- ما هو "إطار عمل الوقاية الاستراتيجي"؟
- لماذا استخدام "إطار عمل الوقاية الاستراتيجي"؟
- متى علينا استخدام "إطار عمل الوقاية الاستراتيجي"؟
- مَن يجب أن نستخدم "إطار عمل الوقاية الاستراتيجي"؟
- كيف نستخدم "إطار عمل الوقاية الاستراتيجي"؟
بشكل عام، على المجتمعات المحلية (أكانت صغيرة أم كبيرة، ريفية أم مدينية) أن تتعلّم كيفيّة التعاطي مع استخدام الكحول والتبغ وأنواع أخرى من المخدّرات، والإدمان عليها بشكل ما. يحاول معظم المجتمعات المحليّة مكافحة هذه المشكلة، وبعضها ينجح إلى حدّ ما. أما بعضها الآخر فيجد نفسه يقوم بكافّة الأمور التي تخطر على البال فيما تكاد تبقى الأمور في هذه المجتمعات المحلّية على ما هي عليه، هذا إنْ لم يحصل الأسوأ وهو التدهور.
يكمن الفرق أحياناً في الطريقة التي نقارَب بها المشكلة. المقاربات الأكثر نجاحاً هي تلك التي غالباً ما تحاول تجنّب المشكلة قبل وقوعها. فهي تركّز على المجتمع المحلي ككل، وتحاول خلق طرائق تساعد الناس في المجتمع المحلي الأكثر تعرّضاً، لاسيّما الشباب منهم، على تجنّب السلوكيّات أو الأوضاع التي تضعهم على طريق الأذى. والمجتمعات المحلّية الناجحة تحاول التخفيف من الإدمان بشكل نهائي، من خلال منظور طويل الأمد رغم أنها لا تتجاهل تطبيق القوانين، والعلاج الطبّي، والقرارات المرتبطة بالسياسات، والتثقيف العام، أو تحرّكات أخرى لازمة للتصدّي للمشكلة، عندما تكون متاحة.
معظم النماذج التي تناولناها في هذا الفصل ينظر إلى الحاضر (طرح قضيّة آنيّة) والمستقبل. في هذا القسم، سنبحث في نموذج يقوم بذلك. إنه "إطار عمل الوقاية الاستراتيجي"، والذي طوّره "مركز مكافحة الإدمان"، وهو جزء من "وزارة خدمات الصحة النفسية والإدمان"، التابع لوزارة الصحة والخدمات الإنسانية الأميركيّة.
(Center for Substance Abuse Prevention. Substance Abuse and Mental Health Services Administration (SAMHSA). U.S. Department of Health and Human Services).
ما هو "إطار عمل الوقاية الاستراتيجي"؟
الدراسة
التخطيط
التطبيق
التقييم
الاستدامة والأهلية الثقافية
القدرة
يضع "إطار عمل الوقاية الاستراتيجي" خطوطاً عريضة لمسار يمكن أن تتبعه منظمة أو مبادرة أو مجتمع محلّي أو بلد من أجل الوقاية والتخفيف من استخدام الكحول والتبغ والمخدّرات والإدمان عليها.
يمكن كذلك تطبيق إطار العمل هذا على مسائل مجتمعية أخرى كالعنف، أو المشكلات المتّصلة بالصحة (السمنة الزائدة، وصحّة القلب، والسكّري، وفيروس نقص المناعة)، أو التشرّد، أو التوتّرات العنصريّة والتمييز. وبنفس المنطق، وفيما يركّز "إطار عمل الوقاية الاستراتيجي" بشكل أساسي على الشباب، فإنه لا يوجد ما يمنع تكييف النموذج لاستخدامه على أي مجموعة مستهدفة.
يطرح "إطار عمل الوقاية الاستراتيجي" كلاًّ من عوامل الخطر والحماية. عوامل الخطر هي تلك العناصر في البيئة أو في التشكيل الداخلي للأشخاص، التي تجعلهم أكثر عرضة لسلوكيات أو ظروف سلبيّة محدّدة. أمّا عوامل الحماية، فعلى عكس عوامل الخطر، هي تلك العناصر في البيئة أو في التشكيل الداخلي للأشخاص، التي تجعلهم أقل عرضة لتلك السلوكيات أو الظروف السلبيّة. للمزيد من المعلومات، انظروا الفصل 19، القسم 2: فهم عوامل المخاطر والحماية واستخدامها في اختيار أهداف محتملة واستراتيجيات تدخّل واعدة.
يمكنكم إيجاد فئات عوامل الخطر والحماية في الفصل 19، القسم 2 من "عدّة العمل المجتمعي. وللّوائح وأنواع عوامل الخطر والحماية، يمكن النظر إلى الأدوات في الفصل 19، القسم 8. كما يوجد لائحة شاملة لمقدّرات نمو الشباب (التي هي مماثلة لعوامل الحماية) في الأداة رقم 2، وفي الفصل 2، القسم 4: تنمية المقدّرات.
تختلف عوامل الخطر والحماية وفقاً للمسائل المتّصلة بها. بعض الأمثلة عن المخاطر، أو عوامل الخطر، ربطاً بالإدمان على الكحول تتضمّن:
-
توفّر الكحول في المجتمع المحلّي (عدد مخازن الكحول، واستعداد البالغين لشراء الكحول للمراهقين).
-
الأعراف المحلية التي قد تتوقّع أو تتسامح إزاء استخدام الكحول بين الشباب والكبار.
قد يتضمّن تقبل استخدام الكحول والإدمان عليه عناصر تقبّل الوصول إلى حال من السكْر في عطلة نهاية الأسبوع بحجّة "التخلّص من التوتّر"، والحفلات التي تُستَهلك فيها كمّيات كبيرة من الكحول بحكم العادة، وتوفّر الكحول في ألأنشطة العامّة (المهرجانات والحفلات الموسيقية، الخ). وهذا النوع من "التسامح" ليس حكراً على ذوي الدخل المحدود أو الطبقات العاملة، ففي العديد من مجتمعات "الطبقة العليا" الحديثة تُستهلك كمّيات هائلة من الكحول في حفلات العشاء والزواج، الخ، مع افتراض أنّ الضيوف (والعديد منهم تحت السن القانونية ومنهم من بدأ يسكر قليلاً) سيقودون سيّاراتهم بأنفسهم.
-
الفقر وغياب الفرص الاقتصاديّة للشباب.
-
تاريخ عائلي من الإدمان على الكحول.
-
بداية مبكرة في استخدام الكحول (قبل المراهقة أو في بداية المراهقة).
بعض الأمثلة عن عوامل الحماية لنفس السلوك تتضمّن:
-
روابط عائلية وثيقة.
-
التواصل الجيّد بين الأهل والأطفال.
-
دعم الأقران لتفادي الإدمان على الكحول.
يطرح "إطار عمل الوقاية الاستراتيجي" عوامل الخطر والحماية عبر مسار بخمس مراحل. سنذكر المراحل هنا، ثم نناقشها بتفصيل أكبر في جزء "كيفيّة العمل" من هذا القسم.
المهارات اللازمة لتطبيق إطار عمل الوقاية الاستراتيجي
العلاقة بين "إطار عمل الوقاية الاستراتيجي" ("إدارة خدمات الصحة النفسية والإدمان"SAMHSA) والمهارات الأساسية في "عدّة العمل المجتمعي"
1. إنشاء الائتلافات والشراكات وصيانتها
2. قياس حاجات المجتمع المحلي وموارده
3. تحليل المشكلات والأهداف
- الدراسة (تقدير الوضع)
4. استدامة المشاريع والمبادرات
5. تطوير إطار عمل أو نموذج تغيير
6. تقييم المبادرات
- القدرة
7. زيادة المشاركة والعضوية
- التقييم
8. كتابة طلبات منح من أجل التمويل
.9. بناء القيادة
10. تحسين الأهليّة الثقافية
11. التأثير على بناء السياسات
12. المناداة من أجل التغيير
13. تحسين التطوير الإداري والتنظيمي
14. تطويرالتدخّلات
- التخطيط
15. بناء الخطط الاستراتيجية وخطط التحرّك
- التطبيق
في "عدّة العمل المجتمعي" مئات من أقسام "كيف العمل" التي يمكن استخدامها للمساعدة على تطبيق "إطار عمل الوقاية الاستراتيجي" في مجتمعكم المحلّي. إن الرسم البياني الذي يُظهر إطار العمل أعلاه مكسوٌّ بالمهارات الأساسية في التنمية والصحة المجتمعية الموجودة في عدّة العمل. الروابط أدناه تأخذكم إلى "جعب الأدوات" في عدّة العمل وإلى أقسام "كيف العمل" الخاصة بهذه القدرات الأساسية المرتبطة بِ "عدّة العمل المجتمعي" و"إطار عمل الوقاية الاستراتيجي":
-
إنشاء ائتلافات وشراكات والمحافظة عليها
-
دراسة أو تقدير حاجات المجتمع المحلّي وموارده
-
تحليل المشكلات والأهداف
-
تطوير إطار أو نموذج للتغيير
-
تطوير خطط استراتيجيّة وخطط عمل
-
بناء القيادات
-
تطوير التدخلات
-
زيادة المشاركة والعضوية
-
تحسين الأهليّة الثقافية
-
المناداة من أجل التغيير
-
التأثير على بناء السياسات
-
تقييم المبادرة
-
تطبيق جهود التسويق الاجتماعي
-
كتابة طلب منحة للتمويل
-
تحسين التطوير الإداري والتنظيمي
-
إدامة العمل أو المبادرة
-
الدراسة أو تقدير الوضع: في البداية، تلتئم مجموعة عمل تشمل ممثّلين عن كافة أصحاب المصلحة (الذين سيتأثّرون بجهود المكافحة بشكل مباشر أو غير مباشر) لمسح المجتمع المحلي واتّخاذ قرار حول المسألة الأكثر إلحاحاً والتي يمكن طرحها بنجاح، باعتبار الموارد المتوفّرة. وتتشكّل الدراسة من ثلاثة عناصر:
-
تحديد حاجات الناس وفهمها. (انظروا الفصل 3: تقدير حاجات المجتمع المحلي وموارده.)
-
تحديد الموارد اللازمة وتوفّرها. (انظروا الفصل 3: تقدير حاجات المجتمع المحلي وموارده.)
-
قياس الجهوزيّة المجتمعية. (انظروا الفصل 2، القسم 9: استعداد المجتمع المحلي.)
-
بناء القدرات. إنّ بناء قدرة المجتمع المحلي على الانخراط في جهود الوقاية يشمل تعبئة الموارد البشرية والتنظيمية والمالية اللازمة، ثم تأمين المساعدة التقنية والتدريبية لكي يصبح لدى المجتمع المحلي المعرفة والمهارات من أجل التخطيط والقيام بالعمل.
