المثل الأوّل: "التعبئة للتحرّك من خلال التخطيط والشراكات"
يشكّل الأشخاص الذين لديهم إعاقات 16% من مجموع السكّان في المقاطعة. وقد اهتمّ قسم الصحّة في المقاطعة وشركاؤه في المجتمع المحلي بتعزيز الصحّة والرفاه لهؤلاء السكّان ذوي الإعاقات وعددهم 115 ألفا. ومن خلال العمل مع "الجمعية الوطنية لمسؤولي الصحة في المدينة والمقاطعة"، قام الشركاء بتنفيذ عملية "التعبئة للتحرّك من خلال التخطيط والشراكات" لمباشرة العمل باتّجاه هذه الغاية.
المرحلة الأولى: التنظيم
تَشاركَ قسم الصحّة في المقاطعة مع عدّة منظمات مجتمعية بتمويل من "الجمعية الوطنية لمسؤولي الصحة في المدينة والمقاطعة".
وفي ما يلي بعض الشركاء من المجتمع المحلّي:
- مركز الامتياز لصحّة النساء التابع لجامعة أوريغون للصحة والعلوم
- إعادة التأهيل المهنيّ
- خدمات الإعاقة والكِبَر في المقاطعة
- إدارة المدينة
- "مركز العيش المستقل" في الولاية
- جمعيّة "الرعاية" في الولاية
- مركز الوصول المجتمعي
- أعضاء المجلس الاستشاري
- برنامج الإعاقة الفنّي والثقافي
- مكتب إدارة الطوارئ
- قسم الخدمات الاجتماعيّة بدوائره: الكبار والأشخاص ذوو الإعاقات، وبرنامج التهاب المفاصل، وبرنامج الربو في الولاية، والتثقيف حول مكافحة التبغ.
المرحلة الثانية: الرؤية
عملت الشراكات معاً، فقامت بعصف ذهني واتّفقت على رؤية مشتركة: الصحّة والرفاه للأشخاص ذوي الإعاقات في المقاطعة.
وقرّر المشاركون أن هدفهم سيكون: "مساعدة قسم الصحة على المباشرة بطرح حاجات تعزيز الصحة للأشخاص ذوي الإعاقات في العيادات وفي المجتمع المحلّي."
المرحلة الثالثة: الدراسات
أنشأ "قسم الصحة في المقاطعة" مع "مركز القدرات المجتمعي" هيئة إدارية توزعت إلى ثلاث لجان مصغّرة. وبدعم من وحدة التقييم والدراسات في قسم الصحّة، نفّذت اللجنة المصغّرة الأولى استطلاعاً نموذجياً شمل عيادات قسم الصحّة التي تعنى بأشخاص ذوي إعاقات.
ارتكزت هذه الاستطلاعات على ردود أصحاب المصلحة وعلى الأدبيّات الموجودة حول برمجة تعزيز الصحّة للأشخاص ذوي الإعاقات، وقد نُفّذت الاستطلاعات في غرف الانتظار في ست عيادات للرعاية الأوليّة، وأجراها "قسم الصحة في المقاطعة". وقد قارب الموظّفون الذين نفّذوا الاستطلاع (موظّفو قسم الصحّة وطلاب التمريض والصحّة العامّة) كافّةَ العملاء كبار السن بعد التأكّد منهم عبر سؤالهم عما ذا كانوا مهتمّين بالمشاركة في الاستطلاع. كما توفّرت الاستطلاعات باللغات الأخرى التي تتكلمها الأقليات الأخرى في المجتمع في كافّة المواقع، فضلاً عن تواجد موظفّين يتكلّمون اللغات الأخرى في بعض المواقع للتيسير. وقد قام الناس بأنفسهم بملء الاستمارات عند الإمكان، وكانت تجري قراءتها لهم عند الرغبة أو اللزوم.
ولأنّ المستجيبين كانوا باختيار ذاتي (وليسوا عينة عشوائيّة)، فلا يمكن تعميم النتائج على الفئة السكّانية الأوسع من زوار عيادات الرعاية الصحّية الأوليّة الذين يبحثون عن الرعاية في قسم الصحّة، كما لا يمكن تحديد معدلات الإعاقات جرّاء نتائج الاستطلاعات. من جهة أخرى، يمكن القول أن النتائج تتكلّم عن المستجيبين الذين أجابوا، ويمكن استخدامها لإعطاء معلومات تفيد خطوات التخطيط القادمة.
ومن بين 144 استبياناً كاملاً أتمّه أفرادٌ جاؤوا من أجل الرعاية في إحدى عيادات الرعاية الأوليّة التابعة لقسم الصحّة، عرّف 69 شخصاً منهم على أنّه لديهم إعاقات، بناءً على معيار الدمج. النتائج التالية نجمت عن بيانات من هؤلاء المجيبين:
- 64% صرّحوا أنّ لديهم وضعاً يحدّ بشكل كبير من نشاطاتهم الجسديّة، كالمشي أو التسلّق أو الامتداد أو الرفع أو الحمل.
- 62% صرّحوا أنّ لديهم وضعاً ينتج عنه صعوبات في التعلّم أو التذكّر أو التركيز.
- 62% صرّحوا أنّ لديهم وضعاً ينتج عنه صعوبات في العمل في مهنة أو شركة.
- 58% صرّحوا أنّ لديهم وضعاً متكرّراً يحدّ من قدرتهم على القيام بنشاطات أساسيّة يوميّة.
- 41% صرّحوا عن صعوبات في الخروج من المنزل وحدهم، من أجل التسوّق أو زيارة عيادة الطبيب.
- 38% صرّحوا عن وضع صحّي نفسي يحدّ من نشاطاتهم الأساسية اليومية.
