- ما هو فريق العمل أو لجنة العمل متعدّد(ة) الحقول؟
- لماذا يجب أن تشكّلوا فريق عمل أو لجنة عمل متعدّد(ة) الحقول؟
- متى يجب أن تشكّلوا فريق عمل أو لجنة عمل متعدّد(ة) الحقول؟
- مَن يمكن أن يكون جزءاً في فريق عمل أو لجنة عمل متعدّد(ة) الحقول؟
- كيف تطوّرون فريق عمل أو لجنة عمل متعدّد(ة) الحقول؟
أدرك "ائتلاف بيترسون للصحّة المجتمعية" أنّه يواجه مشكلة مجتمعية. إذ بات من الواضح أنّ إساءة استخدام الأدوية – وبشكل خاص أدوية الوصفات الطبية – في مدينة "بيترسون هاي" بدأت تخرج عن نطاق السيطرة. ففي الشهرين الماضيين، حدثت حالات استشفاء طارئة بأعداد كبيرة بعد حفلات تناول فيها فتية مضادات الاكتئاب، ومسكّنات الآلام، وعقاقير أخرى ممزوجة غالباً مع الكحول. كذلك، بدا أنّ ازدياد حالات توقيف المراهقين بسبب تجاوز الحدّ الأقصى لسرعة السير، وازدياد حوادث السير، وتزايد العنف والجرائم بين الشباب، جميعها مرتبطة باستخدام هذه المواد. إذاً، لقد حان الوقت حتماً للتصرّف.
في الواقع، كان "ائتلاف بيترسون للصحّة المجتمعية" ينفّذ عدداً من المشاريع القائمة، فقد كان يسعى إلى تحصين جميع الأطفال في المجتمع المحلّي في سنّ الخامسة، قبل تسجيلهم في المدرسة؛ ويعمل على برنامج للتوعية حول الإيدز والوقاية منه؛ كما أنّه قد شكّل لجنة للبحث عن مصادر بيئية محتملة لسرطان الثدي في المجتمع المحلّي. كان الائتلاف منهمكاً بأعمال كثيرة، ولكنّ الأعضاء في الاجتماع الشهري أدركوا أنّه لا يمكنهم إهمال مشكلة الأدوية. وكانوا بحاجة إلى مجموعة لتعالج هذه المشكلة، على أن تشمل جميع القطاعات المتأثّرة في المجتمع المحلّي.
اتّفق عضوان من الائتلاف – طبيبة وعامل اجتماعي - مع الشباب على تشكيل فريق عمل لمعالجة هذه المشكلة بالتحديد. وفكّروا في الأشخاص الآخرين الذين يجب أن يطلبوا منهم الانضمام. الشرطة ( طبعاً: فهم يهتمّون بالموضوع طوال الوقت) وعلى الأقلّ واحد من الصيادلة المحلّيين (فهم ربّما يصرفون هذه الأدوية عن غير معرفة لمراهقين يسيئون استخدامها، أو لبالغين يتناول المراهقون أدويتهم). وكان بإمكان الطبيبة أن تمثّل بنفسها الجماعة الطبية، إلا أنّها أوصت أيضاً بضمّ أحد أفراد غرف الطوارئ، وربّما أحد مدراء المستشفيات أيضاً، إذ قد تبرز الحاجة إلى تغييرات في سياسة المستشفيات. إلى جانب ذلك، كان الاتّصال بالعيادة الصحّية المحلية أمراً بديهياً. أمّا العامل الاجتماعي مع الشباب فحضّر قائمة بوكالات أخرى يجب الاتّصال بها، معنيةٍ إمّا بالشباب أو بإساءة استعمال مواد الإدمان. كذلك، يجب أن يُمثَّل المراهقون أنفسهم، والأمثل أن يقوم بذلك شباب يعلمون بما يجري ويتأثّرون به. ويجب أيضاً أن يتمّ تمثيل موظّفي المدارس والأهل.
بدأ المنظّمون يجرون اتّصالات هاتفية وحضّروا لعقد اجتماع. وفي غضون أسبوع، أصبح :فريق العمل على إساءة استخدام أدوية الوصفات الطبية" حقيقة واقعة.
إذاً، عندما تطرأ مشكلة محدّدة يكون على مبادرتكم أن تعالجها، فغالباً ما يكون السبيل الفعّال للقيام بذلك هو تشكيل فريق عمل أو لجنة عمل. وينبغي على مثل هذه الهيئة أن تُوجَّه تحديداً نحو العمل على تلك المشكلة، وإشراك مختلف قطاعات المجتمع المحلّي سواء تلك التي تتأثر بها أو تؤثر فيها بأيّ شكل من الأشكال. في هذا القسم، سنناقش ماهية فرق العمل ولجان العمل، وما الذي قد تقوم به، وكيفية تشكيلها واستخدامها.
ما هو فريق العمل أو لجنة العمل متعدّد(ة) الحقول؟
فريق العمل أو لجنة العمل (وتُسمّى أيضاً أحياناً لجنة مخصّصة أو ad hoc باللغة اللاتينية وتعني: "لهذا الغرض") هو مجموعة تشكَّل لمخاطبة مشكلة محدّدة أو إنجاز غاية محدّدة. وقد تتّخذ هذه المشكلة أو الغاية شكلين مختلفين على الأقلّ:
-
قد تكون مرتبطة بمعالجة مسألة مجتمعية/محلية محدّدة – إسكان بكلفة مقبولة، الإساءة إلى الأطفال، الكشف المبكر عن سرطان الثدي وعلاجه.
-
قد تنبع من حاجة مجموعة/ جماعة أكبر. فقد يحتاج ائتلاف ما إلى مجموعة أصغر حجماً للتركيز على المناداة مثلاً، أو لصياغة مجموعة من القوانين الداخلية.
وينبثق فريق العمل أو لجنة العمل متعدّد(ة) الحقول من جميع قطاعات المجتمع المحلّي المتأثّرة أو المعنية بالمشكلة أو الغاية التي تشكّل محور تركيز المجموعة. ففي "ائتلاف بيترسون للصحّة المجتمعية"، مثلاً، حاول قادة فريق العمل ضمّ ممثّلين عن كلّ مجموعة قد تخطر في بالهم، وتكون معنية بأيّ شكل من الأشكال بمشكلة إساءة استخدام المراهقين لأدوية الوصفات الطبية.