-
التخطيط. في هذه المرحلة، تبني مجموعةٌ متنوعة من أصحاب المصلحة خطّةً ذات غايات وأهداف واستراتيجيات تحرّك، تهدف إلى تلبية حاجات المجتمع المحلّي. في غضون المسار، تتبنّى المجموعة نموذجاً منطقيّاً أو إطار عمل للتحرّك، وتختار من بين عدد من "الممارسات الفضلى" الممكنة والمبنيّة على براهين، ثم تحدّد الكلفة والموارد الأخرى اللازمة لتطبيق الخطّة بنجاح. (انظروا الفصل 8: بناء خطّة استراتيجية.)
-
التطبيق. يجري تنفيذ الخطّة.
-
التقييم. رغم ذكر التقييم في المرحلة الأخيرة، فهو يستمر طوال المسار. هذا البرنامج يقيَّم ربطاً بالمسار (هل نفّذتم فعلاً ما كنتم قد خطّطتموه وبالطرائق والجداول الزمنية المخطّط لها؟) والأثر (هل كان لبرنامجكم الأثر المنشود على عوامل الخطر والحماية المستهدَفة؟) والنتائج (هل حقّق البرنامج غاية التغيير المجتمعية؟).
تُستخدَم نتائج التقييم بعد ذلك لتعديل البرنامج وجعله أكثر فعاليّة، وتبدأ الدورة من جديد. (انظروا الفصل 36: مدخل إلى التقييم.)
لماذا استخدام "إطار عمل الوقاية الاستراتيجي"؟
ما هي حسنات استخدام "إطار عمل الوقاية الاستراتيجي" - علماً بأنّ هنالك عدداً كبيراً من النماذج المتاحة؟
-
إنّ "إطار عمل الوقاية الاستراتيجي" شامل وتشاركي. يشمل إطار العمل تمثيل كافّة أصحاب المصلحة في المسار من البداية، بمن فيهم المجموعة التي تستهدفها الجهود. يؤدّي ذلك إلى تملك جماعي لبرنامج الوقاية، ما يؤدّي بدوره إلى المشاركة المجتمعية والدعم، وهما العاملَان الأساسيّان في احتمال النجاح.
-
يشدّد "إطار عمل الوقاية الاستراتيجي" على دور المجتمع المحلي في الوقاية. إن حجر الزاوية في الأساس الفلسفي لإطار العمل هو أنّ الوقاية تشتغل فقط عندما يدعمها المجتمع المحلي بأكمله، وعندما تؤخذ حاجات المجتمع المحلي الحقيقية بعين الاعتبار. وهذا يتوافق مع مفهوم "المجتمعات المحلية الصحية" لمنظمة الصحّة العالمية، وهو أنّ الصحّة هي مسألة مجتمعية بصرف النظر عمّن يتأثر بظروف معيّنة، وأنّ جهود تعزيز الصحّة الناجحة يجب أن تأخذ منظوراً مجتمعيّاً، مرتكزاً إلى الناس.
-
إنّ "إطار عمل الوقاية الاستراتيجي" مفتوح ويشجّع سكان المجتمعات المحليّة على إيجاد حلولها الخاصّة. لا ينادي الإطار ببرنامج مُعَدّ لمقاربة الوقاية، بَل بمسار عام. فهو يؤمّن مروحة واسعة من الخيارات المثْبتة لنختار منها، ويشجّع المجتمعات المحلية على تطوير تعديلاتها عند اللزوم، الأمر الذي يمكّنهم من حل مشكلاتهم الخاصة ومن تطوير مقدّراتهم الخاصّة للمستقبل.
-
يهدف النموذج إلى خلق تغيير اجتماعي طويل الأمد من خلال التركيز على عوامل الحماية والخطر التي يمكن أن تتأثّر بجهود الوقاية قصيرة ومتوسّطة الأمد. والتركيزُ على عوامل الحماية والخطر يجعل الوقايةَ مسألة قابلة للإدارة، كما يجعلها تبدو أكثر قابليّة للإدارة. إن كونها لا تبدو معقّدة يجعل المجتمعات المحليّة تميل إلى التمسّك بها وتحقيق النجاح.
-
يزوّد "إطار عمل الوقاية الاستراتيجي" المجتمعات المحلية بنماذج مثْبَتة ومبنية على أدلة للاختيار منها. بدلاً من فرض برنامج معيّن فإن إطار العمل يؤمّن موارد لمساعدة المجتمعات المحلية على إيجاد الممارسات الفضلى التي تناسب حاجاتها الخاصّة.
-
يمتلك النموذج مساعدة تقنيّة وروابط إلى ممارِسين آخرين وبرامج أخرى. يعمل "مركز مكافحة الإدمان" من خلال موقعه على وصل المجتمعات المحلية وبرامج الوقاية بعدد كبير من الموارد على اشبة (أُونْلاين) من مصادر متنوعة. بشكل خاص، نحيلكم إلى ما تقدمه "عدّة العمل المجتمعي" من دعم لأساس "إطار عمل الوقاية الاستراتيجي" الذي تجدونه في الأداة رقم 1 من هذا القسم. الموارد الأخرى تتضمّن موقع "منبر الوقاية لمركز مكافحة الإدمان" CSAP Prevention Platform)) وهو مجموعة من أدوات بناء البرامج والتطبيق والتقييم، وموقعَيْ "مركز مكافحة الإدمان" (CSAP) و"إدارة خدمات الصحة النفسية والإدمان" (SAMSHA)، وممارسات فضلى أخرى.
إنّ تركيز "إطار عمل الوقاية الاستراتيجي" على عوامل الحماية والخطر يمكن أن يحسّن رفاه المجتمع المحلي وحُسْن حاله على المدى الطويل. بالإضافة إلى تأثيرها على المسألة المطروحة فإن معظم عوامل الخطر والحماية تكون عامّة كذلك. مثلاً، عوامل الحماية للشباب كالتواصل بين الأهل والطفل، والتعلّق بالمجتمع المحلي، واحترام الذات، والتوقعات العالية، ستؤدّي على الأرجح ليس فقط إلى التخفيف من السلوك الخطر والمؤذي للذات بل أيضاً إلى أن تطور الشباب أنفسهم بحيث يصبحوا آباء وأمهات ومواطنين أفضل، وقدوة للجيل التالي.
هنالك خط رفيع بين الوقاية من وضع سلبي (الإدمان، مثلاً) وتعزيز وضع إيجابي (مثلاً، نمط حياة صحّي). إنّ برنامج وقايةٍ يُدار بشكل جيّد ويركّز على إزالة عوامل الخطر وتقوية عوامل الحماية، يمكن أن يصبح برنامج وقاية يشجّع المواطنين على اتّخاذ خطوات إيجابيّة تجعل حياتهم صحّية ومُرْضية قدر الإمكان.
السيئات المحتملة لاستخدام "إطار عمل الوقاية الاستراتيجي":
- الموارد المحدودة. علينا أن نذكر على سبيل المثال، أنّه فيما يقدّم "مركز مكافحة الإدمان" المنح إلى الولايات والمجتمعات المحلية الأميركية، فإن هذه المنح تبقى قليلة. فالولايات توزّع معظم تمويلها على المجتمعات المحلية، ولكن المنح تنافسيّة، وقد يكون صعباً، الحصولُ على التمويل الذي قد يزيد هذه الموارد، لاسيّما بالنسبة للمجتمعات المحليّة ذات الموارد القليلة. والمهتمّون بتطبيق "إطار عمل الوقاية الاستراتيجي" على حسابهم، يمكنهم أن يتوقّعوا شيئاً ما من المساعدة التقنيّة والتوجيه من موقعَيْ مركز المكافحة وإدارة خدمات الصحّة، ولكن لا يوجد الكثير غير ذلك. وقد لا يكون ذلك كافياً لاستخدام إطار العمل هذا لمَن تنقصهم الموارد.
مثال: إن "إدارة خدمات الصحة النفسية والإدمان" / "مركز مكافحة الإدمان" (SAMHSA/CSAP) تقدّم منحاً للولايات المنضوية تحت لواء برنامج "منحة مبادرة الولاية"، وللائتلافات ضمن "برنامج دعم المجتمعات المحليّة الخالية من المخدرات"، ولمنظّمات مجتمعية لمكافحة انتشار استخدام "الميتَمْفيتامين". كما تقدّم منحاً إلى مروحة من المؤسسات والوكالات للوقاية والعلاج من الإدمان للمصابين بالإيدز. وفيما يبدو مجموع هذه المنح كبيرأ نسبيّاً، يبقى عدد المتلقّين صغيراً ومعظمهم منظمات ومؤسسات كبيرة. وقد توزّع الولايات المنحة التي تتلقّاها على منظّمات أصغر في المجتمعات، ولكن تبقى كميّة الأموال المتوفّرة متواضعة نسبياً، ولا تحصل كافّة الولايات على هذه المنح.
2. الإصرار على التطبيق الأمين لبرامج مبنيّة على أدلة. بالطبع إنّ استخدام ممارسات مثْبَتة أمر منطقي، بدلاً من إعادة اختراع العجلة، ولكن من المهم أيضاً أن ندرك أنّه حتى أفضل البرامج لا تعمل بالضرورة في كل مكان، وأنّ أجزاء من برنامجٍ ما قد لا تكون مناسبة في وضع معيّن. والإصرار على اتّباع الخطوط التوجيهية لتطبيق البرنامج حرفياً يمكن أن يتجاهل معرفة المجتمع المحلي التي قد تكون إحدى المقدّرات العظيمة في أيدي المنظّمة المحلّية.
3.حمل إداري ثقيل. إنّ مستلزمات إعداد التقارير لمنح "مركز الوقاية من الإدمان" و"إدارة خدمات الصحة" ضخمة، وهي تغطّي كل جوانب التطوير والتطبيق وتقييم جهود الوقاية. بالنسبة للعديد من المنظمات المجتمعية الصغيرة ذات العدد المحدود من الموظّفين فإن هذه المستلزمات قد تجعل المنافسة على المنح مستحيلة.
تنطبق هذه السيئات بشكل أساس على مَن يسعون خلف منح من مراكز، مثل "مركز الوقاية من الإدمان"، لتطبيق "إطار عمل الوقاية الاستراتيجي"، إمّا من خلال تمويل من الحكومة أو من المركز مباشرة. أمّا بالنسبة لمن يريدون ببساطة مجرد استخدام إطار العمل، فمثل هذا المركز قد يؤمّن وصولاً إلى كمٍّ كبير من المعلومات، ويمكن أن يجعل من الممكن وضع برنامج وقاية فعّال عبر استخدام الموارد المحلّية. في هذه الحالة، لا يعود التعاطي مع المشكلتين المحتملتين أعلاه، 2 و3، مهمّاً.
