مهام التقييم المسبقة (اسبق): تحديد الأهداف القابلة للقياس وخطوط الانطلاق |
|||||||||
المرحلة الرابعة: تقدير الإدارة والسياسات واصطفاف التدخّل |
المرحلة الثالثة: تقدير تربوي وإيكولوجي |
المرحلة الثانية: تقدير الأمراض |
المرحلة الأولى: تقدير اجتماعي |
||||||
برنامج الصحّة |
تحضير / إعداد |
الجينات |
الصحة |
نوعية الحياة |
|||||
الاستراتيجيات التربوية |
تقوية / تعزيز |
السلوك |
|||||||
تنظيم السياسات وقواعدها |
تمكين |
البيئية |
|||||||
المرحلة الخامسة: التطبيق |
المرحلة السادسة: تقييم المسار |
المرحلة السابعة: تقييم الأثر |
المرحلة الثامنة: تقييم المخرجات |
||||||
مهمات التقييم اللاحقة (تابع): المتابعة وتحسين النوعية المستمر |
- ما هو نموذج "اسبق / تابع"؟
- لماذا استخدام نموذج "اسبق / تابع"؟
- كيف تستخدمون نموذج "اسبق / تابع"؟
لو كنتم من متعهّدي البناء وكنتم تعملون على إقامة منزل بإطار خشبي، فلن تقوموا بإحضار أي خشب كان وتبدؤوا بالعمل، بل تستشيرون المالكين وتبدؤون بفكرة عن المنزل الذي يريدون، وعن حجمه وشكله ومواصفاته. ستحتاجون إلى وضع صورة عن المنزل بعد انتهائه، وتخطيطاً للأرض كذلك، مع بعض الملاحظات عن القياسات والمواد. ستخطّطون عملية البناء مع المالكين وتحضّرون لمسار لإتمام العمل. ستقومون بكافّة هذه الأعمال قبل أن تختاروا الأدوات، وإلاّ كان المسار عشوائياً، ولن يحصل المالكون على المنزل الذي أرادوه، ويكون وقتكم قد ذهب سدى.
يصح ذلك أيضاً عندما تطوّرون تدخّلاً لطرح مسألة صحيّة أو مجتمعيّة. لا معنى لاختيار مسألة عشوائياً واستخدام أي خدمة تبدو متوافرة لمحاولة لطرح المسألة من خلالها. فمن أجل بناء تدخّلٍ يُحدث تغييرات فعلية يحتاجها المجتمع المحلي ويريدها، عليكم التشاور مع المجتمع المحلّي، وفهم المعلومات المجتمعية وتحليلها، وأخذ ملاحظاتكم وملاحظات الآخرين بعين الاعتبار بالإضافة إلى سياق المسألة.
في القسم الأول من هذا الفصل (الفصل 2، القسم 1: تطوير نموذج منطقي أو نظرية للتغيير)، عرضنا ضرورة وجود "عملية"، أو مسار، للقيام بعمل مجتمعي وصحّي. في هذا القسم، سننظر في نموذج "اسبق / تابع"، وهو النموذج الأوّل من عدة نماذج معيّنة يمكن أن تتجلّى فائدتها خلال القيام بعملكم الخاص. سنبحث في نماذج أخرى في أقسام لاحقة من هذا الفصل. ثم في القسم الأخير، سنتداول في بعض الطرق التي يمكن من خلالها مزج نماذج مختلفة للتجاوب مع حالتكم المعيّنة.
ما هو نموذج "اسبق / تابع"؟
كمعظم النماذج التي سنبحثها في هذا الفصل، فقد جرى تطوير نموذج "اسبق / تابع" للاستخدام في الصحّة العامّة. لكن مبادئه العامّة يمكن نقلها إلى مسائل مجتمعية أخرى كذلك. من هنا، سنتعاطى مع هذا النموذج ليس بوصفه من أجل التدخّل الصحي فحسب، بَل باعتباره من أجل عمليات التدخّل المجتمعي بشكل عام. إن نموذج "اسبق / تابع" يركّز فعلاً على المجتمع المحلي باعتباره مصدر تعزيز الصحة.
في النصف الأخير من القرن العشرين، وفي حين أبعد التقدم الطبي العديد من الأمراض المعدية، تحوّلت الأسباب الأساسيّة للإعاقات والوفاة في البلدان النامية إلى حالات مزمنة: أمراض القلب والسكتة القلبية والسرطان والسكّري. من هنا، انتقل تركيز المحافظة على الصحة من علاج الأمراض إلى الوقاية من هذه الحالات، ثم مؤخراً، إلى التعزيز الفعّال للسلوكيات والمواقف التي بحد ذاتها تقوم بالكثير لصيانة الصحة ولتحسين مدّة الحياة ونوعيتها (كالنظام الغذائي السليم والتمارين وتخفيف الضغوط، مثلاً).
يستند نموذج "اسبق / تابع" إلى بعض الفرضيات عن الوقاية من الأمراض وعن تعزيز الصحة، وامتداداً لذلك، عن مسائل مجتمعية أخرى. تتضمن الفرضيات:
-
بما أنّ السلوكيات والنشاطات التي تعزّز الصحة والتي يقوم بها الفرد، هي غالباً طوعيّة، يجب على تنفيذ عمليات تعزيز الصحة أن تشمل هؤلاء الذين نريد أن نغيّر سلوكياتهم أو تحركاتهم: لذا على تطبيق نموذج "اسبق / تابع" أن يكون عملية تشاركية، أو مساراً تشاركياً منذ البداية، شاملةً كافّة أصحاب المصلحة، أي أولئك المتأثرين بالمسألة أو الحالة المطروحة.
-
الصحة بطبيعتها هي مسألة مجتمعية، تخص الناس: تتأثّر بالمواقف المجتمعية وتتشكّل من قِبل البيئة المجتمعية (الطبيعية والاجتماعية والسياسية والاقتصادية) وتتلوّن بتاريخ المجتمع المحلي.
-
الصحة جزءٌ لا يتجزّأ من إطار أوسع، يمكن تعريفه بوضوح أكثر، عل أنه "نوعية الحياة": يجب التعاطي معها في هذا السياق. إنها أحد العوامل العديدة التي تجعل الحياة أفضل أو أسوأ للأفراد وللمجتمع المحلي ككل. لذا تراها تؤثر وتتأثر بأمور أكثر بكثير مما يبدو أنها على علاقة مباشرة بها.
مثلاً، لقد غيّر مرض الأيدز نظرة كثير من الناس في الولايات المتحدة إلى الجنس وطرق ممارسته. وفي بعض البلدان الأخرى، أثّر الأيدز على البنية الاجتماعية بأكملها بسبب عدد الأيتام الذين خلّفهم، وأثره على القوى العاملة. من نفس المنطلق، يغيّر العنف الشبابي وجهات نظر كثير من الناس غير المعرضين لخطر أن يكونوا ضحاياه، ويغّير أفعالهم، كما يمكن أن يلحق ضرراً اقتصاديّاً بالمجتمع المحلي الذي يقع فيه العنف من خلال جعله أقل جذباً للأعمال أو الصناعات الجديدة. وتصلح أية مسألة أخرى تقريباً كمَثلٍ على مدى الوصول الواسع لمشاكل المجتمع المحلي (أو حتى أرصدته). |
-
وأخيراً، الصحة هي أكثر من مجرّد العافية الجسدية أو غياب الأمراض أو العلل أو الإصابات. إنها مجموعة من العوامل (الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والبيئية والجسدية) التي تؤدي إلى حياة صحية ذات جودة عالية لكلٍ من الأفراد والمجتمعات المحلي.
يمتد هذا المنظور الواسع للصحة إلى مسائل مجتمعية أخرى كذلك. يمكن تعريف الصحة المجتمعية على أنّها الصحة السليمة في مجالات متعدّدة، صحة المواطن الجسدية هي مجرد مجال واحد منها. وتشمل مؤشرات صحة المجتمع المحلي ككل مدى نجاحه في ما يلي:
-
المساهمة في استقرار الأسر
-
تنشئة الأطفال ودعمهم
-
تبني التعلم مدى الحياة
-
تأمين عمل ذي معنى للمواطنين
-
الدعوة إلى المشاركة في المسار الديمقراطي
-
الاهتمام بمَن يحتاجون المساعدة
-
حماية البيئية الطبيعية واستدامتها
-
تشجيع الفنون
-
تثمين التنوع العرقي والثقافي وتشجيعه
-
العمل على تعزيز الأمان والعافية الجسدية لأعضائه والحفاظ عليهما
(لنقاش أطول حول هذا المفهوم، يمكن الذهاب إلى القسم التالي في الفصل: الفصل 2، القسم 3: مدن صحية / مجتمعات محلية صحية).
(في اللغة الإنكليزية، يلخّص كل حرف من كلمتَي "اسبق” و”تابع" كلمات أخرى. المفاهيم المتضمَّنة في كلمة "اسبق" PRECEDE هي "الإعداد القَبْلِي " Predisposing و"التقوية" أو "إعادة التعزيز" Reinforce و"تمكين البناء" في التشخيص التربوي والبيئي Enabling Constructs in Education/Environment والتقييم .Evaluation وكما تدل كلمة "اسبق"، هي تمثّل العملية الذي تأتي قبل التدخل أو تؤدّي إليه.
أمّا كلمة "تابع" PROCEED ، فالمفاهيم المتضمّنة التي تختصرها احروفها فهي: "السياسات" Policy والبنى التنظيمية والقواعد في التنمية البيئية والتربوية Regulatory and Organizational Constructs in .Educational and Environmental Development وهنا أيضاً، وكما يوحي معاها، تصف كلمة "تابع" كيفية متابعة التدخل بحد ذاته، أو التقدم به)
لمفهوم "اسبق" أربع مراحل، سنستكشفها بتفاصيل أوسع لاحقاً في القسم:
المرحلة الأولى: تحديد النتيجة النهائية المتوخاة.
