استمارة البحث

  • ما هي تنمية الأرصدة (أو الطاقات أو مصادر القوة)؟
  • ما هي الأرصدة التنموية التي يحتاجها الأطفال؟
  • ما هي خصائص برنامج تنمية الأرصدة؟
  • لماذا يجب استخدام مقاربة تنمية الأرصدة (ولماذا قد لا تستخدمونها)؟
  • كيف تستخدمون مقاربة "تنمية الأرصدة"؟

تشكّل المراهقة مرحلة اختبار، إذ يختبر المراهقون أنفسهم جسدّياً وذهنياً واجتماعياً وعاطفياً، وذلك من أجل تعلّم ماذا يعني أن نكون كباراً. معظم الأطفال يجتاز مرحلة المراهقة دون مشاكل جدّية. قد يصرخون أحياناً، وقد ينفطر قلبهم مرّةً أو اثنتين، ولكنّهم "ينجون" بالطبع. ثم يذهبون إلى الجامعة أو إلى العمل، ثم يُنشئون عائلة، ويؤسسون لحياة معقولة لهم.

ثم يأتي الأطفال الذين يشغلون بال الجميع. فَهُم الذين يدخّنون بالعدوى، ويشربون حتى الثمالة، ويستخدمون أي مخدّر يقع تحت أيديهم، وينخرطون في العنف العشوائي، ويخالفون القوانين، وأحياناً يصبحون آباءً وأمهات في عمر 15 أو 16 سنة، بل قد يموتون (غالباً عبر الانتحار أو في حادث سيّارة بسبب القيادة تحت تأثير الكحول).

نحن ننظر بشكل عام إلى الأطفال ذوي الصعوبات بطريقة سلبية: لديهم "مشكلات" أو هم مخطئون لأنّهم لم يطوّروا بعض السمات الأساسية، مثل الذكاء أو السيطرة على النفس أو الشعور مع الآخرين أو المثابرة. ولكن، يوجد طريقة أخرى للتعاطي مع هذه المسألة: إذ ربّما كانوا مراهقين لم تتوفر لهم عوامل كافية في حياتهم يحتاجونها لكي ينموا ويصبحوا كباراً ناجحين ومنتِجين وراعين.

يحتاج الطفل بالطبع إلى أهل يعتنون به ويرعونه، ولكن دروس الأهل وقيمهم الإيجابية، إذا عزّزها ما يراه الطفل ويسمعه من كبار آخرين في المجتمع المحلي بالإضافة إلى سلوكيات المجتمع ككل، تساعد أيضاً بشكل كبير. بالفعل، تلزم قرية كاملة لتربية طفل.

يتناول الفصل الثاني من "عدّة العمل المجتمعي" نماذج التغيير المجتمعي، أي الطرق المستخدمة في لتقديم التغييرات التي ستواصل تحسين نوعية الحياة للجميع في المجتمع المحلي إلى ما لا نهاية. في هذا القسم، سنطرح استخدام نموذج تغيير مجتمعي يركّز على الشباب. ويفترض هذا النموذج أنّ تعزيز الأرصدة (أو   مصادر القوة أو القوة) الداخلية والخارجية التي تساهم في النمو الصحي للأطفال والمراهقين ليس فقط مهمّة الأهل، بَل مهمّة المجتمع بأكمله. ويقترح النموذج تنظيم المجتمعات المحلية من أجل تحقيق ذلك. كما يفترض هذا النموذج أنّ تحسين الحياة لأطفال المجتمع المحلي، سيحسّن حياة المجتمع المحلي بأسره.

ما هي تنمية الأرصدة (أو مصادر القوة)؟

"الأرصدة النمائية"  (developmental assets)هي تلك العوامل والخصائص الإيجابية التي تُكوّن النمو الصحي للأطفال والمراهقين. المجتمع المحلي المنخرط في تنمية الأرصدة لدي الشباب هو مجتمع يلتزم تحديد الأرصدة  التنموية التي تنقص الأطفال والمراهقين في المجتمع المحلي، والعمل على تأمين هذه الأرصدة. لقد قام مركز  البحث" "سيرتش انستيتيوت" Search Institute (في مدينة مينيابوليس، في ولاية مينيسوتا الأميركية) باستطلاع أكثر من مليون تلميذ بين الصفّين السادس والثاني عشر، من أكثر من 600 مجتمع محلي، منذ 1993، ووجد ما يراه 40 رصيداً نمائياً أساسياً للمراهقين (والأرصدة الأربعون مذكورة مع شرح مفصّل لاحقاً في هذا القسم).

وقد أظهرت دراسات المركز أنّه كلّما ازدادت الأرصدة هذه لدى المراهق في حياته، يقل احتمال انخراطه في سلوكيات خطرة أو اختباره تجارب تعرّضه للخطر. السلوكيات والأوضاع الخطرة التي نتكلّم عنها هي التالية:

  • استخدام بعض المواد والإدمان عليها (الكحول والمخدرات والتبغ).
  • الجنس. مع أنّ الجنس سلوك شائع في بعض المجتمعات لدى المراهقين (وأحياناً حتّى قبل المراهقة)، فإن النشاط الجنسي يمكن أن يكون عبئاً ثقيلاً على الصعيدين العاطفي والجسدي لديهم. ويتفاقم هذا العبء عندما يكون نشاط المراهقين الجنسي عشوائياً أو متعدّداً و/أو غيرَ مَحمي.
  • العنف. يعني جميع ما يتراوح ما بين أن يكون المراهق ضحية التنمّر والبلطجة والاستغلال، من جهة، وحمل المسدسات واستخدامها، من جهة أخرى.
  • السلوك غير الاجتماعي والمواجهات. يتراوح هذا السلوك من تحدّي المعلّمين إلى المواجهات الخطرة مع القوانين.
  • الكآبة / الانتحار. بالطبع ليس بالضرورة أن تؤدّي كل كآبة إلى انتحار، ولا يفكر كافّة المراهقين المكتئبين بالانتحار، ولكنّ أرقام المراهقين الذين يقومون فعلاً بالانتحار مخيفة لكبرها، والكآبة في سن المراهقة منتشرة أكثر بكثير مما ندركه.
  • المشاكل المدرسية. الصعوبات الأكاديمية والتمارض والغياب، الخ.
  • القيادة والكحول. هي مزيجٌ يمكن أن يؤدّي إلى إيقاف السائق من قبل الشرطة، وتدمير ملكيّة السائق وغيره، وموت السائق وغيره.
  • القمار. بالإضافة إلى فقدان مبالغ كبيرة من المال يمكن للقمار أن يضع المراهقين وأهاليهم في أوضاع صعبة إنْ لم يستطيعوا دفع ديونهم، فحيتان التسليف ووكلاء المراهنات مشهورون بعدم تسامحهم عندما لا يحصّلون أموالهم.

مؤشرات الازدهار والنجاح هي السمات أو الظروف التي تؤشر إلى النمو الإيجابي. وتُظهر دراسات المركز المذكور أيضاً أنّه كلّما الأرصدة أو مصادر القوة التي يتمتّع بها المراهق، ازدادت مؤشرات الازدهار لديه، وهي تقاس بما يلي:

  • النجاح المدرسي. علامات جيّدة، معظمها 90 أو بين 80 و90 من 100.
  • مساعدة الآخرين. قضاء على الأقل ساعة في الأسبوع في مساعدة آخرين خارج إطار العائلة.
  • تقدير التنوع. أن يكون للشباب أصدقاء من مجموعات ثقافية وعرقية وإثنية مختلفة، واهتماماً في تجاربهم وثقافتهم.
  • الصحة الجيدة. الانخراط في سلوك يعزّز الصحة الجسديّة الجيّدة ويحافظ عليها (التمارين والنوم المناسب والتغذية الجيّدة والانتباه المستمر للأسنان وللصحة بشكل عام.)
  • القيادة. مواقع قيادية في المدرسة في النشاطات اللاصفية أو في المجتمع المحلي.
  • مقاومة المخاطر. القدرة على مقاومة الاندفاعات الذاتية وضغط الأقران من أجل تجنّب السلوكيات والأوضاع الخطرة.
  • تأخير الإشباع الذاتي. القدرة على الادّخار من أجل مشروع شراء شيئ كبير في المستقبل، أو على تأجيل متعة آنية من أجل مكسب أهم أو أكبر لاحقاً.

لائحة الأرصدة النمائية الأصلية التي جمعها مركز  البحث تضمّنت 30 رصيداً ولكنها ازدادت إلى 40 نتيجة المعلومات التي حصل عليها المركز من أوّل ما يقارب 350 ألف استبيان. وقد جرى استخلاص اللائحة من الاختبار والتجربة (أي نتيجة للمعلومات التي جمعها المركز بنفسه مباشرة) ومن النظريات ومن أبحاث الآخرين.

وفيما يبدو أنّ دراسات المركز تُظهر أن العدد المثالي للأرصدة من أجل نجاح المراهقين على الأصعدة التربويّة والاجتماعيّة والنمو الشخصي هو 31 أو أكثر، فإن أقل من 10% من المراهقين في الحقيقة يتمتّعون بهذا القدر من الأرصدة و   مصادر القوة. العدد الوسطي الذي يتمتّع به المراهقون في معظم المجتمعات المحلية (بغضّ النظر عن عوامل أخرى كالوضع الاجتماعي الاقتصادي أو مستوى التعليم) هو فقط 18 إلى 20، وأكثر من 60% من الشباب الذين تم استطلاعهم سجّلوا 20 رصيداًأو أقل (علماً أنّه في المجتمعات المحلية التي تم استطلاعها في الولايات المتحدة، وهي أكثر من 600 بقليل، كان حوالي 80 % من سكانها من أصحاب البشرة البيضاء، لكن الناس تنوعوا فيما يتعلق بالوضع الاقتصادي، والتعليم، ونوع العمل، وخصائص المدينة / الضواحي / الريف، الخ).

