Search form

القسم 3: تصنيف غايات المجتمع المحلّي

  • ما الذي يعنيه تصنيف غايات المجتمع المحلّي؟
  • لماذا يجب أن نصنّف غايات المجتمع المحلّي؟
  • متى يجب أن نصنّف غايات المجتمع المحلّي؟
  • كيف نصنّف غايات المجتمع المحلّي؟

ما الذي يعنيه تصنيف غايات المجتمع المحلّي؟

إنّ تصنيف غايات المجتمع المحلّي التي تمّ بناؤها من خلال عملية تخطيط (للمزيد عن التخطيط، راجعوا  القسم "بناء خطّة استراتيجية") هو طريقة لاكتشاف ما إذا كان المجتمع المحلّي يعتقد أنّ غاياته مرغوبة وواقعية. في الواقع، يجب أن تخضع الغايات لتقييم الأشخاص من داخل مجموعتنا وخارجها. ينبغي أن يُطلَب منهم شرح الغايات التي يعتبرونها الأهمّ والأنسب بالنسبة إلى المجتمع المحلّي. فإذا طلبنا من مجموعة متنوّعة من الأفراد أن يعبّروا عن آرائهم حول الغايات التي تخدم المجتمع المحلّي على أفضل نحو، فسوف يزيد ذلك من إمكانية حصول الأعمال المُنجَزة لاحقاً على دعم المجتمع المحلّي وتأييده. وقد تكونُ الغاياتُ هي أيَّ تغييرٍ في سياسةٍ ما، أو برنامجٍ، أو ممارسةٍ، من شأنه أن يؤثّر على المسألة التي قرّرت مجموعتنا أن تحلّها.

لماذا يجب أن نصنّف غايات المجتمع المحلّي؟

عندما تقوم مجموعتنا بتصنيف غايات المجتمع المحلّي فإنها تصغي إليه المجتمع:  ما الذي يجب أن تكونه الغايات؟ كيف يجب بلوغ هذه الغايات؟ ثمّ تقوم مجموعتنا بتنقيح هذه الغايات، فتوضّحها وتحدّدها بدقّة. بعد ذلك، تطلب مجموعتنا من المجتمع المحلّي أن يصنّف الغايات المُنقَّحة للتأكّد من أنّها تعكس وجهات نظر المجتمع المحلّي وما الذي سوف ينجح - بفعالية برأيه.

مثال:

لنفترض أنّنا قرّرنا مع بعضٍ من جيراننا أن نطوّر برنامجاً للحدّ من أمراض القلب والشرايين في مجتمعنا المحلّي. من أجل أن نفهم الأمور الأساسية، نقوم بقراءة بعض الكتب المفيدة حول تعزيز الصحّة، وتنمية المجتمع المحلّي، وأمراض القلب والشرايين. كذلك، نجمع المعلومات من أعضاء المجتمع المحلّي حول أكثر أنواع البرامج التي يريدها الناس. ولكن، لنفترض أنّ الجميع لا يتشاركون النظرة عينها! فقد تعتقد إحدى المجموعات أنّه علينا العمل على بناء ممرٍّ للمشي في المجتمع المحلّي، وقد لا يوافق آخرون على ذلك. فقد عاشوا في هذا الجزء من البلد لسنواتٍ عدّة أكثر منّا، وخبرتهم تقول لهم إنّ البرامج السابقة المشابهة الرامية إلى زيادة النشاط الجسدي في مجتمعهم المحلّي قد فشلت، ولم تنجح سوى صفوف التمارين الرياضية في السابق، وذلك لأسبابٍ متعدّدة. كذلك، هناك أشخاصٌ آخرون لديهم اقتراحات مختلفة. إذاً، لتحقيق أحلام الجميع، قد يكون علينا ربّما أن نُدرِج أكبر عددٍ ممكن من الاقتراحات ضمن خطّتنا الكبرى.