المرحلة الثانية: تحديد الأولويات ضمن المسائل الصحية أو المجتمعية ومحدِّداتها البيئية والسلوكية التي تقف عائقاً أمام تحقيق تلك النتيجة أو الأوضاع التي يجب الوصول إليها لتحقيق تلك النتيجة، بالإضافة إلى تحديد السلوكيات وطرق الحياة، و/أو العوامل البيئية التي تؤثر على تلك المسائل أو الأوضاع.
المرحلة الثالثة: تحديد العوامل التي تُعدّ وتمكّن وتعزّز والتي تؤثّر على السلوكيات والمواقف والعوامل البيئية التي صُنّفت كأولوية في المرحلة الثانية.
المرحلة الرابعة: تحديد العوامل الإدارية والسياسات التي تؤثّر على ما يمكن تطبيقه.
تقف فرضية أخرى خلف نموذج "اسبق / تابع"، وهي أنّ على مسار التغيير أن يركّز في البداية على النتيجة لا على النشاط. (إذ إنّ عدة منظمات تحضّر لخلق تغيير مجتمعي دون أن تتوقف لتفكّر بالأثر الذي تتركه تحركاتها، أو للتفكير في ما إذا كانت الغاية التي تسعى وراءها المنظمة هي نفسها ما يبتغيه ويحتاجه المجتمع المحلي.) من هنا، تسير المراحل الأربع لمفهوم "تابع" منطقياً باتّجاه عكسي يبدأ من النتيجة المتوخاة ويعود إلى النقطة التي يمكن أن نتدخل عندها لنحدث تلك النتيجة وكيفية التدخل، فضلاً عن المسائل الإدارية والسياسات الواجب طرحها للسير بالتدخّل بنجاح. ويمكن اعتبار كافّة هذه المراحل تكوينية.
ولمفهوم "تابع" أربع مراحل (سنستكشفها كذلك بتفاصيل أوسع لاحقاً في القسم) تغطّي التطبيق الفعلي للتدخل وتقييمه الدقيق، مع العودة إلى نقطة الانطلاق والنتيجة النهائية المتوخاة من المسار:
المرحلة الخامسة: تحديد النتيجة النهائية المتوخاة.
المرحلة السادسة: تقييم المسار. هل تقومون فعلاً بما خطّطتم له؟
المرحلة السابعة: تقييم الأثر. هل للتدخّل التأثير المطلوب على الناس المستهدفين؟
المرحلة الثامنة: تقييم المخرجات. هل يؤدّي التدخّل إلى المخرَجات (النتائج المتوخاة) التي تم تصورها في المرحلة الأولى؟
كلمة عن "النماذج المنطقيّة": رغم أنّ معظم النماذج الرسميّة، كنموذج "اسبق / تابع"، تطرح نفسها كطريقة لبناء تدخلٍ أو نشاط آخر، فإن كلمة "منطق" تدل أنّه علينا أن نراعي بدقة حالتنا الخاصة فضلاً عن مراعاة النموذج. إذا كانت هنالك أسباب تمنع نجاح جزء معين من النموذج بالنسبة لنا، فمن الصائب (المنطقي) تغيير هذا الجزء. وفيما يطرح نموذج "اسبق / تابع" بنيةً قد تنجح مبدئياً نجاحاً جيّداً (وقد نجحت جيداً) في حالات مختلفة، يبقى من الضروري التفكير فيما إذا كانت كافة أجزاء النموذج ستنجح معنا أم لا. |
تجدون رسماً بيانياً للنموذج (الرسم التوضيحي 1) طوّره صانعو النموذج، وهو يُظهر مساراً دائرياً. يبدأ (من الشمال الأعلى) بمسح ديموغرافي (متعلّق بالسكان) ونوعية الحياة المجتمعية، ويمشي باتجاه الساعة من خلال المراحل الأربع لمفهوم "اسبق" التي تشرح كيفية إنشاء تدخّل فعّال والتخطيط له. مسار "تابع" يستلم من هنالك التدخّل بحد ذاته (المسَمّى هنا برنامج صحّي)، ويعود رجوعاً من خلال المراحل الخمس الأولى، مقيّماً نجاح التدخّل في طرح كل مرحلة. (تقييم المسار في المرحلة السادسة يفحص مدى نجاح التدخل في طرح هموم المرحلة الثالثة بحسب التخطيط، ويبحث تقييم الأثر في المرحلة السابعة في تأثير التدخّل على السلوكيات أو العوامل البيئية التي تم تحديدها في المرحلة الثانية، ويستكشف تقييمُ المخرِجات في المرحلة الثامنة ما إذا كان التدخل حقق النتيجة المتعلقة بنوعية الحياة المطلوبة والمحدّدة في المرحلتين الأولى والثانية). في النهاية، يعود المسار أدراجه ليصل إلى البداية، إمّا بعد تحقيق نوعية الحياة المطلوبة أو للبدء من جديد، مُدخلاً الدروس المستفادة من المحاولة الأولى. وتُظهر الأسهم في الرسم آثار مسائل كل مرحلة على المرحلة التالية إلى يسارها. وبما أنّكم تعملون إلى الوراء من النتيجة النهائية، فالتأثيرات تسير إلى اليسار. أم لو كان الرسم يُظهر اتّجاه التحليل، فالأسهم كانت ستشير في الاتّجاه المعاكس.
مهام التقييم المسبقة (اسبق): تحديد الأهداف القابلة للقياس وخطوط الانطلاق |
|||||||||
المرحلة الرابعة: تقدير (دراسة) الإدارة والسياسات واصطفاف التدخّل |
المرحلة الثالثة: تقدير (دراسة) تربوي وإيكولوجي |
المرحلة الثانية: تقدير (دراسة) الأمراض |
المرحلة الأولى: تقدير (دراسة) اجتماعي |
||||||
برنامج صحّي |
تحضير / تأهيل |
الجينات |
الصحة |
نوعية الحياة |
|||||
الاستراتيجيات التربوية |
تقوية / تعزيز |
السلوك |
|||||||
تنظيم السياسات وقواعدها |
تمكين |
البيئية |
|||||||
المرحلة الخامسة: التطبيق |
المرحلة السادسة: تقييم المسار |
المرحلة السابعة: تقييم الأثر |
المرحلة الثامنة: تقييم المخرجات |
||||||
مهمات التقييم اللاحقة (تابع): المتابعة وتحسين النوعية المستمر |
الرسم البياني 1. عرض أساسي لنموذج "اسبق / تابع". عن:
L. Green and M. Kreuter.(2005). Health Promotion Planning: An Educational and Ecological Approach (Fourth edition).Mountain View. Ca.: Mayfield Publishers.
بعض الفرضيات المتعلّقة بنموذج "اسبق / تابع" يطبّق نموذج "اسبق / تابع" منظوراً طبّياً للصحة العامة، رغم أنّ تركيزه هو على تعزيز الصحّة وليس علاج الأمراض. وكما يسبق التشخيص الطبي العلاج، يفترض هذا النموذج أن التشخيص بعيد المدى يجب أن يسبق التدخل في مجال الصحة العامّة. التشخيص يقترح العلاج (التدخّل)، الذي يتم متابعته عن كثب ربطاً بالمسار (هل يتلقّى المريض العلاج المفترض؟) والأثر (هل يُثمر العلاج عن الأثر المأمول على الأعراض؟) والنتيجة (هل يشفي العلاجُ المريض أو هل له الأثر المرغوب على صحّة المريض ككل؟). إحدى فرضيات النموذج هي أنّ التشخيص يجب أن يبدأ مع النتيجة النهائية المطلوبة ويمشي بالتجاه العكسي لتحديد ما يلزم القيام به لإحداث هذه النتيجة. فرضيّة أخرى أساسيّة للنموذج هي أنّ غاية أي برنامج صحّي (واستتباعاً، هدف أي نوع فعّال من التدخّل المجتمعي) هي تحسين نوعية حياة الأفراد ومجتمعاتهم المحليّة، وأنّ الاثنين، عموماً، غير قابلَين للفصل بينهما. من هنا، يجب أن يكون أي تدخّل مرتكزاً إلى المجتمع المحلي، وأن ينظر إلى حاجات المجتمع المحلي، حتى لو كان يستهدف مجموعة معيّنة من الناس. فرضيّة أخيرة لأي نموذج للتدخّل يرتكز إلى المجتمع المحلي هي أنّ تخطيط التدخّل المجتمعي وتطبيقه يستدعيان جهوداً مجتمعة بين مهنيّين ومنظمات وصانعي سياسات ومسؤولين مجتمعيين وقادة مجتمعيين وأعضاء المجتمع المحلي بشكل عام بمن فيهم أعضاء الجمهور المستهدَف ( ممن لهم علاقة بالصحّة وغيرهم). يجب أن تنخرط كافة عناصر المجتمع المحلي في المسار من البداية من أجل تأمين المعلومات الدقيقة والدعم المجتمعي. |
لماذا استخدام نموذج "اسبق / تابع"؟
أوّلاً، هنالك عدّة أسباب مفيدة تبرر استخدام نوع من نموذج منطقي أو إطار عمل نظري لأي تدخّل، فهو:
-
يؤمّن بنية تستطيعون من خلالها التخطيط لعملكم، لكي لا تتخبطوا عشوائياً. نتيجة لذلك، يكبر احتمال بناء خطة عمل متناسقة تطرح المسائل اللازمة.