تتألّف الاستمارة من 156 بنداً، يُعنى كل منها باستخراج معلومات عن رصيد، أو عامل قدرة، معيّن أو سلوك خطر أو مؤشّر ازدهار. والمقصود تطبيقها مع الطلاب (أو غير الطلاب في بعض الحالات) من الصف السادس إلى الثاني عشر فحسب. وفيما يقدّر مركز  البحث الوقت المتوسّط لتعبئة الاستبانة بحوالي 50 دقيقة، فإنه يؤكّد أن التساهل واجب ربطاً بالسن/الصف، ومهارات القراءة، ومعرفة اللغة الإنكليزية، وعوامل أخرى قد تتطلّب وقتاً أطول لملء الاستمارة. فالفكرة ليست أن تنتهي الاستمارة في وقت معين بل في تأمين المعلومات الدقيقة، ويجب أن يُتاح للمشاركين الوقت الكافي الضروري لإنهائها.

 

يُصنّف نصف الأرصدة الأربعين على أنه أرصدة خارجية، يوفرها الأهل أو المعلّمون أو المجتمع المحلي أو العوامل البيئية. الأرصدة الباقية تعتبر داخلية إذ تأتي من داخل ذات المراهق/ة. أما في الواقع، فالتمييز يكون أقل وضوحاً. فالأرصدة الداخلية غالباً ما يعلمها الأهل وكبار آخرون مهمّون تحديداً ، مثلاً، أو تعززها الأعراف والمواقف الأهلية. وقد تكون للأرصدة الخارجية صلة كبيرة بتأثير الطفل أو المراهق على الآخرين، أو بميوله الطبيعية.

تقسّم الأرصدة الخارجية إلى أربع فئات:

  • الدعم. الأشخاص المهمّون في حياة المراهق يشجّعونه ويساعدونه ويحترمونه.
  • التمكين. يتمتع المراهق بفرص ممارسة المسؤولية والشعور بأنّه يتحكّم بأجزاء مهمّة من حياته.
  • الحدود والتوقعات. يُتوقَّع من المراهق أن يلتزم قواعد واضحة وأن يلبّي معايير عالية.
  • استخدام بنّاء للوقت. يتمتع المراهق بفرص الانخراط في نشاطات مُنتجة وذات معنى.

تقسّم الأرصدة الداخلية كذلك إلى أربع فئات:

  • التزام التعلّم. يفهم المراهق قيمة التعلم والتربية، ويستطيع إلزام نفسه في المدرسة وفي مجالات التعلّم الأخرى.
  • القيم الإيجابية. يطوّر المراهق نظاماً إيجابياً من القيم ويتذوّته.
  • الكفاءات الاجتماعية. يتمتّع المراهق بمهارات شخصية ومهارات علاقاتية لتسيير حياته الخاصّة والانخراط في علاقات إيجابية مع الآخرين.
  • الهوية الإيجابية. يرى المراهق نفسه من منظار إيجابي، ويتمتع بتقدير ذاتي جيّد.

ما هي خصائص برنامج تنمية الأرصدة؟

إنّ مشاركة مركز البحث المذكور في تنمية الأرصدة، أو   مصادر القوة [في الولايات المتحدة] تبقى محدودة. إذ ينتظم مجتمع محلي لتنفيذ استطلاع المعهد (عادةً من خلال المدارس)، فيشتري خدمات الاستطلاع (من المركز) وينفّذه، ثم يرسل الإستمارات المعبّأة إلى المركز من أجل تحليلها، ويتلقّى تقريراً مكتوباً عن التحليل. وينتهي انخراط المعهد بصدور التحليل، ويبقى على المجتمع المحلي تصوّر كيفية تلبية حاجاته. ويستعين معظم المجتمعات المحلية بمنظماته للقيام بجهود تشاركية من أجل العمل على التحليل.

المجتمعات المحلية التي استطلعت طلابها، وضعت الخطط الناجمة عن المسح على الإنترنت. منها مقاطعة بنتون في منطقتي أوريغون ووايْن بولاية أوريغون الأميركية.

 

ما إن يقرّر مجتمعٌ محلي (أو على الأرجح نظام مدرسي أو منظمة مجتمعية أو مجموعة من الأهل أو مسؤول مجتمعي أو جسم حاكم) محاولة تنفيذ مقاربة تنمية الأرصدة، كيف يجب أن تبدو هذه المقاربة؟ هنالك بعض السمات الخاصة المشتركة لجهود دقيقة في العمل على تنمية الأرصدة أو   مصادر القوة:

  1. تتطلّب الجهود التزاماً من المجتمع المحلي بأسره. يعتقد مركز البحث المذكور أنّه، من أجل حلّ مشكلات الشباب، لا يكفي التركيز على مراهقين أفراد معرّضين. يجب على المجتمع المحلي أن يلتزم تنمية الأرصدة الأربعين لكافة الشباب. ويتضمّن هذا الالتزام بأوسع التعبيرات ما يلي:
  • التزام بتنفيذ إمّا استبيان مركز البحث أو دراسة مماثلة تسأل الأطفال والمراهقين بأنفسهم ( وفي بعض الحالات الكبار المهمّين في حياتهم وفي المجتمع المحلي) عن الأرصدة التي يعتقدون أنّهم يمتلكونها.
  • التزام من القادة المجتمعيين (المسؤولين المنتخبين والمعيَّنين، وطاقم المدرسة ومجتمع رجال الأعمال وقادة الرأي، الخ) دعم جهود تنمية الأرصدة، من خلال أصواتهم ومواردهم.
  • قبول المجتمع المحلي فكرة أنّ تنمية الأرصدة هي نشاط على صعيد المجتمع المحلي بأسره يتطلّب التزاماً من كافّة الكبار، أكانوا أهلاً لمراهقين أو لا.
  1. يجب على الجهود أن تكون تشاركية. كمعظم أنواع الجهود المجتمعية، تعمل "تنمية الأرصدة" بشكل أفضل إذا تمّ إعدادها وتخطيطها وتطبيقها من خلال مسارٍ يُشرك كافّة قطاعات المجتمع المحلي، لاسيّما تلك الأكثر تأثّراً بشكل مباشر (في هذه الحالة قطاع الشباب). العملية التشاركيّة غالباً ما تتضمّن إنشاء ائتلاف أو جسم قيادي آخر يضمّ ممثّلين من كافّة قطاعات المجتمع المحلي، بما فيها الشباب، من أجل التخطيط والتنسيق والمراقبة والإشراف على جهود "تنمية الأرصدة".

(الرجاء مراجعة الفصل 18، القسم 2: مقاربات تشاركية في التخطيط لتدخلات مجتمعية.)

  1. يجب أن ترتكز الجهود على ما يحتاجه المجتمع المحلي المعني فعليّاً. يجب أن ينفَّذ استطلاع  مركز البحث أو أي مسح آخر من أجل تحديد أيّ مصادر قوّة يؤمّنها أصلاً المجتمع المحلي لمعظم شبابه وأي منها غير موجود. بعد ذلك، يمكن تطوير الاستراتيجيات لتنمية هذه الأرصدة الناقصة، مع صيانة تلك الموجودة والقويّة.
  2. يجب أن تركّز الجهود على ما هو إيجابي. كَسائر نماذج التنمية الصحية والمجتمعية التي ناقشناها حتى الآن في هذا الفصل، يتمتّع نموذج "تنمية الأرصدة" بدفع إيجابي وعملي. فهو يعتمد على بناء مصادر القوة، وليس على إصلاح النواقص. المجتمع المحلي الذي ينمّي الأرصدة ينخرط في تحرّكات إيجابية المقصود منها أن تصبح جزءاً لا يتجزّأ من حياة المجتمع المحلي، وأن تؤثّر على نوعية حياة أجيال قادمة.

في نفس الوقت، يجب أن يكون واضحاً أنّ الأرصدة الناقصة قد تعكس خللاً (عنف شبابي غير مسيطَر عليه وأداء مدرسي سيّء وإدمان المرهقين، الخ). وقد يُرافق عملية بناء الأرصدة (أو قد يعبَّر عنها) استراتيجيات تسعى إلى تصحيح مشكلات بالإضافة إلى منعها من التكرار. وفيما الأرصدة المناسبة قد تمنع حصول العنف الشبابي مع الوقت، مثلاً، يبقى مهمّاً أيضاً السيطرة على هذا العنف الآن، حتى لا يموت المزيد من الشباب في هذا الوقت. يمكننا المحافظة على أجواء ذات توجّه إيجابي ومستقبلي في هذه الجهود، التعاطي، مع ذلك، مع الهموم الآنيّة. يجب ألا ندع الإيديولوجيا تقودنا بعيداً عن الواقع.

 
  1. تتطلّب "تنمية الأرصدة" جهوداً منسَّقة على امتداد المجتمع المحلي بأسره. هذا يختلف قليلاً عن الالتزام المجتمعي، بالرغم من أنّ الالتزام ضروريٌّ على الأرجح لإعمال الجهود على صعيد المجتمع المحلي بأسره. يجب أن تكون جهود "تنمية الأرصدة" منسّقة بتأنٍّ لكي تعمل كافة قطاعات المجتمع المحلي (الشباب والكبار المعنيون، والخدمات الصحية والإنسانية، ومنظمات أخرى غير ربحية مرتكزة إلى المجتمع المحلي، والمسؤولون والوكالات المجتمعية، وقطاع الأعمال، الخ) باتّجاه نفس الغايات وتبعث الرسائل نفسها.