متى نستخدام "إطار عمل الوقاية الاستراتيجي"؟
في الطرح المثالي، تعني الوقاية تحديداً ذلك. الوقت الأفضل للبدء ببرنامج الوقاية هو قبل تفاقم المشكلة. في الواقع، ومع تشديده على عوامل الخطر والحماية، لاسيّما للشباب، فإن الإطار يمكن أن يعمل كوقاية من أي مسألة غير مرغوبة تقريباً، كما يمكن أن يعمل على تعزيز السلوكيات والبيئات الصحّية. وهو في هذا المجال يشبه تطوير المقدرات (انظروا الفصل 2، القسم 4: تنمية المقدّرات).
ولكن الواقع في معظم المجتمعات المحلية يشير إلى أنه مع المشكلات الموجودة أصلاً، فإن طرح معظم المسائل لا يتم إلاّ بعد أن تتفاقم، أو على الأقل بعد أن تصبح راسخة في وعي العموم. من هنا، قد يكون الوقت الأفضل لخوض مبادرة وقاية استراتيجية هو عندما يكون المجتمع المحلي مستعدّاً لتوجيه انتباهه إلى هذا المكان.
يمكنكم دائماً تسريع المسار من خلال قياس أين يقف المجتمع المحلي (انظروا الفصل 3: تقدير حاجات المجتمع المحلي وموارده والفصل 7: التشجيع على الانخراط في العمل المجتمعي وفصولاً أخرى)، وبدء الحملة لرفع الاستعداد للمرحلة التالية، أو لأي خطوة ضروريّة لجعل المجتمع المحلي على خطى خطّة الوقاية. قد يكون القسم الأوّل من مبادرة الوقاية جهوداً لزيادة الاستعداد المجتمعي. وقد لا تبدؤون بخلق برنامج التدخّل وتطبيقه لفترة، ولكن تطوير الاستعداد يشكّل جزءاً من نفس الجهود.
بعد ما ذكرناه، تبقى هنالك أوقاتٌ يكون فيها "إطار عمل الوقاية الاستراتيجي" مناسباً وممكناً بشكل خاص:
-
عندما تكون الموارد متوفّرة. قد يأتي بعضٌ منها من "مركز مكافحة الإدمان"، على سبيل المثال على شاكلة منح ومساعدة تقنيّة. وقد تأتي أخرى من المجتمع بنفسه، وقد تكون على شاكلة أشخاص يتمتعون بخبرة ناجحة في المجال، أو رعاية محلّية لجهود الوقاية، أو تمويل من مؤسسات مجتمعية أو وكالات بلديّة، أو دعماً من وسائل الإعلام، الخ.
-
عندما تدخل المشكلة المجتمعية في وعي العموم ولكن قبل أن تصل إلى مرحلة الأزمة. الوقت المثالي للبدء بجهود الوقاية هي قبل أن تتضخّم المشكلة لكي تتمكّن الجهود من التعاطي برويّة مع تأثيراتها المباشرة، ولكن بعد أن يعي الناس أنّها يمكن أن تزيد الوضع سوءاً ما لم يحصل تدخّل. هو الوقت المناسب لإقناع المجتمع المحلي بأنّ برنامج الوقاية يمكن أنْ يساعد على خلق مستقبل لا تعود فيه المسألة المطروحة مسألةً نهائياً.
-
عندما تكون المشكلة المجتمعية قد وصلت إلى مرحلة الأزمة. في هذا الوضع، قد يكون تسويق الوقاية كما تم التوضيح سابقاً أصعب. ولكن ما لم تكن الوقاية جزءاً من الحل فالمشكلة ستبقى. من المهم إقناع المجتمع المحلي بأن جهود الوقاية شرط جوهريّ للصحّة طويلة الأمد.
-
عندما يكون التركيز العام على الجمهور المعرّض، لاسيّما الشباب. الطريقة الأفضل لتخفيف الخطر عن أي مجموعة، لاسيّما الشباب الذين يبقون غير مُطّلعين بشكل أو بآخر، هي في أن نجنّبهم القيام بسلوكيات عالية المخاطر. يمكن للعمل مع الأطفال الصغار، مثلاً، أن يكون له تأثيرات ليس فقط عندما يصبحون مراهقين، ولكن، وبعمق أكبر، عندما يصبحون هم والدين لأطفال آخرين. إذا فهمَ عامّة الناس ذلك يمكن للوقاية أن تصبح هي الخيار عند طرح عوامل الخطر والحماية للسكان.
-
عندما تكون جهود النمو الاقتصادي المجتمعية شغّلة والناس يتطلعون إلى نوعية الحياة في المجتمع المحلي. يتمتع إطار عمل الوقاية الاستراتيجي بالقدرة على التأثير على الإدمان لمدّة طويلة لذا نراه يشكّل طريقة مثالية للتعامل مع مسائل نوعيّة الحياة. وبرنامج الوقاية الناجح يصبح أحد أرصدة المجتمع التي يمكن استخدامها لجذب الأعمال والموظّفين إلى المجتمع المحلي.
-
عندما تكون قد نشأت حركة قاعدية للتحسين المجتمعي تبحث عن طريقة لطرح المسائل المجتمعية. هناك عدّة مجموعات من هذا النوع المعنيّة بالتغيير طويل الأمد. ويمكن لجهود الوقاية أن تكون وسيلة مثاليّة لطرح تغيير كهذا، لأنّها تستطيع أن تتعامل مع الوضع الحالي ومع الجيل التالي. يمكن لبرنامج مستمر من وقاية من الإدمان أن يؤثّر على ما سيحصل في السنة القادمة، ولكن يمكن أن يكون له تأثيرات أكثر جدّية على ما سيحصل خلال السنوات العشرين القادمة.
مَن يجب أن يستخدم "إطار عمل الوقاية الاستراتيجي"؟
كما في العديد مِن أسئلة "مَن...؟" الواردة في "عدّة العمل المجتمعي"، فالسؤال هنا لا يتحمّل أكثر من جواب فحسب ، بل هو، في الحقيقة، أكثر من سؤال.
-
مَن يمكن أن يطبّق "إطار عمل الوقاية الاستراتيجي؟ الأجوبة المتعدّدة هنا تأتي من الطريقة التي تقدّم فيها المنح ومن أنّ "إطار العمل" يجب أن يكون تشاركياً وشاملاً.
مثال: يقدّم "مركز مكافحة الإدمان" أنواعاً عديدة من المنح التي تركزّ على أو تتضمّن الوقاية:
-
منح التحفيز للولاية أو المحافظة لتمويل دراسات على صعيد الولاية/ المحافظة، ولتوزيعها على المجتمعات المحلية دعماً برامج الوقاية المحلّية التي تراقبها الولاية/المحافظة.
-
منح لبرامج دعم المجتمعات الخالية من المخدّرات التي تتوجّه مباشرة إلى الائتلافات المجتمعيّة المحلية.
-
منح لمنظمات حكومية ومحلية، ومؤسسات، وهيئات تتصدّى لاستخدام "الميتَمْفيتامين".
-
منح لمنظمات حكومية ومحلية، ومؤسسات، ووكالات تتصدّى للإدمان عند المصابين بفيروس نقص المناعة المكتسب (فيروس الإيدز).
إذن، الجواب الأوّل هو أنّ "إطار عمل الوقاية الاستراتيجي" يجب أن يُطبّق من قبل مَن ينفّذ هذه المنح على المستويين المحلّي ومستوى الولاية/المحافظة. قد يكون هؤلاء من مسؤولي الخدمات الإنسانيّة والصحية على محلياً وفي الولاية/المحافظة، ومنسّقي الائتلافات، ومقدّمي الخدمات الإنسانيّة، والجامعات، وإداريّي المستشفيات والعيادات، الخ. ولكن، بسبب طبيعة المنح، فهؤلاء الناس ليسوا إلا البداية. المطلوب منهم إشراك كافّة أصحاب المصلحة منذ البدء، وهذا يعني مروحة أوسع بكثير من الناس.
إذا تبنينا منظوراً مجتمعياً للوقاية فهذا سيشمل عندها أصحاب المصلحة كافّة قطاعات المجتمع المحلّي، ويجب أن يتم تمثيلهم في التخطيط والتطبيق وتقييم إطار العمل. وهم:
-
أعضاء المجموعات الأكثر تعرّضاً
-
المهنيّون الطبيّون، لاسيّما الذين يعملون بشكل مباشر مع المجموعات المعرّضة
-
عاملو الخدمات الإنسانيّة
-
المهنيّون الذين يتولون معالجة الكحول والمخدرات، بالإضافة إلى الباحثين في هذا المجال
-
المسؤولون عن إنفاذ القانون
-
المربّون
-
المسؤولون المعيّنون والمُنتخَبون وصانعو السياسات على المستوى المناسب
-
الأهل
-
الشباب
-
الكبار في السن
-
مجتمع الأعمال
-
أعضاء المجتمع المحلّي المهتمّون
قد يكون كافّة أو معظم هذه المجموعات جزءاً من "مجموعة العمل على الأمراض"، المكلفة بحكم المنح المختلفة، ولكنّها يجب أن تكون أيضاً جزءاً من جهود "إطار عمل الوقاية الاستراتيجي". وكما ذكرنا مراراً في "عدّة العمل المجتمعي"، في معظم الحالات، نعتقد أنّ التخطيط للبرامج والتطبيق بالمشاركة يؤدّيان إلى جهود تلبّي حاجات المجتمع المحلي الحقيقية وتؤمّن الدعم المجتمعي. (انظروا الفصل 18، القسم 2: مقاربات تشاركية في التخطيط لتدخلات مجتمعية.)
فضلاً عن ذلك، قد يكون هنالك مَن يديرون برامج "إطار عمل الوقاية الاستراتيجي" من دون تمويل من مركز الوقاية،مثلاً، ولكنّهم ببساطة يستخدمون إطار العمل لتنظيم عملهم. إنهم على الأرجح منظّمات خدمات إنسانية أو صحّية مجتمعية، أو ائتلافات مجتمعية، أو أقسام صحّية محلّية، أو مجموعات مماثلة منخرطة في جهود الوقاية، إمّا للتجاوب مع حاجات المجتمع المحلي أو كجزء من مبادرة محلّية أوسع.