بعد ذلك، ننظّم وجهات نظر الجميع حول الغايات ونقدّم النتائج لمجتمعنا المحلّي. ويصوّت أعضاء المجتمع المحلّي على الغايات التي يعتقدون أنّها الأكثر أهميةً، والأكثر سهولةً في التنفيذ. واستناداً إلى الأصوات، نصنّف الغايات بحسب الأولويات. ثمّ، نقوم بوضع خطّةٍ أو تصميمٍ لخمس سنوات، نصف فيه(ا) الخطوات التي سوف نتّخذها لنرى المجتمع المحلّي الذي كان سلبياً وغير مبالٍ ينتعش بالنشاط ويهتمّ بالقيام بأمرٍ ما للحدّ من أمراض القلب.

وبطريقةٍ مماثلة، يمكن لمجموعتنا أن تستفيد من سؤال أعضاء مجموعتنا وأعضاء المجتمع المحلّي عن أفضل ما قد ينجح برأيهم لحلّ مشكلةٍ مُعيَّنة في مجتمعنا المحلّي. فتقييم غايات المجتمع المحلّي قد يساعد المجتمع المحلّي ومجموعتنا على:

  • التوصّل إلى توافق بين الأعضاء
  • الاستمرار في تحديد الأولويات
  • التحقّق من صوابية الخيارات التي اتّخذوها حول غاياتهم.

متى يجب أن نصنّف غايات المجتمع المحلّي؟

في هذه الخطوة من عملية التقييم، "أوّل الواصلين يحصل على الجائزة". وهذا يعني أنّ أفضل توقيت لتصنيف الغايات هو قبل البتّ في خطّة عملنا، وطبعاً قبل البدء بالتحرّك. بهذه الطريقة، تستطيع مجموعتنا أن تقوم بأيّ تعديلاتٍ لازمة قبل البدء بالعمل نحو تحقيق أهدافها.

كيف نصنّف غايات المجتمع المحلّي؟

إجراء مسحٍ للمشاركين حول غايات المجتمع المحلّي

هل نريد سماع آراء الناس؟ هل نريد أن نعرف ما يعتقده المجتمع المحلّي إزاء الغايات التي وضعتها مجموعتنا؟ هل نريد أن نشعر بالثقة بأنّ خطط مجموعتنا لديها حظوظ وافية في إحداث التغيير في المجتمع المحلّي؟ إذا أجبنا بـ"نعم"، فإنّنا مستعدّون لإجراء مسحٍ لأعضاء مجموعتنا والمجتمع المحلّي اللذين لديهم ما يقولونه حول المسألة.

وتنطوي العملية الفعلية على أربع خطوات، وهي:

  • إعداد مسح (أو استطلاع)
  • إجراء المسح
  • مراجعة نتائج المسح
  • استخدام المعلومات التي حصلنا عليها لصقل الخطّة.

ولكن، قبل التطرّق إلى هذه الخطوات، علينا مراجعة الأسباب التي تدعونا إلى إجراء المسح (أو الاستطلاع). بتعبيرٍ آخر، ما الذي نأمل أن نتعلّمه من خلال طلب المُدخَلات حول أهمية غايات المجتمع المحلّي وسهولة تنفيذها؟

في الواقع، سوف تقوم مجموعتنا بإجراء المسح من أجل:

  • التأكّد من أهمية الغايات
  • تصنيف الغايات بحسب الأولويات
  • مراجعة الغايات

والآن، ننتقل إلى التفاصيل:

إعداد مسحٍ (أو استطلاع) يعدّد الأهداف المختلفة التي تأمل مجموعتنا تحقيقها ويشرحها.

في هذه المرحلة، سوف يقوم أعضاء مجموعتنا أو موظّفوها بإعداد مسحٍ يرمي إلى تصنيف أهمية الغايات المُقترَحة وسهولة تنفيذها. عندما تكون المبادرة صغيرة أو جديدة فقد تقتصر على حوالى عشر غايات، فيما قد تضمّ المبادرة الضخمة والواسعة والطويلة الأمد مئات الغايات. إذا كانت مجموعتنا تريد تخفيض نسبة التزويج المبكر وحمل الأمهات المراهقات، فقد تكون إحدى الغايات المذكورة في المسح هي التالية:

توزيع المواد المكتوبة على المدارس والمنطقة المُستهدَفة بشأن مشكلة حمل المراهقات.