- 33% صرّحوا عن إعاقة تحد من وظائف كالتعلّم أو الفهم أو تحليل المعلومات.
- 32% صرّحوا عن صعوبات في ارتداء الملابس أو الاستحمام أو التحرّك في المنزل.
- 25% صرّحوا عن نوع من الصمم أو خسارة حادّة في السمع.
- 92% أرادوا أن يعرفوا عن نشاطات ومعلومات عن تعزيز الصحّة وعن الدعم، عندما تصبح هذه متاحة.
- 25% اهتمّوا بتشارك هذه المعلومات والأفكار، و/أو بالانخراط في تخطيط مستقبلي لنشاطات تعزيز الصحّة مع أشخاص لديهم إعاقات.
وأتت الخلاصات التالية جرّاء هذه النتائج:
- أراد المجيبون المزيد من المعلومات من الذين يقدّمون الرعاية الصحّية لهم عن علاجات حالات محدّدة، وعن الوقاية، وعن الصحّة العامّة.
- كان المجيبون مهتمّين بمروحة واسعة من نشاطات تعزيز الصحّة والدعائم، بما فيها المساعدة على تخفيف التوتّر، وصفوف الطهي، والمساعدة على إيجاد عمل، ومعلومات عن الموارد.
- كان العائق الأكبر المذكور أمام الرعاية بالصحّة هو نقص الأموال.
- كان معظم المجيبين راضياً عن المعلومات والمعالجة التي يتلقّونها حاليّاً، ولكنّهم كانوا يودّون الحصول على المزيد من أطبّائهم، والخدمات الاجتماعيّة، ومديري الحالات.
- صرّح المجيبون عن حماسهم للمشاركة في تخطيط مستقبلي للنشاطات وللاجتماع مع آخرين من أجل المشاركة معهم في نشاطات تعزيز الصحّة.
المرحلة الرابعة: المسائل الاستراتيجية
أُدْخلت نتائج الاستطلاع إلى قمّة محلية أقيمت من أجل تعزيز الصحة، وهي من نتائج أعمال اللجنة المصغّرة الثانية. وركّزت القمّة على فكرة أنّ الأشخاص ذوي الإعاقات يشكّلون جماعة أو "مجتمعا"، وأنّ أخصّائيي الصحّة العامّة عليهم أن يتعاطوا معهم على هذا الأساس.
أمّا المسائل الاستراتيجية المحتملة، فهي ما يلي:
- كيف يمكن لأشخاص ذوي إعاقات أن يكونوا أكثر انخراطاً في تعزيز صحّة مجتمعهم المحلّي الذاتي؟
- كيف يمكن لهؤلاء الأشخاص العاملين في مجال الصحّة العامّة، ومقدّمي الصحّة، والأشخاص ذوي الإعاقات أن يعملوا معاً من أجل تطوير جهود تعزيز للصحّة؟
- كيف يمكن للأشخاص ذوي الإعاقات أن يحصلوا على المزيد من المعلومات من مقدّمي الرعاية الصحيّة عن الوقاية وعن الصحّة بشكل عام؟
- كيف يمكن التغلب على نقص الأموال كعائق أمام الاهتمام بالمسائل الصحّية؟
المرحلة الخامسة، الغايات / الاستراتيجيات:
اتّفقت اللجان المصغّرة على الاستراتيجيات التالية:
- تحديد زوار قسم الصحّة ذوي الإعاقات، واستطلاع آرائهم من أجل دعم التخطيط لبرمجة تعزيز الصحّة في هذا المجتمع المحلّي والتطبيق
- بناء سجل طوعي للأشخاص ذوي الإعاقات من أجل التمكّن من تأمين الخدمات المناسبة في حال حدوث طارئ
- عقد قمّة للأشخاص الذين لديهم إعاقات ولمؤمنّي الخدمات لهؤلاء الأشخاص، من أجل تأسيس جدول أعمال طويل الأمد لبرمجة تعزيز الصحّة.
المرحلة السادسة: حلقة التحرّك
تعمل اللجنة المصغّرة الثالثة على إنشاء سجل طوعي لتحذير العاملين للاستجابة لحالات الطوارئ عندما تصيب أعضاء مجتمع ذوي الإعاقات. ويعتمد نجاح هذا المشروع على مقاربة تعزيز الصحة في مجتمع الإعاقة بنفس الطريقة التي يقارب فيها تعزيز الصحّة في مجتمعات أخرى، من خلال العمل بالشراكة مع القادة وأعضاء مجتمع الإعاقة، والتركيز على المحدِّدات الاجتماعية الضمنيّة للصحّة.
ولقد استخدم قسم الصحّة في المقاطعة أداةً هي: "التعبئة للتحرّك من خلال التخطيط والشراكات" لمعرفة ما هي المسائل التي يواجهها الأشخاص ذوو الإعاقات ضمن المجتمع المحلّي وما الذي يمكن أن يفعله المجتمع المحلّي ربطاً بهذه المسائل. فُقد جرى بلورة رؤية ورسالة، وأجريت دراسة حول المجتمع المحلّي، وتمّ تحديد المشكلات الاستراتيجيات المحتملة، وبُنيت خطّة تحرّك. و(حتى تاريخ كتابة النص) لا يزال أعضاء الشراكة يعملون في مرحلة "حلقة التحرّك" من المسار، ولكنّهم أحرزوا تقدّماً في تأمين الخدمات الصحّية وبرمجة تعزيز الصحّة لأعضاء المجتمع المحلّي ذوي الإعاقات.