إلى ذلك، فإنّ فرق العمل ولجان العمل، كما يتبيّن من تسميتها، تركّز على العمل. فهدفها المحدّد هو القيام بأمر ما. ويتوقف الأمر على المسألة التي تعالجها، فقد تكون غاياتها الأوّلية محدّدة جداً (إيجاد مأوى في المجتمع المحلّي لـ15 عائلة مشرّدة على الأقلّ؛ وضع مخطّط زمني من أجل بذل جهد للتنمية الاقتصادية المجتمعية) أو تكون غاياتها عامة أكثر (مخاطبة مشكلة عنف الشباب). ولكن هدفها في الحالتين يتمثّل في تحقيق نتائج ملموسة.
بشكل عام، لا يُفترض بهذه المجموعات أن تكون دائمة. فإمّا أن تُحَلّ لدى انتهاء مهمّتها، وإما أن تتحوّل إلى مجموعة من نوع آخر. وكما سنناقش بمزيد من التفصيل لاحقاً، فقد يطلق فريق العمل تدخّلاً مجتمعياً جديداً، مثلاً. فعلى الرغم من أنّ هذا المشروع يواصل عمل فريق العمل، إلاّ أنّه قد لا يشمل أيّاً من أعضاء المجموعة الأولى، كما أنّ غايته وبنيته ستكونان مختلفتين.
وعادةً ما يشكّل فريق العمل، أو لجنة العمل، جزءاً من مبادرة أكبر حجماً – ائتلاف مجتمعي من نوع معيّن، أو لجنة حكومية محلّية أو غير ذلك،... قد يكون واحداً من هذه المجموعات الكثيرة المنبثقة من المبادرة والتي تهتمّ كلّ منها بمسألة أو غاية مختلفة. وقد يعمل منفرداً، أو قد يُفرض عليه الحصول على موافقة المجموعة الأكبر قبل القيام بأيّ خطوة.
يشغّل ائتلاف شمال كابين المجتمعي (في شمال وسط ولاية ماساشوسيتس) بشكل منتظم عدداً من فرق العمل العاملة على مسائل مجتمعية محدّدة. وتشمل مهام بعض فرق العمل السابقة والحالية: المعلومات والإحالة، والاعتداء الجنسي على الأطغال، والتشرّد، وعلاقات الشباب – المجتمعي المحلي.
لماذا يجب أن تشكّلوا فريق عمل أو لجنة عمل متعدّد(ة) الحقول؟
ثمّة فعلاً سؤالان هنا، سننظر في كلّ منهما على حدة:
-
لماذا يجب تشكيل فريق عمل أو لجنة عمل؟
-
لماذا يجب أن يكون فريق العمل أو لجنة العمل مجموعة متعدّدة الحقول؟
لماذا يجب تشكيل فريق عمل أو لجنة عمل؟
ثمّة عدد من الأسباب التي تفسّر لماذا قد تحتاجون إلى تشكيل فريق عمل أو لجنة عمل، بدلاً من معالجة المسألة المطروحة ضمن مجموعة أكبر.
-
فرق العمل أو لجان العمل يمكن أن تجعل من الممكن لمجموعات الأهالي أن تركّز على النواحي التي تتطلّب أكبر قدر من الانتباه، أو انتباهاً فورياً، مع مخاطبة همومهم الأخرى في الوقت نفسه.
-
يمكن لفريق العمل أو لجنة العمل التركيز على المسألة المحدّدة، بدلاً من الانشداد إلى توجّهات كثيرة كما قد تفعل المجموعة الأكبر.
-
بشكل عام، يمكن لأداء المجموعة الصغيرة أن يكون أكثر كفاءةً من المجموعة الكبيرة في إنجاز الأمور.
-
إنّ فرق العمل ولجان العمل تعطي الناس فرصة للتركيز على مجالات اهتمامهم الرئيسية، والمساهمة بمزيد من الفعالية في عمل المجموعة الأكبر.
-
يمكن لفرق العمل ولجان العمل أن تجذب الأعضاء الذين قد لا يكونون مهتمّين بالمجموعة الأكبر وذلك من أجل العمل فقط على المسألة المحدّدة التي تهمّهم. وبالتالي، يستفيد المجتمع المحلّي من مواهبهم وخبرتهم على الرغم من أنّهم ليسوا من أعضاء المجموعة الأكبر.
لماذا يجب أن يكون فريق العمل أو لجنة العمل متعدّد(ة) الحقول؟
إنّ ضمَّ أشخاصٍ من أكبر عدد ممكن من قطاعات المجتمع المحلّي يُعتبر في أغلب الأحيان أكثر أخلاقيةً وفعاليةً من استبعادهم. ويصحّ ذلك بشكل خاص لدى تكوين فرق عمل أو لجان عمل ترمي إلى إنجاز غايات محدّدة في مجتمع محلّي معيّن.
ميزات فريق العمل أو لجنة العمل متعدّد(ة) الحقول
-
إنّ العمل المجتمعي يتطلّب عادةً الدعم، وكثيراً ما يتطلب المشاركة، من قبل جميع أصحاب المصلحة لكي يكون ناجحاً.
"أصحاب المصلحة" هو مصطلح مستخدم في "عدّة العمل المجتمعي"، وهو يرمز إلى المتأثّرين مباشرةً بمسألة محدّدة أو الذين لديهم اهتمام بها. فأصحاب المصلحة في نقاش عن التمييز في الإسكان مثلاً، لا يشملون فقط أعضاء مجموعات الأقليات التي تعاني التمييز، بل الوكالات التنفيذية المناهضة للتمييز أيضاً ، والسلطات المسؤولة عن الإسكان، والسماسرة وموظّفيهم، ومالكي العقارات، والشرطة (التي قد تتلقّى أوّل اتّصال للشكوى من التمييز)، ووكالات الخدمات القانونية، وحتّى مالكي المنازل في حيّ سكني محدّد (الذين قد يكون لهم مواقف حادة – من دون أن يتمتعوا بالضرورة بالكثير من المعلومات – حول ضمّ الأقلّيات أو استبعادهم، وما الذي سيعنيه ذلك بالنسبة إلى قيمة ممتلكاتهم العقارية).