سوف نطلب من الشخص الذي يُجري المسح أن يصنّف أهمية كلّ غاية وسهولة تنفيذها. فما مدى أهمية هذه الغاية بالنسبة إلى إنجاز رسالتنا التي تقضي بتخفيض حمل المرهقات؟ وما مدى سهولة بلوغ هذه الغاية؟

ترتبط أهمية الغاية بالنسبة إلى رسالتنا بالأثر الذي قد تخلّفه على المشكلة. فتوزيع منشوراتٍ تتكلّم على التبعات القانونية على المتاجر في مجتمعنا المحلّي نتيجة بيع التبغ إلى القاصرين سوف يساعد على الحدّ من التدخين بين التلاميذ الثانويين، أكثر مما يفعل إنشاء مسارٍ لركوب الدراجات و/أو المشي لمسافاتٍ طويلة.

ومن ناحية سهولة التنفيذ، نطلب من الناس أن يصنّفوا حظوظنا في إنجاز الغاية. بتعبيرٍ آخر، ما هو عدد الحواجز والعوائق التي تعرقل بلوغنا للغاية، كمقدار الموارد المتوافرة؟ على سبيل المثال، إنّ الغاية التي تقوم على تأسيس مجموعات تثقيفية للأقران في مدرسةٍ ثانوية محلّية للمساعدة على نشر المعلومات العلمية عن التثقيف الجنسي أو الإنجابي أو الزواج والحمل المبكر هي ربّما أسهل من مجرد توزيع مواد مكتوبة أو وسائل منع الحمل المجانية على من يطلبها من التلاميذ الكبار والجامعيين. فالغاية الثانية مثيرة للجدل إلى حدٍّ بعيد طبعاً، كما أنّها قد تواجه المعارضة الاجتماعية والسياسية.

وتجدر الإشارة إلى أنّه على أعضاء مجموعتنا المسؤولين عن التقييم، أو أعضاء فريق التقييم الخارجي (إذا توافرت لدينا الموارد لتوظيفه) أن يقترحوا تصميماً لاستبيان المسح أو الاستطلاع. ثمّ، يساعد هؤلاء الأشخاص على تصميمه وتطويره. ومع ذلك، أوردنا في ما يلي طريقةً سهلة لإعداد المسح:

لكلّ غاية، نعطي المُجيب مقياساً من 1 إلى 5: "1" يعني "غير مهمّ إطلاقاً"، و"5" يعني "مهمّ جداً". هكذا، يستطيع المُجيب أن يقيّم كلّ غايةٍ وفقاً لأهميتها وسهولة تنفيذها.

 يصوّر الجدول أدناه نموذج مسح/استطلاع عن الغايات استُخدِم في مبادرةٍ مدرسية- مجتمعية للوقاية من التدخين والمخدرات.

 

مسح للغايات لمبادرةٍ مدرسية/مجتمعية للوقاية من التدخين والمخدرات

الغاية المُقترَحة (مثلاً: تطوير برنامج إرشاد)

الأهمية

سهولة التنفيذ

 

غير مهمّة إطلاقاً

مهمّة جداً

غير سهلة إطلاقاً

سهلة جداً

  1. توزيع المواد المكتوبة على المدارس والمنطقة المُستهدَفة بشأن مشكلة التدخين والمخدرات.

5

4

3

2

1

5

4

3

2

1

  1. توفير التدريب الجماعي للدعم، للشباب والبالغين.

5

4

3

2

1

5

4

3

2

1

  1. العمل مع 200 دينار لتسهيل تفاعل الأهالي والمعلّمين وانخراطهم في أنشطةٍ ترمي إلى خفض مخاطر الإدمان.

5

4

3

2

1

5

4

3

2

1

  1. تجنيد وتدريب المعلّمين والتلاميذ المشتركين في النوادي المشرحية، والصحافية، وغيرها من النوادي للبدء بالتمثيليات شبابية وأنشطة الدعم الجماعية حول الحياة الصحية والتدخين والمخدرات في سنّ المراهقة.