-
معظم النماذج يعطيكم إمّا توجيهاً أو أساساً للتحليل النقدي للمسائل المطروحة. هذا لا يضمن اكتمال تحليلكم أو دقّته ، لكنّه يزيد الفرص بشكل ملحوظ. (لمزيد من المعلومات عن التحليل المنطقي، انظروا الفصل 17: تحليل مشكلات المجتمع المحلي وحلوله)
هذا لا يعني أن يجب استخدام نموذج منطقي. هنالك طرقٌ أخرى لمقاربة عملية بناء التدخّل. تجدون خطوطاً عريضة لعدّة طرق منها في "عدة العمل المجتمعي" (الفصول 8 و17 و18 و19). إن إيجابيّة نموذج "اسبق / تابع" ونماذج مماثلة هي أنّها تقول لكم تماماً ما ينبغي عمله: تتّبعون التوجيهات فيصبح لديكم إجراءات لتطوير تدخّل. أمّا سلبيّة هذه النماذج، فهي كذلك أنّها تقول لكم تماماً ماذا ينبغي عمله: لذ ينبغي التنبه في حال لم يكن جزءٌ ما من النموذج مناسباً لوضعكم أو ظروفكم، وتغييره للتكيّف مع الوضع، أو المخاطرة بحصول مشكلة. يوفر نموذج "اسبق / تابع" الآن رسماً بيانياً أو هندسياً لتسهيل اتخاذ قرارات لتخطّي بعض الخطوات أو المراحل، ما يؤدي إلى تكييف النموذج ليتناسب وحالات مختلفة محليّة. في العادة، يقول لكم مصمّمو النموذج أنّ عليكم اتّباعه حرفيّاً. في الواقع، نادراً ما يكون ذلك هو الوضع. إذا أعجبكم النموذج، كونوا حريصين على أن يشمل كافّة عناصره، لكن يمكنكم تغيير التوقيت وحتّى الترتيب لكي يناسبا حاجات مجتمعكم المحلي. وقد يحصل أن تجدوا أنفسكم تأخذون قطعاً من نموذج وتقومون بتطعيمها بنموذج آخر، أو تقومون بإعادة تفسير نموذجٍ ما على ضوء إطار عمل نظري معيّن. (للمزيد عن دمج النماذج، يمكن الذهاب إلى القسم الثامن من هذا الفصل.) |
إضافة إلى استخدام النماذج المنطقية بشكل عام، هنالك بعض الأسباب الجيّدة التي تبرر استخدام نموذج "اسبق / تابع" تحديداً:
-
يقدّم نموذج "اسبق / تابع" شكلاً أو مثالاً لعملية خلق التدخل المجتمعي والتخطيط له وتطبيقه وتقييمه.
-
النموذج مبنيٌّ كنموذج تشاركي لكي يُدخل أفكار المجتمع المحلي ومساعدتَه. هذا يعني أنّ استخدامه سيؤمّن معلومات أكثر دقّة عن المسائل المطروحة، وفهماً أفضل لتاريخها وسياقها في المجتمع المحلي.
-
يشكّل الانخراط المجتمعي أيضاً وسيلة لبناء مُلكية التدخّل من قِبل المجتمع المحلي، ما يؤدي إلى مزيد من الدعم المجتمعي وفرصٍ أكبر من النجاح.
-
يأخذ نموذج "اسبق / تابع" بعين الاعتبار الطرق التي يمكن من خلالها للتوجيهات الإدارية والسياسات أن تحدّ من التدخل، أو أن تشكّله ، وهذا مجال لطالما تمّ تجاهله.
-
يتضمّن نموذج "اسبق / تابع" تقييم العملية، والتدخل بحد ذاته، والمُخرجات النهائية. وهذا يسمح بمراقبة التدخل وتعديله لكي يتجاوب مع حاجات المجتمع المحلي والتغييرات في الأوضاع، وبالتأكّد من أن الإنجازات أدّت فعلاً إلى الغاية المنشودة.
-
مع أنّ نموذج "اسبق / تابع" يرسم مساراً صارماً، فهو لا يقول الكثير عن المضمون، كما تجدون فيه كمّاً من الهوامش تسمح بتكييف تصميم التدخل وطرائق العمل لتناسب الوضع وحاجات المجتمع المحلي، الخ.
رغم وجود هذا الكم من الأسباب المفيدة لاستخدام نموذج "اسبق / تابع"، هنالك أسباب جيّدة أيضاً لاستخدام نماذج أخرى مذكورة في هذا الفصل. لذلك نحن نعرض عدّة نماذج، ما يساعدكم على اختيار النموذج من بين النماذج المعروضة (في حال وجودها) الذي يوافقكم بشكل أفضل ويناسب ظروفكم والمجتمع الحلي. ربّما كانت نقطة القوّة الأعظم لنموذج "اسبق / تابع" هي في بنيته الشاملة والمتينة، والتي تغطّي مختلف العناصر الأساسيّة.
كيف يمكن استخدام نموذج "اسبق / تابع"؟
لا معنى فعلياً للنماذج المنطقية إذا لم تُستخدم في المجتمعات المحلية. وفي حال قرّرتم أنّ نموذج "اسبق / تابع" يؤمّن نموذجاً صالحاً لتدخّلكم، فكيف تترجمون ذلك إلى تحرّك؟ سننظر إلى كل مرحلة من مراحل النموذج الثماني تاركين ببالنا هذا السؤال الذي طرحناه للتو.
"اسبق": القيام بالعمل الأولي الأساسي. البدء بتحديد النتيجة المتوخّاة للمجتمع المحلي ثم السير باتّجاه معاكس إلى ما يجب القيام به للحصول على هذه النتيجة. كل مرحلة تقترب خطوة من التدخّل الحقيقي.
رغم أنّ النموذج بُني للاستخدام في الصحّة العامّة، فمن الممكن استخدامه مِن قِِبل الناشطين أو المنظمات المعنية بمسائل مختلفة تؤثّر على نوعية الحياة في المجتمع المحلي كما تبّين من التطبيقات المنشورة والتي يبلغ عددها 950.
المرحلة الأولى: تحديد النتيجة النهائية. التركيز هنا هو على ما يريده المجتمع المحلي وما يحتاجه، ما يمكن أن يبدو غير ذي صلة بالمسألة التي تخططون للتركيز عليها. ما هي النتيجة التي يرى المجتمع المحلي أنها الأهم؟ إزالة مشكلة معيّنة (المشردين) أو التخفيف منها؟ طرح مسألة معينة (العنصرية)؟ تحسين بعض الجوانب من نوعية الحياة (الحماية البيئية) أو المحافظة عليها؟ تحسين نوعية الحياة بشكل عام (زيادة أو خلق فرص ثقافية وترفيهية)؟
تبدأ هذه المرحلة بجمع البيانات الديموغرافية ( معلومات عن السكان) التي تقدَّم بعدها إلى المجتمع المحلي لمساعدة المواطنين على اتّخاذ القرارات حول الأولويات. الطريقة الأجدى لتحديد ما يريده المواطنون هي عبر سؤالهم. تجدون هنا عدّة احتمالات يمكن أن تستخدم كل منها على حدة أو في مزيج منها، وهي تشمل:
-
المسوح المجتمعية أو المحلية
-
المجموعات المركّزة (البؤرية)
-
المقابلات عبر الهاتف
-
المقابلات وجهاً لوجه
-
تعبئة الاستمارات في أماكن عامّة
ينتج عن إشراك أعضاء المجتمع المحلي في كافّة أجزاء المسار من البداية وشملهم في كافّة مراحل نموذج "اسبق / تابع" تأثيرٌ أكبر بكثير من مجرّد طلب آرائهم في ما يمكن أن يحسّن مجتمعهم. وفيما تميل التطبيقات الفعلية للنموذج لأن تكون من الأعلى إلى الأسفل، من المرجّح أن يكون العمل أفضل إذا كان للمجتمع المحلي إسهام أساسي ونفوذٌ في اتّخاذ القرار منذ البداية. (انظروا الفصل 18، القسم 2: مقاربات تشاركية في التخطيط لتدخلات مجتمعية)
المرحلة الثانية: تحديد المسألة. في المرحلة الثانية من جزء "اسبق" من النموذج، تبحثون عن مسائل وعوامل يمكن أن تسبّب النتيجة التي حدّدتموها في المرحلة الأولى أو تؤثّر عليها (بما فيها عوامل الدعم والعقبات أمام تحقيقها)، وتختارون منها الأهم والتي يمكن أن تتأثّر بالتدخّل. (أحد أسباب الفقر، مثلاً، يمكن أن يكون الاقتصاد العالمي، وهو عامل قد لا يكون تأثيركم قوياً عليه. ولكن، وبأهمية الاقتصاد العالمي، سيكون عليكم تغيير الظروف المحلية ليكون لكم أثر حقيقي).
من المهم تحليل هذه المسائل بتأنّ، والتأكّد من اختيار المسائل الصحيحة. ما الذي لم يكن أصلاً ممكناً، مثلاً، والذي قد تجعله إزالة عامل معيّن ممكناً؟ كيف تشكّل مسألة معينة عائقاً أمام النتيجة المطلوبة؟ على ماذا أيضاً تؤثّر هذه العوامل، إلى جانب النتيجة المتوخاة؟
ما هي المسائل التي لها الآثار الأكثر كارثيّة؟ وكيف يمكن تعريف "الآثار الأكثر كارثيّة"؟ هل هي اقتصادية؟ اجتماعية؟ مادية؟
المصنع المسؤول عن التلوث الذي يسبّب فعلياً - أو يحتمل أن يسبب - مشكلات صحية، يشّكل الدعامة الأساسية للاقتصاد المحلي. حتّى لو كان المصنع يمتلك أفضل النيات، فقد يكون غير قادر على تحمّل كلفة تنظيف عملياته. قد يواجه البلدة خيار خسارة الوظائف والضرائب التي يؤمنها المصنع أو الاستمرار في الحياة بأخطار صحيّة. ما هو الأهم هنا وكيف تقرّرون ما يجب أن تركّزوا عليه؟ (وهل هنالك إجابة ليست "إمّا / أو"؟)
لا شك في أنّ هذا النوع من الحالات ليس للتعميم، لكنّه ليس شديد الخصوصيّة كذلك...يمكن أن يكون مفيداً إعادة قراءة الفصل 17: تحليل مشكلات المجتمع المحلي وحلوله، وتحديداً الفصل 17، القسم 2: التفكير النقدي.