-
إنّ إشراك جميع أصحاب المصلحة في التخطيط لأيّ عمل وتنفيذه يعني أنّهم سيتبنّون هذه الخطط والأعمال. فسيكونون أكثر حرصاً بكثير على التأكّد من نجاح العمل لأنّه عملهم، بدلاً من أن يكون أمراً مفروضاً عليهم من قبل "الخبراء" أو سلطة أخرى.
-
إنّ إشراك قطاعات كثيرة من المجتمع المحلّي قد يجلب معه المعلومات والآراء المستنيرة التي لدى هذه القطاعات المختلفة حول المسألة. والمزيد من المعلومات والآراء المستنيرة يقود إلى تخطيط أفضل وفرص أكبر لنجاح العمل.
-
إنّ وجهات نظر القطاعات المتنوّعة في تاريخ المجتمع المحلّي وشخصياته قد تساعد المجموعة على فهم المسألة فعلياً، بما في ذلك الأمور الحيوية الصغيرة التي قد تُهمل في حال غابت وجهات النظر هذه. (إن اتفاق شخصين جيّداً يمكن أن يحدّد ما إذا كانت خطّة معيّنة قابلة للتطبيق، مثلاً. كذلك، إنّ الأشخاص الساكنين في المحيط والذين يألفون الشخصيات المعنية يكونون أكثر قدرة من اختصاصيي الصحّة مثلاً، على معرفة هذا النوع من الأمور.)
-
إشراك قطاعات كثيرة في فريق العمل أو لجنة العمل سيولّد التعاون والدعم من المجتمع المحلّي للإجراءات المتّخذة.
-
إنّ المشاركة متعدّدة الحقول تفيد المبادرة الأكبر والمجتمع المحلّي أيضاً، لأنّها تجمع أفراداً ومجموعات قد لا يتواصلون كثيراً في ما بينهم أو قد لا يثقون ببعضهم البعض في ظروف أخرى. أمّا ضمن عمل فريق العمل أو لجنة العمل، فتُتاح لهم فرصة التعرّف إلى بعضهم البعض وتطوير الثقة والاحترام المتبادلين.
-
أخيراً، إنّ إشراك الناس في القرارات التي تؤثّر على حياتهم هو بكلّ بساطة أمر عادل ومنطقي. فإذا اشتركت هذه المجموعات في التخطيط للقرارات وتنفيذها، فإنّ هذه القرارات ستخاطب المسألة بواقعية أكبر على الأرجح، وستأخذ في الحسبان الاحتياجات المشروعة للمجموعات المتأثّرة.
السلبيات المحتملة للمجموعة متعدّدة الحقول
على الرغم من وجود الكثير من الأسباب المقنعة لتشكيل المجموعات متعدّدة الحقول، غير أنّ هذه المجموعات قد ترافقها أيضاً صعوبات محتملة. فحتّى لو كنتم تفهمون تاريخ مجتمعكم المحلّي ووضعه الحالي قبل البدء بتكوين مثل هذه المجموعة، فقد تعترض سبيلكم بعض المشكلات:
-
قد توجد أشكال من العداوة وعدم الثقة بين شرائح من المجتمع المحلّي تكون عادةً على خلاف أو لا تتواصل كثيراً في ما بينها. قد كون بعضها واضحا – التوتّرات العرقية أو الإثنية، والنزاعات بين الأجيال – فيما بعضها الآخر غير واضح، أو ربّما كان صادرا عن جهة واحدة. فالأشخاص ذوو الدخل المنخفض قد لا يثقون بأعضاء المجموعات الأكثر ثراءً مثلاً، حتّى ولو كانت نيات هؤلاء الأعضاء حسنة ولو كانوا يحاولون أن يتصرّفوا بانفتاح ورحابة صدر. والسياسيون المهتمّون بصدق بحلّ المشكلة قد يكونون محطّ ريبة. والأكاديميون قد يحتقرون رجال الأعمال، أو العكس بالعكس. إذاً، يجب حلّ مجالات النزاع هذه لكي تعمل المجموعة بشكل جيّد.
قد نجد خلافاً عميق الجذور حول كيفية معالجة المسألة. فالشرطة قد ترى أنّ الحلّ لمشكلة الأدوية يكمن في زيادة التشدّد في التنفيذ، في حين أنّ الاختصاصيين الطبيين يعتبرون أنّ العلاج هو الحلّ، أمّا مزوّدو الخدمات الإنسانية فقد يختارون مخاطبة الأسباب الكامنة – الفقر، اليأس، البطالة، الإساءة إلى الأطفال، التربية والتعليم، وما إلى ذلك.
الإجابة البسيطة في وضع كهذا قد تبدو أنّها "جميع ما سبق من حلول". فإذا تشدّدتم في التنفيذ، وقدّمتم العلاج، عالجتم الأسباب الكامنة، تحرزون بعض التقدّم. ومع أنّ ذلك صحيح، إلا أنه عليكم تأخذوا أيضاً بعين الاعتبار هنا توافر الموارد وفقدان التركيز.
فمن أجل مراعاة التنفيذ، والعلاج، والأسباب الكامنة في آن معاً، ستحتاجون إلى المال وإلى وقت من الموظّفين في عدد من المصادر المختلفة. إضافةً إلى ذلك، إذا ما حاولتم التركيز على جميع هذه المجالات الثلاثة في وقت واحد (في حين أن كلاً منها يشكّل موضوعاً كبيراً في حد ذاته)، فإنّكم تخاطرون بتبديد جهودكم وتشتيتها بحيث لا يمكنكم أن تكونوا فعّالين في أيّ شيء. إن فرق العمل أو لجان العمل تحقّق نجاحها الأفضل عادةً عندما تكون غاياتها واضحة، ومحدّدة ومركَّزة جيّداً.