2.مَن الذي يجب أن تَخدمه جهود "إطار عمل الوقاية الاستراتيجي"؟ يطرح هذا السؤال جانبين، أوّلهما كيف يجب أن تصوّب هذه الجهود، وثانياً، مَن يجب أن يكون المستهدَف؟ يحدّد مركز الوقاية ثلاثة أنواع من البرامج: العامّة والمُختارة والمحدّدة. البرامج العامّة تتوجّه إلى مجتمع محلّي بأكمله أو إلى جزء منه، حتى لو لمْ يكنْ كلّ من تصل إليه معرّضاً بالضرورة للإدمان. البرامج المختارة تهدف إلى الوصول إلى المجموعات المعرّضة: قطاعات سكانية معيّنة أو أحياء أو مجموعات عمريّة أو ثقافات. البرامج المحدّدة تخدم الأفراد المُحالين الذين تم تحديدهم على أنهم معرّضون بشكل عالٍ للإدمان.
البرنامج العام النموذجي قد يشمل جهود تثقيف محلية من خلال الإعلام والمدارس والمنظمات. وقد يحاول شرح تأثيرات الكحول والمخدّرات المتنوعة الأخرى، وتنظيم دروس توعية في المدارس المتوسّطة أو الابتدائية، وتحديد عوامل الخطر والحماية، ويجعل الناس يعرفون أين يمكنهم الحصول على معلومات، ورفع درجة الوعي والاهتمام المجتمعييْن بشكل عام إزاء المسألة. وقد يتوجّه إلى الحي أو المجتمع المحلي بأسره أو إلى مقاطعة أو ولاية/محافظة، ويكون مَن سيُخدمه البرنامج في هذه الحالة هو كلّ من يستطيع أن يصل إليه، على أمل تأسيس تقاليد مجتمعية تعمل باتّجاه الوقاية وتحذير المجتمع المحلي من عوامل الخطر الموجودة.
الناس المعرَّضون الذين قد يخضعون للبرنامج المُختار يختلفون من مجتمع محلّي إلى آخر. بين الأكثر شيوعاً:
-
الشباب، لاسيّما مَن هم في عمر المدرسة المتوسّطة أو الثانوية. تكون هذه الفئة غالباً أكثر فئة متعرّضة للإدمان، لعدد من الأسباب. المراهقون يحبّون المخاطرة بطبيعتهم، كما يميلون إلى عدم التفكير برويّة بتبعات أعمالهم، ومعظمهم قد يفعل أي شيء يلاقي تشجيع الأقران. والمراهقة أيضاً، أو ما قبلها بقليل، هي العمر النموذجي للبدء باستخدام الكحول والتبغ ومخدّرات أخرى. إذا جرى إقناعهم بعدم البدء بذلك نهائياً، أو بتأخير هذا الاستخدام إلى أن يصبحوا أكثر نضوجاً لإدراك ما يفعلون وما قد تكون النتائج عليهم فإن فرص استخدامهم هذه المواد والإدمان عليها تنخفض بشكل كبير.
هذا لا يعني أنّ كافّة المراهقين الذين يستخدمون الكحول أو المخدّرات سيصبحون مدمنين. على سبيل المثال، في الولايات المتّحدة، يحتسي العديد من المراهقين الكحول (وأحياناً بشكل مبالَغ به) كما يدخّن عدد أقل الماريجوانا (ولكنه عدد لا يُستهان به). إن نسبة صغيرة من هؤلاء تدمن هذه المواد أو غيرها في المستقبل. ذلك لا يغيّر عدد المراهقين غير المدمنين الذين أصيبوا أو قُتلوا في حوادث مرتبطة بقيادة السيّارة أو غيرها من الحوادث تحت تأثير الكحول أو المخدّرات، ولا يغير كمية الضرر العاطفي والمادي بسبب تأثير هذه المواد. فإذا كان جل ما يقوم به برنامج الوقاية هو إقناع الأولاد بالتفكير لثانيةٍ قبل التصرّف فيكون قد أدّى خدمة مجتمعية عظيمة.
-
النساء الحوامل. الممارسة الطبية الحاليّة تحذّر النساء الحوامل من شرب الكحول في أثناء الحمل وتنهاهم نهائياً. ويمكن للشرب بإسراف أثناء الحمل أن يؤدّي إلى أعراض الكحول الجنينية، التي يَنتج عنها أطفالٌ ذوو مشكلات نمائيّة خطيرة، تشمل معظم الأحيان خللاً دماغيّاً، وملامح غير طبيعية في الوجه، بالإضافة إلى مشكلات في النمو والتخلّف الذهني. والتدخين خلال الحمل يمكن أن يتسبّب بوزن منخفض عند الولادة ومشكلات أخرى لدى الأطفال، بالإضافة إلى تأثيراته على الأم نفسها. ومع أنّ تأثيرات استخدام المخدّرات، لاسيّما الهِرويين والأمفيتامين لم تُدرس بنفس الدقة كما درس تاثير الكحول والتبغ، فإنه يبدو أنّها هي أيضاً تسبّب أخطاراً على تطوّر الجنين. ويمكن لبرنامج وقاية فعّال أن يزيل صعوبة قد تمتد مدى الحياة لكلا الأم والطفل.
-
الكبار في السن. قد يتعرّض الكبار في السن الذين يعيشون وحدهم بعيداً عن العائلة ومعزولين غالباً ، للإدمان على الكحول. فإذ فيما تتغيّر عمليات الأيض البيولوجية (الميْتابوليْزم) مع تقدّم العمر فقد يتفاعل الكبار بشكل مختلف مع هذا الدواء او ذاك. قد تصبح الجرعة أكثر من اللزوم أو قد تتفاعل الأدوية مع بعضها أو مع الكحول ليَنتج عنها فقدان الذاكرة الظاهر أو أعراض أخرى. إن نفس كمية الكحول التي كانوا يتناولونها سابقاً دون مشاكل قد تصبح كمية مفرطة الآن. والأسوأ من ذلك أنّ هذه المسائل نادراً ما يطرحها المهنيون الطبيّون والعاملون الاجتماعيون والآخرون الذين يعملون مع الكبار، وقد تبقى غير معروفة. ويمكن لبرامج الوقاية أن تثيرها وتطرحها وتؤدّي إلى حياة للكبار أطول وأكثر إنتاجية ورضا.
-
المشرّدون. يعاني العديد من المشردين من أنواع مختلفة من الإدمان. وغالباً ما يكون الإدمان أصلاً أحد أسباب كونهم متشرّدين ويسهم في صعوبة تغيير وضعهم. ويرتبط الإدمان لدى المشرّدين عادةً بمسائل صحية جسدية ونفسية تؤدي إلى استخدام أدوية متنوعة وُصفت لحالات جسدية ونفسية، أو إلى خلط الأدوية مع الكحول أو المخدّرات للتخفيف من ألم جسدي أو عاطفي بسبب مرض جسدي أو نفسي.
تركّز البرامج المحدّدة ليس على المدمنين المُحتمَلين (المجموعات التي تميل للتعرّض، مثلاً) بل على أفراد محدّدين معروف انخراطهم في استخدام المخدّرات. ووفقاً للبرنامج، يمكن تحديد هؤلاء الأفراد وإحالتهم من قبل موظّفي المدرسة أو الأهل أو نظام المحكمة أو الشرطة أو العاملين الاجتماعيين أو المعالجين أو آخرين على علاقة بهم. في هذه الحالات، لن يكون المشاركون وحدهم من سيستخدم "إطار عمل الوقاية الاستراتيجي"، بَل مَن أحَالَهم أيضاً.
كيف نستخدم "إطار عمل الوقاية الاستراتيجي"؟
كما ذكرنا سابقاً، نجد في إطار عمل الوقاية خمس مراحل سنبحث فيها هنا بتفصيل أكبر لنرى كيف توجِّه هذه المراحل عملية استخدام إطار العمل.
مثال: يؤمّن موقع "إدارة خدمات الصحة النفسية والإدمان" / "مركز مكافحة الإدمان" المعلومات والتعليمات والدعم التقني، ويمكن إيجاد نموذج لتخطيط الجهود، ومعلومات عن مواضيع كعوامل الخطر والحماية، وروابط تصلنا بقوائم وأوصاف لبرامج مثبَتَة بالأدلة ومواقع أخرى عديدة مساعدة، بما فيها "عدّة العمل المجتمعي".
المرحلة الأولى: الدراسة. في مرحلة الدراسة، نحدّد الحاجات والموارد المجتمعية وعوامل الخطر والحماية الموجودة.
-
تشكيل مجموعة عمل المتعلّقة بالأمراض. تقوم هذه المجموعة بالدراسة. بما أنّ جهود الوقاية تتّخذ منظوراً مجتمعياً فيجب أن تشمل مجموعة العمل كافّة قطاعات المجتمع المحلي بمن في ذلك:
-
مَن ينفّذ القانون
-
التعليم
-
الشباب
-
العدالة الجنائية
-
المنظمات المدنية
-
الأهل
-
المنظمات الدينية
-
كبار السن
-
رجال/نساء الأعمال
-
مؤمّنو الخدمات الإنسانية
-
الرعاية الصحية
-
العسكر
-
الكليّات والجامعات
-
المجموعات الإثنيّة
-
الوكالات الحكوميّة
-
المسؤولون المعَيّنون والمُنتخَبون
-
مؤمّني الرعاية للأطفال
إحدى سخريات جهود الوقاية هي أنّ الأكثر تأثّراً بالمسألة وتحطّماً بسببها (من مستخدمي المواد والمدمنين عليها) هم على الأرجح الأقل رغبة بالانخراط. الطريقة الفضلى هنا للتعاطي مع ذلك (فضلاً عن استقطاب أعضاء لمجموعة العمل من هذه الفئات المعرّضة) تكون بإشراك المتعافين من الإدمان على الكحول والمخدّرات. فهم يفهمون ثقافة الإدمان من الداخل، مع وضوح تام بالحاجة لمنع الناس من الانضمام إلى هذه الثقافة.
-
دراسة حاجات المجتمع وأرصدته. المثالي هنا هو القيام بدراسة مجتمعية شاملة. في حال رعت الدراسةَ البلديّةُ (مكتب رئيس البلدية، مثلاً)، أو منظمة أو مؤسسة كبيرة (جامعة أو منظّمة منتشرة في البلد)، أو وكالة حكوميّة، فسيكون في متناولها الموارد للقيام بذلك، على الأرجح. أمّا إذا كانت منظمة صغيرة مجتمعية أو ائتلاف لمنظمات كهذه، فقد تضطر إلى الاعتماد على المتطوعين أو على التقنيّات غير المكلفة والتركيز على مجالات أضيق، إلاّ إذا كان أعضاء مجموعة العمل قادرين على تأمين الموارد الماليّة وغيرها.