في بعض الحالات، يمكن أن تكون المسائل التي اخترتم التركيز عليها مرتبطة بشكل مباشر بالنتيجة المتوخاة (مثلاً، بناء مساكن ذات كلفة أقل كطريقة لحل مسألة التشرّد). في حالات أخرى، قد تحاولون التأثير على العوامل التي لديها نفس قوّة الأثر على النتيجة، لكنّها تبدو بعيدة منها (مثلاً، طرح مشكلة الشوارع الآمنة من خلال تأمين دروس للأهل عن التربية الوالدية وخدمات أخرى للعائلات المعرّضة).
مرّة أخرى، الأرجح أنّ يؤدي إشراك أصحاب المصلحة وأعضاء آخرين من المجتمع المحلّي إلى الحصول على أفضل المعلومات الممكنة عن المسائل الواجب التركيز عليها، وإلى تجنب الوقوع في أخطاء مبنيّة على جهل تاريخ المجتمع المحلي أو العلاقات بين أعضائه.
المرحلتان الأولى والثانية هما المرحلتان حيث يجري تطوير الغايات بعيدة المدى لتدخلكم. وتعبر المرحلتان عما يجب أن يكون المُخرَج النهائي المطلوب، وما هي المسألة (المسائل) أو العوامل المتّصلة التي يمكن أن تؤّثر عليه. هذه هي الأمور التي تسعون في النهاية لتغييرها.
يمكن تصنيف معظم هذه العوامل التي تؤثّر على المسائل أو المخرَجات على أنها سلوكية أو بيئية أو متعلقة بنمط الحياة.
السلوك المقصود هنا هو تحرّك محدّد وقابل للمراقبة وغالباً ما يكون قابلاً للقياس، وهو معظم الأحيان معتاد. بعض السلوكيات يضع الناس أو المجتمعات المحلية في شكلٍ من أشكال التعرّض لخطر صحي أو لمشكلات أخرى:
تَشارك الحقن هو سلوك يجعل المدمنين على الهيروين معرّضين لالتهاب الكبد والإيدز.
الدرس المستمر يخفّف عادةً من خطر سقوط الطالب المدرسي.
إذا كان رمي النفايات في غير مكانها سلوكاً فردياً سائداً، يمكن أن يكون له عواقب مجتمعية تتراوح بين الأضرار الجماليّة (أكوام النفايات تخلق مشهداً غير جذّاب) والصحية (ترعرع الحشرات في تجمّع النفايات وتلوّث المياه، الخ) والاقتصادية (قطاع الأعمال يرفض الاستثمار في المكان بسبب الوضع القائم). كما يمكن أن يكون له تبعات اجتماعية، حيث تؤثر ظروف الحي على الصورة الذاتية للسكّان وتؤدي في النهاية إلى انهيار المسؤولية المدينية.
نمط الحياة هو مجموعة من السلوكيات المتّصلة التي تمشي سويّة لتشكّل أسلوب أو اسلوب حياة. يمكن لبعض أسليب الحياة أن يعرّض الناس أو المجتمعات المحلية لخطر صحي أو لمشكلات أخرى:
أحد الأمثلة على اسلوب حياة شديد المخاطر ويُذْكر دوماً في الإعلام الشعبي هو الأسلوب الذي يتضمّن قليلاً جدّاً من التمارين البدنية، وغذاءً فيه الكثير من السعرات الحرارية والدهون، والكثير من الضغوط. يمكن أن يؤدّي نمط حياةٍ كهذا إلى سكتة قلبية وسكتة دماغيّة وأمراض في شرايين القلب ومشكلات أخرى متعلقة بالبدانة بما فيها السكّري.
اسلوب الحياة الذي يشمل العضوية في عصابة والمشاركة المنتظمة في تحرّكات عنفيّة له تبعات على الصعيد الفردي (الخطر الدائم من الإصابات المؤذية أو الموت، وسجل من الاعتقالات ، وانفصال عن إنسانية الآخرين)، وعواقب على الصعيد المجتمعي (خوف الناس من استخدام الشارع وتقلّص في الحركة الاقتصادية وموارد متدنية تُصرف على مزيد من إنفاذ القانون، الخ).
البيئةُ المحيطة بمسألةٍ أو مشكلة معيّنة تعني البيئة الطبيعية والمادية، أي مواصفات الماء والهواء والأماكن المفتوحة والحياة البرية وأوضاعها بالإضافة إلى تصميم الأبنية وأوضاعها. كما يمكن أن تعني البيئة الاجتماعية (تأثير العائلة والأقران، والمواقف المجتمعية تجاه الأدوار الاجتماعية (الجندرية) والعنصرية وتنشئة الأطفال والعمل، الخ) والبيئة السياسية (السياسات والقوانين التي تنظم السلوكيات أو أنماط الحياة كقوانين منع التدخين، ومواقف مَن هم في السلطة تجاه بعض المجموعات أو المسائل)، والبيئة الاقتصادية (تَوفّر وظائف ذات أجور لائقة وسكن مناسب وتأمين صحي وأساس ضريبي مجتمعي، والظروف الاقتصادية الكونية).
بشكل عام، تُشكّل السلوكيات وأساليب الحياة والعوامل البيئية ما يسعى التدخّل لتغييره. بدورها، تؤثّر التغييرات في هذه المجالات على المسائل الأساسية وتؤدّي إلى تحقيق المُخرَج النهائي المُحدّد في المرحلة الأولى من النموذج.
إذن، كيف تختارون السلوكيات وأساليب الحياة والعوامل البيئية الواجب التركيز عليها؟ هنا يأتي دور التحليل. ماذا يفعل الناس (أو ما هي العوامل البيئية) فيؤدّي إلى، أو يصون، أو يمنع تغيير مسألة أو وضعٍ تودّون تغييره؟ من خلال استخدام التفكير النقدي (انظروا الفصل 17، القسم 2) وتقنية "لكن لماذا؟" (انظروا الفصل 17، القسم 3)، سيكون باستطاعتكم تضييق الخيارات إلى "عدد" صغير منها. تشمل المعايير لاختيار هدف معين لتحرّككم: أ) هل الهدف المحتمل عاملٌ مهم إلى درجة تؤثر على المسألة، وبناءً عليه على نوعية الحياة في المجتمع المحلي؟ ب) هل من الممكن أن يكون الهدف المحتمل قابلاً فعلاً للتغيير بفعل التدخل الذي تمتلكون موارد لإطلاقه؟
المثل الكلاسيكي للتغيير المجتمعي من خلال تغيير السلوك هو خفض حالات سرطان الرئة وأمراض القلب في المجتمع المحلي من خلال إقناع المدخنين بتغيير السلوك أي التوقف عن التدخين. مدخّنون أقل يعني متضررين أقل من التدخين غير المباشر، ووقتاً ضائعاً أقل في العمل بسبب استراحات التدخين والأمراض المتعلّقة بالتدخين، وكلفة أقل للتأمين الصحي. إجمالاً، يؤدّي تغيير سلوك المدخنين إلى تحسين في نوعية الحياة بشكل عام في المجتمع المحلي.
يتناسب تغيير سلوك المدخنين مع المعيارَين المذكورَين آنفاً. إذ يخلّف تأثيراً عميقاً على المسألة وعلى نوعية الحياة بشكل عام، كما يتجاوب والتغيير بسبب رغبة عدد كبير من المدخنين بالتوقف عن التدخين، والمعرفة العامّة عن مخاطر التدخين، وكلفة منتجات التبغ، والدعم المجتمعي، والاستراتيجيات الموجودة أصلاً ومجموعات مكافحة التدخين التي يمكن إدخالها في التدخّل بكلفة طفيفة نسبياً.
-
-
المرحلة الثالثة: بحث العوامل التي تؤثّر على السلوكيّات وأساليب الحياة والتجاوب والبيئة. هنا يجري تحديد العوامل التي ستخلق التغييرات السلوكية والبيئية التي قرّرتموها في المرحلة الثانية. (للمزيد عن تغيير السلوك، يمكن مراجعة الفصل 45، القسم 6: تعزيز التغيير السلوكي من خلال تسهيله وجعله مجزياً: المنافع والكلفة)
لا يعني تعبيرا "السلوك الصحي" و"السلوك الخطر" أدناه الصحة الجسدية فحسب، بل كل سلوك مفيد أو مؤذٍ للفرد و/أو المجتمع المحلي أيضاً، والذي يمكن أن يكون له أثر مهم على نوعية الحياة.
عوامل الاستعداد المسبق، أو العومل "المؤهِّلة"، هي "المعطيات" الفكرية والعاطفية التي تساعد على جعل الأفراد أكثر أو أقل ميلاً إلى تبنّي سلوكيات أو أسليب حياة صحية أو خطرة، أو إلى قبول ظروف بيئية معيّنة أو الموافقة عليها. غالباً ما يمكن لبعضٍ من هذه العوامل أن يتأثر بتدخلات تثقيفيّة، تتضمّن:
المعرفة: إذا علمتم أنّ حروق الشمس تؤدّي إلى سرطان الجلد، من الأرجح أن تتجنبوها أكثر ممّا لو كنتم لا تعلمون، مثلاً.
المواقف: الناس الذين قضوا شبابهم كرياضيين يرون التمارين، بشكل عام، كجزء أساسي من حياتهم، مثل وجبات الطعام الضرورية البديهية الدورية.
المعتقدات: يمكن أن تكون فهماً خاطئاً (كالاعتقاد بأنّ أي منتَج قليل الدهون هو أيضاً قليل السعرات الحرارية، على سبيل المثال) أو معتقدات يتمسّك بها الناس مبنيّة على فهمهم الديني أو على الثقافة (مثلاً، يقول المثل:"لك اللحم ولنا العظم" في معرض تشجيع الأهل المعلم على "تربية" ولدهم باستعمال الضرب ما قد يجعل مهمّاً عقاب الطفل جسدياً على أخطائه أو ذنوبه).