يحتّم كلّ ذلك على مجموعتكم ضرورة التوفيق نوعاً ما بين وجهات نظر مختلفة تجاه العالم وتجاه المسألة المطروحة. ليس الأمر مستحيلاً، نظراً إلى حسن النية على الصعد كافة... ولكنّ الأمر ليس سهلاً أيضاً. فهو يتطلّب قيادة جيّدة، وهذا موضوع سنبحث فيه لاحقاً في هذا القسم.
-
قد يختلف الأفراد أو المجموعات كثيراً من حيث مستويات الالتزام بعمل فريق العمل أو لجنة العمل. وقد يؤدّي ذلك إلى مشكلات في المجموعة الصغيرة نسبياً حيث يعتمد الكلّ على بعضهم البعض لإنجاز المهام.
-
قد تبرز اختلافات من حيث مستويات التمرّس، والتعليم، و"مهارات العمل الجماعي" بين أعضاء المجموعة المنتمين إلى قطاعات مختلفة من المجتمع المحلّي. ومن أجل ضمان الاستفادة من قدرات الجميع، فقد يحتاج بعض الأشخاص إلى الدعم، أو التشجيع، أو الإرشاد، أو التدريب، لكي يشعروا بالارتياح للمشاركة.
يمكن النظر إلى هذا الوضع إمّا كمشكلة محتملة وإما كميزة محتملة. فلا شكّ في أنّه قد يؤثّر سلباً على المجموعة إنْ لم يُعالج بشكل جيّد، إلا أنّه يوفّر أيضاً فرصة لتطوير القيادة ضمن المجتمع المحلّي.
متى يجب أن تشكّلوا فريق عمل أو لجنة عمل متعدّد(ة) الحقول؟
يمكن مخاطبة بعض المسائل ضمن سياق مبادرة أكبر، أو بكلّ بساطة من خلال إيجاد المزيد من الموارد للمنظّمات أو الخدمات القائمة. فما هو التوقيت الأفضل لكي يتعامل فريق عمل أو لجنة عمل متعدّد(ة) الحقول مع مسألة معيّنة؟ في ما يلي بعض الاحتمالات:
-
عندما تقوم المبادرة ككل ّبتحديد مسألة معيّنة تقع في إطار مهمتها الأوسع تكون هي المسألة التي يجب الاهتمام بها. وكما ذكرنا سابقاً، قد تكون هذه المسألة مشكلة مجتمعية، كإساءة استعمال مواد الإدمان، أو قد تكون حاجة داخلية للمبادرة – المناداة، توظيف أعضاء جدد،... وفي الحالتين، تكون المسألة مهمّة لكي تخاطبها المبادرة، ولكنّها محدّدة جداً بحيث لا يمكن للمجموعة كلّها أن تعمل عليها.
-
عندما تشير معلومات جديدة إلى أمر لا يمكن تجاهله في المجتمع المحلّي.
في أواخر الثمانينات من القرن الماضي، وجد "ائتلاف شمال كابين المجتمعي" الذي ذكرناه سابقاً أنّ بلدة واحدة في المنطقة يبلغ عدد سكانها ما يزيد قليلاً عن 10 آلاف نسمة تسجّل ثالث أعلى نسبة من حالات الاعتداء الجنسي على الأطفال بين المجتمعات المحلّية في الولاية. وإذ بدا من الواضح أنّه يجب التحرّك في أسرع وقت ممكن، عمد الائتلاف فوراً إلى تشكيل فريق عمل معني بالاعتداء الجنسي على الأطفال ضمّ الشرطة، وجميع وكالات الخدمات الإنسانية ذات الصلة، ووكالات حماية الطفل في الولاية، والأهل، والمدارس، والمستشفى المحلّي، والمركز الصحّي المجتمعي، والجمعيات الشبابية الدينية، وغيرهم من الأطراف المهتمّة.
- عندما يدرك فريق عمل أو لجنة عمل قائم(ة) أنّه لا يمكن إنجاز العمل من دون معالجة ناحية أخرى مرتبطة بمحور التركيز الخاص.
قد يجد فريق عمل معني بالاعتداء الجنسي على الأطفال، كالذي ذكرناه سابقاً، مثلاً، أنّ نسبة كبيرة من حالات الاعتداء الجنسي على الأطفال مرتبطة بالكحول (كما وجد فريق عمل شمال كابين). عندئذٍ، قد تقوم المبادرة، بإلحاح من فريق العمل، بتشكيل فريق عمل آخر لمخاطبة إساءة استخدام الكحول في المجتمع المحلّي.
-
عندما يؤدّي وضع صعب أو عمل حرج صادر عن كيان خارجي، إلى لفت الانتباه إلى مسألة محدّدة تبدو فجأةً أكثر أهمية. فإذا أوقفت الدولة التمويل الصحّي لمجتمعكم المحلّي مثلاً، فقد ترغب مبادرتكم في تشكيل فريق عمل للمناداة من أجل تحريك جهد محلّي لاسترجاعه.
-
عندما ترى مجموعة قائمة ضمن مبادرة أكبر، مسألةً تريد التركيز عليها بشكل خاص. فإذا كانت القوّة المحرّكة لفريق العمل أو لجنة العمل صادرةً عن الكثير من أعضائه المحتملين، فمن المرجح أنّهم سيركّزون وسيعملون بجهد، وأنّ جهودهم ستكون فعّالة.
قد تظهر مشكلة هنا إذا لم تكن المسألة تتطلّب الانتباه بشكل خاص، لأنّها تُشتَّت طاقة أعضاء فريق العمل أو لجنة العمل المستقلّة عن اهتمامات أكثر أهمية. في هذه الحالة، قد يحاول قادة المجموعة الأكبر – بطريقة ديبلوماسية – إعادة توجيه فريق العمل في اتجاه مناسب أكثر.