5

4

3

2

1

5

4

3

2

1

 

ألا يبدو ذلك سهلاً؟ فلنحاول إعداد مسحٍ خاص بنا حول الغايات: نراجع قسم الأدوات!

 

إجراء مسحٍ /استطلاع للأشخاص الأساسيين

الآن، حان الوقت لتوزيع الاستبيان على الأشخاص الأساسيين بالنسبة إلينا، أو الأشخاص الأكثر اهتماماً بالمشكلة. وهم:

  • أعضاء مجموعتنا
  • الخبراء من خارج المجمتمع المحلي
  • المُموِّلون
  • الأشخاص المتأثّرون بالمشكلة
  • الأعضاء المهتمّون الآخرون في المجتمع المحلّي

هؤلاء هم الأفراد الذين سوف يقدّمون وجهات نظرٍ وأفكاراً مختلفة حول الخطط التي تقترحها مجموعتنا. ومن خلال أخذ عيّنةٍ مؤلّفة من أصواتٍ متنوّعة، نكون قد وظّفنا الخبرات الواسعة والمعارف المجتمعية في سبيل اختيار الغايات.

إلى ذلك، إنّ الطريقة المثالية لتوزيع المسوح هي عندما يكون لدينا جمهورٌ مجموع – في الاجتماعات أو الفعاليات المماثلة. كذلك، يمكننا إرسال استبيان المسح/الإستطلاع عبر البريد، ولكن علينا أن نعلم أنّ عدد الذين سوف يستجيبون قد يكون قليلاً. وينبغي ألّا ننسى ذكر عنوانٍ للردّ حتّى يعرف الناس إلى أين يجب أن يرسلوا ردودهم! يمكن استخدام الظروف المختومة أيضاً... إذا توافرت لدينا الموارد.

 

مراجعة التصنيفات في الاستبيانات المردودة

عادةً ما يُفترَض أن نقسّم المعلومات التي نتلقّاها إلى فئتَين. فالمسح يسأل:

  • ما مدى أهمية هذه الغاية بالنسبة إلى الرسالة؟
  • ما مدى سهولة تنفيذ هذه الغاية، أو إمكانية تحوّلها إلى حقيقة؟

من خلال مراجعة المعلومات في الاستبيانات المردودة، يمكننا أن نقيّم بشكلٍ أفضل أهمية خطط مجموعتنا وسهولة تنفيذها. كيف نقيّم هذه المعلومات؟ أوّلاً، سوف يتولّى أحد أعضاء المجموعة احتساب متوسّط تصنيفات الأهمية وسهولة التنفيذ لكلٍّ من الغايات المُقترَحة.

في ما يلي مثالٌ عن النتائج:

 لنعتبر أنّ 10 أشخاص ردّوا الاستبيان الذي تضمّن الغايات الأربع المذكورة في مثالنا السابق. تمّ احتساب متوسّط الإجابات وأتت النتائج على الشكل التالي:

 

نموذج عن تصنيفات الأهمية وسهولة التنفيذ من مسحٍ/استطلاع للغايات

 

الغاية المُقترَحة

تصنيف الأهمية

تصنيف سهولة التنفيذ

1. توزيع المواد المكتوبة على المدارس والمنطقة المُستهدَفة بشأن مشكلة التدخين والادمان المراهقات.

1.5

1.7

2. توفير التدريب الجماعي للدعم، للشباب والبالغين.

4.5

4.1

3. العمل مع200 دينار  لتسهيل تفاعل الأهالي/المعلّمين وانخراطهم في فعاليات رامية إلى خفض مخاطر التدخين واستعمال المخدرات.

1.8

3.9

4. تجنيد وتدريب المعلّمين والتلاميذ المشتركين في النوادي الدرامية، والصحافية، وغيرها من النوادي للبدء بالتمثيليات الشبابية وأنشطة الدعم الجماعية حول الحياة الجنسية في سنّ المراهقة.