القيم: إن سلّماً من القيم يرفض العنف قد يجعل الأهل أقل ميلاً لضرب الطفل أو للإساءة الجسدية للشريك أو لأي عضو من العائلة.
الثقة: يفشل العديد من الناس في تغيير السلوك الخطير لأنّهم، ببساطة، لا يشعرون أنهم قادرون على ذلك.
العوامل المُمَكّنة: هي الظروف الداخليّة والخارجيّة المتّصلة بشكل مباشر بالمسألة التي تساعد الناس على تبنّي سلوكيات وأسليب حياة صحية أو غير صحية، والحفاظ عليها، أو اعتناق أوضاع بيئية معينة أو رفضها. منها:
توفّر الموارد: مثلاً، في حال توفّرت الخدمات، تزيد فرص ذوي المشاكل الصحية النفسية للحصول على مساعدة.
الوصول إلى الخدمات: لا تسدي الخدمات نفعاً إذا كانت مصحوبة بلوائح انتظار تمتد لسنوات، أو إذا كانت صعبة المنال جسدياً أو مادّيّاً لمَن هم بحاجة إليها. (للمزيد عن توفّر الخدمات والمنالية، انظروا الفصل 24، القسم 7: تطوير الوصول إلى الصحة والخدمات الاجتماعية وتحسينه)
القوانين الحكومية و/أو القوانين المجتمعية والسياسات والأولويات والالتزام بالمسألة. يمكن للقوانين الحكومية والسياسات أن تفرض التغييرات في السلوكيات أو البيئة وأن تشير إلى أهميّة هذه التغييرات. (انظروا الفصل 25: تغيير السياسات وتحديداً الفصل 25، القسم 1: نظرة عامّة على تغيير السياسات، وللمناداة، يمكن الذهاب إلى الفصول 30 – 35 التي تتعاطى أيضاً مع تغيير السياسات، وبشكل خاص الفصل 33: تنظيم حملة تحرك مباشر والفصل 34: المناداة عبر الإعلام)
المهارات المرتبطة بالمسألة. الناس الذين يبدؤون بأخلاقية مهنية وبفهم لمكان العمل، مثلاً، مرشحون للاستفادة من برامج التوظيف.
العوامل المدعِّمة (أو المعزّزة) هي مواقف الناس أو المجتمع المحلي التي تدعم، أو تجعل من الصعب، تبنّي سلوكيّات صحية أو تبنّي ظروف بيئية صحية. إنها بشكل عام مواقف الناس المؤثّرين: كالعائلة والأقران والمعلّمين والموظّفين، ومقدّي الخدمات الصحية أو الإنسانية، والإعلام والقادة المجتمعيين والسياسيين وسائر صانعي القرار. قد يصوَّب التدخّل على هؤلاء الناس وتلك المجموعات (بسبب تأثيرهم/ها) من أجل الوصول بشكل أكثر فعاليّة إلى المجموعة المستهدفة.
تتضمن المرحلتان الثانية والثالثة ذلك الجزء من النموذج الذي يجري فيه التخطيط الحقيقي للتدخّل. ما الذي تحاولون تغييره؟ ما هي العوامل التي تساعد على إحداث هذا التغيير؟ الإجابات عن هذين الأسئلة تجعلكم تفهمون مَن وماذا يجب على التدخل أن يستهدف، ومَن يجب أن ينفّذ التدخّل، وكيف سيكون شكل التدخّل للوصول بفعالية إلى أهدافه.
المرحلة الرابعة: تحديد "الممارسات الفضلى" ومصادر توجيه أخرى في تصميم التدخّل، بالإضافة إلى مسائل إداريّة وتنظيمية وسياسات يمكن أن تؤثّر على تطبيق البرنامج أو التدخّل. تساعد المرحلة الرابعة على النظر إلى المسائل التنظيمية التي لها أثر على التدخّل الفعلي، وهي تدل على تأثيرات البنية الإدارية والسياسات الداخلية على ذلك التدخّل، بالإضافة إلى تأثيرات السياسات والنظم الخارجيّة (الواردة من الممولين والوكالات الرسمية وآخرين).
مسائل التصميم: "تناسُب، ووضع خرائط، وتجميع، ولصق"
أو "اختيار التدخلات وتصميمها ومزجها ودعمها".
في معظم الأحيان، لا تجري مناقشة الطرق التي تتفاعل من خلالها المسائل التنظيمية (بشكل خاص المسائل الداخليّة) مع تدخّل مقترح. من هنا، تصبح المرحلة الرابعة جد مهمّة. فهكذا نقاش يمكن أن يجنّب التزاوج غير الملائم بين المنظمّة والتدخّل الذي تقترحه (مثلاً، منظّمة شديدة الهرميّة تحاول تطبيق تدخّل يرمي إلى تمكين مجموعة لا صوت لها)، أو قد أن ينبّه المنظمة إلى وجود نظام داخلي أو خارجي أو سياسة بحاجة إلى تغيير أو تطويق لكي يسير التدخّل كما خُطّط له.
المسائل الإدارية تتضمن البنية والإجراءات والثقافة التنظيمية، وتوفّر الموارد اللازمة للتدخّل:
البنية التنظيميّة قد تكون هرميّة أو ديمقراطيّة أو تعاونية أو مزيجاً، كما يمكن أن تكون أكثر أو أقل جموداً أو مرونة ضمن إحدى هذه الفئات. يجب أن تكون البنية مناسبة لتصميم التدخّل (مثلاً، تسمح للموظفين باتّخاذ القرارات في الميدان في برنامج وصول إلى عصابات الفتية) ومرنة بما يكفي لإجراء التعديلات عند الضرورة.
الإجراءات التنظيميّة هي الطرق التي تستخدمها المنظمة للقيام بعملها فعليّاً. ولكي يكون التدخّل ناجحاً، يجب أن تركّز هذه الإجراءات على الأهداف أكثر من تركيزها على الملاءمة الداخليّة والطرق التقليدية. على سبيل المثال، إجراء إدخال المساهمات والآراء، يجب أن يُصمّم بشكل يكون سهلاً وغيرَ محرج للمشاركين إلى أقصى حد، وإلاّ فمن الممكن أن يشكل عائقاً أمام المشاركة.
الثقافة التنظيميّة: المنظمات هي مجموعات اجتماعيّة تطوّر ثقافاتها الخاصّة. غالباً ما تفرض هذه الثقافات كيف يتفاعل الأعضاء الموظّفون مع بعضهم بعضاً، وكيف يجري التعامل مع المشاركين في البرنامج، وكيف ترى المنظمة عملها ورسالتها (هل عملها مجرد مَهمة أم هو عمل مصدره الوحي والإلهام؟)، بالإضافة إلى أمور أخرى. كما تحدّد هذه الثقافات الملاءمة بين المنظمّة والتدخّل.
الموارد المتوفرة للتدخّل لا تتضمّن الأموال فحسب (رغم أهميّتها)، بل كذلك الوقت والموظفين والمهارات والمكان. هذا هو الوقت الملائم للإشارة إلى أي فجوة في الموارد قبل البدء، والعمل على إقفالها. من هنا، يصبح إيجاد تمويل و/أو الموظفين المناسبين جزءاً مهمّاً من هذه المرحلة.
السياسات والمسائل الناظمة لها علاقة بالقواعد والممنوعات الداخلية والخارجية التي يمكن أن تؤثّر على التدخّل وعلى مستويات مرونته ونفوذه.
السياسات الداخليّة:
الأعضاء الموظفون: يمكن للسياسة التنظيمية أن تعامل الموظفين كمأجورين يتلقّون الأوامر، أو كزملاء يساهمون في عمل المنظمة، أو كمتعاونين يشاركون في الملكيّة. إنّ كم الحرية الذي يتمتّعون به لممارسة إبداعهم ولأخذ المبادرة يعتمد ربّما على هذه السياسة التي يمكن أن تكون غير معلنة.
المشاركون: هل ترى السياسة التنظيمية المشاركين "كعملاء" تخدمهم المنظمة أم كشركاء في جهود تغييريّة؟ هل تعامل المشاركين باحترام كمتساوين أم تتعاطى معهم بفوقيّة أو بسلطوية؟
كيف تعامل المنظّمة العلاقات بين المشاركين والموظفين؟ في بعض المنظمات، يمكن أن تكون العلاقات ودّية، وفي أخرى، تكون مهنيّة بَحت. (يمكن للعلاقات العاطفية أو الجنسيّة أن تثير بعض المسائل الأخلاقيّة، وهي ربّما بحاجة لدراسة منفصلة. انظروا "الأخلاقيات المهنية" أدناه.)
الممارسات أو الطرائق أو البرامج المحدّدة: تتمتّع منظّمات عديدة بسياسات تقترح، أو تفوّض، طرقاً معيّنة للقيام بعملها.
التعاون: بعض المنظمات غير الربحيّة تشدّد في سياستها على التعاون إلى أقصى حد، بينما لا تعمل أُخرى إلاّ نادراً مع منظمات أُخرى.
الأخلاقيّات المهنية: تتوقّع منظمات عديدة أن يلتزم الأعضاء الموظفون بمدوّنة (كودْ) للأخلاقيّات المهنيّة، تكون إمّا مدوّنة داخلية أو موضوعة من قبل جمعية مهنية. تحكم المدونة الأمور الحميمة والعلاقات غير المناسبة واستغلال الموقع والإبلاغ (أو عدمه) عن أنواع معيّنة من السلوكيات غير القانونية، الخ. يمكن أن تكون هنالك قواعد تنظيمية مرتبطة بهذه المجالات أيضاً.
السياسات والقواعد الخارجية التي يمكن أن تؤثّر على التدخّل تأتي على أشكال عديدة:
متطلبات الممولين: تنطبق هذه على التدخّل في حد ذاته، أو أنها قد تضع قيوداً على أي أمر تقوم به المنظمة، حتّى تلك المجالات (مثلاً، ربّما هذا التدخّل) غير المموّلة مباشرة من المموّل المعني.