مَن يمكن أن يكون جزءاً في فريق عمل أو لجنة عمل متعدّد(ة) الحقول؟
إذا أردنا الإجابة باختصار عن السؤال: "مَن يمكن أن ينضمّ إلى فريق عمل أو لجنة عمل متعدّد(ة) الحقول؟" فالإجابة ستكون: أي شخص تقريباً. في ما يلي بعض الاعتبارات عندما تبحثون عن الأعضاء:
ابحثوا عن أعضاء ليسوا جزءاً من المجموعة الأكبر التي ينتمي إليها فريق العمل أو لجنة العمل.
المعيار الوحيد للعضوية هو اهتمامهم بالمسألة واستعدادهم للعمل عليها. يمكنكم تجنيد الأصدقاء والجيران، والمشاركين في البرنامج، والسياسيين – أيّ كلّ شخص يستطيع أن يقدّم المساعدة.
ابحثوا عن أصحاب المصلحة والأطراف المهتمّة الأخرى. قد يشمل أصحاب المصلحة:
-
المتأثّرين مباشرةً بالمسألة.
-
الفئات المستهدفة.
-
العاملين مع المتأثّرين مباشرةً.
-
المسؤولين عن المسألة في المجتمع المحلّي. إذا كانت المسألة تتعلّق بالقانون مثلاً، كما في حالة إساءة استخدام الأدوية، فقد يكون أفراد الشرطة وموظّفو المحاكم أعضاءً مناسبين لفريق العمل.
-
المتأثّرين بطريقة غير مباشرة أو ثانوية. فالشركات تتأثّر مثلاً بانخفاض معدّلات التعلّم لأنّه لا تعود يمكنها إيجاد عاملين يتمتّعون بالمهارات المطلوبة.
-
المواطنين المهتمّين قد لا يكون لهم شأن محدّد في المسألة، ولكنّهم قد يرونها بمثابة مشكلة مجتمعية، أي بمثابة أمر يجب أن يهتمّوا به.
ابحثوا عن أشخاص قد يكونون مفيدين للجهد المبذول.
ربّما لا يكونوا من أصحاب المصلحة، ولكنّهم قد يستطيعون تقديم الدعم والمصداقية، فضلاً عن الموارد. في ما يلي بعض الأمثلة:
-
كبار رجال الأعمال.
-
رجال الدين وغيرهم من قادة الجماعات الدينية.
-
المسؤولون المحلّيون أو المسؤولون في الدولة.
-
أشخاص قد لا يحتلّون مناصب رسمية، ولكنّهم يحظون بمكانة مرموقة في المجتمع المحلّي.
-
الأشخاص الذين يُتاح لهم الوصول إلى المال أو موارد أخرى.
-
الأشخاص الذين يُتاح لهم الوصول إلى السلطة.
-
الأشخاص الذين يُتاح لهم الوصول إلى الفئة المستهدفة.
احرصوا على إشراك أشخاص من قطاعات مختلفة.
في ما يلي بعض الأمثلة على قطاعات المجتمع المحلّي المختلفة:
-
الشباب
-
البالغون الأكبر سنّاً
-
قطاع الأعمال
-
الإعلام
-
المدارس
-
منظّمات خدمة الشباب
-
وكالات تنفيذ القانون
-
المنظّمات الدينية أو الأخوية
-
المجموعات الأهلية والتطوّعية
-
المهنيون في الرعاية الصحّية
-
الوكالات الحكومية الوطنية، أو المحلّية، أو القبلية
-
المنظّمات المجتمعية او المحلية
ختاماً، إنّ ضمّ مختلف قطاعات المجتمع المحلّي في فريق عملكم أو لجنة عملكم يعني زيادة الوصول إلى قطاعات مختلفة من المجتمع المحلّي، وزيادة المصداقية بين هذه القطاعات، ومعلومات أكثر وأفضل، والمزيد من فرص الدعم المجتمعي والنجاح، في نهاية المطاف.
كيف تطوّرون فريق عمل أو لجنة عمل متعدّد(ة) الحقول؟
إذا قرّرتم أنّكم تحتاجون إلى فريق عمل أو لجنة عمل للاهتمام بمسألة معيّنة لمبادرتكم، فما الذي يجب أن تفعلوه بعد ذلك؟
في الواقع، ثمّة عدد من الخطوات التي يجب أن تتّخذوها من أجل تشكيل مجموعة وجعلها تعمل. وهذه الخطوات لا تختلف أساساً عن الخطوات التي قد تتّخذها مجموعة أكبر لتحديد غاياتها وأعمالها. يُرجى مراجعة الفصل 8: بناء خطّة استراتيجية، لمزيد من المعلومات.
حدّدوا علاقة فريق عملكم أو لجنة عملكم بالمجموعة الأكبر:
كيف ستعملون ضمن سياق المبادرة؟ ثمّة مجموعة واسعة من الخيارات هنا، بدءاً بالاستقلالية التامة وصولاً إلى ضرورة المراجعة قبل اتّخاذ أيّ خطوة. وفي ما يلي ثلاثة نماذج شائعة:
-
يعمل فريق العمل أو لجنة العمل باستقلالية: في هذه الحالة، تقوم المجموعة الأكبر بتفويض المسألة المطروحة لفريق العمل الذي يعمل عليها. وقد يعود الفريق إلى المبادرة لطلب المساعدة، أو الدعم، أو الموارد، أو ليقدم تقريراً عن تقدّمه، لكنّه يتّخذ بنفسه القرارات بشأن كيفية العمل.
-
يعمل فريق العمل باستقلالية معتدلة، ولكنّه يقدّم تقريراً للمجموعة الأكبر بشكل منتظم: لا يحتاج إلى الموافقة للقيام بغالبية الأمور، ولكنّه لا يستطيع إلزام المبادرة بأيّ شيء أو التصرّف باسمها من دون الحصول على إذن رسمي.
يجب أن تقرّروا مسبقاً ما الذي يستطيع فريق العمل القيام به بمفرده، وما الذي يتطلّب الحصول على الموافقة، ومَن يمكنه إعطاء هذا الإذن الرسمي. في حالة الائتلاف مثلاً، قد يصدر الإذن عن المنسّق، أو لجنة توجيهية، أو مجلس تنفيذي، أو تصويت من قبل جميع الأعضاء.