بشكل عام، هنا بعض الأسئلة التي قد تحاولون الإجابة عنها من خلال الدراسة المجتمعية. وهي تتضمّن:
-
ما مدى حجم استخدام الكحول والتبغ و/أو المخدرات الأخرى والإدمان عليها في المجتمع المحلّي؟
-
ما هي المواد المخدرة التي تبدو أكثر توفّرا ً؟ الأكثر استخداماً؟
-
ما هي الاتّجاهات في استخدام المواد المخدرة والتوفّر على صعيد المجتمع المحلي؟
-
أيّ فئات أو مجموعات هي الأكثر تعرّضاً؟
-
جغرافيّاً، أين تتجلّى المشكلة بشكل أكثر جديّة؟
-
هل هنالك بعض المواد المخدرة المفضَّلة بشكل خاص مِن قبل مجموعات معيّنة، ومواد أخرى من قبل مجموعات أخرى؟ هل يصح ذلك بالنسبة للمناطق الجغرافيّة؟
-
في أي مرحلة عمرية يبدأ معظم مستخدمي مواد معيّنة تعاطيهم المواد المخدرة؟
-
ما هي أنواع جهود الوقاية وخدمات العلاج الموجودة حالياً؟ ما مدى نجاحها؟ ما هو عدد الذين تخدمهم؟
-
ما هي المواد المخدرة - أو أي جونب من الإدمان – التي تشكّل المشكلة الأكبر بالنسبة للمجتمع المحلّي؟
يمكن تنفيذ الدراسة المجتمعية عن استخدام المواد المخدرة عبر الاستعانة ببعض أو كافة الطرائق. بشكل عام، كلّما أكثرنا من استخدام طرائق لجمع المعلومات نحصل على صورة أوضح عن المسألة في المجتمع. بعض الطرائق الأساسية للتعرّف على حاجات المجتمع المحلي وموارده هي ما يلي:
-
الاستطلاعات أو المسوح. يمكن أن تُقام عبر مقابلات شخصية، أو عبر الهاتف أو البريد العادي أو الإلكتروني. يمكن أن تقدّم الاستبيانات إلى مجموعات أو أفراد، عشوائيّاً أو بالاختيار (بحسب المجموعات أو المنطقة الجغرافيّة أو العمر، الخ). وهي إذا ما نُفّذت بشكل جيّد يمكنها أن تغطّي مواضيع متنوعة وأن تؤدّي إلى مروحة واسعة من الردود. (انظروا الفصل 3، القسم 7: إجراء مسح لتقدير الحاجات والقسم 10: إجراء مسوح بالهموم وأيضاً الفصل 40، القسم 3: الحصول على مردود من المشاركين واستخدامه.)
-
المقابلات. قد تكون المقابلات مع أفراد أو مجموعات، ممنهجة أو نصف ممنهجة أو غير ممنهجة. وقد تُنَفّذ شخصيّاً (وهذا الشكل معتبر الأكثر مصداقيّة بشكل عام) أو عبر الهاتف (ما قد يجعل عدد المجيبين أكبر). لمزيد من التفاصيل عن القيام بالمقابلات انظروا الفصل 3، القسم 12: إجراء المقابلات والقسم 15: الطرق النوعية في تقدير المسائل المجتمعية والفصل 40، القسم 3: الحصول على مردود من المشاركين واستخدامه.)
-
المجموعات المركّزة /البؤرية. هي نوع من النقاشات الموجّهة الهادفة إلى الحصول على معلومات عن موضوع معيّن من مجموعة. يمكن أن تُستخدَم بشكل فعّال للدارسة إلا أنها تتطلّب ميسّراً مدرَّباً لإخراج ما عند المشاركين وإبقائهم ضمن الموضوع. (انظروا الفصل 3، القسم 6: تنظيم مجموعات مركّزة.)
في الاستطلاعات او المسوح، وتحديداً خلال التحدّث إلى أعضاء المجتمع المحلي، قد يكون هنالك بعض الناس الذين تودّون الوصول إليهم بشكل خاص. يمكن أن يكونوا:
-
القادة المجتمعيين أو المحليين: إنهم الأشخاص الآتون من مشارب متنوعة من الحياة الذين يُنظر إليهم للقيادة والتوجيه. قد يكونون موجودين في مناصب رسمية قيادية حكومية أو مؤسساتية، أو محترَمين بفضل الوضع المهني أو القيادة الاجتماعية، أو مجرّد معروفين كأشخاص يتمتّعون بالنزاهة والحكمة.
-
مجموعة الاهتمام أو الأكثر تعرّضاً: بشكل عام، يمكن أن تكون المجموعتان واحدة مجموعتين مختلفتين. قد تركّزون على الشباب، مثلاً، على أمل التخفيف من استخدام المواد المخدرة في المستقبل، مع أنّ المشكلات الأسوأ قد تكون عند الكبار.
-
الذين يتعاملون مع المجموعة مركز الاهتمام: عاملي الخدمة الإنسانية والصحّية، والمعلّمين، والشرطة، والعاملين الذين يصلون إلى الشباب، الخ.
-
المتّصلين بمجموعة الاهتمام: الأهل والعائلات الممتدّة، ومجموعات "مدمني الكحول المجهولين" وغيرهم.
-
صانعي السياسات: المشرّعين والآخرين الذين يحدّدون القوانين والتنظيمات ربطاً باستخدام المواد، بالإضافة إلى قادة الرأي المحليين الذين يساعدون على تحديد المواقف تجاهها.
-
الأشخاص الذين قاموا بالبحث في المسألة في المجتمع المحلي. قد يكونون أكاديميين أو مؤمّني خدمات إنسانية وصحّية.
-
-
الملاحظة. هنالك عدّة طرق يمكن من خلالها استخدام الملاحظة في هذا النوع من الدراسة المجتمعية. يمكن لذلك أن يعني المشي على الطرقات وملاحظة الأوضاع، والمشاهدة لرؤية ما إذا كان الصغار يتمكنون من شراء التبغ أو الكحول من المخازن رغم الحظر، أو أنهم يقاربون الكبار لشراء التبغ أو الكحول منهم خارج المخازن، وملاحظة المواقع التي تبدو بشكل بديهي "مشبوهة"، أو ببساطة مراقبة التفاعلات في الأحياء المختلفة والحدائق. يمكن أن تعني الملاحظة المشارِكة الركوب أو السير مع شرطي، والتعرّف على تجّار المخدّرات أو المهرّبين، أو فعلاً الشراء منهم. يعتمد التنوّع على ما تبحثون عنه، وعلى ما تستطيعون القيام به، أنتم والآخرون المنخرطون في هذه الدراسة. (للمزيد عن الملاحظة، انظروا الفصل 3، القسم 15: الطرق النوعية في تقدير المسائل المجتمعية.)
-
السجلاّت الرسمية. قد يكون الكثير من عملكم قد أنجزته هيئات محلية ورسمية. على سبيل المثال، يشكل الإحصاء الذي يقام كاملاً كل عشر سنوات في الولايات المتّحدة، كنزا دفينا من المعلومات الديموغرافيّة وغيرها. كما قد تكون الوكالات المحلية والمؤسسات الوطنية للصحة (و"مراكز مكافحة الإدمان" منها)، ودوائر الخدمات الصحية والإنسانية وأقسام خدمات الشباب المحلية، جَمَعَت معلومات عن استخدام المواد المخدرة في مجتمعكم، والمعلومات تنتظركم لتبحثوا عنها. (للمزيد عن السجلات الرسمية، انظروا الفصل 3، القسم 19: استخدام السجلات الرسمية ومعلومات الأرشيف والفصل 31، القسم 1: كيف نُجري بحثاً: نظرة عامّة.)
-
تقدير الاستعداد المجتمعي. الاستعداد المجتمعي هو الدرجة التي يكون فيها المجتمع المحلي جاهزاً للقيام بتحرّك ربطاً بمسألة ما. عندما نفهم مستوى استعداد المجتمع المحلي نتمكن من التخطيط للجهود للبدء عند ذلك المستوى، ثمّ نقل المجتمع المحلي إلى المستوى التالي، والاستمرار في نقله من مستوى إلى آخر.
إنّ فهم أين يقف المجتمع المحلي والبدء من هنالك هو مهم للغاية. فالناس ببساطة لن يقوموا بما هم غير مستعدّين للقيام به. وإلى أن يعي أعضاء المجتمع المحلّي المشكلة ويؤْمنون بأهميتها سيكون من غير المحتمل أن تحصلوا على الكثير من الدعم اللازم لجهود وقاية ناجحة. المهام الأولى في هذه الحالة قد تكون إحضار المجتمع المحلّي إلى تلك النقطة وإشراكه في التخطيط. وعندما يفهم أعضاء المجتمع المحلي مفهوم الوقاية ويرون الحاجة المحلّية لها، سيكون أكثر من مرجّح أن يدعموها ويشاركوا في جهودكم.
لقد تمّ تطوير أدوات تحدّد أبعاد الاستعداد المجتمعي ومستوياته. يمكنكم إيجاد أداة لتحديد الجهوزية المجتمعية سهلة التطبيق والتقدير من قبل أعضاء المجتمع المحلي في الفصل 2، القسم 9: استعداد المجتمع المحلي، وأقسام متّصلة في "عدّة العمل المجتمعي" تدعم تحسين الاستعداد.
4.تحديد الحاجة الأكثر إلحاحاً التي يمكن أن تؤثّر عليها جهود الوقاية. قد يكون هنالك عدة مجالات محتمَلة حيث الوقاية لازمة (لدى المراهقين والكبار الذين يعيشون تحت خط الفقر، الخ). تصبح الأسئلة: أين يمكن لجهودكم أن يكون لها أثرٌ، وما يمكن للموارد أن تقوم به. إنّ مشكلة الإدمان عند مجموعةٍ ما قد تكون أكبر من قدرتكم على التحرّك أصلاً. قد ترغبون في التركيز على مجموعة قابلة أكثر لتدبرها أو على مسألة مختلفة (الكحول مقابل المخدّرات، مثلاً) تستطيعون أن تنجحوا من خلالها، وبالتالي تبنون قدراتكم للقيام بأمر أعظم لاحقاً.
المرحلة الثانية: القدرة. لا يقتصر الأمر على استعداد المجتمع المحلّي للقيام بجهود وقاية، بل يجب أن يكتسب القدرة على القيام بها أيضاً. هذا يشمل الوعي ومعرفة مدى استخدام المجتمع المحلي للمواد والإدمان عليها، وفهماً لكيفية خلق برنامج وقاية وتطبيقه وصيانته، والموارد التي يمكن أن تساعد (أو إنها حاليّاً تساعد) في طرح المسألة، والدعم المجتمعي المنتشر والمشاركة، والاستعداد لإدامة الجهود على المدى البعيد.