الجهود على صعيد المجتمع المحلي تعني أيضاً أنّ الجميع في المجتمع المحلي يتحمّل مسؤولية "تنمية الأرصدة"، وبالتالي تنمية أطفال المجتمع المحلّي. هذا يعني أن الكبار يتكلّمون بصوت عالٍ، بشكل أو بآخر (إمّا مباشرة أو عبر الاتّصال بأهل المراهق أو بالشرطة، مثلاً) عندما يرون شابّاً يقوم بأمرٍ ما قد يقوده إلى هلاك. قد يعني أيضاً أن الأهل وغير الأهل كذلك يتطوعون بوقتهم مع المراهقين أو الأولاد الأصغر سنّاً، كمواكبين، أو كمشرفين في نشاطات بعد المدرسة، أو كمرشدين للخدمات المجتمعية، الخ. الأمر يتطلّب مشاركة قرية... أو حيّاً أو مجتمعاً محلياً.

في حيٍّ في المدينة حيث الطبقة العاملة وحيث نشأ كاتب هذه السطور، مثلاً، كان الكبار يعرفون كافة الأولاد، ولم يكونوا يتردّدون في الصراخ علينا أو الاتّصال بوالداتنا إذا اكتشفونا نقوم بأمرٍ خاطئ. وفيما كان ذلك يجعل العصيان الصبياني مشكلةً كبيرة، فهو كان يعني كذلك أن الأطفال كانوا يشعرون بالأمان لحدّ كبير، فكانوا يعرفون أنّ الكبار سيتدخّلون لمنعهم من أن يؤذوا أنفسهم، وكانوا أيضاً يعلمون أن القواعد كانت تنفّذ تنفيذاً متساوياً في كافّة أنحاء الحي. في هذه البيئة، كان جميع الكبار تقريباً يشعرون بالمسؤولية تجاه الأطفال، حتّى لو لَم يكن لديهم أطفال.

 

ما هي الأرصدة التنموية التي يحتاجها الأطفال؟

تأتي اللائحة التالية من الأرصدة، (أو مصادر القوة) التنموية الأربعين، مقسّمة إلى فئات، مع وصف مختصر لكل منها، مباشرة من  "مركز البحث" (1997):

الأرصدة الخارجية - أو مصادر القوة الخارجية

  • الدعم
  1. الدعم العائلي: الحياة العائليّة تؤمّن درجات عالية من الحب والدعم.
  2. التواصل العائلي الإيجابي: الإنسان الشباب يتواصلون بشكل إيجابي، والشاب(ة) مستعد(ة) لطلب النصيحة والإرشاد من الأهل.
  3. علاقات مع كبار آخرين: الشباب يتلقّون الدعم من ثلاثة أشخاص أو أكثر، من الكبار غير الأهل.
  4. حي وجيرة راعيان ومهتمان: يختبر الشباب جيراناً يرعونهم ويعتنون بهم.
  5. مناخ مدرسي راعٍ: المدرسة تؤمّن بيئة راعية ومشجعة.
  6. انخراط الأهل في المدرسة: الأهل منخرطون بفعاليّة في مساعدة الشباب على النجاح في المدرسة.
  • التمكين
  1. المجتمع المحلي يقدّر الشباب: يرى الشباب أنّ الكبار في المجتمع المحلي يقدّرون الشباب.
  2. الشباب كمورد: يُعطَى الشباب أدواراً مفيدة في المجتمع المحلي.
  3. خدمات للآخرين: الشباب يخدمون في المجتمع المحلي ساعة أو أكثر في الأسبوع.
  4.  الأمان: يشعر الشباب بالأمان في البيت وفي المدرسة وفي الحي.
  • الحدود والتوقعات
  1.  الحدود العائلية: للعائلة قواعد واضحة وتبعات، والعائلة تراقب حيثيات الشباب.
  2.  الحدود المدرسية: المدرسة تؤمّن قواعد وعواقب واضحة.
  3.  حدود الجيرة والحي: يحمل الجيران على عاتقهم مسؤولية مراقبة سلوكيّات الشباب.
  4.  دور الكبار كنماذج يُقتدى بها: يشكّل سلوك الأهل وسائر الكبار نموذجاً إيجابيّاً ومسؤولاً يقتدى به.
  5.  تأثير إيجابي للأقران: أفضل أصدقاء الشباب يتمتّعون بسلوك مسؤول يصلح كنموذج يُقتدى به.
  6.  توقعات عالية: يشجّع كل من الأهل والمعلمين الشباب على التصرّف الحسن.
  • استخدام بنّاء للوقت
  1.  نشاطات خلاّقة: يقضي الشباب ثلاث ساعات أو أكثر في دروس أو ممارسة الموسيقى أو المسرح أو فنون أخرى.
  2.  برامج شبابية: يقضي الشباب ثلاث ساعات أو أكثر في الرياضة أو النوادي أو في منظمات في المدرسة أو في المجتمع المحلي.
  3. المجتمع الديني: يقضي الشباب الصغير ساعة أو أكثر في نشاطات في مؤسسات دينية.
  4.  وقت في المنزل: يقضي الشباب ليلتين أو أقل في الأسبوع خارج المنزل مع الأصدقاء "دون أي شيء معيّن للقيام به".
  •  

الأرصدة الداخلية، أو مصادر القوة الداخلية

  • التزام التعلّم
  1.  الدافع للإنجازات: الشباب  يتمتّعون بدوافع لتحقيق إنجازات في المدرسة.
  2.  الالتزام المدرسي: الشباب ملتزمون التعلم بفعالية.
  3.  الواجب المدرسي: الشباب يبلّغزن عن القيام بساعة واجبات مدرسية على الأقل، كلّ يوم مدرسي.
  4.  التعلّق بالمدرسة: يهتم الشباب بمدرستهم.
  5.  القراءة من أجل المتعة: يقرأ الشباب للمتعة ثلاث ساعات أو أكثر في الأسبوع.
  • القيم الإيجابية
  1.  الاهتمام بالآخرين: يضع الشباب قيمة عالية على مساعدة الأشخاص الآخرين.
  2.  المساواة والعدالة الاجتماعية: الشباب يثمنون عالياً تعزيز المساواة والتخفيف من الجوع والفقر.
  3.  الاستقامة: الشباب يعملون وفق قناعاتهم، ويدافعون عن معتقداتهم.
  4.  النزاهة: الشباب "يقولون الحقيقة حتى عندما لا يكون ذلك سهلاً".
  5.  المسؤولية: الشباب الصغار يقبلون ويتحمّلون المسؤولية الشخصيّة.
  6.  الامتناع: الشباب يؤمْنون بأهميّة الا يكونوا ناشطين جنسياً وعدم تعاطي الكحول أو المخدّرات الأخرى.
  • الكفاءات الاجتماعية
  1.  التخطيط واتّخاذ القرارات: الشباب يعرفون كيف يخطّطون مسبقاً وكيف يقومون بالخيارات.
  2.  الكفاءة في العلاقات بين الأشخاص: الشباب لديهم مهارات الصداقة، وحساسيّة تجاه الآخرين، والتعاطف معهم.
  3.  الأهلية الثقافية: يملك الشباب المعرفة عن الناس القادمين من خلفيات ثقافية / عرقية / إثنية مُختلفة، ويشعرون بالراحة مع هؤلاء الناس.
  4.  مهارات المقاومة والممانعة: يستطيع الشباب مقاومة ضغط الأقران السلبي والأوضاع الخطرة.
  5.  الحل السلمي للنزاعات: يسعى الشباب  إلى حل النزاعات بالطرق اللاعنفيّة.
  • الهوية الإيجابية
  1.  السلطة الذاتية: يشعر الشباب أنّهم يتحكّمون "بالأمور التي تحدث لهم".
  2.  تقدير الذات: يعبر الشباب عن التمتّع بتقدير عالٍ للذات.
  3.  الإحساس بوجود هدف: يشعر الشباب أنّ "حياتهم لها هدف".
  4.  نظرة إيجابية للمستقبل الشخصي: يشعر الشباب الصغار بالتفاؤل في ما يتعلق بمستقبلهم الشخصي.

لماذا يجب استخدام مقاربة تنمية الأرصدة (ولماذا قد لا نستخدمها)؟

حسنات مقاربة تنمية الأرصدة، أو مصادر القوة

  1. المقاربة مَبنيّة على بحوث شاملة. جاء مفهوم "تنمية الأرصدة"، أو تنمية مصادر القوّة"، ومحتويات لائحة الأرصدة نتيجةً لأبحاث نُفّذت مع أكثر من مليون مراهق، بالإضافة إلى أحدث  البحوث والنظريات من آخرين في هذا المجال.

كما ذكرنا أعلاه، لقد وزّع مركز البحث المذكور أعلاه استبيانه على أكثر من مليون مراهق. ولقد وجد أن معظمهم لديه أقل بكثير من مصادر القوة أو الأرصدة الواحدة والثلاثين (أو أكثر) المعتَبَرة ضروريّة للنمو الأمثل. كما وجد المركز صلات بين عدد الأرصدة لدى المراهق، من جهة، وبين السلوك الذي يعرّض للخطر الجم  والأرصدة المزدهرة عنده، من جهة أخرى.