3.7

1.6

 

 

ولكن، ما الذي تعنيه هذه الأرقام؟ قد يكون من المفيد، في هذه المرحلة، أن نرتّب الغايات وفقاً لتصنيفات أهميتها. فالتصنيفات مهمّة بالنسبة إلينا، لأنّها سوف تلقي الضوء على رأي المجتمع المحلّي إزاء غاياته. إذا سُجِّلت لإحدى الغايات نسبة 3.0 في الأهمية، فهل هذا يعني أنّه ينبغي إدراجها ضمن خطّة العمل؟ ليس بالضرورة. سوف يساعدنا الجزء 4 على تصنيف غاياتنا بحسب الأولويات أكثر فأكثر.

 

استخدام نتائج المسح/الاستطلاع لوضع اللمسات الأخيرة على الخطّة.

لن يكون إجراء المسح مفيداً إلّا إذا استخدمت مجموعتنا النتائج لاختيار الغايات المدعومة من قبل المجتمع المحلّي وتطبيقها، ولإعادة تقييم تلك التي لم تحصل على نسبٍ عالية.

توجد طرق عديدة لترتيب الغايات استناداً إلى استجابات المجتمع المحلّي حيالها، وهي:

  • الغايات الضرورية: إنّها الغايات التي يعتقد المجتمع المحلّي أنّها مهمّة وسهلة التنفيذ. سوف يكون علينا المضي فيها فوراً.
  • الغايات التي من المهمّ تجربتها: إنّها الغايات التي يعتقد المجتمع المحلّي أنّها مهمّة، غير أنّها سوف تكون صعبة التنفيذ. يجب أن نحاول القيام بها، ولكن من دون أن ننسى أنّ هذه الغايات سوف تتطلب المزيد من الجهود لإنجازها.
  • الغايات سهلة التنفيذ: إنّها الغايات التي يعتقد المجتمع المحلّي أنّها سهلة الإنجاز، ولكنّها ليست مهمّة جداً. علينا القيام بها إذا احتجنا إلى زيادة مصداقية مجموعتنا.
  • الملاذ الأخير: إنّها الغايات غير المهمّة بالنسبة إلى مجتمعنا المحلّي، والتي من الصعب القيام بها. وليس علينا أن نقوم بها إلّا إذا كنّا نعلم شيئاً ما يجهله الناس في المجتمع المحلّي؛ لأنّنا لن نحصل على الكثير من الدعم، وحتّى لو نجحنا، فلن يهمّ ذلك.

جدول تصنيف الغايات بحسب الأولويات

 

أهمية كبرى

أهمية قليلة

سهولة كبيرة في التنفيذ

الغايات الضرورية

الغايات السهلة التنفيذ

صعوبة في التنفيذ

الغايات التي من المهمّ تجربتها

الملاذ الأخير

 

كيف نقرّر ما هي نسب الأهمية والسهولة التي تُعتبَر مرتفعة أو منخفضة؟ هذا القرار عشوائي إلى حدٍّ ما. يمكننا تقسيمها إلى النصف، وتجزئتهاإلى فئتَين: نسب مرتفعة ونسب منخفضة.

إذا راجعنا تصنيفات الأهمية وسهولة التنفيذ التي وردت في مثالنا السابق عن تصنيفات الأهمية وسهولة التنفيذ، نلاحظ أنّ الغاية الأولى "توزيع المواد المكتوبة على المدارس والمنطقة المُستهدَفة بشأن مشكلة التدخين والمخدرات " قد سجّلت نسبةً متوسّطة تبلغ 1.5 للأهمية، و1.7 لسهولة التنفيذ. هذه النتائج تضع هذه الغاية ضمن فئة "الملاذ الأخير"، لأنّ نسبة سهولتها ونسية أهميتها منخفضتان. وبالتالي، ربّما يجب أن نتخلّى عن هذه الغاية، لأنّ إنجازها سوف يكون صعباً جداً، وإذا نجحنا فيها، فلن يكون لذلك على الأرجح أيّ معنى أو أثر على المجتمع المحلّي.