نظام الوكالة المشرفة: يمكن للمنظمة أن تتعرّض لسلطة وكالة حكومية تؤثّر قواعد عملها على التدخّل.
قوانين البلد (المحلية أو الوطنية) أو القوانين المحليّة.
السياسات المجتمعية غير المعلنة: يمكن لبعض التحركات أن تكون غير مقبولة مِن جانب معظم أعضاء المجتمع المحلي أو شركاء الائتلاف، الخ...
"تابع": تطبيق التدخّل وتقييمه
المرحلة الخامسة: التطبيق. عند هذه النقطة، تكوون قد خلقتم التدخل (يتكوّن معظمه في المرحلتين الثالثة والرابعة) بناءً على التحليل. الآن عليكم تنفيذه. هذه المرحلة تشمل القيام بذلك: تجهيز التدخل الذي خطّطتم له وتطبيقه.
المراحل النهائية الثلاث تجري بينما يستمر التدخل، وهي تساعدكم على مراقبة عملكم وتعديله لجعله فعّالاً قدر المستطاع.
المرحلة السادسة: تقييم المسار. لا تدور هذه المرحلة حول النتائج بل حول الإجراءات. التقييم هنا يسأل عما إذا كنا قد نفذنا ما خطّطنا له. مثلاً، إذا كنا اقترحنا تقديم خدمات في الصحة النفسية ثلاثة أيّام في الأسبوع في منطقة ريفية، فهل تقدّمون هذه الخدمات فعلاً ؟
المرحلة السابعة: تقييم الأثر. هنا نبدأ عملية تقييم النجاح الأولّي لجهودنا. هل ترك التدخّل الأثر المرغوب على العوامل السلوكية والبيئية كما هدف أن يغيّر، أي هل يقوم التدخّل فعليّاً بما توقّعتم؟
المرحلة الثامنة: تقييم النتيجة. هل يعمل تدخلنا على إإحداث النتيجة التي حدّدها المجتمع المحلي في المرحلة الأولى؟ يمكن أن يكون التدخّل ناجحاً تماماً في كافّة النواحي الأخرى (المسار كما خطّطتم والتغييرات المتوقّعة أقيمت)، لكنّ النتائج لم يكن لها الأثر على المسألة الأكبر. في هذه الحالة، عليكم بدء المسار من جديد، لمعرفة لماذا لم تكن العوامل التي ركّزتم عليها هي الصحيحة، ولتحديد عوامل أخرى يمكن أن تعمل.
بعض المخرجات لا يظهر إلا بعد سنوات أو عقود. فالتغييرات في أساليب حياة الشباب لدرء أمراض القلب والسكتة الدماغيّة، مثلاً، لن تُظهر منافعها الصحيّة إلاّ عندما يصبح هؤلاء في منتصف العمر. وإذا ما علمنا أن النتيجة لن تُظهر نفسها إلا بعد وقت طويل، فعلينا، ببساطة، أن نصبر وأن نستمرّ في متابعة العملية وأثر التدخل، متسلّحين بالقناعة بأنّ النتيجة في نهاية الأمر ستبدأ بالظهور مع الوقت.
المراحل السادسة والسابعة والثامنة تستدعي تقييماً رسميّاً لكل مرحلة، ودراسات مضبوطة ونتائج مفصّلة. لكن معظم مستخدمي "عدّة العمل المجتمعي" لا يملكون معظم الأحيان الموارد للقيام بذلك، وليس من الضرورة أن يتوقّعوا ذلك. لكن هذا لا يعني أنْ ليس عليهم إجراء التقييم.
إنّ من السهل نسبياً، على سبيل المثال، الاحتفاظ بالسجلات وتفحّصها لمعرفة ما إذا كان المسار قد نُفّذ بحسب المُخطّط، أو، ببساطة، النظر إلى ما تقومون به فعلياً لمعرفة ما إذا يتناسب مع ما كنتم نويتم القيام به. وهذا صحيح أيضاً بالنسبة لمراحل التقييم الأخرى. لا تقلقوا في حال لم تتمكنوا من القيام بدراسة رسميّة، ولكن من جهة أخرى، لا تطيحوا بالتقييم، فهو جزءٌ مهم من المسار. (انظروا "عدة العمل المجتمعي" عن التقييم، الفصول 36 – 39، وبشكل خاص، الفصل 38: بعض الطرق في تقييم مبادرات مجتمعية شاملة).
تذكّروا أيضاً أنّ التقييم متواصل خلال العمل كله. وهو يحصل في أثناء تطبيق التدخل وليس بعده. الفكرة الأساسية من تقييم كل مرحلة من النموذج هي لتعديل أو تغيير ما نقوم به في هذه المرحلة عند اللزوم، لجعل العمل أكثر فعاليّة.
في أي نقطة من متوالية "تابع" من النموذج، علينا أن نكون جاهزين لإعادة النظر في تحليلنا. إذا وجدنا فجوة بين التخطيط والواقع، أو إذا علمنا أنّ التدخل لا يحقق النتائج التي سعينا من أجلها، فسيكون علينا العودة إلى جزء "أَسبَق" من النموذج، ومحاولة تحديد ما يلزم تغييره، وبناءً عليه تعديل ما نفعل. إن أساس التقييم ليس النجاح في امتحان ما، بل التأكّد من أنّ تدخّلنا يُحدث النتائج التي احتاجها وأرادها المجتمع المحلي في البداية.
باختصار
يقدّم نموذج "اسبق / تابع" نموذجاً منطقيّاً يمكن أن يَخدم كأساس لتدخل فردي لمرّة واحدة أو لبرنامج أو مشروع تنموي مجتمعي يمتد لعقود. رغم أنّه مصمّم للبرامج الصحّيّة، فهو قابل للتأقلم والستخدام في مسائل مجتمعية أخرى أيضاً. وكما في نماذج عديدة أخرى، ليس المقصود من هذا النموذج أن يكون دليلاً أو وصفة جاهزة.
يرتكز نموذج "اسبق / تابع" إلى المجتمع المحلي، وهو تشاركي، كما أنه مَبنيّ على فرضيّة تقول أنّ التغييرات التي تعزز الصحة (ومسائل مجتمعية أخرى) هي طوعية إلى حد بعيد، لذا فهي تحتاج إلى مشاركة من يلزمهم التغيير والآخرين الذين يمكن أن يؤثروا عليهم أو أن يتأثروا بهم.
أحد الأسباب المهمة لاستخدام نموذج "اسبق / تابع" هو أنّه نموذج منطقي. نتيجةً لذلك، سيؤمّن بنية يمكن التخطيط لعملكم من خلالها، وينظّم تفكيركم وتحرّكاتكم، حتّى يكون تدخلّكم مُخطّطاً تخطيطاً متأنياً، وكُلاًّ منسجماً، بدلاً من أن يكون مرقّعاً بشكل غير متقن. ولأنه نموذج منطقيّ، فهو يؤمّن أيضاً مبادئ توجيهيّة لتحليل المسائل المطروحة، ولاختيار المجالات المرشحة أكثر من غيرها للطرح واختيار تلك الوسائل المرجَح استخدامها.
هنالك أسباب أخرى لاختيار نموذج "اسبق / تابع" تحديداً. ، فهو أوّلاً، نموذج تشاركي. من خلال إشراك المجتمع المحلي، يجلب النموذج أفكاراً أكثر وأفضل عن مسائل متعدّدة وعن حلّها وبناء الملكية المجتمعية للتدخّل. ثانياً، بما أنّه يتضمّن تخطيطاً وتقييماً متعدّد المستويات (الإيكولوجية)، يَبني نموذج "اسبق / تابع" في داخله رصداً للتدخّل، ما يفسح المجال للتعديل ولفعالية أعظم. وأخيراً، يسمح النموذج بالحرّية في تكييف البنية لتلائم أي مضمون أو طرائق من شأنها أن تلبّي حاجات المجتمع المحلي.
"اسبق" هو الجزء التشخيصي من النموذج. يبدأ بالفكرة التي تقول بأنّ التغيير يجب أن يركز على النيجة المتوخّاة وأن يجري السير بالشكل إلى الوراء العكسي انطلاقاً من تلك النتيجة باتجاه لبناء تدخّلٍ كفيل بتحقيقها. في هذا الجزء أربع مراحل:
المرحلة الأولى: التشخيص الاجتماعي، أي تحديد ما يريده المجتمع المحلي وما يلزمه لتحسين نوعية حياته.
المرحلة الثانية: تشخيص للأمراض، أي تحديد المشكلات الصحية - أو مسائل أخرى تؤثر على نوعية حياة المجتمع المحلّي- بما في ذلك العوامل البيئية والسلوكية التي يجب أن تتغيّر حتى يمكن التغلب على هذه المشكلات أو المسائل. العوامل السلوكية تشمل الأنماط التي تشكّل أساليب الحياة. وعند مراعاة العوامل البيئية، يكون علينا أن نشمل البيئة الطبيعية والاجتماعية والسياسية والاقتصادية.
تحدّد المرحلتان الأولى والثانية غايات التدخّل.
المرحلة الثالثة: التشخيص التربوي والتنظيمي، أي تحديد ما يتوجب القيام به من أجل تغيير العوامل السلوكيّة والبيئية في المرحلة الثالثة، آخذين بعين الاعتبار العوامل المؤهِّلة، أو الاستعدادية، (المعرفة والسلوكيات والمعتقدات والقيم والثقة) والعوامل المُمَكِّنة (توفّر الموارد والوصول إلى الخدمات، والقوانين والسياسات الحكوميّة، والمهارات المتعلّقة بالمسألة) والعوامل المعزَّزة (أي بشكل عام، تأثير الآخرين المهمين في البيئة الاجتماعيّة).