وفيما يبدو العدد الوسطي للأرصدة شبه ثابت عبر المجتمعات المحلية [في الولايات المتحدة]، يتغيّر وجود أو غياب أرصدة معيّنة لدى معظم الشباب في مجتمعٍ محلي وفق طبيعة هذا المجتمع. من هنا، مع أنّ المراهقين في خمسة مجتمعات محلية تمّ استطلاعها واختيرت عشوائياً قد يملكون في المتوسّط 19 من الأرصدة التنموّية الأربعين، فإنّ الأرصدة الفعلية المطروحة قد تختلف بشكل أساسي بين هذه المجتمعات. ولنفس الأسباب، قد يُظهِر المراهقون في كل من هذه المجتمعات سلوكيّات خطرة مختلفة ومؤشّرات ازدهار مختلفة أيضاً. سيسمح الاستطلاع لكل مجتمع محلي أن يفهم تماماً ما هي الأرصدة وما هي السلوكيات الخطرة وما هي مؤشّرات الازدهار الشائعة لدي الشباب.

أمّا ما يبدو أن البحث لا يشرحه، فهو معرفة أي أرصدة تتصل بأي سلوكيات خطرة وبأي مؤشرات ازدهار، علماً أن منطق الأمور يمكن أن يوجّه المجتمع المحلّي إلى بعض الصلات المنطقية، على الأقل.

 
  1. إنّ المقاربة التشاركية في التخطيط وتطبيق الجهود تشجّع المجتمع المحلي على تبنّي تنمية الأرصدة وتحث عقولاً متعدّدة على العمل. والتشديد على عملية جامعة وواسع الانتشار يزيد من فرص المجتمع المحلي في أن يعتبر الجهود جهوده الخاصّة، وعليه، أن يعمل بأقصى جهده لإنجاحها. إنّ شَمْل كافّة قطاعات المجتمع المحلي، لاسيّما الشباب، في التخطيط والتطبيق يؤمّن مروحة واسعة من المعرفة والأفكار للعمل معها، ويزيد الفعالية النهائية لأي تحرك.

إن إدخال الشباب، لاسيّما المعرَّضون منهم للمخاطر، يخفّف احتمال أن يرى هؤلاء الشباب في الجهود محاولة تافهة، من قِبَل كبارٍ لا يفقهون شيئاً، للوصول إلى الأطفال المعرّضين الذين لا يثقون أصلاً بالكبار ولا بالمراهقين الآخرين الذين لا يشاركونهم ثقافتهم. وفي حال اشترك هؤلاء الشباب من البداية، وإذا ما تمّ التعاطي معهم باحترام، وقُدّرت آراؤهم فإن احتمال تجاوبهم سيكون أكبر بكثير.

 
  1. لا شك في أنّ التركيز على تنمية الأرصدة الإيجابيّة يجعل احتمال التعاطي مع مسائل الشباب أكبر. المجتع المحلي الذي يواجه عنفاً شبابياً متفشيّاً وإدماناً على المخدرات وحَمْلاً بين المراهقات، كثيراً ما لا يرى حلولاً قريبة للمشكلات. حين تكون المسائل متعدّدة، فهي تبدو حتى أكثر استعصاءً على التصدّي لها. المقاربة الإيجابية (البناء الفعّال للأرصدة وعوامل القوة والتزام الكبار المراهقين) تسمح للمجتمع المحلّي بممارسة بعض السيطرة على الوضع، والشعور بأنّ هنالك خطوات إيجابية يمكن أن يقوم بها لتفعيل التغيير.
  2. كل مجتمع محلي يرسم مخطّطه الخاص لتنمية الأرصدة، بناءً على الأرصدة التي يحتاجها وعلى عوامل أخرى خاصّة به. وكونها ليست مقاربة وصفات حلويات جاهزة، تشجّع مقاربة تنمية الأرصدة على تفحّص كل مجتمع محلّي ككيْنونة فريدة. كلّ مجتمع محلي يدرس وضعه الخاص، ويأتي باستراتيجيات لبناء الأرصدة، مصمَّمة تحديداً لحاجاته الخاصة.
  3. يمكن تحليل البيانات عبر طرق متعدّدة. قد تقوم مدرسة معيّنة تجتذب التلاميذ الذين لديهم حاجات من الأرصدة أكبر من حاجات التلاميذ في مدارس أخرى في المجتمع المحلي. وقد يكون للتلاميذ من حي معين أو مجموعة معينة حاجات مختلفة عن الآخرين. ومركز البحث المذكور [أو ما يمكن أن يوازيه في المجتمع المعني] يستطيع أن يفصّل بيانات الاستطلاع للخروج بهذه الفروقات، ما يسمح للمجتمع المحلي ببناء استراتيجيته وفقاً للنتائج.
  4. مقاربة تنمية الأرصدة تصوّب باتّجاه التغيير الاجتماعي طويل المدى. من خلال تركيزها على الجيل القادم وعلى تغيير مواقف جزء من أعضاء المجتمع المحلي وسلوكياتهم، يمكن أن يكون لمقاربة "تنمية الأرصدة" تأثيرات بعيدة المدى وإيجابية مستمرة.
  5. يمكن لتنمية الأرصدة طرح مروحة واسعة من المسائل. الفشل المدرسي ومعدل التسرّب وجرائم الشباب والإدمان لدى المراهقين وحمل المراهقات، كافّة هذه المسائل وغيرها يمكن أن تتأثّر إيجاباً من خلال التأمين الحالي والمستمر لمصادر قوة للشباب، ومن خلال التغييرات الناتجة في مواقف المجتمع المحلي وسلوكياته.
  6. يمكن لتنمية الأرصدة زيادة التماسك المجتمعي. تستطيع مقاربة "تنمية الأرصدة" أن تدفع المجتمع المحلي بأسره تقريباً إلى العمل تحضيراً لمستقبله لأنّها مقاربة تركّز على الاستمرارية وعلى تحضير الجيل التالي. ولا يؤدّي ذلك فقط إلى زيادة إدراك المنخرطين في العمل معنى المجتمع المحلي، بل يخلق كذلك شعوراً بالمعنى والهدف لديهم. فالناس ليسوا فقط منكبّين على حل مشكلة، بل هم يتقدّمون باتّجاه المستقبل كمجتمع محلي.
  7. تساعد صحة الشباب على تعزيز الصحة المجتمعية. يسمّي  مركز البحث المذكور مقاربة "تنمية الأرصدة" عنده كما يلي: "مجتمع صحي / شباب صحّي". حين نركز على النماء المثالي لكافة الشباب في المجتمع المحلي، فإنما نركّز على النماء المثالي للمجتمع المحلي كذلك. المجتمع المحلي الصحّي هو حيث كافة الأطفال والمراهقين يحصل على ما يحتاجه. إذا وقع ذلك تصبح الفرص كبيرة بأنّ يتم تغذية العدالة والإنصاف على صعد أخرى كذلك. (انظروا الفصل 2، القسم 3: مدن صحية / مجتمعات محلية صحية.)

رغم هذه الأسباب الممتازة للقيام بتنمية الأرصدة، هنالك أيضاً بعض المحاذير التي يجب الانتباه لها قبل المباشرة.

السيئات المحتملة لمقاربة تنمية الأرصدة أو مصادر القوة

  1. البيانات الإحصائية التي تبنى عليها الأرصدة [في الولايات المتحدة] محدودة بسكان من البيض في معظمهم ومن الشباب. إذ إن حقيقة أنّ أكثر من مليون مشارك في استطلاع  مركز البحث المذكور هم 80% من البشرة البيضاء، تجعل العيّنة بعيدة عن تمثيل بلد (هو هنا الولايات المتّحدة) حيث "الأقليّة" تقترب بسرعة من بلوغ نسبة 50% من السكّان. كما أنّ استطلاع الشباب وحدهم، يخلق عدداً من المشكلات:

أولاً: مع أن الاستطلاع يحاول تصحيح الأجوبة الخطأ المقصودة، فلا يمكن له بالضرورة تصحيح وجهات النظر الخاطئة. فقد لا تكون نظرة المراهق لحياته ووضعه مرآةً للواقع الموضوعي، أو على الأقل قد لا تكون مطابقة لنظرة الآخرين، ما يثير التساؤلات.

ثانياً، ترتفع علامة الإنذار الحمراء عندما نعلم يبدوأن معظم المستطلَعين شباب في المدارس، في حين أن  المتسرّبين هم على الأرجح الفتية الذين يتمتعون بأرصدة أقل. فهل يجب تجاهل المتسربين الذين يشكّلون النسبة الأكبر من الشباب، في عمر 16 سنة أو أكثر، في بعض الأنظمة المدرسية المدينية؟

ثالثاً وأخيراً، هل وجهات نظر الكبار غير مهمة نهائياً؟ إن برنامج "تنمية الأرصدة المجتمعية لدى الشباب" التابع لجامعة ميشيغان (انظروا الرقم 3 أدناه) يستطلع كذلك آراء الكبار المهمّين في حياة معظم المراهقين، وبذلك، قد يكون لديه نظرة أكثر توازناً للوضع في المجتمع المحلي.

 

من جهة أخرى، يشكّل الشباب في مسار برنامج "تنمية الأرصدة المجتمعية لدى الشباب"، مجموعة واحدة فحسب من ثماني مجموعات من المستطلَعين المشارِكين. قد يكون أيضاً من السل القول إنّ هذا البرنامج يقدّم وجهة نظر عن الأرصدة غير متوازِنة من ناحية نظرات الكبار التي، كنظرات الصغار، قد تكون بعيدة عن الواقع.