هذا لا يعني أنّ كل فرد في المجتمع المحلي يجب أن يفهم ويدعم ويكون مستعدّاً للمشاركة في برنامج الدعم، مع أنّ ذلك يكون مثاليّاً، ولكن هذا يعني أنّه يجب أن يكون هنالك كتلة حرجة من الدعم والمعرفة لكي يُدار برنامج إدارة فعّالة.
من أجل بناء القدرة المجتمعية:
-
البدء بمجموعتكم النواة. المجموعة التي نفّذت الدراسة المجتمعية وآخرون أبدوا اهتمامهم بجهود الوقاية من البداية يؤلّفون المجموعة النواة. عديد منهم أو معظمهم قد يكون مستعدّاً للبقاء ناشطاً في متابعة الخطّة وتطبيق البرنامج. وحتّى لو لم يكونوا كذلك فقد يساعدون على استقطاب آخرين في المراحل اللاحقة.
-
اختيار أو بناء "نموذج منطقي" أو "نظرية ممارسة" لتوجيه جهودكم. النموذج المنطقي سيوسّع إطار عمل النموذج المذكور في هذا القسم، لمساعدتكم على التخطيط تماماً لكيفية مقاربتكم.
-
استخدام ما تعرفونه عن مستوى الاستعداد المجتمعي للإعلان عن المسألة وتشجيع المشاركة. بناءً لما يعرفه الناس في المجتمع المحلي فقد ترغبون في لفت الانتباه إلى مسألة الإدمان، والتشديد على وجودها وطبيعتها في المجتمع المحلّي. هناك طريقة نافذة للتشديد على الحاجة إلى الوقاية هي استخدام قصص من أعضاء المجتمع المحلي الذين يتعافون من الإدمان، لاسيّما إذا كانوا مستعدّين لحكاية قصصهم بأنفسهم. من المهم تجنيد الإعلام والعمل معه كذلك. (للمعلومات عن كيفية كسب دعم الإعلام ومساعدته، انظروا الفصل 6، القسم 4: إعداد أخبار وقصص بارزة والقسم 6: تحضير أعمدة الضيوف والافتتاحيّات والقسم 8: تنظيم مؤتمر صحفي وأيضاً الفصل 34: المناداة عبر الإعلام.)
إذا كان المجتمع المحلي على علم جيّد بالمشكلة فقد تتمكنون من التركيز على جمع الدعم والمتطوعين للبدء للتخطيط لبرنامجكم. قد تودّون تأليف مجلس مجتمعي استشاري أو مجموعة مماثلة لتمثيل الجهود. (انظروا الفصل 7: التشجيع على الانخراط في العمل المجتمعي.)
-
توسيع شبكة أعضاء المجتمع المحلي المهتمّين بمكافحة الإدمان. فيما يصبح المجتمع المحلي أكثر معرفةً بالإدمان، يصبح من الأسهل استقطاب أشخاص للمساعدة في جهود الوقاية. يمكنكم الوصول إلى أعضاء المجتمع المحلي من خلال وسائل الإعلام والمطويّات وألواح الإعلانات الموضوعة في الأماكن المناسبة، ومن خلال الاتّصال الشخصي (وهذا الأكثر فعاليّة). (للمزيد عن إطلاق رسالتكم إلى العلن، انظروا الفصل 6: تعزيز الاهتمام بالمسائل المجتمعية والفصل 45، القسم 5: تعزيز الوعي والاهتمام من خلال الاتصال.)
عليكم البحث عن أفراد إمّا لمهاراتهم أو لحماسهم، والطلب منهم القيام بأمور يجيدونها و/أو تهمّهم. قد تتمكنّون من إيجاد متطوعين لهم خبرة في تطوير المناهج، أو العلاقات العامّة، أو العمل الشبابي، أو صناعة الأفلام، أو مجالات أخرى يمكن أن تُفيد الجهود. والأشخاص الذين لا تبدو عليهم إلاّ مهارة الاستعداد للمساعدة يمكنهم أن يساهموا في التشبيك وتأمين الدعم اللوجستي (تعبئة المغلّفات وجدولة الاجتماعات والقيام باتّصالات هاتفيّة)، والمساعدة في استقطاب الآخرين، بالإضافة إلى تطوير قدرات القيادة على المدى البعيد.
المرحلة الثالثة: التخطيط. إنّ مرحلة التخطيط، في أقلها، هي بأهمية أي مرحلة أخرى لسببيْن: أولاً، لأنها تُظهر الطبيعة التشاركيّة للجهود، ومن هنا تكتسب تنويعاً في التفكير وتبنّي المجتمع المحلي، إذا نفّذت بشكل جيّد. وثانياً، لأن التخطيط يبني الهيكل والتنظيم والمضمون لبرنامج الوقاية الفعلي، والذي من خلاله سيحلّق البرنامج أو يقع. لذلك، من المهم القيام بالتخطيط برويّة. ويمكن لقضاء المزيد من الوقت أنْ يعني مشاكل أقل ونجاحاً أعظم على المدى البعيد. للمزيد من المعلومات المفصّلة، انظروا الفصل 8: بناء خطّة استراتيجية.
-
تجميع فريق تخطيط. قد يكون نفس فريق الدراسة، أو قد يشمل بعضاً منهم وبعضاً آخرين، أو قد يكون مختلفاً تماماً. قد يتضمّن أفراداً من المجلس الاستشاري (أو يكون هو بنفسه فريق التخطيط) في حال وجوده. مهما كان التطابق من عدمه، يجب أن يمثّل أعضاء الفريق كافّة قطاعات المجتمع المحلّي، ويجب أن يكون تكوين الفريق متنوعاً وشاملاً قدر الإمكان، عابراً الخطوط العرقية والإثنية والطبقية والعمرية والجندرية والخطوط الفاصلة الأخرى لكي يشعر الجميع في المجتمع المحلي أن وجهة نظره مسموعة.
-
تدريب فريق التخطيط. إذا كان الفريق شاملاً بالفعل فقد يكون على الأقل بعض أعضائه ممن لم يختبر الاجتماعات أو حل المشكلات ضمن المجموعة، ناهيكم عن اختبار التخطيط لتدخّل مجتمعي. معظمهم يكون على معرفة ضئيلة نسبياً بالإدمان أو مكافحته، وأبعد ما يكون عن اعتباره مشكلة محلّية يودّ طرحها. كلّما تمكّنتم من تأمين التدريب، يتحسّن عمل الفريق على الأرجح.
تتضمّن بعض مجالات التدريب المفيدة ما يلي:
-
بناء قواعد رئيسية للاجتماعات: احترام الجميع، والتوضيح أن آراء الجميع تتمتع بالتقدير المتساوي، آخذين بعين الاعتبار الأشخاص الذين لَم تُسمع أفكارهم، والتعاطي مع الأفكار وليس الشخصيّات، والإصغاء بدقّة إلى الجميع دون مقاطعة، والإبقاء على ذهنيّة منفتحة، والاستعداد للتسوية، وعدم السماح لأحد أن يسيطر، والوصول إلى إجماع، الخ.
-
حل المشكلات: طرائق مقاربة المشكلات ضمن المجموعة، بما فيها تقنيّات كالعصف الذهني، والنقاش في المجموعات الصغيرة، ولعب الأدوار.
-
الإدمان في المجتمع المحلي: قد يعني ذلك معلومات عن التأثيرات والتبعات الصحية لمواد متنوعة يُدمن عليها أشخاص بكثرة، والمواد التي تشكّل المشكلات الأكبر، والمجموعات الأكثر تعرّضاً، الخ. يمكن لنتائج الدراسة المجتمعية بالإضافة إلى الإحصاءات من مصادر متنوعة أن تزوّد أعضاء الفريق بصورة عن الإدمان في المجتمع المحلّي، وببعض الأفكار حول الاتّجاهات الممكن التحرّك فيها.
-
عوامل الخطر والحماية: ما هي وكيف تعمل وكيف يمكن استخدامها في سياق برنامج وقاية وبعض الأمثلة.
-
التفكير في الموارد: قد لا يكون العديد من أعضاء الفريق قد فكّر بحساب كلفة برنامج الوقاية ضمن الخطط، أو بأنّ موارد البرنامج لا تتضمّن التمويل فحسب بل أيضاً وقت التطوع ومعرفة المجتمع المحلي بالمسألة، والدعم من المجتمع المحلي والإعلام، والخبرة المحلية (من مهنيين ومنظمات ومؤسسات)، واستعداد المسؤولين المحليين والمجتمع المحلي لتغيير القوانين التنظيمية والسياسات لصالح الوقاية.
-
برامج مرتكزة إلى براهين: ما الذي يكوّن البرامج المثْبَتة أو المرتكزة إلى براهين، وكيف يمكن التمييز بين تلك التي يمكن إعادة إنتاجها من تلك الخاصة بالأوضاع التي تعمل فيها، وكيف "التلاعب" بهذه البرامج لجعلها مناسبة أكثر لمجتمع محلّي معيّن.
-
تحليل عوامل الخطر والحماية. يوصي "مركز مكافحة الإدمان" بتكليف مستشار (مثلاً: مجموعة العمل جامعة كنساس التي أعدت "عدة العمل المجتمعي" هذه أو منظّمة مماثلة) للعمل مع المجتمع المحلي على هذه الخطوة، ولكن الحقيقة هي أنّ العديد من المنظّمات أو المجتمعات لا يملك الموارد للقيام بذلك. قد تكون المساعدة متاحة من كلّية أو جامعة، أو من منظمة محلية أو أكثر، أو من أفراد. وقد يكون أيضاً قد جرى على الأقل تحديد بعض عوامل الخطر والحماية في سياق دراسة المجتمع المحلي وتقييم الاستعداد المجتمعي.
يضع بعض المنظمات عوامل الخطر لإدمان المراهقين (ولسلوكيّات أخرى غير مرغوبة) في أربع فئات: المجتمع المحلي، والعائلة، والمدرسة، والفرد/الأقران. يضيف إليها مركز المكافحة المجال المجتمعي أو المحلي، شاملاً أدوار الإعلام الوطني والإنترنت والثقافة الأوسع في تكوين مواقف المراهقين والمجتمع المحلّي وسلوكهم. (انظروا الأداة 2 من "جعبة الأدوات ال 16)
أمّا عوامل الحماية، فهي في السمات الشخصية، وفي الترابط (مع العائلة بشكل خاص ولكن أيضاً مع المرشدين وكبار آخرين مهمّين) وفي المعتقدات الصحية والمعايير الواضحة المفروضة على المراهقين مِن قبل العائلات والمجتمع المحلّي.