المرحلة الرابعة: تصميم البرامج أو التدخّلات وتصميم الدعم لها من خلال التشخيص الإداري وتشخيص السياسات: تحديد (وطرح) العوامل الإدارية والسياسات الداخلية والخارجيّة التي تؤثّر على نجاح التدخّل. تتضمّن العوامل الإدارية: البنية التنظيمية والإجراءات والثقافة والمصادر. أمّا السياسات فتشمل تلك الداخلية ومستلزمات التمويل، وقواعد الوكالة المشرفة، وقوانين البلد (المحلية والوطنية) أو القوانين المحليّة، والسياسات المجتمعية غير المعلنة.
المرحلتان الثالثة والرابعة تحددان البنية والأهداف لتخطيط التدخّل وتصميمه.
جزء "تابع" من النموذج هو الجزء العلاجي بالمعنى الطبي، وهو يتضمن تطبيق التدخل وتقييمه، وفيه أربع مراحل:
المرحلة الخامسة: التطبيق، أي تنفيذ التدخّل.
المرحلة السادسة: تقييم المسار، أي تحديد إذا ما كان التدخّل يقوم فعلياً بالخطوات المخطّط لها.
المرحلة السابعة: تقييم الأثر، أي تحديد إذا ما كان التدخّل قد ولّد التأثيرات المتوخّاة على السلوكيات و/أو البيئية.
المرحلة الثامنة: تقييم المخرَجات، أي تحديد إذا ما كان التدخّل يُحدِث في النهاية التحسينات في نوعية الحياة التي حدّدها المجتمع المحلي كنتيجة مرغوبة.
الجزء غير المُعلن من النموذج هو أنّه في كل نقطة منه، يمكن بل ويجب العودة إلى الخطّة أو التدخّل ومراجعته/ها، بناءً على التحليل المستمر ونتائج مختلف التقييمات.
نشجّع على إعادة إنتاج هذه المواد، على أن تذكروا مرجعها، "عدة العمل المجتمعي" على موقع:
Http://ctb.ku.edu
المصادر المطبوعة
Gielen, Andrea Carlson, and Eileen M. McDonald. “The PRECEDE-PROCEED Planning Model.” In Health Behavior and Health Education , edited by Karen Glanz, Frances M. Lewis, and Barbara K. Rimer. San Francisco : Jossey-Bass, 1996.
**Green, Lawrence W., and Marshall W. Kreuter. Health Promotion and Planning: An Educational and Environmental Approach.(1999) (4 th edition). Mountain View , CA : Mayfield Publishing Co.
مصادر على الإنترنت
http://www.gwumc.edu/iscopes/curriculum/pdm_Precede_Pro.html
شرح لنموذج "اسبق / تابع" من "الوقاية المرتكزة على المجتمع المحلي بين مختلف المجالات للطالب".
http://lgreen.net/precede.htm
موقع "لورانس غرين، مؤلّف نموذج "اسبق / تابع"، والمشارك في كتابة النص الأساسي الذي يعرّف عنه. فيه توصيف للبرنامج الإلكتروني "تمكين"، ومعلومات عن كيفية طلب هذا البرنامج الذي صُمّم كأداة تعليمية للنموذج.
المرحلة الأولى: تحديد النتيجة النهائية المتوخاة
المرحلة الأولى يجب أن تشرك المجتمع المحلي في وضع الأولويات للمسائل المطلوب التركيز عليها، ما يتضمّن تجميع معلومات ديموغرافيّة (عن السكان) باستخدام المقابلات والاستمارات ومجموعات التركيز. عندها يستطيع المجتمع المحلي بأسره أن يكون معنيّاً باستخدام هذه البيانات لوضع الأولويات للنتائج.
روابط "عدّة العمل المجتمعي" ذات الصلة بالمرحلة الأولى:
من الفصل 3: تقدير حاجات المجتمع وموارده الفصل 3، القسم 1: بناء خطة لتحديد الحاجات والموارد المحلية الفصل 3، القسم 2: فهم المجتمع المحلي ووصفه الفصل 3، القسم 3: إقامة منتديات عامة وجلسات استماع الفصل 3، القسم 6: تنظيم مجموعات مركّزة الفصل 3، القسم 7: إجراء مسح لتقدير الحاجات الفصل 3، القسم 10: إجراء مسوح بالهموم الفصل 3، القسم 12: إجراء المقابلات الفصل 3، القسم 13: إجراء المسوح الفصل 3، القسم 15: الطرق النوعية في تقدير المسائل المجتمعية الفصل 3، القسم 17: تنظيم حوار مجتمعي حول بناء مجتمع محلّي صحّي الفصل 3، القسم 18: إنشاء بطاقات التقارير المجتمعية واستخدامها |
المرحلة الثانية: تحديد المسألة
في هذه المرحلة، على المجتمع المحلي أن يشمل كافّة أصحاب المصلحة في مسار تحديد المسائل المتصلة بالنتيجة وعلى ماذا يجب التأثير. يجب اتّخاذ القرار حول ما قد يمنع النتيجة المرغوبة أو يساعد على تحقيقها، وما هي العوامل الأكثر أهميّة، والتي يمكن أن تتأثّر بالتدخّل.
روابط "عدّة العمل المجتمعي" ذات الصلة بالمرحلة الثانية:
من الفصل 3: تقدير حاجات المجتمع وموارده الفصل 3، القسم 1: بناء خطة لتحديد الحاجات والموارد المحلية الفصل 3، القسم 2: فهم المجتمع المحلي ووصفه الفصل 3، القسم 3: إقامة منتديات عامة وجلسات استماع الفصل 3، القسم 4: جمع المعلومات عن المشكلة الفصل 3، القسم 5: تحليل مشكلات المجتمع المحلي الفصل 3، القسم 6: تنظيم مجموعات مركّزة الفصل 3، القسم 7: إجراء مسح لتقدير الحاجات الفصل 3، القسم 12: إجراء المقابلات الفصل 3، القسم 13: إجراء المسوح الفصل 3، القسم 17: تنظيم حوار مجتمعي حول بناء مجتمع محلّي صحّي |
المرحلة الثالثة: تحديد العوامل التي تُؤثّر على السلوكيات وأنماط الحياة والتجاوب مع البيئة.
تتضمن المرحلة الثالثة اتخاذ القرار حول العوامل الواجب العمل عليها لخلق التغييرات المتّفق عليها في المرحلة الثانية. يتطلّب ذلك تحليل العوامل المؤهِّلة، أو الستعدادية، والممَكِّنة والمعزِّزة، بما فيها المعرفة والمعتقدات والقيم في المجتمع المحلي، بالإضافة إلى توفر الموارد والوصول إليها، وموقف الناس النافذين.
روابط "عدّة العمل المجتمعي" ذات الصلة بالمرحلة الثالثة:
من الفصل 3: تقدير حاجات المجتمع وموارده الفصل 3، القسم 5: تحليل مشكلات المجتمع المحلي الفصل 3، القسم 6: تنظيم مجموعات مركّزة الفصل 3، القسم 7: إجراء مسح لتقدير الحاجات الفصل 3، القسم 8: تحديد أرصدة المجتمع المحلي وموارده الفصل 3، القسم 9: تطوير قياسات للسلوك عند خط الأساس الفصل 3، القسم 11: تحديد استخدام الخدمات الفصل 3، القسم 12: إجراء المقابلات الفصل 3، القسم 13: إجراء المسوح الفصل 3، القسم 14: تحليل نقاط القوة ونقاط الضعف والفرص والتهديدات الفصل 3، القسم 15: الطرق النوعية في تقدير المسائل المجتمعية |
المرحلة الرابعة: تحديد "الممارسات الفضلى" ومصادر الأدلة الأخرى لتصميم التدخّل والقواعد الإداريّة ومسائل السياسات التي يمكن أن تؤثّر على تطبيق التدخّل.
في المرحلة الرابعة، يجب أن تنظر المنظمة إلى بنيتها وسياساتها وتاريخها من أجل التأكّد من عدم وجود العوامل الداخليّة التي يمكن أن تعمل كعقبات عند محاولة تطبيق التغييرات. تشمل المسائل التي يجب أخذها في الاعتبار بنية المجموعة التنظيمية، والإجراءات، والثقافة والموارد بالإضافة إلى السياسات في ما يخص الأعضاء الموظّفين، والمشاركين، والممارسات المحدّدة، والقوانين المجتمعيّة، والمهارات المتعلّقة بالمسائل المطروحة.