 
  1. لا توجيه حقيقيا لكيفية تنمية الأرصدة. في حين أنه لا شك في أنّ قدرة كل مجتمع محلي على التخطيط لحاجاته الخاصّة هي أمرٌ إيجابي، فإن فكرة ألاّ يكون هنالك خطوط توجيهية للممارسات الفضلى أو معلومات أخرى عن كيفية العمل هي حتماً ليست كذلك. إذا استخدمنا استطلاع  مركز البحثالمذكور فإن جلّ ما نحصلون عليه هو التحليل. لا متابعة أو استشارات في كيفية المباشرة من هنالك، ولا نصائح حول كيفية تنمية القدرات المحدّدة التي اخترنا العمل عليها.
  2. المجتمع المحلي يعتمد على  مركز البحث (أو أي جسم آخر، إذا ما استخدمنا نظاماً آخر، كالمذكور أدناه) من أجل تحليل الاستطلاعات. هذا يعني دفع تكاليف باهظة، ما قد يشكّل مشكلة لبعض المجتمعات المحلية، وانتظار حوالي ثلاثة أشهر قبل توفّر نتائج الاستطلاع. وكلّما كبر المجتمع المحلي (أو كلما زادت التفاصيل في التحليل اللازمة)، زادت الكلفة.

إن برنامج "تنمية الأرصدة المجتمعية عند الشباب" هو برنامج لجامعة ولاية ميشيغان (في الولايات المتحدة)، وهو يحاول طرح بعض هذه المسائل. وهو أكثر تركيزاً، إذ يحدّد نفسه بتخفيف الإدمان على المخدّرات والتنمّر والعنف بين الشباب.

حدّد هذا البرنامج  CADY (Community Asset Development for Youth) عدداً من الأرصدة، وهي أقل من أرصدة مركز البحث  (Research Institute) لكنها مماثلة، وهو يضيف إليها 11 من النواقص التي قد يسعى المجتمع المحلي لتصحيحها. الاستطلاع هنا يشير إلى مكامن الخلل ويربطها بمصادر القوة التي يبدو أنّها تصلّحها.

هذا البرنامج يستطلع موظّفي المدرسة والأهل والقادة المجتمعيين وأعضاء المجتمع المحلي، بالإضافة إلى الشباب، كما يَعدُ بالمساعدة التقنيّة طوال حياة مشروع تنمية الأرصدة. إضافةً إلى ذلك، فهو يضع تحليل الاستطلاع على الإنترنت، ويزود المعنيّين عبر نقرة واحدة بالقدرة على الوصول إلى بعض المعلومات من نوع الأرصدة التي يبدو أنها تؤثّر على أي نواقص، والممارسات الفضلى لتنمية أرصدة معيّنة.

في نفس الوقت، يتجاهل برنامج جامعة ميشيغان، على عكس برنامج "مركز  البحث"، كافة المدخلات من الشباب في تقييم برنامج تنمية الأرصدة أو تنسيقه، وهو بشكل عام عمودي من فوق إلى تحت. القيادة تأتي من المدارس و/أو الوكالات، والمسؤولين، والمنظّمات، وليس من المجتمع المحلي بأكمله. ومثل "مركز  البحث"، يتطلّب برنامج "تنمية الأرصدة المجتمعية عند الشباب" استثماراً مالياً من المجتمع المحلّي ما يجعله خياراً غيرَ واقعي للبعض. ويبدو أن البرنامج ليس لديه موقعه الإلكتروني الخاص، لكن يمكن الاتصال بمصمّمه، البروفسور وِلْيام دونوهْيو، donohue@msu.edu).

 
  1. قد لا يتمتّع بعض المدارس أو المجتمعات المحلية الصغيرة بقدرٍ كافٍ من الناس لتحديد مصادر القوة والنواقص بالشكل الدقيق. فالإحصاءات تتطلّب عدداً معيّناً من المشاركين لكي يكون التحليل قابلاً للاعتماد عليه. ويحذّر  "مركز البحث" من أن التحليلات على مجموعات تضم أقل من 100 شخص، ستتضمن على الأرجح هفوات، والمعهد لن يحلّل استطلاعات لمجموعات تضمّ أقل من 50 شخصا. وقد تضطر المجتمعات الريفية بشكل خاص أن تنضم إلى مجموعات أخرى من أجل الخروج بعدد كافٍ من الاستطلاعات لتحليلها. المشكلة هنا هي طبعاً أنّ المجتمع المحلي الصغير أو المدرسة الصغيرة قد لا تتمكن من الحصول على معلومات موثوقة عن المجموعة بأكملها ولا عن المجموعة وحدها.
  2. لا ضمان في أنّ تتصدّى تنمية الأرصدة للمسائل الراهنة. تنمية الأرصدة هي مقاربة ذات توجّه مستقبلي بشكل كبير، وقد لا تصل إلى الأطفال الذين يمرون حاليّاً بصعوبات (أو يتسبّبون بها)، مع أنّه يمكن أن يكون للمقاربة تأثيرات عظيمة على الأطفال الصغار، وبالتالي على مستقبل المجتمع المحلي.

متى ي في حياة المراهق فلا يعود لإضافة الأرصدة معنى؟ هل يمكن لطلّاب المرحلة الثانوية الاستفادة؟ ولمَن أعمارهم 20 سنة؟ في أي مرحلة تصبح نتائج نقص الأرصدة ببساطة جزءاً من شخصية الإنسان؟ بكلمات أخرى، هنالك احتمال أن تأتي مرحلة تصبح تنمية الأرصدة فيها بلا جدوى لمراهقين معيّنين، وتصبح غير قادرة على الأرجح على التأثير على سلوكياتهم أو مواقفهم.

  1. معظم المراهقين يتصرف بالطريقة الصحيحة بالرغم من عدم تمتعهم بالعدد المثالي من الأرصدة. مع أنّ 8% فحسب من المراهقين لديهم 30 رصيداً، أو مصدر قوة، أو أكثر، وهو العدد التي يراه مركز البحث ضرورياً للنماء الأفضل، هذا بالتأكيد لا يعني أنّ 92% منهم معرّضون للخطر أو مفكّكون (كما لا يعني أن 8% هم بالضرورة سعداء وأوضاعهم جيدة). هل هذه الأرصدة النمائية الأربعون هي حقاً مفتاح النجاح في الحياة، أم هل هي فقط تظهر أنّ معظم مَن لديهم 30 رصيداً أو أقل، قد يعانون مراهقة أصعب، ولكنهم، في النهاية، يصبحون في وضع جيد عندما يكبرون؟

 

الصورة التي يطرحها "مركز البحث" للمراهق الذي يتمتّع بكافّة الأرصدة المطلوبة تبدو غالباً صورة طفل مثالي من وجهة نظر الكبار (علامات جيدة ويحب المدرسة ويساعد الآخرين ولا يختبر أي أمر يمكن أن يكون مؤذياً). يتوه عنّا أحياناً أنّ المراهقين بحاجة إلى الثورة والتساؤل والتخبّط، وأنّ هذا هو دور المراهقة، وأنّ ذلك ضروري لبناء الهوية. يكمن الوضع المثالي في تزويدهم بطريقة للقيام بذلك بشكل آمن...، ولكن ليس كافة المراهقين مستعدّين للقيام بذلك بشكل آمن، سواء بوجود الأرصدة أم بغيابها.

ثم هنالك الشعراء والحالمون ومخالفو القواعد الذين يرفضون التزام التقاليد. قد يقضون مراهقتهم في عذاب، غالباً لأنّهم لا يتمتّعون بالدعم من أهلهم ولا من المجتمع لِما هم عليه. بعضهم يكبر ويصبح محبَطاً وتفشل حياتهم، وآخرون يغيّرون العالم، حرفيّاً. قد لا يتلاءمون مع صورة الأرصدة المثالية، لكنهم يطوّرون أرصدة داخليّة توجّههم إلى إنجازات عظيمة وتأثيرٍ لاحق.

لا شك أنّ الأطفال والمراهقين يحتاجون إلى هذه الأرصدة الأربعين ويستفيدون منها، لاسيّما دعم الكبار الراعين. ولكن الأرصدة الداخلية التي يعتبرها  "مركز البحث" مهمّة جدّاً قد تتطور بكل بساطة لاحقاً، عندما يكبر المراهقون ويختبرون عالم الكبار. إن الفكرة القائلة بأنّهم لا يتمتعون بهذه الأرصدة بعد، قد تكون نتيجة هذه الخبرة، وقد تكون جزءاً ضرورياً من مراهقة العديد من الأطفال. ليس من الواضح ما إذا كانت مقاربة "تنمية الأرصدة" تطرح حاجة المراهقة للثورة والاختبار (واحتمال الفشل) اللتَيْن تخلقان هويّة الشخص الكبير.

 

عندما ننظر إليها معاً، يبدو لنا أنّ حسنات المقاربة المذكورة هنا تفوق السيئات المحتملة. ربّما كان السبب الذي يفرض نفسه لاعتبار "تنمية الأرصدة" وسيلة لبناء المجتمع المحلي هو أنّ تربية الجيل القادم من أهم وظائف المجتمع المحلي. وقد تكون حجّةً معقولة القول إن الجهود الشاملة والتشاركية المجتمعية لتزويد الشباب بالدعم والمثاليات الداخلية والانضباط الذاتي، ستشحذ تركيز الموطنين على ماهيّة المجتمع المحلي وماذا يفعل. النتيجة يجب أن تُحسّن جودة الحياة، ليس فقط للشباب بل للمجتمع المحلي بأسره.

كيف نستخدم مقاربة "تنمية الأرصدة"؟

 

ملاحظة حول مقاربات "تنمية الأرصدة":

يبحث هذا القسم في نموذج منطقي محدّد (هذا الذي يطرح الأرصدة النمائية الأربعين اللازمة لنماء المراهق ونجاحه) المُقتَرحة من قبل "مركز البحث". ويتضمّن فَهمُ المعهد للنموذج التزام خدماته من خلال شراء العدد اللازم من نسخ الاستبيان وشراء التحاليل وتقارير نتائج تنفيذ الاستطلاع. المشكلة هنا هي في عدم امتلاك كافة المجتمعات المحلية الموارد (أو الرغبة) لمقاربة "تنمية الأرصدة" بهذه الطريقة الرسمية.