المثل أعلاه مأخوذ من موقع "الجمعية الوطنية لمسؤولي الصحة في المدينة والمقاطعة" (NACCHO). يمكن مراجعة موقع "قسم الصحّة في مقاطعة مالْتْنُوها" (باللغة الإنكليزيّة) للمزيد من المعلومات (MultnomahCountyHealth Department ).
المثل الثاني: قسم الصحّة العامّة في المقاطعة
في عام 2007، قرّر قسم الصحة العامة في المقاطعة إشراك المجتمع المحلي في عمليّة "التعبئة للتحرّك من خلال التخطيط والشراكات".
- التنظيم من أجل تطوير النجاح / تطوير الشراكات:
جرى تكوين شراكة بين قسم الصحة العامة في المقاطعة، والهيئة الإدارية للمجتمعات المحلية المتحرّكة والموظّفين، وآخرين عديدين مهتمّين ونشطاء في منظمات ووكالات وائتلافات، وأفراد في المقاطعة. أحد الشركاء البالغي الأهمّية كان برنامج محلي ("أميريكور فِسْتا") الذي قام أعضاؤه بالكثير لتجميع المعلومات بالتعاون مع متطوّعين من المجتمع المحلّي في المقاطعة.
- بناء الرؤية:
تأمل المقاطعة في "زرع الانخراط الفردي والمجتمعي في كافّة جوانب الصحّة والأمان والرفاهة، من خلال تمكين الناس من الاستفادة من الموارد المتوفّرة من أجل تحقيق أفضل نوعيّة حياة." الغاية هي المباشرة في عمليّة بناء مجتمع محلّي من أجل جعل المقاطعة أكثر مجتمع محلّي صحّي ممكن، وهنا فإن تعريفُ "المجتمع المحلّي الصحّي" الظروفَ الاجتماعيّة يتضمّن الشروط البيئية والتنمية الاقتصادية وسياسات نمو المدن/البلد.
- الدراسات:
في البداية، جُمعت معلومات ديموغرافيّة وأخرى إحصائيّة حول الصحّة الجسديّة لسكّان المقاطعة: دراسة صحّة المجتمع المحلي. (ووضعت على الموقع)
كما نُفّذ استطلاع في المقاطعة، وقد دُعي أعضاء "أميريكور فِسْتا" للمشاركة في رحلات بالسيّارات في كل بلدة من المقاطعة، وعمل اثنان من سكّان كل بلدة مرشدين في كل رحلة من هذه الرحلات. المواضيع التي جرى نقاشها شملت الصحة والبيئة والكبار المسنّين وشركات الأعمال المحلّية والسكن والحماية وظروف النقل/الطرقات والأمان (ووضعت النتائج على الموقع).
ولقد استُخدمت مقاربات عديدة للتعلّم عن هذه المروحة الواسعة من المسائل التي تهم الناس في المجتمع المحلّي، منها ما يلي:
- نُفّذ مكتب الأبحاث في الأعمال والاقتصاد في جامعة مونتانا استطلاعاً هاتفياً في المقاطعة على عينة عشوائية من السكّان. وشملت المواضيع التي اختارتها مجموعات المناطق: السكن المحلي وشركات الأعمال والتطوّع وأهمّية نظام المدرسة المحلي في مجتمعهم. (ووضعت المخرجات على الموقع).
- ومن أجل دراسة وجهات نظر الشباب، أُعطيت الفئة السكّانيّة الشبابيّة فرصة لإسماع آرائها في ما يحبه الشباب وما يودّون تغييره في مجتمعاتهم المحلّية. واستُخدمت طريقة " الصوت والصورة" إذ أعطي الشباب كاميرا تُستخدم لمرّة واحدة وطلب منهم أخذ صور لجوانب إيجابيّة في مجتمعهم المحلّي وأخرى لجوانب يلزم تغييرها. (ووضعت النتائج والصور على الموقع http://www.photovoice.org/).
- دُرست أيضاً وجهات نظر المسنّين: فقد تكُوّنت "مجموعات تركيز" لبحث مدى وصول المواطنين المسنّين إلى النشاطات الرياضيّة. طُلب من الكبار التعليق على نوع التمارين التي كانت متوفّرة لهم، والعوائق الموجودة التي كانت تمنعهم من النشاط الرياضي، وما هي التغييرات والبرامج التي يودّون أن تطبَّق في المستقبل. (ووضعت المخرجات على الموقع).
- سُلّمت كذلك استبيانات مكتوبة لسكّان المقاطعة عن وجهات نظرهم عن مواضيع مختلفة متعلّقة بالصحّة البيئية. الهموم القصوى التي أسفرت عن هذا الاستطلاع كانت ما يلي: المخدّرات غير المشروعة واستخدام الكحول، والسلامة على الطرقات، والسائقين المتهورين، والجريمة والعنف المنزلي، وتطوير الغاز والنفط، ونوعية الهواء والمياه، ونوعيّة التسهيلات الصحيّة. (ووضعت المخرجات على الموقع).
- وأخيراً، نُفّذت دراسة لنظام الصحّة العامّة المحلّي عبر استخدام "أداة دراسة أداء نظام الصحة العامّة المحلّي". وقد قامت هذه الأداة بتقييم أداء عشر خدمات أساسيّة يجب أن يقوم بها المجتمع المحلّي، وبتقييم تطبيقها. وهذه الخدمات هي: مراقبة وضع الصحّة، وتشخيص المشكلات الصحّية والتحقيق فيها، وإعلام الناس وتثقيفهم وتمكينهم، وتطوير السياسات والخطط، وربط الناس بخدمات الصحّة الشخصيّة اللازمة، وتأمين قوّة عمل ذات كفاءة عالية، وتقييم فعالية الخدمات والوصول إليها ونوعيّتها، والبحث عن رؤى جديدة وحلول مبتكرة. هذه الخدمات العشر هي الخطوط العريضة للأداء الأفضل لنظام الصحّة العامّة. (ووضعت المخرجات على الموقع). للمزيد عن الخدمات العشر الأساسيّة، يمكن مراجعة الفصل 2، القسم 7: عشر خدمات صحّة عامّة أساسيّة.