أمّا الغاية الثانية ("توفير التدريب الجماعي في دعم الشباب والبالغين") فقد سجّلت نسبتَين مرتفعتَين من حيث سهولة التنفيذ (4.5) والأهمية (4.1). إذاً، تقع هذه الغاية ضمن فئة "الغايات الضرورية" في الجدول، نظراً إلى هاتين النسبتَين المرتفعتَين. من دون شكّ، سوف نرغب في المضي في هذا الغاية بسرعة، لأنّنا سوف ننجح فيها على الأرجح، ونجاحنا سوف يعطي صدقيةً لمجموعتنا.

إذن، ماذا عن الغاية الثالثة "العمل مع 259 د.أ.USD 259  لتسهيل تفاعل الأهالي/المعلّمين وانخراطهم في أنشطةٍ رامية إلى تخفيض الخطر الجنسي"، التي سجّلت نسبة 1.8 من حيث الأهمية، ولكنّ نسبة سهولة تنفيذها وصلت إلى 3.9؟ إنّها تقع ضمن فئة "الغايات سهلة التنفيذ"، أي أنّ الغاية ليست مهمّة جداً بالنسبة إلى المجتمع المحلّي، ولكنّها سوف تكون سهلةً بالنسبة إلينا. ماذا علينا أن نفعل؟ قد نرغب في تنفيذها لأنّ نجاحنا سوف يعزّز صدقبة مجموعتنا.

وأخيراً، الغاية الرابعة " (تجنيد وتدريب المعلّمين والتلاميذ المشتركين في النوادي الدرامية، والصحافية، وغيرها من النوادي للبدء بالتمثيليات الشبابية وأنشطة الدعم الجماعية حول التدخين والمخدرات في سنّ المراهقة" سجّلت نسبة 3.7 من حيث الأهمية، و1.6 من حيث سهولة التنفيذ. إذاً، تقع هذه الغاية ضمن فئة الغايات التي من المهمّ تجربتها. فربّما علينا محاولة بلوغ هذه الغاية، لأنّها بالتأكيد سوف تكون مهمّة بالنسبة إلى رسالتنا. ولكن، بما أنّها لن تكون على الأرجح مهمّةً سهلة، فعلينا  ألاّ ننسى الجهد الإضافي الذي سوف يقتضيه إنجازُها.

وتجدر الإشارة إلى أنّ تقييم غايات المجتمع المحلّي يسمح لنا بالحصول على فكرةٍ أفضل عن إمكانية انضمام الأشخاص الأساسيين إلى مجموعتنا للسعي وراء غايةٍ ما. لمزيدٍ من الأفكار عن المردود واستخدام هذه المعلومات لتقوية مجموعتنا، راجعوا "Bring It All Together".

وقد تستغرق العملية بكاملها (بدءاً بوضع الأسئلة، وصولاً إلى المُلخَّص النهائي للبيانات) وقتاً طويلاً، تبعاً لحجم مجموعتنا. في المجموعات الصغيرة، قد تدوم العملية بعضة الأسابيع، في حين أنّها قد تستغرق عدّة أشهر في مجموعات العمل المجتمعية الضخمة. واستناداً إلى خبرتنا، قد يُمضي العاملون أو أعضاء مجموعتنا من بضع ساعات إلى أكثر من 10 ساعات، تبعاً لحجم مجموعتنا، في وضع الأسئلة، وتوزيع التقييمات، وجدولة النتائج. وفي النهاية، تؤدّي جميع تحضيراتنا الدقيقة إلى خطّةٍ من شأنها أن تكون مفيدةً للغاية في بناء الإجماع والتوجّه في مجموعتنا.

 

Contributor 
Eric Wadud

Fawcett, S.B., Paine-Andrews, A., Francisco, V.T., Schultz, J.A., Richter, K.P., Lewis, R.K., Williams, E.L., Harris, K.J., Berkley, J.Y., Fisher, J.L., & Lopez, C.M. (1994). Work Group Evaluation Handbook: Evaluating and Supporting Community Initiatives for Health and Development, Lawrence, KS: Work Group on Health Promotion and Community Development, University of Kansas.