وفور اتّخاذ قرار حول كيفية عمل فرق العمل، يبقى هذا القرار سارياً عادةً لجميع فرق العمل ولجان العمل المستقبلية التابعة للمبادرة، إلا في حال بروز الحاجة إلى أمر مختلف في ظلّ ظرف محدّد.
-
يحتاج فريق العمل إلى إذن لاتّخاذ أيّ خطوة عمل: إذا كان الفريق يعمل بهذه الطريقة، فالأرجح أن يرسم خطّة ويحصل على موافقة المجموعة الأكبر. بعد ذلك، لا يرجع إلى المجموعة الأكبر إلا إذا تغيّرت الخطّة.
بشكل عام، كلّما استقلّ فريق العمل، زادت فعاليته، لأنّه يحتاج إلى العمل بسرعة في فترات معيّنة. ولكن في الوقت نفسه، كلّما كانت المجموعة الأكبر مطّلعة على ما يجري، زاد دعمها وحضورها للمساعدة عند الحاجة. وثمّة طريقة معقولة للتوفيق بين الاستقلالية وإشراك المجموعة الأكبر، وهي وضع آلية لمراجعة المجموعة تسمح أيضاً بالسرعة عند الضرورة. وقد يعني ذلك تدقيق العمل مع شخص واحد أو شخصين، أو مع لجنة تنفيذية صغيرة.
عليكم أن تجدوا الأشخاص المناسبين لقيادة فريق عملكم أو لجنة عملكم:
يحتاج الشخص/الأشخاص الذي(ن) تختارونه(م) إلى خاصتين:
-
يجب أن يتمتّع الشخص، أو أن يكون قادراً على بناء المصداقية مع جميع قطاعات السكان التي تحتاجون إلى تستمدوا الأشخاص منها. (قد يعني ذلك أنّه شخص خارجي، أو طرف حيادي لا تربطه صلة بأيّ مجموعة محدّدة؛ أو قد يكون بكلّ بساطة شخصاً معروفاً في المجتمع المحلّي بعدله ونزاهته؛ أو شخصاً يحبّه الجميع.)
-
يجب أن يكون ميسّراً جيّداً يمكنه التعامل مع النزاعات وإبقاء أعضاء المجموعة ثابتين على الطريق الصحيح ومركّزين على التوجّه نفسه.
استناداً إلى هذه المواصفات، قد يكون القائد المحتمل:
-
منسّق الائتلاف أو المبادرة.
-
الشخص/الأشخاص المعني(ون) أكثر من غيره(م) بالمسألة، أو الأكثر مصداقية فيها.
-
الشخص/ الأشخاص الأفضل لتوضيح المهمّة ورؤية المسار لإنجازها.
-
مجموعة تمثّل قطاعات مختلفة من المجتمع المحلّي.
-
قد يُقاد فريق العمل أو لجنة العمل بطريقة تعاونية من قبل جميع أعضائه. (ولكنّكم ستحتاجون مع ذلك إلى ميسّر، إلا أنّ هذا الشخص قد يتغيّر من اجتماع إلى آخر). يُرجى مراجعة الفصل 13، القسم 12: القيادة التعاونية: القيادة كمشروع تعاوني، لمزيد من المعلومات حول هذه العملية.
حدّدوا الأفراد أو المجموعات الذين لا يستطيع فريق عملكم التخلّي عن مشاركتهم:
الأسئلة التي يجب طرحها هنا هي:
-
مَن هم أصحاب المصلحة الفعليون في هذه المسألة؟
-
مَن هم صانعو السياسات، وأصحاب النفوذ، وغيرهم ممّن يُعتبر إذنهم، أو دعمهم، أو عضويتهم ضرورياً للقيام بأيّ أمر؟
-
مَن سيقوم فعلياً بتنفيذ أيّ تغييرات أو إصلاحات ينجح فريق عملكم في بنائها؟
حضّروا قائمة فعلية تشمل أسماء الأفراد – إذا لم تتمكّنوا من تحديد فرد واحد – وأسماء المجموعات أو قطاعات المجتمع المحلّي التي يجب إشراكها. ويمكنكم أيضاً أن تطلبوا من أعضاء المبادرة الآخرين، ومعارفكم في المجتمع المحلّي، وأيّ شخص آخر تعرفونه، أن يساعدكم على تحديد أشخاص معيّنين للاتّصال بهم حيثما أمكنكم.
وثمّة أشخاص تُعتبر مشاركتهم المباشرة أساسية، ولكن ثمّة آخرون قد يكونون مثاليين أيضاً حتّى ولو لم يشكّلوا عنصراً ضرورياً جداً للنجاح. فلا تنسوا القائمة أعلاه التي تعدّد الأشخاص الذين يمكنهم المساعدة.
وَظّفوا أعضاء لفريق عملكم أو لجنة عملكم:
استخدموا قائمتكم ومعارفكم للتواصل مع الناس. قد يكون الكثير منهم مشتركين مسبقاً في المبادرة، ولكنّ الكثير منهم أيضاً ليسوا مشتركين. وحيث يكون هناك فرد مُدرَج على أنّه الممثّل الأفضل لمجموعة ما أو شريحة محدّدة من المجتمع المحلّي، من المفيد أن يكون لديكم أيضاً خيارات ثانية وثالثة من هذه المجموعة. فضلاَ عن ذلك، حتّى لو لم يتمكّن أشخاص من أن يصبحوا أعضاء بأنفسهم، قد تكون لديهم أفكار عن آخرين يمكنهم أن يشكّلوا إضافات جيّدة لفريق عملكم. إذن، لا تتردّدوا واطلبوا منهم اقتراح الأسماء.
إنأفضل طريقة لتوظيف الأشخاص هي التواصل الشخصي دائماً. والمثالي أن يكون التواصل الأوّل مع أحد يعرفه الشخص من قبل، ولكنّ "الاتّصال البارد" – كالزيارة الشخصية أو الاتّصال الهاتفي بشخص لا تعرفونه – ما زال أفضل من الرسالة الالكترونية أو الرسالة العادية. يُرجى مراجعة الفصل 7: التشجيع على الانخراط في العمل المجتمعي للمزيد عن التوظيف.