- وفي جهود تساهم في التطلّع إلى المستقبل، نفّذ أعضاء المنظمة المسؤولة عن هذه الجهود دراسة قوى التغيير، وهي الهيئة الإدارية للمجتمعات المحلية المتحرّكة. وتمّ ذلك عبر نشاط عصف ذهني نظر في قوى التغيير المحتملة في المجتمع المحلي، والفرص والتهديدات الممكنة جرّاء كل تغيير. ويشمل بعض الأمثلة عن هذه العوامل التغييرات التشريعية أو السياسيّة، أو التحوّلات الديموغرافيّة، أو التغييرات في توفّر الموارد الطبيعية. (ووضعت المخرجات على الموقع).
- مسائل استراتيجية، وغايات / استراتيجيات، وحلقة التحرّك:
عند كتابة هذه السطور لم يكن قسم الصحّة في المقاطعة وشركاؤه قد أنهى هذه الخطوات بعد. وبعد جمع لائحة الهموم يرى قسم الصحّة أنّه ينبغي أن يحدّد أعضاء المجتمع المحلّي المسائل الاستراتيجية من أجل الاتّفاق على المسائل الأكثر أهمّية لكي تطرحها المقاطعة. وبعد تحديد المسائل الأكثر خطورة، سيساعد أعضاء المجتمع المحلّي على صياغة الغايات والاستراتيجيات من أجل التعاطي مع هذه المسائل التي حُدّدت. وبعد إتمام ذلك، يمكن وضع الخطوات اللازمة لتحقيق هذه الغايات على السكّة.
يمكن مراجعة دراسة نظام الصحّة العامّة المحلّي في مقاطعة ريتْشْلانْد على الموقع(Richland County Local Public Health System Assessment، وهنالك روابط مع الدراسات والنتائج بعد كل شرح).
المثل الثالث: شراكة المدينة
جرى إنشاء هذه الشراكة في المدينة من أجل تحسين قسم الصحّة العامّة في شيكاغو. وقد أشركت الشراكة عدداً كبيراً ومتنوعاً من أصحاب المصلحة في الجهود، ومن عمّال أقسام الصحّة ومقدّمي الخدمات الطبّية، إلى قادة دينيين ومتبرعين.
المرحلة الأولى: التنظيم
في البداية، جرى تكوين هيئة استشاريّة تمثّل فيها كل من قسم الصحّة ومجتمع الأعمال ومجلس الصحّة ومنظمة مناداة/سياسات صحّية. كانت هذه الهيئة مسؤولة عن تحديد أصحاب المصلحة واتّخاذ قرارات حول مَن ينبغي أن يكون مشمولاً كأعضاء في الشراكة. قامت الهيئة بتعيين أعضاء من المستشفى الحكومي، ومن مراكز الصحّة المجتمعية، ومن وكالات حكومية ذات صلة بالصحّة العامّة، ومن مجتمعات رجال الأعمال وامئسسات الروحية، ومن منظمات المناداة الصحّية، ومن جمعيات خيريّة، ومن الحقل الأكاديمي.
وضعت المعلومات عن المرحلة 1 من مسار "التعبئة للتحرّك من خلال التخطيط والشراكات" على موقع "الجمعية الوطنية لمسؤولي الصحة في المدينة والمقاطعة" (NACCHO).
المرحلة الثانية: الرؤية
من أجل بناء الرؤية، طُلب من الأعضاء وصف العناصر التي يعتبرونها مهمّةً في نظام صحّة عامّة مثالي في المدينة. وطُلب منهم أخذ ما يلي في الاعتبار:
- نجاحات سابقة في الصحّة العامّة في المدينة
- قدرة منظمتهم على المساهمة في الصحّة العامة
- الظروف الصحّية التي تواجه سكّان المدينة
- المبادئ والفرضيّات الموجّهة التي تمّ تبنيّها في مسار التخطيط.
وصّنفت معطيات الأعضاء ضمن ثلاث فئات:
- مَن سيخدم النظامُ؟
- ما الذي يمكن أن يقوم به النظام؟
- كيف سيعمل النظام؟
في الاجتماع التالي، ناقش أعضاء الشراكة هذه الأسئلة واتفقوا على رؤية للنظام المحلّي للصحّة المحلية:
"نظام صحة عامة مستجيب ومستدام، ويضع نفسه في مكان يستطيع فيه الرد على تحدّيات الصحة العامة الحالية والمستقبلية، ويحمي ويعزّز الصحة والرفاهة لأحياء شيكاغو والسكّان والزائرين، لاسيّما الأكثر حرماناً، وذلك من خلال جهود تعاونية وتخطيط وتنمية سياسات، ومن خلال تركيز واسع على تعزيز الصحّة والوقاية من الأمراض، وقيادة مشتركة، ومحاسبة."
كانت مُدخلات قسم الصحة العامّة محدودة في أثناء عملية بناء الرؤية ما ساعد على توسيع دور الشركاء غير الحكوميين. في النهاية، أسفر المسار عن رؤية يمكن اعتناقها من كافّة الشركاء، ووافقَت المجموعة على مراجعة دورية لها وإعادة النظر فيها، لتبقى على نفس مستوى التقدّم والتطوّر في الدراسات بشكل عام وفي عمليّة التدخّل.