يمكن الالتفاف على ذلك بعدّة طرائق. إحداها (وهي ربّما الأهم والأكثر شيوعاً، حسب عدد المواقع المجتمعية الأميركية التي يبدو أنّها تعكسها) هي التركيز على تنمية و/أو تقوية كافّة الأرصدة النمائية. طريقة أخرى هي التركيز على مجال معين تعرفون أنّه يمثل نقصاً في المجتمع المحلي، مثل استقطاب شباب للمشاركة في البلدية أو حكومة البلدة والخدمة المجتمعية (تمكين)، أو خلق برامج الإرشاد للأهل والمراهقين أو تقويتها (دعم). طريقة ثالثة هي تطوير وسيلتكم الخاصة لتحديد مصادر القوة والنواقص، وهذا يصبح أفضل بمساعدة جامعيّة، ولكنه لا يتخطّى حدود الممكن لدى مجتمع محلي يتمتع بالموارد المناسبة.

الاحتمال الرابع هو أنّه يمكنكم استخدام "تنمية الأرصدة" كجزء من مبادرة مجتمعية صحية أوسع. (انظروا الفصل 2، القسم 3: مدن صحية / مجتمعات محلية صحية.)

قد تودّون أخذ أرصدة  "مركز البحث" الرئيسية الأربعين بعَين الاعتبار، دون أن تكون هي أساس جهودكم.

معظم ما يلي يفترض أنكم ستستعملون طرائق  "مركز البحث"، وربّما خدماته أيضاً. ولكن من المهم أن تدركوا أنّها ليست الطريقة الوحيدة للتعاطي مع الأرصدة النمائية في مجتمعكم المحلي.

 

أمّا عندما تقررون استخدام مقاربة "تنمية الأرصدة" في مجتمعكم المحلي، فكيف القيام بذلك؟

لأنّ على الجهود الناجحة أن تشمل المجتمع المحلي بأسره، فالمسألة لا تقتصر على المباشرة بالبرنامج وتجميع الدعم خلال المسار:

  1. على أحدهم أن يأخذ المبادرة. سواء خطّطتم لاستخدام استطلاع  مركز البحث أم لا، يجب أن يجري تعريف المجتمع المحلي عن الأرصدة النمائية، ويحضَّر للتركيز عليها. إذ غالباً ما يبدو أنّ المدارس تقود الجهود الموجودة، ولكن يمكن أن تقودها إحدى المكوّنات التالية كذلك:
  • ائتلاف موجود أصلاً
  • مسؤولون مدنيون أو وكالة مدنية (المختار/رئيس الحي أو رئيس البلدية أو قسم الشرطة، مثلاً)
  • منظّمة مرتكزة إلى المجتمع أو غير ربحية، لاسيّما منظّمة تعمل مع الشباب أو معنيّة بهم
  • جمعية غير ربحيّة منتشرة في المجتمع المحلي
  • منظّمة أو جمعية دينية
  • شركة أعمال أو مجموعة أعمال كغرفة التجارة
  1. تأسيس ائتلاف أو مجموعة أخرى لتقديم عملية "تنمية الأرصدة" (وفكرة المسح / استطلاع الأرصدة) إلى المجتمع المحلي. يجب أن تتضمّن المجموعة ناساً من كافة قطاعات المجتمع المحلي، بمن فيهم الشباب، ويجب أن تكون تشاركية، وتشمل الجميع في اتّخاذ القرارات. (انظروا الفصل 13، القسم 11: القيادة التعاونية و الفصل 18، القسم 2: مقاربات تشاركية في التخطيط لتدخلات مجتمعية.)

بغض النظر عمن يتسلم القيادة في البداية، يجب أن نتوقّع أن يكون قائداً تشاركياً، ويسمح لاحتمال تشارك القيادة أو التخلّي عنها لعضو أو مجموعة من المجتمع المحلي.

 

التواصل الجيّد من قِبل هذه المجموعة النواة (كلاماً وكتابةً وعبر الإعلام) أساسي من أجل نجاح جهود "تنمية الأرصدة"، بشكل خاص إذا كان استطلاع  مركز البحث جزءاً منها. (انظروا الفصل 4، القسم 2: إيصال المعلومات عن مسائل الصحة والتنمية المجتمعيّة والفصل 45، القسم 5: تعزيز الوعي والاهتمام من خلال الاتصال.) الناس بشكل عام يشكّكون في الاستطلاعات، ويتساءلون عمّا سيحصل بنتائجها. لذلك ومن أجل تبديد هذه الشكوك، يجب أن يتأكّد الائتلاف (أو المجموعة) من تأمين كافة المعلومات التي يحتاجها الناس، ومن الصراحة والمباشَرة في الإجابة عن الأسئلة، ومن محاولة استباق والإجابة عن معظم الأسئلة قبل طرحها. بعض هذه الأسئلة في معظم المجتمعات المحلية قد تشمل ما يلي:

  • مَن يقف خلف هذا الاستطلاع؟ وما هو  "مركز البحث"، وما هي أوراق اعتماده ومِن أين يأتي؟
  • أي مجتمعات محلية أخرى اسْتَخدمت الاستطلاع وماذا فعلوا به؟
  • هل الاستطلاع مجهول الهوية وسرّي؟ ماذا سيجري للنتائج بعد جدولتها؟ هل يستطيع الأولاد أو الأهل عدم المشاركة؟

يمكن للسؤال الأخير، إذا لم يُطرح بِحذر، أن يسبب مشاكل جمّة. لنفترض أنّكم دخلتم عبر المدارس، فقد يكون للنظام المدرسي قواعده الخاصة في ما يتعلق بسماح الأهل، و/أو بإجراء البحوث على الناس، وقد تتعرّضون لقوانين تحكم العملية بأسرها. هل سيُطلب من الأهل القيام بخطوة إيجابية للسماح لأطفالهم بالمشاركة، كتوقيع إذن الموافقة (سماح فعلي)؟ أو هَل سيتم إعلامهم أنّ أولادهم سيُشاركون إلاّ إذا طالبوا رسمياً بعكس ذلك (سماح سلبي)؟ قد تبدو هذه المسألة تافهة، ولكنها تشكّل أمراً قد يؤخّر أو حتى يمنع الجهود المجتمعية ما لم يتم التعاطي معها جيّداً.

 
  • ماذا سيكلّف ذلك المجتمع المحلي وكيف تترجم هذه الكلفة بنسبة الضرائب؟
  • مَن سيكون مسؤولاً عن تحضير الاستطلاع وعن إيصال النتائج والحصول عليها ونشرها؟

3.عندما يَقبَل المجتمع المحلي تنفيذ الاستطلاع، يجب أن يتم العمل على الأمور اللوجستية. هل سيُنفّذ داخل المدرسة؟ هل سيجري استطلاع أرصدة كافة الشباب أم أرصدة هؤلاء الموجودين في بعض المدارس أو في بعض الصفوف (استطلاع  مركز البحث يصلح فقط للصفوف من السادس إلى الثاني عشر) أو ستكون عيّنة عشوائية فحسب؟ تذكّروا أنكم بحاجة إلى عدد معين من الاستبانات (أقلّه 100 لمجموعة واحدة تريدون معلومات عنها، أي لمدرسة معيّنة أو حي معيّن) حتّى تكون النتائج دقيقة إحصائياً وكاملة. إذ إنّ “مركز البحث” لن يعدّ تقريراً أبداً لأي مجموعة تتألف من أقل من 50 استطلاع.

إذا كان النظام المدرسي غير قادر أو مستعد لتنفيذ الاستطلاع، فقد يكون من الممكن تنفيذ الاستطلاع في المدرسة من قِبل منظمة محلية، أو أعضاء الائتلاف التنسيقي، أو مجموعة أخرى. يشدّد   “مركز البحث” على أنْ يتم اختيار منسق واحد للعمل كمديرٍ ومرجعٍ لعملية الاستطلاع.

4.تنفيذ الاستطلاع. يجب الآن القيام بالاستطلاع، وتجميع استباناته، وإرسالها لوضع النقاط. في حال كنتم تستخدمون استطلاع  “مركز البحث”، فستحتاجون تقريباً دون أي شك على الأقل إلى مساعدة النظام المدرسي، إذا لم نقُلْ قيادته. ومع أنّكم قد تودّون تنفيذ الاستطلاع بطرق أخرى كذلك (الاتّصال بالمتسربين والدارسين في المنازل، مثلاً، أو مَن هم في المدارس الخاصّة والدينية)، يبقى المرور عبر المدرسة الرسمية الطريقة الأسهل للوصول إلى معظم الأطفال والمراهقين في المجتمع المحلي.

5.تحليل تقرير نتائج الاستطلاع. يرسل  “مركز البحث”، في خلال عشرة أسابيع من حصوله على كافة الاستطلاعات من المجتمع المحلي، تقريراً مكوَّناً من 80 صفحة لكل مجموعة تطلبه، وهذا التقرير يفصّل ليس فقط ما هي الأرصدة أو مصادر القوة المتوفّرة وما هي الناقصة، ولأي عدد من الشباب، بل يشير أيضاً إلى حصول 24 سلوكاً يعرّض للخطر، و10 أنماط لسلوك يعرّض للخطر الشديد وثمانية مؤشرات ازدهار، وكيف تتفاعل مع مستويات الأرصدة المختلفة. والتقارير تصنَّف على أساس الصفوف والنوع الاجتماعي (الجندر)، بالإضافة إلى أساس المجموعة ككل. يُضَمِّن المعهد أيضاً ملخّصاً تنفيذيّاً، ولائحة بالمراجع ذات الصلة، ومعلومات واقتراحات أخرى.

