الأداة رقم 1: قواعد الاتّصال لدفع مسألتكم إلى الأمام
في أي خطّة من أجل جعل المسألة المجتمعية الصحية أو التنموية على الأجندة المحلية، يشكّل التواصل الفعّال ضرورةً. نذكر هنا بعض المبادئ الأساسيّة:
-
تعلّم قواعد الاتصال واتّباعها: المواد في الإطار أدناه مأخوذة من الفصل 45، القسم 5: تعزيز الوعي والاهتمام من خلال الاتصال، القسم الذي يرسم صورة كاملة لحملة اتّصال.
|
-
استخدام العناصر الأربعة للرسائل الفعّالة:
-
القنوات: عليكم وضع رسالتكم في مكان يراها فيه الناس أو يسمعونها. هذا يعني استخدام الأمكنة ووسائل الإعلام والأعمال والوكالات ومواد القراءة والأشخاص الذين يثيرون الانتباه أو يتردّد إليهم أعضاء المجتمع المحلي. في مجتمع متعدد اللغات، مثلاً، قد تودّون وضع الرسالة على قناة الراديو التي تتحدّث باللغة المحلية الأخرى أو بلغة أقليات، وفي النشرة الشهرية للحي لجالية العمال الوافدين او اللاجئين، وفي الدكاكين والمؤسسات الدينية والنوادي ومؤسسات الجماعات والأقليات...الخ.
-
التصميم: سواء كان المطلوب أن تُسمع رسالتكم أو تشاهَد أو تسلَّم شخصيّاً، يجب أن تصمَّم بحيث تلفت انتباه الجمهور، وأن تكون مناسبة للموضوع، وأن تقول للجمهور تماماً ما تريدونه أن يعرف، وأن تبقى معه بعد ذلك. قد يعني ذلك ألواناً زاهية أو صوراً على ملصق، أو صورة غير عادية تستدعي التوقف أمامها، أو رسالة على الراديو ترافقها موسيقى جذّابة، أو مزاح، أو جملة ذكيّة... أيّ من هذه الأمور وجميعها قد تخدمكم وقد تجعل رسالتكم تعلق في الذاكرة.
احذروا الرسائل فائقة الذكاء. بعض الدعايات التلفزيونية ذكيّة ومرحة ومحرّكة وتبقى في الذاكرة... (تلك التي تُعرض أثناء الألعاب الأولمبية تبدو بشكل خاص قابلة لذلك)، ولكنّها لا تقول لك ِمن أجل ماذا هي. قد تذكرون الإعلان لسنوات، ولكن دون أدنى فكرة عن المُنتَج أو الخدمة التي كان يحاول إقناعكم باستخدامها. |
-
المتكلّمين المندوبين: إذا كنتم تستخدمون إعلانات الراديو أو التلفزيون، أو إذا كنتم تطلبون من الناس في المجتمع المحلي الإدلاء بتصريحات علنية أو تقديم عروض عن مسألتكم فعليكم أن تتأكّدوا من أنّ الناس الذين يتكلّمون باسم المسألة مُحتَرمون مِن قبل الجمهور المقصود وأنّهم يتمتّعون بمصداقيّة ربطاً بالمسألة. مسؤول الإطفاء (أو الدفاع المدني) قد يكون شخصاً عظيماً، لكنّ ذلك لا يجعله مرجعاً في مسألة التزويج المبكر إلاّ إذا كان له خبرة سابقة في ذلك وهو مستعد للكلام عن الموضوع. وقد يتمتّع مدمنٌ قد تعافى بمصداقيّة أكبر في مسائل المخدّرات من رجل أعمال كبير يلبس بدلة أنيقة.
-
مواضيع وقيم مألوفة: حاولوا تغليف رسالتكم بعبارات يعرفها معظم الناس، لاسيّما إذا كانت المسألة التي تناقشونها غير مألوفة لديهم. فمثلاً، إن بدء رسالة عن عنف المراهقين بجملة تتضمّن قيمةً يتبنّاها معظم الأهل ("نحن جميعاً نريد أطفالنا أن يترعرعوا في بيئة آمنة وصحيّة"، مثلاً) يشكّل طريقة للفت انتباه الناس وجعلهم يتعاطفون مع ما يتلو الجملة. طريقة أخرى لتحقيق نفس الغايات هي استخدام صيغة متعارف عليها عالميّاً ("المدرسة هي مكان للتعلّم...").
-
إدراك العقبات الأربع الأكثر شيوعاً أمام حملة اتّصال فعاّلة والتخطيط لمواجهتها:
-
الجهل: الناس لم تسمع أو لا تعرف شيئاً عن المسألة وبذلك هم لا يستطيعون التجاوب مع رسالتكم.
-
عدم انتباه مقصود: يُقذَف الناس بكم هائل من الرسائل (إشارات، ودعايات على الراديو أو التلفزيون، وملصقات...الخ) ما يجعلهم "يُغربلونها" فيَسقط كل ما ليس في دائرة الاهتمام المباشر بالنسبة لهم أو ما لا يشدّهم عبر طريقة ما أخرى.
-
عدم التعرّض المُختار: بكل بساطة، يتجنّب الناس القنوات أو الرسائل التي يرون أنّها "ليست لهم" أو مزعجة. الأشخاص الذين لا يحبّون الموسيقى الكلاسيكيّة لا يسمعون القنوات التي تبثّها، مثلاً، والذين تُزعجهم رؤية الدماء لا يحاولون حضور عمليات جراحيّة أو قراءة مجلاّت طبيّة.
-
موانع ثقافيّة أو دينية أو أخلاقيّة: إذا تضاربت رسالتكم مع نظرة الناس إلى العالم، سيكون صعباً عليكم إقناعهم بأهميّتها. العديد من الناس، مثلاً، يعترضون على التربية الجنسية لأسباب دينية أو أخلاقيّة، حتّى لو أنّ الأبحاث قد أظهرت، مراراً وتكراراً، أنّ التربية الجنسيّة تخفّف النشاط الجنسي بين المراهقين والحمْل لدى المراهقات، ولا تشجّعه.