اجمعوا المجموعة وحدّدوا الغاية منها:
المسألة معروفة، ولكن ما هي المقاربة التي ستتّبعونها، وما الذي ستفعلونه بشأن هذه المسألة؟
في الواقع، يجري تشكيل بعض فرق العمل أو لجان العمل لدرس مسألة معيّنة، أو للتأثير فيها بطريقة غير مباشرة، أو لاتّخاذ تدابير فورية ومباشرة. إذاً، ينبغي على الأعضاء أن يقرّروا ما الذي سيفعلونه. لتحقيق ذلك، يقضي أحد النماذج بأن يعمل فريق العمل معاً كمجموعة للتخطيط لمسار عمله:
يقضي النموذج أدناه أيضاً بأن يؤدّي شخص ما دور الميسّر لتوجيه المجموعة في خلال المسار. وهو موجّه للمجموعة التي تسعى إلى معالجة مسألة مجتمعية – كعنف الشباب، أو التشرّد، الخ. أمّا إذا كانت غاية فريق العمل أو لجنة العمل محدّدة جداً، كصياغة القوانين الداخلية، فلن يحتاج إلى اتّباع هذا المسار كلّه.
-
حدّدوا المشكلة أو المسألة بوضوح.
-
تصوّروا الحلّ المثالي – كيف تريدون أن تبدو الأمور أو أن تصبح عندما تنهون عملكم؟
-
ابدأوا بالحلّ ثمّ عودوا إلى الوراء: ما هي الأمور التي يجب أن تحصل للانتقال ممّا أنتم عليه الآن إلى الحلّ الذي تصوّرتموه.
-
ارسموا المحطّات الرئيسية – أو الإنجازات على طول الطريق – بين ما أنتم عليه الآن وما تريدون التوصّل إليه.
-
تبادلوا الأفكار أو اختاروا طريقة أخرى لتحديد الطرق لبلوغ كلّ محطّة رئيسية انطلاقاً من المحطّة التي تسبقها، وبلوغ غايتكم النهائية.
-
حدّدوا ما إذا كانت خطّتكم تعني أنّه يجب معالجة مسائل أخرى أيضاً (ليس بالضرورة على يد هذه المجموعة)، أو ما إذا كان يجب ضمّ أشخاص آخرين، وقرّروا كيفية التعامل مع هذه الحقائق.
-
حدّدوا الموارد التي ستحتاجون إليها للوصول إلى كلّ محطّة رئيسية، وقرّروا – بواقعية – مقدار ما يمكنكم الحصول عليه. وعدّلوا غاياتكم الفعلية وفقاً لذلك.
-
صِيْغوا خطّة مبنية على ما توصّلتم إليه. يجب أن تتضمّن مخطّطاً زمنياً للفترة التي تتوقّعون أنّكم ستبلغون فيها كلّ محطّة رئيسية، ومتى تتوقّعون بلوغ غايتكم النهائية.
لا تنسوا أبداً أنّ مثل هذه الخطّة هي بمثابة مبدأ توجيهي. فكلّ أمر يستغرق دائماً أكثر ممّا تتوقّعونه أو تريدونه. فالهدف هنا هو أن تعطوا لأنفسكم، والمبادرة، فكرة مبدئية عمّا تفعلونه وكم قد يستغرق من الوقت. في الواقع، لن يتغيّر مخطّطكم الزمني فحسب، بل خطّتكم ستتغيّر أيضاً. إذا كانت الخطّة جيّدة منذ البداية، فقد تستمرّ عناصرها الرئيسية من دون أن تتأثّر بواقع مجرى الأمور، ولكنّ الكثير سيكون مختلفاً عندما تبلغون غايتكم. فكلّ خطّة يجب أن تتميّز بمرونة التكيّف مع تغيّرات الظروف ومع الأمور التي لم تتوقعوها أو لم تعلموا بها.
-
قَدّموا خطّتكم للمجموعة الأكبر. فحتّى لو كنتم تتمتّعون بحرية العمل باستقلالية، من المفيد أن تسمعوا آراء الآخرين. كذلك، من المفيد لكم وللمبادرة ككلّ أن يكون الجميع على علم بما يجري، لا سيّما إذا كنتم تحتاجون إلى المساعدة من فرق عمل أخرى أو من أعضاء آخرين في المبادرة.
في هذه المرحلة، تكونون قد طوّرتم فريق عملكم - أو لجنة عملكم - وأطلقتموه. ولكنّ عملكم بالكاد قد بدأ ، فما زال أمامكم عدد من الخطوات قبل أن ينتهي فعلاً عمل الفريق. سنناقش هذه الخطوات بإيجاز.
طبّقوا خطّتكم.
اتّخذوا الإجراءات لبلوغ محطّاتكم الرئيسية وغايتكم النهائية.
قيّموا خطّتكم وأعمالكم وعدّلوها.
كما ذكرنا في الإطار أعلاه: لا توجد خطّة مثالية. ويحتوي كلّ فصل في "عدّة العمل المجتمعي" على مراجع كثيرة لتقييم الخطط، والبرامج، والعمليات بشكل منتظم، كما أنّ أربعة فصول من "عدّة العمل المجتمعي" ( الفصول 36-39) لا تعالج سوى هذا الموضوع. وتعطيكم هذه التقييمات فرصة لرؤية ما ينجح، وما يجب تغييره، وما هي الافتراضات الخاطئة أو التي لم تعد تنطبق. والأهمّ من ذلك كلّه أنّ التقييم يمكّنكم من تعديل ما تفعلونه وتحسينه.
احتفلوا بالنجاحات على طول الطريق:
احتفلوا ببلوغ المحطّات الرئيسية بحفلات أو لقاءات رسمية. قدّموا الجوائز لأعضاء فريق العمل والمتطوّعين من المجتمع المحلّي، وأيّ شخص آخر يستحقّها. وأعلنوا عن نجاحاتكم لزملائكم. كذلك، استخدموا الإعلام لإخبار المجتمع المحلّي عنها.