(وضعت كل بيانات المرحلة 2 على الموقع).
المرحلة الثالثة: الدراسات
- دراسة وضع الصحّة المجتمعيّة:
جَمّعت "شراكة شيكاغو" صورةً تمثّل الصحّة في المدينة شملت بيانات مرتبطة بما يلي:
- المؤشّرات الديموغرافيّة والاجتماعية الاقتصادية
- مؤشرات وضع الصحة
- كيفية النظر إلى الصحة والسلوكيات المرتبطة بالصحة
- العوامل الاجتماعية والبيئية
- تقديم الرعاية الصحية والوصول إلى الصحة.
وقد جُمعت المعلومات من خلال سجلات الإحصاء الرسمي في الولايات المتّحدة، ومن سجلاّت أساسية ومن سجلات تقارير الأمراض (محفوظة لدى قسم الصحة العامّة)، وبيانات الخروج لدى المستشفيات، واستطلاعات عوامل الخطر على سلوكيات الشباب والكبار، وسجلات الجرائم العنيفة من دائرة الشرطة، واستطلاع واسع النطاق جرى حديثاً في المدينة.
وبناءً على هذه البيانات، كتب الموظّفون تقريراً وصفيا جرت مراجعته كما نوقش في الاجتماع التالي للشراكة. وجرى تشجيع الأعضاء على إسماع آرائهم وعلى التوصية بتغييرات. ثم أوجز الموظفون نتائج صورة صحّة شيكاغو فوضعوها في ملخّص من سبع صفحات وقدّموه في اجتماع أيلول/سبتمبر 1999.
بعض النتائج كان ما يلي:
- هنالك تباينات ملحوظة في الوضع الصحي عند الجماعات الإثنية والجندرية المختلفة.
- شهدت المدينة انخفاضاً في الوظائف المتوفّرة بنسبة 12% من العام 1992 إلى العام 1997، مع نمو بطيء في الوظائف الجديدة بين عاميْ 1997 و1999.
- انخفض معدل الوفيّات بشكل عام، ولكن معدلات الاستشفاء في المستشفيات من أمراض ذات صلة كانت عالية.
- واصلت معدلات وفيّات الأطفال التراجع، بالرغم من عدم انخفاض عدد الولادات بوزن منخفض.
- بالرغم من التقدّم الملحوظ في السنوات الأخيرة فقد ازداد حدوث معظم أنواع الأمراض المنتقلة جنسياً في السنة الأخيرة.
- كان لمعظم أهل المدينة مصدرٌ ما للرعاية الطبيّة الدوريّة، ولكن معظم الأشخاص المؤمَّنين لم يكن لديهم تغطية لخدمات الرعاية الاجتماعية.
في الاجتماع، ناقشت الشراكة البيانات الموجودة في الدراسة وما كانت تعنيه. اتُّفق على أن نتائج انخفاض معدلات الوفيّات (بما فيها وفيات الأطفال) وازدياد الاستشفاء، فضلاً عن عدم تحسّن الوزن المنخفض عند الولادة، تُفيد بضرورة المزيد من العمل في حقل الوقاية الأوليّة، فيما التحسينات جارية في التدخّل الطبي.
- دراسة المواضيع ونقاط القوّة في المجتمع المحلي: بما أنّ معظم تركيز شراكة شيكاغو كان على مستوى الأنظمة والسياسات فقد اعتُبر ضروريّاً جعلُ الشركاء على مستوى المجتمع المحلّي ينخرطون في تطوير نظام صحّة عامّة معزِّز. تعاقدت الشراكة مع أربع شراكات محلية في الأحياء، تركّز كلٌ منها على منطقة من مناطق المدينة. كانت لهذه المنظمات خبرة سابقة وتجارب في إشراك الموارد البشرية والمادية في هذه المجتمعات المحليّة المعنية، وقد نفّذت كل شراكة محليّة سلسلةً من ثلاثة منتديات. ركّز المنتدى الأوّل على توفير المعلومات، والثاني والثالث جمعا مدخلات حول المسائل الاستراتيجية واستراتيجيات الشراكة.
في سلسلة المجموعة الأولى من المنتديات، ناقش أعضاء المجتمع المحلّي وجهات نظرهم حول ما يلي:
- مسائل الصحة الأولوية والصحّة العامة
- العقبات أمام تقديم خدمات الصحة العامة المحليّة
- عناصر الجهود الناجحة المرتكزة إلى المجتمع المحلّي من أجل التحسينات الصحّية
- التغييرات على صعيد النظام اللازمة لدعم جهود التحسينات الصحّية المحليّة
قدّمت الشراكات المجتمعية المحليّة تقريراً عن النتائج إلى شراكة شيكاغو. وحدّد المشاركون في المنتدى المشكلات الصحّية الملحّة، بما فيها الإدمان على المخدّرات والعنف والسرطان والضغط العالي والسكّري والربو. وشمل بعضُ العوائق الصحّية صعوبات الوصولَ إلى وسائل النقل، واللغة أو عوائق أخرى ثقافيّة، والتغطية الضعيفة للرعاية الصحّية. أمّا الموارد التي حُدّدت فتضمّنت الحدائق والتنوّع المجتمعي والعلاقات مع الجيران.
قدم أعضاء المجتمع الحلي اقتراحات بتحسينات في النظام، بما فيها انخراط أهلي أكبر في التخطيط المحلّي، والمزيد من خدمات الرعاية الصحّية وخدمات الإسكان المجانية أو ذات الكلفة المقبولة، واتّصالات أفضل، وتعاون أكبر، وازدياد في تواجد الشرطة، وزيادة الثقة ضمن المجتمع المحلي، وأعداد أكبر من مراكز الموارد المجتمعية لتشارك المعلومات، وقيادات أقوى في حقل الصحّة العامّة.