روابط "عدّة العمل المجتمعي" ذات الصلة بالمرحلة الرابعة:
من الفصل 3: تقدير حاجات المجتمع وموارده الفصل 3، القسم 14: تحليل نقاط القوة ونقاط الضعف والفرص والتهديدات المسائل الإدارية من الفصل 9: تطوير بنية تنظيمية للمبادرة الفصل 9، القسم 1: البنية التنظيمية: نظرة عامة الفصل 9، القسم 2: اختيار مجموعة لخلق المبادرة وإدارتها الفصل 9، القسم 3: بناء فرق عمل متعددة الحقول أو لجان عمل للمبادرة الفصل 9، القسم 4: بناء مجلس إدارة متواصل الفصل 9، القسم 5: الترحيب بأعضاء مجلس الإدارة الجدد وتدريبهم الفصل 9، القسم 6: صيانة مجلس الإدارة الفصل 9، القسم 7: كتابة النظام الداخلي الفصل 9، القسم 9: فهم العقود ومذكرات التفاهم وكتابتها من الفصل 10: توظيف الموظفين الأساسيين في المنظمات المجتمعية وتدريبهم الفصل 10، القسم 1: تطوير خطة لتوظيف الموظفين وتوجيههم تدريبهم من الفصل 43: إدارة الشؤون المالية الفصل 43، القسم 1: التخطيط لموازنة سنوية وكتابتها السياسات الداخلية من الفصل 10: توظيف الموظفين الأساسيين في المنظمات المجتمعية وتدريبهم الفصل 10، القسم 5: تطوير سياسات الموظفّين من الفصل 13: الأفكار التوجيهية في القيادة الفصل 13، القسم 8: الحفاظ على قيادة أخلاقيّة السياسات والقواعد الخارجية من الفصل 17: تحليل مشكلات وحلول المجتمع المحلي الفصل 17، القسم 1: تقديم لمسار حل المشكلات الفصل 17، القسم 2: التفكير النقدي الفصل 17، القسم 3: تحديد المشكلة وتحليلها الفصل 17، القسم 4: تحليل الأسباب الجذريّة للمشكلات: تقنية "لكن لماذا؟" الفصل 17، القسم 5: تحليل المحدّدات الاجتماعية للصحة والتنمية الفصل 17، القسم 6: ابتكار الحلول واختيارها الفصل 17، القسم 7: تحويل الحلول إلى ممارسة من الفصل 18: كيف نقرّر أين نبدأ الفصل 18، القسم 1: تصميم التدخّلات المجتمعيّة الفصل 18، القسم 2: مقاربات تشاركية في التخطيط لتدخلات مجتمعية الفصل 18، القسم 3: تحديد أهداف التغيير وعملائه: من الذي يمكن أن ينتفع ومَن يمكنه المساعدة؟ الفصل 18، القسم 4: استخدام قطاعات المجتمع المحلّي للوصول إلى الأهداف وعملاء التغيير من الفصل 19: اختيار التدخّلات المجتمعية وتكييفها الفصل 19، القسم 1: المعايير لاختيار الممارسات والتدخّلات المجتمعية الواعدة الفصل 19، القسم 2: فهم عوامل المخاطر والحماية واستخدامها في اختيار أهداف محتملة واستراتيجيات تدخّل واعدة الفصل 19، القسم 3: تحديد استراتيجيات وتكتيكات خفض المخاطر الفصل 19، القسم 4: تكييف التدخلات المجتمعية في الثقافات والمجتمعات المحلّيّة المختلفة الفصل 19، القسم 5: مسائل أخلاقيّة في التدخّلات المجتمعية
|
المرحلة الخامسة: تطبيق التدخل وتقييمه.
وصلنا إلى النقطة حيث يجب أن تُنفّذ المُعدّة التدخلاّت. تشمل هذه المرحلة إعداد التدخّل وتطبيقه كما خُطّط له.
روابط "عدّة العمل المجتمعي" ذات الصلة بالمرحلة الخامسة:
من الفصل 30: مبادئ المناداة الفصل 30، القسم 1: نظرة عامّة: إقلاع حملة المناداة الفصل 30، القسم 2: مهارات البقاء للمنادين الفصل 30، القسم 3: فهم المسألة الفصل 30، القسم 4: تمييز الحلفاء الفصل 30، القسم 5: تحديد الخصوم الفصل 30، القسم 6: تشجيع انخراط المعارضين المحتملين وكذلك الحلفاء الفصل 30، القسم 7: بناء خطّة للمناداة من الفصل 31: إجراء بحث في المناداة الفصل 31، القسم 1: كيف نُجري بحثاً: نظرة عامّة الفصل 31، القسم 2: إجراء دراسات عن المسألة الفصل 31، القسم 3: جمع البيانات عن الرأي العام الفصل 31، القسم 4: دراسة المعارضة الفصل 31، القسم 5: المطالبة بالمساءلة والمحاسبة الفصل 31، القسم 6: إظهار النفع أو الأذى الاقتصادي الفصل 31، القسم 7: توثيق الشكاوى الفصل 31، القسم 8: العمل كحرّاس الفصل 31، القسم 9: تنظيم التدقيق المالي لخدمات المستهلكين الفصل 31، القسم 10: إجراء أبحاث للتأثير على السياسات الفصل 31، القسم 11: تنظيم دوائر دراسيّة من الفصل 32: توفير التشجيع والتثقيف الفصل 32، القسم 2: تطوير وثيقة مشروع للتغيير الفصل 32، القسم 3: إجراء تواصل رسمي والمطالبة بالمشاركة الفصل 32، القسم 4: توفير مردود تصحيحي الفصل 32، القسم 5: إعادة تأطير المسألة من الفصل 33: تنظيم حملة تحرك مباشر الفصل 33، القسم 1: كتابة رسائل إلى المسؤولين المنتخبين الفصل 33، القسم 2: كتابة رسائل إلى المحرّر الفصل 33، القسم 3: انتقاد تحرّك سلبي الفصل 33، القسم 4: تقديم شكوى الفصل 33، القسم 5: السعي وراء تنفيذ القوانين أو السياسات القائمة الفصل 33، القسم 6: استخدام شهادات شخصيّة الفصل 33، القسم 7: كسب تأييد صناع القرار الفصل 33، القسم 8: إقامة خطوط اتّصال مع حلفاء الخصوم التقليديّين الفصل 33، القسم 9: إجراء حملة عرائض الفصل 33، القسم 10: القواعد العامّة لتنظيم مناداة تشريعيّة الفصل 33، القسم 11: تطوير العلاقات مع المشرّعين ومساعديهم والمحافظة على استمرارها الفصل 33، القسم 12: تسجيل الناخبين الفصل 33، القسم 13: تنظيم جلسة استماع عامّة الفصل 33، القسم 14: تنظيم تظاهرات عامّة الفصل 33، القسم 15: طلب مفاوض أو وسيط أو باحث عن حقائق الفصل 33، القسم 16: إطلاق تحرّك قانوني الفصل 33، القسم 17: تنظيم مقاطعة الفصل 33، القسم 18: تنظيم إضراب الفصل 33، القسم 19: المناداة الإلكترونيّة الفصل 33، القسم 20: المناداة طويلة الوقت والمدى من الفصل 34: المناداة عبر الإعلام الفصل 34، القسم 1: العمل مع وسائل الإعلام الفصل 34، القسم 2: بناء صداقة مع وسائل الإعلام الفصل 34، القسم 3: خلق قصص جديدة يريدها الإعلام الفصل 34، القسم 4: استخدام الدعاية المدفوعة الفصل 34، القسم 5: اللقاء مع الإعلام الفصل 34، القسم 6: تغيير منظور وسائل الإعلام إلى مسائل المجتمع المحلي من الفصل 35: الرد على الهجوم المضاد الفصل 35، القسم 1: عرض عام لتكتيكات المعارضة: التعرف على العناصر العشرة الفصل 35، القسم 2: كيفية الرد على الهجمات المضادّة |
المرحلة السادسة: تقييم المسار
في المرحلة السادسة، على المنظمة مراجعة التدخّل القائم لتحديد ما إذا كان تنفيذ الإجراءات يجري بحسب المخطّط، وما إذا كانت المهام المحدّدة ضمن التدخّل تجري كما قُرّر لهل. [عودة إلى الأعلى]
المرحلة السابعة: تقييم الأثر
في المرحلة السابعة، تجري مراجعة تأثيرات التدخّل. يجب االقيام بتنفيذ تحليل أساسي للتأكّد من أن التدخلات تولّد المفعول المرغوب. [عودة إلى الأعلى]
المرحلة الثامنة: تقييم المخرجات
حتّى في حال كان تطبيق كل شيء يجري بحسب المُخطّط، فقد يُحتمل أن يغيب الأثر على المسائل الأكبر. في المرحلة الثامنة، نراقب المخرَجات لمعرفة ما إذا كانت المفاعيل المباشرة قد غيّرت جوهر الواقع الذي انطلقنا منه، أو ما إذا كانت هنالك ضرورة لعوامل أخرى.
روابط "عدّة العمل المجتمعي" ذات الصلة بالمراحل السادسة والسابعة والثامنة:
من الفصل 36: مدخل إلى التقييم الفصل 36، القسم 1: إطار عمل لتقييم البرنامج: مدخل إلى الأدوات الفصل 36، القسم 2: البحث التشاركي المرتكز إلى المجتمع المحلّي الفصل 36، القسم 3: فهم قيادة المجتمع المحلّي والتقييم والممولين: ما هي مصالحهم؟ الفصل 36، القسم 4: اختيار المقيّمين الفصل 36، القسم 5: بناء خطّة تقييم الفصل 36، القسم 6: التقييم التشاركي من الفصل 37: بعض العمليات في تقييم تدخل مجتمعي الفصل 37، القسم 1: جمع المعلومات والاستخلاصات الفصل 37، القسم 2: تنظيم نظام مراقبة الفصل 37، القسم 3: بناء نموذج تدخل واختباره الفصل 37، القسم 4: اختيار تصميم اختباري مناسب الفصل 37، القسم 5: جمع البيانات وتحليلها الفصل 37، القسم 7: جمع بيانات من الأرشيف وتحليلها من الفصل 38: بعض الطرق في تقييم مبادرات مجتمعية شاملة الفصل 38، القسم 1: قياس النجاح: تقييم مبادرات صحيّة مجتمعيّة شاملة الفصل 38، القسم 2: جمع المعلومات: رصد التقدّم الفصل 38، القسم 3: تصنيف أهداف المجتمع المحلّي الفصل 38، القسم 4: تقدير رضا الأعضاء الفصل 38، القسم 5: مسح أساسي للمخرجات: تصنيف درجات الأهميّة الفصل 38، القسم 6: الوصول إلى الغايات: تقرير عن تحقيق الغايات الفصل 38، القسم 7: المسح السلوكي الفصل 38، القسم 8: إجراء مقابلات مع مشاركين مفاتيح لتحليل أحداث حرجة الفصل 38، القسم 9: جمع المؤشرات على مستوى المجتمع المحلي واستخدامها الفصل 38، القسم 10: المؤشرات على مستوى المجتمع المحلي: بعض الأمثلة من الفصل 39: استخدام التقييم في فهم المبادرة وتحسينها الفصل 39، القسم 2: توفير مردود من أجل تحسين المبادرة الفصل 39، القسم 4: توصيل المعلومات إلى الممولين للدعم والمساءلة
|