يمكن أيضاً تقسيم المقدّرات التنموية (مماثلة لعوامل الحماية) للأطفال والمراهقين إلى داخليّة وخارجيّة. (انظروا القسم الرابع من هذا الفصل عن تنمية المقدّرات.)
تُقسّم المقدّرات أو الأرصدة الخارجيّة كذلك إلى أربع فئات:
-
الدعم: الأشخاص المهمّون للمراهق يشجعونه ويساعدونه ويحترمونه.
-
التمكين: للمراهق الفرصة لممارسة المسؤولية والشعور بأنّه يتحكّم بأجزاء مهمّة من حياته.
-
الحدود والتوقّعات: يُتوقَّع من المراهق التزام قواعد واضحة وتلبية معايير عالية.
-
استخدام بنّاء للوقت: للمراهق فرصة الانخراط في نشاطات ذات معنى ومُنتِجة.
والمقدّرات أو الأرصدة الداخليّة أيضاً أربع فئات:
-
التزام التعلّم: يفهم المراهق قيمة التعلّم والتربية، ويستطيع إلزام نفسه في المدرسة وأماكن تعلّم أخرى.
-
القيم الإيجابيّة: يطوّر المراهق ويتذوّت (يستبطن) نظامَاً من القيم الإيجابية.
-
المهارات الاجتماعية: يتمتّع المراهق بمهارات شخصيّة وعلاقاتية لإدارة حياته الخاصّة وللانخراط في علاقات إيجابيّة مع الآخرين.
-
الهويّة الإيجابيّة: يرى المراهق نفسه من منظور إيجابي ويكون تقديره لنفسه جيّدا.
الغاية هنا هي أن نفهم كيف تعمل هذه العوامل في مجتمعنا المحلّي (أي منها مهمّ، وأيها أقل أهمّية، وأي منها يميل للتأثير على الإدمان عند المجموعات المعرّضة).
-
اختيار العوامل التي ستركّزون عليها. يجب أن تختاروا عدداً من العوامل القابلة للإدارة (لا يمكنكم طرحها جميعها مرّة واحدة: سيقودكم ذلك، من دون أي شك تقريباً، إلى الفشل نتيجة توسيع مبالَغ به لقدراتكم ومواردكم، وإضعاف جهودكم في أي اتّجاه كانت). يجب عليكم أيضاً اختيار العوامل التي تستطيعون فعليّاً التأثير فيها، وضمن فترة زمنية معقولة.
إنّ محاولة التخفيف من توفّر المخدّرات، مثلاً، ليست فقط عمليّة تغيير مفروض بالقوّة و/أو تغيير المواقف في المجتمع المحلي. قد تكون المخدّرات متوفّرة كذلك في الحي أو المجتمع المحلي التالي، أو من خلال مصادر أخرى. إضافةً إلى ذلك، قد تكون المصادر الجديدة أخطر من القديمة على المستخدِمين من ناحية نوع المخدّرات التي تقدّمها ومن ناحية احتمال العنف. قد نتمكّن من "تنظيف" حيّنا أو مجتمعنا من المخدّرات، ولكن هذا لا يعني أنّنا أزلنا أو حتّى خفّفنا توفّرها.
-
البحث عن واختيار مقاربة مثْبَة يمكن استخدامها مع عوامل الخطر والحماية التي استقرّ الرأي عليها. البرامج المثبتة أو المبنيّة على البراهين هي تلك التي دُرست رسميّاً عبر استخدام تصاميم بحثية مبنيّة بدقّة، ووُجدت فعّالة في مكافحة الإدمان لدى المجموعات التي خدمتها. بعضها جُرّب وتبيّن نجاحه في ظروف مختلفة ومع مجموعات مختلفة، وأخرى قد تكون محدّدة لمجموعات أو أوضاع معيّنة (برنامج يستهدف الكبار في الريف، مثلاً، أو آخر موجّه إلى المراهقين في المدينة). للمزيد، انظروا الفصل 19: اختيار التدخّلات المجتمعية وتكييفها.)
قد تأخذ البرامج التي تجدونها أيضاً أشكالاً مختلفة. ذكرنا سابقاً البرامج العامّة (المتوجّهة إلى المجتمع المحلي بأسره) والمُختارة (الموجّهة إلى مجموعة معينة معرّضة) والمحدّدة (الموجهة إلى أفراد معروفين كمعرَّضين أو منخرطين في تعاطي المواد). طريقة أخرى للنظر إلى البرامج هي اعتبارها إمّا فرديّة أو بيئيّة.
البرامج الفرديّة موجّهة إلى مساعدة الأفراد على تطوير المعرفة والمواقف والمهارات اللازمة لتغيير السلوك غير المرغوب أو للحفاظ على السلوكيات الصحّية. بعض الأمثلة هنا قد تكون دروساً في المدرسة عن التأثيرات الكيميائية والبيولوجيّة للتبغ والكحول و/أو المخدّرات المتنوعة، وبرامج التربية الوالدية ذات الصلة، ومجموعات التوقف عن التدخين، وبرامج "الخطوات 12" وبرامج أخرى مشابهة متنوعة.
البرامج البيئية المحيطة تسعى إلى تغيير البيئة المحيطة بالأشخاص من أجل جعل التغيير أو المحافظة على السلوك أسهل على الناس. قد تتضمّن هذه البرامج تغيير السياسات (لاسيّما ربطاً بتنظيم المواد وإنفاذ القوانين والتنظيمات المتعلّقة باستخدام المواد والإدمان عليها)، والإعلام، وجهوداً أخرى لتثقيف المجتمع المحلي عن مخاطر استخدام المواد (تحذير وزارة الصحة على علب الدخان وحملات ضد القيادة بعد شرب الكحول)، ومحاولات تغيير المواقف والتقاليد المجتمعية.
غالباً ما تتضمّن استراتيجيات الوقاية عناصر فرديّة وأخرى بيئيّة.
يشجّع "مركز مكافحة الإدمان" المجتمعات المحلّية على إيجاد برامج تعمل خصّيصاً من أجلها. في نفس الوقت، يتطلّب من البرامج التي يموّلها بشكل مباشر أو غير مباشر أن تبحث عن النموذج الملائم على أدلة وأن تنسخه كله تمهيداً لتطبيقه. هنالك أسباب بديهية لذلك: عندما يبرهن نموذجٌ ما على نجاحه فمن المنطقي محاولة إعادة إنتاجه تماماً، بما أنّ أي تغيير فيه قد يؤثّر على نجاحه. في حال كان البرنامج المختار يخاطب مباشرة المجتمع المحلي والسكان فلا يوجد سبب حقيقي لعدم تطبيقه كما نفّذه واضعوه.
ولكن في بعض الحالات، ولأنّ المجتمعات المحلية والمجموعات غالباً ما تختلف اختلافات دقيقة، وأحياناً غير دقيقة، فإنه حتّى البرامج التي تقترب كثيراً من طرح وضعكم قد تحتوي على عناصر يمكن ألاّ تنجح في مجتمعكم المحلي، أو قد ينقصها عناصر تحسّن فعاليّتها. في هذه الحال من المهم إدراك خبراتكم الخاصة وفهمكم للمجتمع المحلّي وتاريخه.
إذا كان المركز يموّلكم فقد يحاول التفاوض على التغييرات المناسبة في تطبيق النموذج المُثْبَت الذي اخترتموه. أما إنْ لم يكنْ المركز هو المموّل وكنتم تستخدمون النموذج المختار مجرّد إطار عمل لبرنامج وقاية مجتمعي فإنه يمكنكم إدخال تعديلاتكم فيما أنتم تقومون بالتخطيط للبرنامج. يمكنكم استعارة بعض الاستراتيجيات من برنامج مثبت آخر قمتم بتفحّصه، مثلاً، أو ابتكار استراتيجيات خاصّة بكم لإضافتها إلى البرامج المُختار.
يبدو منطقياً البدء ببرنامج مبني على أدلة. ليس من الضروري إعادة اختراع العجلة هنا، لاسيّما إذا كنتم تعرفون أنّ العجلة الموجودة تعمل جيّداً. ولكن تحسين العجلة ليس مستحيلاً. قد تخرجون ببرنامج وقاية يعمل بشكل أسرع أو أكثر سلاسة ويتجنّب المطبّات الموجودة في خصوصيات مجتمعكم المحلي إذا كانت لديكم الفرصة والأفكار للقيام بذلك
-
بناء خطة متكاملة للجهود. لا تحتوي الاستراتيجية فقط على ما يبدو عليه البرنامج بَل على عدد من العناصر أيضاً، وهي تشمل:
-
رؤية ,رسالة للجهود
-
كيف ستجمعون الموارد اللازمة: ما هو حجم التمويل اللازم ومن أين ستأتون به؟ كيف ستستقطبون موظّفين و/أو متطوّعين مجتمعيين؟
-
الجدول الزمني ومسار تطبيق الجهود: ما الذي ستقومون به ومتى؟ من سيتحمّل مسؤولية ماذا؟
-
ما هي النتائج التي تتأمّلون رؤيتها على المديَيْن القصير والطويل
-
كيف ستقيّمون الجهود
يجب أن تكون الخطّة مفصّلة بشكل يجعلها قابلة للمتابعة حتّى لو قرّر كل مشارك في التخطيط فجأة الاستقالة والذهاب إلى جزيرة استوائية ولم يترك عنواناً. (انظروا الفصل 8: بناء خطّة استراتيجية.)
7.تقديم الخطّة إلى المجتمع المحلي وجمع الدعم. الافتراض هنا هو أنّه من أجل نجاح جهود الوقاية عليها أن تستهدف المجتمع المحلي بأسره وتُشركه. كلّما زاد تملّك المجتمع للخطّة، يزيد احتمال تنفيذها على الصعيد المجتمعي.
المرحلة الرابعة: التطبيق. حان الآن وقت تنفيذ برنامج الوقاية. هذه المرحلة ليست سهلة، ولكنّها تكون أسهل بكثير إذا كنتم قد قمتم بعمل جيّد في التخطيط، وكنتم تتمتّعون بالدعم المجتمعي. وإذا انتبهتم إلى بعض الجوانب المحدّدة في البداية وفي أثناء مرحلة التطبيق فالمهمّة ستكون حتماً أسهل:
-
توظيف أشخاص و/أو استقطاب متطوّعين. من المهم إيجاد الناس المناسبين للقيام بالعمل سواء كان البرنامج يستخدم موظفين مأجورين أو متطوعين أو مزيجاً من الاثنين. تجدون معلومات عن كيفية إيجاد الأشخاص اللازمين لإنجاح برنامجكم وجذبهم وتدريبهم في الفصل 10: توظيف الموظفين الأساسيين في المنظمات المجتمعية وتدريبهم والفصل 11، القسم 4: تطوير برامج تدريب للمتطوعين.