وقُدّمت هذه النتائج المتماشية مع رؤية الشراكة إلى الاجتماع التالي لشراكة شيكاغو حيث جرى نقاشها. (وضعت المخرجات على الموقع).
- دراسة قوى التغيير: أتمّ كلّ من أعضاء الشراكة ورقةَ عمل تحدّد القوى والاتّجاهات في الصحّة العامّة، فضلاً عن التحدّيات والفرص الممكنة الناتجة عن هذه القوى والاتّجاهات. وعندما جرى تحليل أوراق العمل هذه، تمّ تحديد أكثر من 75 قوّة واتّجاه. فدمج العاملون في الشراكة المذكّرات المقدّمة في ورقة عمل واحدة، من دون تغييرات في نصوص الكُتّاب. وقد تمّ تجميع المساهمات في 11 فئة عريضة، ما سمح للشراكة بتحديد تلك القوى التي كانت الأهم بالنسبة لمعظم الأعضاء.
وقد ناقشت شراكة شيكاغو القوى والاتجاهات المحدَّدة في الوثيقة، وقدّمت إضافات وافتراضات تحمل تحدّيات. وبعد الكثير من المداولات، بما في ذلك اجتماع إضافي لمدة ثلاث ساعات عُقد خصّيصاً لهذا الغرض، تمّ دمج القوى والاتّجاهات في ثماني فئات رئيسية:
- عدم وجود دائرة للصحّة العامّة
- التغييرات في مسارات التمويل وتركيزه
- الدور الحكومي في الصحّة العامّة
- التباينات في وضع الصحّة
- التغيّرات في نظام الرعاية الصحّية
- مسائل الصحة العامّة الناشئة
- كبار السن من السكان
- التنمية الاقتصادية
عندما وصلت المجموعة إلى إجماع حول مضمون ورقة العمل وتنظيم الوثيقة، وُضع تقرير يعكس تفاصيل مسار النقاش. وبعد مراجعة التقرير وتعديله وفقاً للمراجعة أصبح ضمن خطّة تحسين أنظمة الصحّة العامّة.
- دراسة نظام الصحة العامّة المحلّي: جرى تشكيل هيئة من أجل دراسة مدى مساهمة المنظّمات في شيكاغو في الصحّة العامّة، لاسيّما من خلال تقديم خدمات الصحّة العامة الأساسيّة العشر. (وللمزيد من المعلومات عن خدمات الصحّة العامة الأساسيّة العشر، يمكنكم زيارة الموقع http://www.cdc.gov/od/ocphp/nphpsp/essentialphservices.htm، والذهاب إلى الفصل 2، القسم 7: عشر خدمات صحّة عامّة أساسيّة.)
كما أخذتْ هيئةُ دراسةِ الأنظمةِ في الاعتبار وكالات الصحة العامة الحكومية وأخرى ذات صلة، ومراكز الصحة المجتمعية، والمستشفيات، ومنظمات المناداة والسياسات، والائتلافات، والمؤسسات التربوية، ومقدّمي الخدمات الاجتماعية، والمنظمات الخيريّة، والشركات، والجماعات الروحية، وكوّنت لائحة من مقدّمي الخدمات المحدّدين من كل من هذه المجالات.
الخطوة التالية كانت صياغة استطلاع لتحديد أي من هذه الخدمات الأساسية العشر كانت تؤمّنها الهيئات، وتجميع أمثلة عن طرق تقديم هذه الخدمات. جرى توزيع هذا الاستطلاع على أكثر من 150 هيئة، وتمّ الحصول على 48 ردّاً. نظّم العاملون في الشراكة الردود بحسب المجال والخدمة المقدّمة. بعد ذلك، تم تسجيل عدد هذه الخدمات الأساسية التي كانت تقدمّ في كل منطقة من المدينة، مع تحديد الخدمة التي كانت تقدّم.
وُجد أنّ معظم الخدمات الأساسيّة العشر كانت تقدّم في جميع أحياء المدينة تقريباً. أدّى ذلك إلى استنتاج يقول إن المدينة تتمتع بموارد عديدة غير أن المسألةُ قد تكون في كيفيةَ استخدام هذه الموارد. إضافةً إلى ذلك، كان بعض خدمات الصحّة العامّة يقدّم عن قصد، وأخرى بشكل عَرضي. هذه الخدمات المقدَّمة عَرَضياً يمكن أن تُحسَّن من خلال إدخالها ضمن الأنظمة فذلك يقوّي توجُّه الجهود ويجعلها أكثر قابلية للوصول من قبل المجتمع المحلّي.
اتّفق أعضاء المجتمع المحلي على أنّ وضع إطار عملٍ تحليلي أدقّ بات لازماً لفهم المساهمات المقدّمة في تطوير نظام الصحة العامة فهماً أفضل ، ولكن في الوقت الحالي، تبقى معلومات الاستطلاعات مفيدة في توصيف النظام القائم.
وإضافةً إلى الاستطلاع، جرى تنفيذ مراجعة معمّقة شاملة لكافّة تفويضات الصحة العامة بحسب نظام إدارة البلدية، وأظهرت المراجعة أنّ قانون البلديات لعب ثلاثة أدوار:
- وضْع الهيكل الإداري للصحة العامة الحكومية
- تمكين قسم الصحة العامة ومجلس إدارته من أجل وضع معايير لحماية الصحة العامة
- السماح للقسم بفرض القواعد والأنظمة الخاصة بضمان تلك المعايير بفعاليّة.