يبقى على المجتمع المحلي الآن أن يقرّر كيف سيحلّل التقرير. وفيما يؤمّن برنامج جامعة ميشيغان بعض المساعدة التقنية والاستشارية أثناء وبعد تقديم التقرير فإن “مركز البحث” لا يقوم بذلك، إلاّ ما يقدّمه التقرير. لكنّ المعهد يقدّم بعض المساعدة ما قبل الاستطلاع، ويقدّم بشكل منفصل وبكلفة إضافيّة، ورش عمل متنوعة وتدريبات لمساعدة المنظمات والمجتمعات المحلية أن تتحضّر وتتجاوب مع الاستطلاع، كما يُضمّن مع تقارير الاستطلاع لائحةً من موارده. يمكن إيجاد كافة هذه المعلومات من موقع “مركز البحث” الإلكتروني: Search Institute

عند وصولكم إلى هذه المرحلة، قد يطلب المزيد من الأشخاص الانضمام إلى مجموعتكم التنسيقية أو التخطيطية، وقد تكون فكرة جيّدة أن تتركوا المجموعة مفتوحة للأعضاء الجدد بشكل ما، علماً أنّ المجموعة الفائقة الحجم يمكن أن تصبح غير منتجة. قد يشكّل تكوين اللجان ضمن المجموعة أو مجموعات العمل واستخدامها طريقةً للحفاظ على مجموعة التخطيط ضمن الحجم المعقول، وبنفس الوقت، التكيّف مع الجميع الذين يريدون المساعدة.

 

وفقاً لكيفيّة تقسيم المجموعة المستطلَعة (إذا ما قسّمتموها أصلاً) لأغراض التقرير، يمكن للتدقيق في التقرير أن يقول لكم ما يأتي:

  • ما هي الأرصدة التي غالباً ما تكون الأكثر نقصاً لدى الشباب في مجتمعكم المحلي
  • ما هي عوامل الخطر الأكبر على الشباب في مجتمعكم المحلي
  • ما هي مجموعات الشباب (حسب الوضع الاجتماعي الاقتصادي، الحي، المدرسة، العمر، الجندر، الخ) الأكثر تعرُّضاً وفي أية مجالات
  • ما هي مؤشرات الازدهار الأكثر تواجداً ولدى مَن

6.إيصال نتائجكم إلى المجتمع المحلي. إذا كانت الجهود على صعيد المجتمع المحلي بأسره، فيجب أن يحصل هذا المجتمع على ما يمكن من المعلومات. يجب أن توصِل مجموعة التنسيق (أو الفرد المنسق) نتائج الاستطلاع عبر الإعلام، وعبر الاجتماعات، وعبر تجمّعات في غرف جلوس المواطنين، وعبر منشورات توزع في الدكاكين، أي بكافّة الطرق التي توصِل المعلومات إلى أكبر عدد من الناس. الغاية هنا هي تحضير أعضاء المجتمع المحلي للمشاركة في الخطوات القادمة إذا أرادوا ذلك، والتفكير بمشاركتهم الفعلية في برنامج تنمية الأرصدة. (انظروا الفصل 4، القسم 2: إيصال المعلومات عن مسائل الصحة والتنمية المجتمعيّة.)

7.التخطيط للخطوات القادمة. سيعتمد طابع خطّتكم على الأرصدة النمائية التي يختار مجتمعُكم المحلي طرحَها، ولكن هنالك خطوات عامة قد تكون مساعِدة في أي عملية تخطيطية:

  • تشكيل مجموعة للتخطيط متنوعة وشاملة وتشاركية (أو كما ذكرنا أعلاه، عدد من مجموعات العمل أو اللجان، ربّما كان كلّ منها يتعاطى مع مجموعة من الأرصدة التي تطرحها خطّتكم) تمثّل كافة القطاعات في المجتمع المحلي بمن فيهم الشباب. قد تكون هذه المجموعة نفسها التي وجّهت المسار حتى الآن، مع بعض الأعضاء الإضافيين، أو مجموعة مختلفة تماماً. قد تدْعون أشخاصاً للانضمام بسبب مهاراتهم أو تأثيرهم، وقد يتطوّع آخرون لمجرّد اهتمامهم وإخلاصهم للمجتمع المحلي.
  • تحديد الأرصدة التي ستركّزون عليها. المجتمع المحلي الذي يتمتّع بموارد مُعتَبَرة (المال والناس والمساحة والخبرة المتوفرة، الخ) قد يقرّر التعاطي مع كافة الأرصدة أو تلك التي يبدو أنّها تنقص شبابه. مجتمعٌ محلي آخر لديه موارد أقل قد يختار التركيز مبدئياً على مجال واحد (الدعم، مثلاً) و/أو على جزء من جمهور الشباب.

يشعر العديد من المجتمعات المحلية أنّ الهدف المناسب هنا هو كافة المراهقين و/أو الأطفال في المجتمع المحلي، ولكن "المجتمع المحلي" يمكن أن يكون حيّاً متجانساً نسبياً، كما يمكن أن يكون مدينة متنوعة أو مقاطعة ريفية. إن  كيفيّة تعريف المجتمع المحلي تؤثّر كثيراً على نقطة التركيز.

 
  • قوموا بالبحث. اعرفوا ما قامت به مجتمعات محلية أخرى، وكيف فعلت ذلك. انظروا إلى الممارسات الفضلى، والبحث في المجالات التي تطرحونها، وقوموا بتجنيد الأساتذة والطلاب في المعاهد والجامعات المحلية للمساعدة. (انظروا الفصل 19، القسم 1: معايير اختيار الممارسات والتدخّلات المجتمعية الواعدة والفصل 31، القسم 1: كيف نُجري بحثاً: نظرة عامّة.)

يذكر أنّ برنامج "تنمية الأرصدة المجتمعية لدى الشباب في " جامعة ميشيغان يوصِل المجتمعات المحلية بمعلومات عن الممارسات الفضلى وأبحاث أخرى، كجزء من مساعدته التقنية. كما تجدون روابط متوفرة في مجالات مختلفة ونمو المراهق/الطفل على موقع  “مركز البحث” Search Institute’s website. إضافةً إلى ذلك، هنالك الكثير من المعلومات في منشورات  “مركز البحث” المتوفرة أيضاً على الموقع.

 
  • بناء خطة استراتيجية لبناء الأرصدة. (انظروا الفصل 8: بناء خطّة استراتيجية.) الخطة الاستراتيجية طويلة المدى ويجب أن تَخدم كموجِّه لما قد يكون مساراً على مدى عقود للتغيير المجتمعي. وهي تعبّر عن مفهومُكم لكيفيّة بناء الأرصدة النمائية والحفاظ عليها في المجتمع المحلي مع الوقت، بما فيها تلك التي ستقاربونها أولاً، وكيف ستبقون على المجتمع المحلي منخرطاً وكيف ستقيسون النجاح، الخ. وهي يجب أن تتضمّن جدولاً زمنياً، مع نقاط مرجعية لتقارنوا تقدّمكم معها.
  • تصميم خطة تحرك. بشكل عام، ستتطلب كل نقطة مرجعية نوعاً من التحرك (غالباً ما يكون جهوداً أو برنامجاً مصمَّماً لطرح مصدر قوة نمائي أو مجموعة مقدرات. كلّ من هذه التحركات سيحتاج خطة عمله الخاصة، واصفةً تماماً ما ستقومون به وكيف. المسائل الواجب اعتبارها هنا هي الفروقات الثقافية في المجتمع المحلي (انظروا الفصل 19، القسم 4: تكييف التدخلات المجتمعية في الثقافات والمجتمعات المحلّيّة المختلفة والفصل 19، القسم 4: تكييف التدخلات المجتمعية في الثقافات والمجتمعات المحلّيّة المختلفة) والممارسة الفعلية لتعزيز عملية تنمية الأرصدة المتنوعة. والجزء خ من "عدة العمل المجتمعي"، أي الفصول 20-26، تتعاطى مع تفاصيل التدخلات والمبادرات في عدد من المجالات المتخلّفة، وعدد منها يركّز تحديداً على الشباب.

يمكن صنع خطط التحرّك والخطط الاستراتيجية بغض النظر عمّا إذا كنتم ستختارون استطلاع   “مركز البحث” أم لا. ويجب أن يُنظَر إلى تنمية كافة الأرصدة الأربعين وتقويتها كغاية حتى لو كان العدد الكبير من الأرصدة أو معظمها أصلاً قوياً لدى شباب المجتمع المحلي. إذ إن الأرصدة لن تبقى قوية إلاّ إذا استمرّيْتم في دعم الأهل والمراهقين والمعلّمين وسائر الكبار المهمين في حياة الأطفال، وأعضاء المجتمع المحلي بشكل عام، من خلال التركيز على حاجات الشباب في المجتمع المحلي ومستقبلهم.

 

8.تقديم الخطة إلى المجتمع المحلي. التواصل هو هنا أيضاً المفتاح. يجب أن تتاح للمواطنين فرصة لهضم الخطة ونقاشها والتفاعل معها. ويجب أن يتم إدخال مردودهم في النسخة النهائية.