في الواقع، تشجّع الاحتفالات الناس على المضي في العمل، وتذكّرهم بالسبب الذي دفعهم إلى تخصيص كلّ هذا الوقت لّه. كذلك، فهي تخلق محطّات على طريق النجاح لكي لا يبدو هذا الطريق طويلاً جداً. إلى ذلك، إنّ الاحتفالات تُشعِر الناس بالرضا عن أنفسهم وعمّا يقومون به، وتُذكّر المجتمع المحلّي بوجودكم. (للاطّلاع على المزيد عن هذا الموضوع يُرجى مراجعة الفصل 41: مكافأة الإنجازات)
بعد بلوغ غايتكم – أو الأفضل، قبل ذلك بكثير – عليكم أن تجدوا طريقة لمأسسة كلّ ما هو ضروري للاستمرار في مخاطبة المسألة:
في العادة، يجري حَلّ فرق العمل ولجان العمل بعد بلوغ غاياتها. غير أنّه من عادة المسائل المتعلّقة بالصحّة العامة والمسائل المجتمعية ألا "تُحَلّ" أبداً. فطالما أنّكم تعملون على معالجة هذه المسائل فإنه يمكنكم الحرص على أن يستمرّ سير الأمور بسلاسة. ولكن، ما إن تتوقّفوا حتّى تبرز هذه المسائل مجدّداً، كأنّها تنتظر رحيلكم لتعود فتظهر.
ثمّة بعض الطرق التي تمكّن فريق العمل - أو لجنة العمل - من التأكّد من أنّ المسائل التي يعمل عليها يجري التعامل معها باستمرار:
-
قد يتحوّل عمل فريق العمل إلى برنامج جديد أو وكالة جديدة:
على سبيل المثال، فإن فريق عمل "شمال كابين" (أنظر أعلاه) المعني بالاعتداء الجنسي على الأطفال تحوّل في نهاية المطاف إلى منظّمة مستقلّة تحت اسم "نقدّر أطفالنا"، تقوم ببرامج متنوّعة للأطفال والمراهقين، وتنظم صفوفاً حول المهارات الوالدية وخدمات الدعم الأخرى للأهالي، كما أنّها تدير النشاطات العائلية لتشجيع الأهالي وأولادهم على الاستمتاع معاً.
-
قد تتولّى وكالة قائمة تطبيق خطط فريق العمل أو غايات.
-
قد تقوم المبادرة ككلّ بالإشراف على عمل فريق العمل، ومأسسته في المجتمع المحلّي.
إنّ بلوغ غايتكم لا يشكّل سوى الجزء الأوّل من وظيفة فريق العمل. ولن تنتهي هذه الوظيفة إلا عندما تترسخ الاستراتيجيات الرامية إلى الحفاظ على هذه الغاية، وتتمأسس.
الخلاصة
قد تحتاج مبادرتكم إلى تطوير فرق عمل أو لجان عمل متعدّدة الحقول للتركيز على مسائل مجتمعية محدّدة أو احتياجات معيّنة للمبادرة بحدّ ذاتها. ففريق العمل أو لجنة العمل هو مجموعة ترمي إلى اتّخاذ الإجراءات؛ أمّا تعدّد الحقول فيشير إلى عضوية المجموعة المُستمَدّة من جميع قطاعات المجتمع المحلّي، أو جميع القطاعات المعنية بالمسألة المطروحة.
والواقع أنّ فرق العمل - أو لجان العمل - متعدّدة الحقول تساعد المبادرة الأكبر على التركيز على مسائل محدّدة، وفعل شيئ بشأنها. وقد يكون أداؤها أكثر كفاءةً من المجموعة الأكبر، كما أنّها قد تمكّن الناس من التركيز على المسائل التي تهمّهم. وبما أنّ عضويتها مُستمَدّة من شرائح كثيرة من المجتمع المحلّي، فإنّ ذلك يعطي عملها وعمل المبادرة مصداقيةً بين مجموعات متنوّعة، كما أنّها تجعل هذه المجموعات معنية بخططها وأعمالها، وتكسب دعمها، وتُشعِرها بأنّها انخرطت في التعامل مع المسائل المهمّة بالنسبة إليها، لسبب وجيه.
وتُعتبر فرق العمل - ولجان العمل - مفيدة بشكل خاص عندما تصل المسائل إلى حدّ الأزمات، أو عندما تسير في اتّجاه التأزم، أو عندما تعمل معلوماتٌ جديدة على تحديد مشكلةً لم يكن المجتمع المحلّي أدركها حتّى الآن، أو عندما تسبّب أعمال كيان خارجي أزمة، أو عندما ترى مجموعة ما مسألة محدّدة تريد معالجتها. وينبغي على العضوية، إلى جانب كسرها الحدود الثقافية، والطبقية، والإثنية، وغيرها من الحدود المجتمعية، أن تشمل ممثّلين عن جميع أصحاب المصلحة المعنيين بالمسألة، والأشخاص الذين يُتاح إليهم الوصول إلى صنع السياسات، وجهات أخرى من المجتمع المحلّي مهتمّة بالجهد المبذول ويمكنها المساعدة فيه.
ويجب أن تشمل عملية تطوير فريق عمل أو لجنة عمل متعدّد(ة) الحقول ما يلي:
-
تحديد علاقة فريق العمل بالمبادرة الأكبر.
-
اختيار قيادة جيّدة.
-
تعداد الأعضاء المحتملين.
-
توظيف الأعضاء.
-
تشكيل المجموعة وتوضيح مرماها.
بعد القيام بالأمور الأساسية، يتضمّن عمل فريق العمل:
-
تطبيق خطّة العمل.
-
تقييم الخطّة والعمل وتعديلهما.
-
الاحتفال بالنجاحات عند كلّ خطوة.
-
ترسيخ ومأسسة عمل فريق العمل قبل أن يُحَلّ.
ولا يمكن اعتبار فريق العمل - أو لجنة العمل - ناجحاً نهائياً إلا بعد الخطوة الأخيرة.