وقورنت هذه القواعد مع خدمات الصحّة العامة الأساسية ثم أُدرجت ضمنها، ويقع معظمها ضمن تشخيص المشكلات الصحية والتحقيق فيها، وإنفاذ القوانين والقواعد، وتطوير السياسات والخطط.
أمّا المكوّن الثالث والأخير لدراسة نظام الصحة العامّة، فقد شمل رسم المواقع الجغرافيّة لشراكات تحسين الصحة القائمة المرتكزة إلى المجتمع المحلي على خريطة المدينة، ما أظهر أنّ 16 من 77 منطقة محلية رسمية تَخدمها سبع شراكات قائمة. أمّا المناطق المجتمعية الباقية، وعددها 61، فلا تُخدَم.
المرحلة الرابعة: تحديد المسائل الاستراتيجية
أصبح من الضروري أن تَخرج شراكة شيكاغو بلائحة تحتوي مسائل استراتيجية محتمَلة لتحقيق رؤية الصحّة العامّة في المدينة. أوّلاً، ذكّرت الشراكة الأعضاء بالنقاط الخمس الأساسية التي طفت جرّاء العمل الذي تمّ حتّى الآن، والتي يجب إبقاؤها حاضرة للشق الاستراتيجي:
- رؤية لنظام الصحة العامّة في المدينة
- صورة صحّية عامّة
- منتديات مجتمعية
- تحليل الاتّجاهات والقوى
- دراسة نظام الصحّة العامّة.
طُلب من الأعضاء التفكير في النتائج فرديّاً ثم نقاشها جماعيّاً ضمن مجموعات في محاولة لتحديد المسائل الكبيرة المتكرّرة. أُخذت في عين الاعتبار ست مسائل استراتيجية وجرى نقدها. ونوقشت كل من النتائج الست والتساؤل عن مدى تناسبها مع رؤية الشراكة واستيعابها لنتائج الدراسات التي أقيمت، كما اعتُمدت تغييرات أساسية وصيغ جديدة من أجل الربط بشكل أفضل بين الاستراتيجيات والرؤية ونتائج الدراسات، وجرى تبنّي المسائل الاستراتيجية النهائية التالية:
- كيف يمكن لوكالات الصحة العامة الحكومية أن تُظهر قيادة أكثر فعاليّة في مجالات تنمية السياسات والدراسات والتأمين؟
- كيف يمكن للشراكة أن تقوّي التنسيق بين شركاء الصحّة العامّة؟
- كيف يمكن لمجتمع الصحة العامّة في المدينة وشركائه أن يتخلّصوا من الفروق العرقيّة والإثنية، والجنسية، والاجتماعية الطبقية في وضع الصحّة؟
- كيف يمكن لمجتمع الصحّة العامّة التأكّد من أنّ خدمات الرعاية الصحية الشخصيّة ستكون في متناول الجمهور العام؟
- كيف يمكن للشراكة أن تعزّز تنمية الشراكات المرتكزة إلى المجتمع المحلي، المستدامة، من أجل زيادة صوت المجتمع المحلي في التخطيط للأنظمة، وتنمية البرامج والسياسات والمناداة؟
- كيف يمكن لمجتمع الصحة العامة أن يقوم بما يلي بأكثر فعاليّة ممكنة:
- التشجيع على تشارك البيانات والمعلومات الأخرى بين الوكالات؟
- الاستفادة من معلومات المجموعة ومواردها بأفضل ما يمكن؟
- نشر المعلومات للعموم وللمستخدِمين الآخرين؟
(وضعت البيانات على الموقع)
المرحلة الخامسة: الغايات / الاستراتيجيات
شمل ذلك تنمية مجالات واسعة من التحرّك من أجل معالجة المسائل الاستراتيجية المطروحة. قامت الشراكة بالعصف الذهني وبتحديد الاستراتيجيات من خلال استخدام معايير الملاءمة، والاقتصاد، والقبول، والموارد، والشرعية/المشروعة (انظروا أدناه لمزيد من المعلومات عن هذه المعايير)، على أن تعالِج هذه الاستراتيجيات المسائل التي حدّدت سابقاً.
بعد تعليق كافّة الاستراتيجيات المقترحة على الحائط، قام الأعضاء بمناقشتها وتلخيصها ثم تصنيفها ضمن فئات بناء على منطق الأمور. وبعد أن أنهت كل من المجموعتيْن التمرين، اجتمع من جديد أطراف الشراكة الواسعة، وأخذوا في الاعتبار كافّة الاستراتيجيات معاً. وفي هذه المرحلة، حصل المزيد من الإيجاز.
وخلال مسار تطوير الاستراتيجية طُلب من الأعضاء التفكير في استراتيجياتهم المقترحة ربطاً بالمجموعة التالية من المعايير:
الملاءمة: هل تعالج الاستراتيجية المسائل المحدّدة؟ هل هي قابلة للتنفيذ تقنيّاً؟
الاقتصاد: هل تساوي فعالية الاستراتيجية كلفتها؟ هل هي منطقيّة من الناحية المالية؟
القبول: هل الاستراتيجية مقبولة من المجتمع المحلّي ومن أصحاب المصلحة الآخرين؟
الموارد: هل هناك موارد لتطبيق الاستراتيجية؟
الشرعية/المشروعة: هل تملك المجموعة السلطة القانونية لتنفيذ الاستراتيجية؟ وهل هي مهمّة مشروعة للمنفّذين المقترحين، وهل هي متماشية مع رسالتهم؟
في ختام الاجتماع، كانت الشراكة قد حدّدت مجموعة من 20 استراتيجيّة، وقسّمتهم إلى سبعة مجالات تحرّك:
- إنشاء نظام صحة عامة من خلال تطوير الشراكة
- وضع أجندة لسياسة الصحة العامّة في شيكاغو
- بناء قدرة المجتمع المحلي والدائرة
- تعزيز مجموعة العمل في مجال الصحّة العامّة
- تقوية النظام من خلال المعلومات
- تحسين أجندة الصحة العامّة من خلال الأبحاث
- إطلاق المشروع: التسويق لرسائل الصحة العامة.