9.تطبيق خطة التحرك الأصلية. عندما تصبح كيفيةُ مقاربة الأرصدة النمائية نهائيةً، يكون قد حان وقت العمل. قد تشكّل المرحلة الأولى من خطتكم، كما ذكرنا سابقاً، مجموعةً واحدة صغيرة من الأرصدة، أو قد تطرح تغيير المجتمع المحلي بطرق عدّة.

10.الاستمرار في المراقبة والتقييم وتعديل خطة التحرك. كَما في حال أي نوع تحرك أو تدخّل، الأمر الأساس هو أن تتأكّدوا من أنكم تقومون بما خطّطتم له، وأنّ ذلك يحقق النتائج التي هدفتم إليها. في حال لم يكن الوضع كذلك في أي ممّا سبق، أو إذا تغيرت الظروف في المجتمع المحلي، قد تحتاجون غلى تعديل ما تقومون به، أو حتى إعادة التفكير به تماماً. وحتّى لو كان كل شيء يعمل بشكل جيّد، يمكن للمراقبة المتأنية والتقييم أن يُظهرا معظم الأحيان طرقاً لتحسين عملكم.

11.المتابعة في تشكيل خطط تحرّك جديدة وتطبيقها ومراقبتها وتعديلها، وصيانة المكاسب التي حققتموها. فيما أنتم تتقدمون في مسار تنمية الأرصدة، تذكّروا أن الغاية هي تحويل المجتمع المحلي على المدى الطويل. وعندما تصبح مصادر القوة، أو الأرصدة، مباحة لمعظم المراهقين والأطفال في المجتمع المحلي، يجب المحافظة على توفّرها إلى ما لا نهاية. إنّ جعل مجتمعكم المحلي مكاناً حيث جميع الأطفال مقدَّرون وناجحون هو عملٌ لا نهاية له.

باختصار

المقصود بتنمية الأرصدة، أو مصادر القوّة، هو تعزيز الأرصدة النمائيّة التي يحتاجها الأطفال والمراهقون ليصبحوا كباراً منتجين وناجحين وبصحة جيدة ويعتنون بالآخرين ويرعونهم. وقد حدّد “مركز البحث” في  مدينة مينيابوليس" 40 رصيد، أو مصدر قوة، توفّرها ضروري لنمو المراهق الصحيح، ورَبَطَ المعهد وجود أو غياب هذه الأرصدة بالسلوك الفائق الخطر بالإضافة إلى "مؤشّرات الازدهار"، وذلك عبر استطلاعات لشملت أكثر من مليون شاب وصبية، بين الصفين السادس والثاني عشر، لأكثر من 15 عام.

تُقسّم الأرصدة إلى 8 فئات. أربع منها هي خارجية (الدعم، والتمكين، والحدود والتوقّعات، والاستخدام البنّاء للوقت) وأربع داخلية (التزام التعلّم، والقيم الإيجابية، والكفاءات الاجتماعية، والهوية الإيجابية).

وفيما تُشير أبحاث المعهد إلى أنّ العدد المثالي للأرصدة لدى المرهق(ة) هو 31 أو أكثر، تبيّن أنّ أقل من 10% من المراهقين يتمتّع بهذا العدد. العدد الوسطي في معظم المجتمعات المحلية هو بين 18 و20، وأكثر من 60% من كافة الشباب المستطلَعين أظهر 20 أو أقل.

تشكّل تنمية الأرصدة مشروعاً يتطلّب التزاماً من الجميع في المجتمع المحلي، من المدارس والمسؤولين المدنيين إلى الأعمال والمؤسسات والمنظّمات مروراً بالمواطنين الأفراد إلى الشباب بأنفسهم. ويجب أن تكون جهود تنمية الأرصدة شاملة وتشاركية، وذلك لأنّ المفروض أن يُنظَر إليها كمسؤولية الجميع في المجتمع المحلي، من أجل تعزيز الملكية المجتمعية لها. يجب كذلك أن تركّز على الحاجات الحالية للمجتمع المعين (إذ إنّ حاجات الأرصدة تختلف من مكانٍ إلى آخر، حتى لو كان العدد الوسطي للمقدرات المتوفّرة للشباب هو نفسه) وأن تشدّد على الإيجابي، أي البِناء البَنّاء للأرصدة، مقابل عدم التركيز إلاّ على المشكلة. ويجب أن تكون الجهود على صعيد المجتمع المحلي بأسره، من أجل أن تشمل الجميع.

حسنات مقاربة بناء الأرصدة:

  • أساس قوي في البحث الاختباري والنظرية
  • تبنّي من قبل المجتمع المحلي ومدخلات متنوعة وواسعة المدى، متأتّية عن عملية تشاركية
  • التشديد على التنمية الإيجابية للمقدّرات، ما يجعل مسائل الشباب تصبح أكثر قابلة للحلول
  • قدرة كل مجتمع محلي على تصميم حلوله لبناء الأرصدة الخاصة
  • القدرة على تحليل البيانات بطرق متعدّدة ومِن قِبل مجموعات مختلفة
  • التركيز على التغيير الاجتماعي طويل المدى
  • القدرة على طرح مروحة واسعة من المسائل
  • إمكانية زيادة التماسك المجتمعي
  • التركيز على ما هو الأحسن للشباب ما يؤدّي إلى ما هو أحسن للمجتمع المحلي
  •  

سيئات مقاربة بناء الأرصدة:

  • تعتمد أرصدة “مركز البحث” الأربعون على قاعدة بيانات [في الولايات المتحدة] تتألف من 80% من ذوي البشرة بيضاء و100%  من الشباب،
  • لا توجيه حقيقي لكيفية تطوير الأرصدة
  • اتكال المجتمع المحلي على “مركز البحث” أو "جامعة ميشيغان" لتحليل الاستطلاعات
  • المحاذير الإحصائية التي قد تجعل التحليل الدقيق صعباً بالنسبة لمجتمعات محلية أو مدارس صغيرة
  • غياب الضمانات أنّ تنمية الأرصدة ستطرح المشكلات الحالية
  • التساؤل حول مدى الضرورة الفعلية لهذه الأرصدة من أجل النجاح الحقيقي لمعظم الشباب

باختصار، إنّ حسنات التركيز على الشباب تفوق السيئات، ولكن مع هذا، يجب ألا نتجاهل المحاذير.

ومع أنّ مقاربة كل مجتمع محلي لتنمية الأرصدة والقدرات تختلف باختلاف الحاجات والموارد في المجتمع، هنالك بعض الخطوات الأساسية التي يمكن استخدامها لبناء المسار (هذه الخطوات مبنية على فرضية أنّ المجتمع المحلي سيستخدم إمّا استطلاع   “مركز البحث” أو استطلاع "جامعة ميشيغان"):

  1. أحدنا يجب أن يأخذ المبادرة
  2. تأسيس ائتلاف أو مجموعة أخرى لتقديم "تنمية الأرصدة" (وفكرة المسح / استطلاع الأرصدة) إلى المجتمع المحلي
  3. عندما يقبل المجتمع المحلي تنفيذ الاستطلاع، يجب أن يجري العمل على الأمور اللوجستية
  4. تنفيذ الاستطلاع
  5. تحليل تقرير نتائج الاستطلاع
  6. إيصال نتائجكم إلى المجتمع المحلي
  7. التخطيط للخطوات القادمة:
  • تشكيل مجموعة للتخطيط متنوعة وشاملة وتشاركية (أو كما ذكرنا أعلاه، عدد من مجموعات العمل أو اللجان، ربّما تكون كل منها تتعاطى مع مجموعة من الأرصدة التي تطرحها خطتكم) تمثّل كافة القطاعات في المجتمع المحلي بمن فيهم الشباب
  • تحديد الأرصدة التي ستركّزون عليها
  • قوموا بإجراء البحث
  • بناء خطة استراتيجية لبناء الأرصدة
  • تصميم خطة تحرك
  1. تقديم الخطة إلى المجتمع المحلي
  2. تطبيق خطة التحرك الأصلية
  3. الاستمرار في المراقبة والتقييم وتعديل خطة التحرك
  4. المتابعة في تشكيل خطط تحرّك جديدة وتطبيقها ومراقبتها وتعديلها، وصيانة المكاسب التي حققتموها

نشجّعكم على إعادة إنتاج هذه المواد، لكن نرجو أن تذكروا مرجعها، "عدة العمل المجتمعي" على موقع:

Http://ctb.ku.edu

Contributor 
فِيْل رابيْنوفيتز

مصادر الإنترنت

Online Resources

A description of CADY and a report on its use in a pilot program in Genesee County, Michigan.

Benton County, Oregon’s Commission on Children and Families

 التي رعت استطلاع "معهد البحث". في التقرير توصيات لفرق عمل للتلاميذ والكبار.      

The Boulder County, Colorado Prevention Connection

 يدعم صحة المجتمعات المحلية من خلال تنمية الأرصدة مع تركيز على المراهقين أصحاب المشكلات مع القانون.  

A Fairbanks, Alaska resolution supporting asset development.

The Family Leadership Connection,

يوفر تدريباً للوالدين على أن يصبحوا مدربين.

Kentucky Child Now,

منظمة تلتزم نهج تنمية الأرصدة ويتضمن الموقع نصائح.

The Marquette-Alger Youth Foundation

أجرت المؤسسة استطلاعاً ونشرت النتائج على موقعها.

The ROPE (Rite of Passage Experience) of the Center for the Advancement of Youth and Family Services,

مؤسسة غير ربحية توفر خدمات بناء الأرصدة.

The Search Institute;

معبومات عن تنمية الأرصدة الأربعين ومواردها.

The Wayne County, Ohio Family and Children First Council.

"Asset-Building and Risk Reduction: Complementary Strategies for Youth Development,” by Peter C. Scales, Senior Fellow, Search Institute, 1998.