-
التمسّك بخطتكم لمسار التطبيق. فيما يمكن للجداول الزمنية أن تتأثّر بالعوامل الخارجيّة (الوقت المستقطع للتوظيف، عمل المتعهد على المكان، الخ) فإنّ تطبيق الخطّة سيسير بشكل أسلس إذا التزمتم المسار الذي خطّطتم له. غالباً ما يكون من السهل تخطّي بعض الخطوات أو تجاهل الخطّة ولكن ذلك يكلّفكم المزيد من الوقت أو المال في معظم الأحيان أو أنه ببساطة يجعل إطلاق البرنامج أصعب. فلقد أعددتم خطّة لسبب منطقي، وستنجحون أفضل باتّباعها.
الأمر نفسه يصحّ بالنسبة للطرائق والمضمون وهيكليّة البرنامج نفسه. لقد اخترتم برنامجاً مبنياً على أدلة لأنّه برهن عن نجاحه، ولأنّه يبدو مناسباً لمجتمعكم المحلّي والناس والمسائل التي يتعاطون معها. لذا من المنطقي أن تبقوا قريبين قدر الإمكان من النموذج، على الأقل في الفترة الأولى لمعرفة ما إذا كان سينجح كما نجح مع الآخرين.
-
الاستمرار في الانتباه إلى الموارد. قد تكونون حصلتم على الموارد اللازمة في الوقت الحاضر، ولكن هذا لا يعني أنّ عليكم الاسترخاء الآن. كما سنرى، يجب على البرنامج أن يستمر للمحافظة على نجاحه. معظم التمويل محدود بالوقت (غالباً لسنة أو حتّى أقل)، لذا لا تنتهي الحاجة فعليّاً إلى مصادر جديدة أو مستمرّة. ليس المطلوب أن تقضوا كل دقيقة في ملاحقة التمويل والموارد الأخرى، ولكن عليكم معرفة حاجات برنامجكم، والاستفادة من الفرص التي تظهر، والسعي وراء مصادر تمويل جديدة، والمحافظة على علاقات جيّدة مع مصادر التمويل الحاليّة، كما عليكم أن تحضّروا بشكل مستمر التوثيق والمواد الأخرى اللازمة للتمويل والطلبات الأخرى. وكما أنّ العلاج الأفضل للإدمان هو الوقاية منه في البداية فإن الدواء الأفضل لأزمة الموارد هو في منعها من الحصول. (انظروا الفصل 42: الحصول على منح وموارد مالية.)
إبقاء المجتمع المحلي مُطّلعاً. يمكنكم الإعلان عن نجاحات البرنامج والاستمرار في توليد اهتمام ودعم من المجتمع المحلي من خلال وضع مقالات جديدة وبيانات صحفية، وتقديم عروض للمجموعات، والحفاظ على تواجدكم في قلب الأحداث المحلية.
المرحلة الخامسة: التقييم. فقط من خلال مراقبة الجهود وتقييمها يمكنكم أن تعرفوا مدى نجاحها، وما هي الأجزاء اللازم تغييرها أو تقويتها. يجب أن يستمر التقييم طوال حياة برنامج الوقاية، وأن يغطّي على الأقل ثلاثة مجالات:
-
تقييم المسار: هل قمتم بما خطّطتم له؟ هل لبّيتم الجداول الزمنية؟ هل وصلتم إلى عدد الناس والمجموعات كما خطّطتم؟ هل أمّنتم الخدمات أو النشاطات المقرّرة بالشكل المقرّر؟ في حال لا، لمَ لا؟ هل واجهتكم عقبات لم تكن متوقّعة؟
-
تقييم آثار البرنامج: هل للبرنامج التأثير المطلوب على عوامل الخطر والحماية المستهدفة؟ ربّما كنتم تقومون بما خطّطتم له تماماً ولكن من دون تأثير على عوامل الخطر والحماية المُختارة، أو قد يكون لعملكم تأثيرات لم تحسبوا لها حساباً.
-
تقييم النتائج: هل أدّت الجهود إلى النتائج المتوخّاة (معدلات أدنى من استخدام الكحول والمخدّرات، أو عدد قتلى أقل بسبب القيادة المخمورة، أو خدمات أفضل للكبار)؟ مرّة أخرى، قد يكون برنامجكم مؤثّراً على عوامل الخطر والحماية المُختارة بالطرق التي توقّعتموها إلا أن ذلك ربّما لم يؤدّ إلى النتائج التي صوّبتم باتجاهها. في هذه الحالة، سيكون عليكم أن تقرّروا ما إذا كنتم تطرحون عوامل الخطر والحماية الخاطئة (وأي عوامل يجب طرحها)، أو ما إذا كانت يوجد طريقة أخرى للوصول إلى أهدافكم.
يجب أن يعاد قياس نتائج تقييمكم بشكل دوري (نموذجياً: مرّة كل سنة)، وأن تُستخدَم هذه النتائج لتعديل برنامجكم للتجاوب مع حاجات المجتمع المحلّي المتغيّرة، أو لتغيير أو تحسين مجالات البرنامج التي لا تعمل بالجودة التي يمكن أن تعمل بها. هذا هو الهدف من التقييم: جعل برنامجكم أفضل.
إنّ إيجاد طرق لجعل جهودكم أقوى ليس اعترافاً بالفشل، ولكنّه طريقة للحفاظ على ديناميكية عملكم. لا يوجد برنامج كامل، إذ تبقى دائماً بعض التحرّكات التي يمكن اتّخاذها لتحسينه. البرامج التي لا تتغيّر تنحدر عادةً على المدى البعيد: التغيير يُنعش الموظّفين والمشاركين ويترك مجالاً للاختبار الذي يؤدّي إلى اكتشافات جديدة.
عندما تقومون بتغييرات جمّة، عليكم إخبار السكان في المجتمع المحلّي عنها، واطلبوا منهم المساعدة إذا احتجتموها. فالتغييرات قد تتطلّب المزيد من المتطوعين أو التمويل أو طريقة أخرى للوصول إلى الناس أو تغييرات أخرى يمكن للمجتمع المحلي أن يساعد فيها. إنّ فرصة تأمين مساعدة حقيقية تؤدّي إلى ملكية مجتمعية للبرنامج ودعمه.
تعتبر "عدّة العمل المجتمعي" التقييم جزءاً حيوياً للغاية من أي تدخّل أو مبادرة حتّى أنّها كرّست له أربعة فصول (36 – 39). تجدون في الأقسام الثلاثين (أو أكثر) من هذه الفصول معلومات عن كافّة جوانب التقييم تقريباً.
إن "إدارة خدمات الصحة النفسية والإدمان" / "مركز مكافحة الإدمان" لا تُدخِل مرحلة سادسة في مسار الوقاية، ولكنّنا سنقترحها نحن هنا وهي مرحلة مألوفاً عند من يستخدمون "عدّة العمل" بشكل منتظم: واصلة العمل إلى ما لا نهاية. أنتم في الحقيقة تحاولون خلق تغيير اجتماعي على المدى البعيد، وهذا يتطلّب وقتاً. قد ترون التغييرات المرغوبة، ولكن ذلك لا يجعلها دائمة أو جزءاً لا يتجزأ من الثقافة المجتمعيّة... أو أنه لا يضمن بقاءها جزءاً من تلك الثقافة من دون تغذيتها. يجب صيانة التغييرات، وهذا يعني، في أقله، استمرار بعض العناصر الأساسية في برنامج الوقاية طالما بقي الإدمان مشكلة في المجتمع.
باختصار
يهدف "إطار عمل الوقاية الاستراتيجي" الذي أعدّه "مركز مكافحة الإدمان" لأنْ يكون بنيةً لبرامج مكافحة الإدمان، مع أنّ عموميته تجعل من الممكن استخدامه بسهولة في برامج وقاية أخرى كذلك. تتشابه مكوّنات مساره (الدراسة وبناء القدرات والتخطيط والتطبيق والتقييم) مع مكوّنات نماذج منطقية وأطر عمل أخرى مذكورة في هذا الفصل.
يركّز "إطار عمل الوقاية الاستراتيجي" (كما تفعل نماذج أخرى عديدة في الفصل 2) على عوامل الخطر والحماية. عوامل الخطر هي تلك العناصر عند الفرد أو العائلة أو مجموعة الأقران أو المجتمع التي تجعل من الأسهل على الفرد الوقوع في فخ الإدمان أو تزيد من احتمالات ذلك. من جهة أخرى، فإن عوامل الحماية هي تلك العناصر عند الفرد أو في بيئته التي تجعل من الأسهل أو أكثر احتمالاً على الفرد أن يتجنّب الإدمان. الفرضيّة هي أنّكم إذا خفّفتم أو أضعفتم عوامل الخطر وقمتم بتقوية عوامل الحماية لدى مجموعة ما أو مجتمع محلي، فهذا سيخف من احتمال أن يمر الناس بمشكلات الإدمان.
يؤمّن "مركز مكافحة الإدمان" التمويل للوقاية من خلال الولايات ومباشرة إلى المنظمات. والأهم بالنسبة لمعظم برامج الوقاية التي لا تمولها منح المركز هو أنّ الوكالة تؤمّن كذلك معلومات وأدوات مرتكزة إلى الإنترنت للمساعدة في كل مرحلة من البناء والتطبيق. إن موقع "مركز مكافحة الإدمان" يؤمّن أيضاً روابط إلى برامج مثبتة يمكن استخدامها في مرحلة التطبيق مع بعض الثقة على الأقل في نجاحها.
نشجّعكم على إعادة إنتاج هذه المواد لكن نرجو أن تذكروا مرجعها: "عدة العمل المجتمعي" على الموقع:
Http://ctb.ku.edu
الموارد
موارد على الشبكة (أوْنْلاين)
CSAP’s Western Center for the Application of Prevention Technologies.
دليل خطوة خطوة عن كيفية بناء وتطبيق برنامج وقاية
NIDA, the National Institute on Drug Abuse
موقع المعهد الوطني لاستخدام المواد المخدرة في الولايات المتحدة
Prevention information from NIDA.
.معلومات عن الوقاية من المعهد
The Prevention Platform from SAMHSA
دعم فني ومعلمات عن التمويل وروابط وأدوات ثمينة ..الخ.
موقع عن بناء كيف تبني برنامجك الوقائي الخاص لمختلف الأغراض وممعلومات Infor
mation on creating, maintaining, and strengthening effective youth programs
موقع عن خلق وصيانة وتعزيز برامج الشباب الفعالة