Michel, L. (1997). Has income inequality stopped growing? Monthly Labor Review, 120 (12), 3-16.

Brofenbrenner, U., McClelland, P., Wethington, E., Moen, P., & Ceci, S. J. (1996). The state of Americans: This generation and the next. New York: The Free Press.

Carroll, J. (1997). Neighborhoods and citizenship. Lecture at the Boston Public Library, Boston, Massachusetts. Broadcast by C-SPAN television network. November 15, 1997.

Citrin, T. (1998). Topics for our times: Public health--community or commodity? Reflections on Healthy Communities. American Journal of  Public Health, 88(3), 351-352.

Fawcett, S. B. (1991). Some values guiding community research and action. Journal of Applied Behavior Analysis, 24, 621-636.

Fawcett, S. B. (1999). Some lessons on community organization and change. In Rothman, J. (Ed.), Reflections on community organization: Enduring themes and critical issues. (pp. 314-334). Itasca, IL:F.E. Peacock Publishers.

Fawcett, S. B., Lewis, R. K., Paine-Andrews, A., Francisco, V. T., Richter, K. P., Williams, E. L., & Copple, B. (1997). Evaluating community coalitions for the prevention of substance abuse: The case of Project Freedom. Health Education and Behavior, 24(6), 812-828.

Fawcett, S. B., Paine-Andrews, A., Francisco, V. T., Schultz, J., Richter, K. P., Berkley-Patton,J., Fisher, J. L., Lewis, R. K.,Lopez, C. M., Russos, S., Williams, E., Harris, K. J., & Evenson, P. Evaluating community initiatives for health and development. In I. Rootman, D. McQueen etal. (Eds.) Evaluating health promotion approaches. Copenhagen, Denmark: Work Health Organization-- Europe.

Fawcett, S. B., Paine-Andrews, A., Francisco, V. T., Schultz, J. A., Richter, K . P., Lewis, R. K.,Williams, E. L., Harris, K. J., Berkley, J. Y., Fisher, J. L., & Lopez, C. M. (1995 ). Using empowerment theory to support community initiatives for health and development. American Journal of Community Psychology, 23(5), 667-697.

Fawcett, S. B., Paine, A. L., Francisco, V. T., & Vliet, M. (1993). Promoting health through community development. In D. Glenwick & L. A. Jason (Eds.), Promoting health and mental health in children, youth, and families, pp. 233-255. New York: Haworth Press.

Feinstein, J. (1993). The relationship between socioeconomic status and health: A review of the literature. Milbank Quarterly, 71, 279-322.

Francisco, V.T., Paine, A.L., & Fawcett, S. B. (1993). A methodology for monitoring and evaluating community coalitions. Health Education Research: Theory and Practice, 8(3), 403-416.

Fukuyama, F. (1995). Trust: The social virtues and the creation of prosperity. New York: The Free Press.

Green, L. W. and Kreuter, M. W. (1991). Health promotion planning: An educational and environmental approach, 2nd ed. Mountain View, CA: Mayfield.

Goodman, R. M., Speers, M. A., McLeroy, K., Fawcett, S., Kegler, M., Parker, E., Smith, S., Sterling, T., and Wallerstein, N. (1998). An initial attempt at identifying and defining the dimensions of community capacity to provide a basis for measurement. Health Education and Behavior.

Hawkins, D. & Catalano, R. (1992). Communities that care. San Francisco, CA: Jossey-Bass.

Herrnstein, R. J. & Murray, C. (1994). The bell curve: Intelligence and class in American life. New York: Free Press.

Himmelman, A.T. (1992). Communities working collaboratively for a change. (Monograph available from the author, 1406 West Lake, Suite 209, Minneapolis, MN 55408).

Institute of Medicine. (1988). The future of public health. Washington, D.C.: National Academy Press.

Institute of Medicine. (1997). Committee on Using Performance Monitoring to Improve Community Health: Durch, J.S., Bailey, L.A., & Stoto, M.A. (Eds). Improving health in the community: A role for performance monitoring. Washington, D.C.: National Academy Press.

Kaplan, G. A., Pamuk, E., Lynch, J. W., Cohen, R. D., & Balfour, J. L. (1996). Income inequality and mortality in the United States. British Medical Journal, 312, 999-1003.

Kawachi, I., Kennedy, B. P., Lochner, K., & Prothrow-Stith, D. (1997). Social capital, income inequality, and mortality. American Journal of Public Health, 87(9), 1484-1490.

Kehrer, B. H., & Wolin, C. M. (1979). Impact of income maintenance on low birthweight: Evidence from the Gary experiment. Journal of Human Resources, 14 , 435-462.

Kretzman, J. P., & McKnight, J. L. (1993). Building communities from the inside out: A path toward finding and mobilizing a community's assets. Chicago: ACTA Publications.

Lappe, F. M. & DuBois, P. M. (1994). The quickening of America: Rebuilding our nation, remaking our lives. San Francisco, CA: Jossey-Bass.

Marmot, M. G. Smith, G. D., Stansfield, S., Patel, C., North, F., Head, J. White, I., Brunner, E. & Feeney, A. (1991). Health inequality among British civil servants: The Whitehall II study. The Lancet, 337 (8), 1387-1393.

Orfield, M. (1997). Metropolitics: A regional agenda for community and stability. Washington, D.C.: Brookings Institution Press.

Paine-Andrews, A., Vincent, M. L., Fawcett, S. B., Campuzano, M. K., Harris, K., Lewis, R., Williams, E., & Fisher, J. (1996). Replicating a community-based initiative for the prevention of adolescent pregnancy: From South Carolina to Kansas. Family and Community Health, 19(1), 14-30.

Paine-Andrews, A., Harris, K. J., Fawcett, S. B., Richter, K. P., Lewis, R. K., Francisco, V. T., Johnston, J., & Coen, S. (1997). Evaluating a statewide partnership for reducing risks for chronic diseases. Journal of Community Health, 22(5), 343-359.

Putnam, R. D. (1993). Making democracy work. Princeton, NJ: Princeton University Press.

Putnam, R. D. (1995). Bowling alone: America's declining social capital. Journal of Democracy, 6(1), 64-78.

Raudenbusch, S. W. (1997). Toward a science of ecological assessment: A model for the systematic social observation of neighborhoods. Unpublished paper presented at the annual meeting of the American Society of Criminology, San Diego, November, 1997.

Rothman, J. (Ed.) (1999). Reflections on community organization: Enduring themes and critical issues. Itasca, IL: F.E. Peacock Publishers.

Ryan, W. (1971). Blaming the victim. New York: Vintage Books.

Schorr, L. B. (1997). Common purpose: Strengthening families and neighborhoods to rebuild America. New York: Anchor Books, Doubleday.

Sclove, R. E. (1995). Democracy and technology. New York: Guilford Press.

Walzer, M. (1998). Pluralism and social democracy. Dissent, Winter issue, 47-53.

Wilkinson, R. G. (1996). Unhealthy societies: The afflictions of inequality. London, England: Routledge.

Wilson, W. J. (1996). When work disappears: The world of the new urban poor. New York: Knopf.

Work Group on Health Promotion and Community Development. (March, 1998). Community Tool Box, Chapter 8, Developing a Strategic Plan [Online].

World Health Organization. (1987). Ottawa charter for health promotion. Health Promotion, 1-4, iii-v.

Yin, R. K. (1988). Case study research: Design and methods. Newbury Park, CA: Sage.