وقد شكّلت الاستراتيجيات في هذه المجالات الأساسَ لوضع الأولوية من قبل الشراكة ولنشاطات التخطيط للتحرّك.
(كل البيانات وضعت على الموقع)
المرحلة السادسة: حلقة التحرّك
من بين مجموع الاستراتيجيات العشرين التي طُوّرت، تم اختيار استراتيجيتيْن أساسيتيْن للتركيز أوّلاً على:
1) تنمية شبكة من ائتلافات مرتكزة إلى المجتمع المحلّي،
2) بناء أجندة لسياسة الصحة العامة في شيكاغو، تكون منسَّقة على صعيد المدينة بأسرها.
جرى اختيار عملية "تنمية شبكة من ائتلافات مرتكزة إلى المجتمع المحلّي" نظراً لطبيعة المدينة المتنوعة والواسعة. لم تكن شراكة شيكاغو قادرة نهائياً على تمثيل كافّة المجتمعات المحلية في المدينة، ولكنّ الشراكة كانت تعتقد أنّ المشاركة المجتمعية الإضافية ضرورية. وللتأكّد من تلبية حاجات المشاركة المجتمعية، باتت البنية التنظيمية لازمة، فقدّمت الشراكة طلب تمويل إلى مؤسسة كيلّوغ للمباشرة بالعمل على هذه الاستراتيجية.
أمّا الاستراتيجية الثانية، وهي "بناء أجندة لسياسة الصحة العامة في شيكاغو" تكون منسَّقة على صعيد المدينة بأسرها، فقد اختيرت لأنّ بناء السياسات شكّل مجالاً فيه مصلحة لمعظم الشركاء، وكانت الشراكة تملك موارد لازمة للقيام بالتحرّك في هذا المجال.
تكوّنت لجنة عن الشراكات المجتمعية وأخرى عن السياسات لطرح هذه الاستراتيجيات. وفي الاجتماع الأوّل لكل لجنة، تحدّث الأعضاء عن منظمات إضافية و/أو أفراد جدد من المهم إشراكهم في الجهود. فمثلاً، دُعيت وكالات على صعيد المدينة بأسرها وأخرى واسعة لها موارد في مجتمعات محلية متعدّدة (كمكتب التنمية لمجموعة عمل المدينة ووزارة الصحة المجتمعية) لأنْ تكون ضمن لجنة الشراكات المجتمعية. كما دُعي ممثلو سياسات من مروحة من الهيئات، بما فيها هيئات صحة المراهقين والعمّال، للمشاركة في لجنة السياسات. ومع توسيع العضوية، ركّزت جهود كل لجنة على بناء خطط تحرّك أكثر تحديداً، بما فيها تكليفات محدّدة وجداول زمنيّة.
كما التأمت لجنة ثالثة، وهي لجنة التطبيق، وتكوّنت فقط من أعضاء الشراكة الرسميين، وذلك من أجل التفكير في قابلية طرح الاستراتيجيات الباقية، وعددها 18. في الاجتماعات الأولى، صنّف الأعضاءُ الاستراتيجيات على مستويات الحاجة والجدوى، وهم حاليّاً في مسار تقديم توصيات إلى الشراكة حول المكان الذي يجب أن تكون فيه الجهود تالياً.
كما ستُشكّل لجنتان إضافيّتان بحلول نهاية السنة. لجنة التنسيق ستنظر في عمليّات الشراكة، بما فيها مسائل العضويّة، وعمل سائر اللجان المختلفة. أمّا مجموعة العمل فستتكوّن من أجل تعزيز الشراكة وخطّتها الاستراتيجية.
وكانت الجهة التي تخطِّط للمشروع في دائرة الصحّة العامّة هي مَن يوظّف أعضاء اللجان. والمزيد من موظّفي الدعم كان يؤمّنه مدير السياسات في الدائرة والشؤون القانونية.
وقد شملت نشاطات التقييم مراقبةَ تنفيذ الاستراتيجيات. و كان من المتوقع وجوب تطوير خطط التقييم كلّ على حدة وذلك عند طرح كل استراتيجية. ومع ذلك، لم تُبلّغ شراكة شيكاغو بعد عن أساليب التقييم التي قامت باستخدامها حتّى الآن. (كل البيانات وضعت على الموقع)
تمكنّت شراكة شيكاغو من خلال عمليّة "التعبئة للتحرّك من خلال التخطيط والشراكات" من إشراك مروحة متنوعة من أصحاب المصلحة في المجتمع المحلي في تحديد الحاجات المجتمعية، وفي بناء شراكة، وفي وضع أولويّات للمسائل الواجب طرحها، وفي تطوير خطط تحرّك، وفي التحرّك، وفي تقييم الجهود.
من أجل تقرير مفصّل عن العمل التي قامت به "شراكة شيكاغو"، يمكن رؤية الملفات عبر الرابط (بالإنكليزية): "خطّة شيكاغو لتحسين نظام الصحة العامة، 2006-2001 (آب/أغسطس 2006)". المثل مأخوذ من موقع "الجمعية الوطنية لمسؤولي الصحة في المدينة والمقاطعة" (NACCHO). Chicago Plan for Public Health System Improvement 2006-2011